بقلم : أحمد رضوان – رئيس تحرير حابي
لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلادٌ بأهْلِها, ولَكِنَّ أَخلاقَ الرِّجالَ تَضِيقُ..
تحدٍ جديدٍ نخوضُه مؤمنين بأنَّ على هذه الأرضِ ما يستحقُ الحياةَ، وأنَّ الفرصَ ستظلُّ تولدُ من رحِمِ الأوقاتِ الصعبة، وإذا كنّا -عمومًا وكصحفيين اقتصاديين بالأساس- نحكي صعوباتٍ ونجاحاتٍ وتحدياتِ أفرادٍ وشركاتٍ، ودروسهم المستفادة وإخفاقاتهم أيضًا، فقد حان الوقت لنبدأ قصتنا ونتعلم من مساحاتٍ أكثر رحابةً دروسًا جديدة.
في أعدادها الأولى، ستعمل «حابي» علي توضيحِ نموذجِ عملها والجانبِ الأكبرِ من خُططها المستقبليَّة.
تركيزُنا الرئيسُ سينصبُّ على بناءِ بوابةٍ اقتصاديةٍ باشتراكاتٍ مدفوعة وفقًا للنماذجِ المتعارف عليها في الكثير من الصحفِ العالميةِ التي توقفت وبصورةٍ صارمةٍ عن نشر محتوى مجاني.
تسعى «حابي» إلى تعظيم إيراداتها من المحتوى المدفوعِ، بصورةٍ تستهدفُ عدة مزايا، في مقدمتها الحدّ من التأثر بالاهتزازات التي تمر بها سوقُ الإعلانِ، والضغوط التي قد يفرضها المعلنون، والابتعاد التام عن نشرِ محتوى لا نرضى عنه، وكل هدفِه زيادةُ عدد الزوار.
بعد أيامٍ من البث التجريبي سيكون 70% من المحتوى المقدم على بوابة «حابي» للمشتركين فقط، وسنوفر مختلفَ أساليب الاشتراك والدفع للتيسير على القارئ، وفقًا لدراساتِ السلوكِ التي وضعتها مؤسساتٌ نجحت فى تحقيقِ إيراداتٍ من المحتوى المدفوع لا تقل عن إيراداتها الإعلانية وإن فاقتها في بعضِ الأوقاتِ، مثل «نيويورك تايمز» و»واشنطن بوست» وهي صحفٌ شاملةٌ، و»ول ستريت جورنال» و»الفاينانشال تايمز» المتخصصة في الشأن الاقتصادي.
ستقدم بوابة «حابي» خدماتها على 3 أفرعٍ رئيسةٍ: المحتوى الصحفي، وخدمات البيانات المالية، والدراسات، وداخل كل فرع بنودٌ كثيرة سيتم توضيحها تباعًا بالتفاصيل اللازمةِ، ولكن بإيجازٍ شديدٍ، نسعى إلى تطويع التكنولوجيا قدر المستطاع في تقديمِ المحتوى، وابتكار الكثيرِ من خدماتِ البيانات، والتحول إلى نافذةٍ لاستقبالِ وعرضِ الدراساتٍ.
النسخةُ المطبوعةُ ستصدرُ بصورة مبدئية الأحد من كل أسبوع، ربما نتحول للصدور اليومي، ولكن قرارنا الآن -وفقًا لنموذج العمل الذي يُغطي فترة 5 سنوات- هو الحفاظ عليها كنسخة أسبوعية، وإصدارُ نسخةٍ رقميةٍ يوميةٍ في صورة «بي دي إف» سهلة التصفح والتفاعلِ.
«حابي» جريدةٌ وبوابةٌ إلكترونيةٌ اقتصاديةٌ، تسعى إلى تقديمِ محتوىً قادرٍ بمرور الوقتِ على الوصولِ لشريحةٍ أكبر من القراءِ، عن طريقِ تبسيطِ وتنويعِ أشكالِ عرضِ المحتوى، والاجتهاد دائمًا من أجل ذلك، وتغطية مساحة واسعة من الاهتمامات الاقتصادية التي شهدت وتشهدُ تغيراتٍ مُتسارعةً.
أدواتُ ومصطلحاتُ سوقِ المالِ التي كانت لغزًا للكثيرين، أصبحت «شيئًا عاديًّا جدًّا» أمام عبارات مثل «تطويع البلوكتشين في تسهيل التعاملات المالية»!؛ لذا نرى أن أحدَ أهدافنا الرئيسةِ كمقدم محتوى يسعى لأن يكون «مفيدًا»، هو السرعة والسرعة والسرعة في توصيلِ الجديدِ بالبساطةِ والشرحِ اللازمين لوأدِ حالةِ الاغترابِ بين الاقتصاد والكثير من المواطنين، وضمان مواكبة التطور.
وبكلِّ تأكيدٍ، ستظل عينُنا دائمًا على السبق الصحفي والتحليلات الوافيةِ من مُختلف القطاعاتِ الاقتصاديةِ، بدايةً من الشركاتِ المقيدةِ والمتداولةِ بأسواقِ المال المحليةِ والإقليميةِ والأجنبيةِ، وحتى حركة أسعار الخدماتِ والسلع وثيقة الصلة بالحياة اليومية، وبالصورة التي تُرضي شغفَ الوصولِ لمحتوى كافٍ وفي الوقت المناسب.
رِهانُنا الكبيرُ.. الخدماتُ والمحتوى المرتبطُ بروادِ الأعمالِ وأصحابُ المشروعاتِ الصغيرةِ والمتوسطةِ ومن يملكون أفكارًا جيدة لكنهم يجدون صعوبةً فى تمويلها أو ضبطها بالصورة التي تجعلها جاذبةً للتمويل، وأيضًا من يملكون المال ولا يجدون البضاعةَ، ونرى أن العزلة الكبيرةَ التي تطرقنا لها بين الاقتصادِ والكثير من المواطنين، تتجسَّد في الفجوةِ الهائلةِ بين الشبابِ وتمويلِ الأفكارِ وبداياتِ الأعمالِ.
أما الاسمُ «حابي» فهو إلهُ السعادةِ والخيرِ والبهجةِ عند الفراعنةِ، رمزُ الرخاءِ والوحدةِ، وَقَعَ اختيارُنا عليه بعد رحلةِ بحثٍ في المصريةِ القديمةِ، واخترنا من جدرانِ المعابدِ لوحةَ «حابي» التي تُجسِّد وحدةَ الجنوبِ والشمالِ وتجمع البردي بزهرة اللُّوتس، لتكون شعارَ هذا المشروعِ الوليدِ.
فى نهايةِ هذه المقالة، لا يسعني إلا توجيه الشكر لكلِّ من ساندنا ولو بكلمةٍ طيبةٍ أشعلت حماسنا، وهم كثيرٌ وفعلوا الكثيرَ، فكلُّ الشكرِ والتقديرِ لهم.