الفضائيات تختبر قدرتها على تجاوز خسائر الموسم الماضي
مصدر بـON E: الميزانية لم تتجاوز 230 مليون جنيه بهدف ضبط السوق
الكحكي: تكلفة خريطة «النهار» أقل من الحد الأقصى.. وحققنا مشاهدة عالية.
سليمان:شراكة في شراء المحتوى بين DMC ودريم والتليفزيون المصري لعرض أعمال أكثر.
فتحي:خسائر القنوات تجاوزت 3 مليارات العام الماضي.. والخليج بدأ يضع حدودًا للإنفاق.
حابي
تسعي القنوات الفضائية خلال الموسم الرمضانى الجاري، الأهم دراميًّا وإعلانيًّا على مدار العام، نحو تقليص إنفاقها على خريطة المسلسلات و البرامج ، لتجاوز الخسائر الفادحة التي تكبدتها طيلة السنوات الماضية بسبب ارتفاع أسعار المحتوى، مع عدم قدرة الموارد الإعلانية على تغطية تكاليفها، ما دفع عدد منهم للاتفاق على حد أقصي للميزانيات المخصصة لهذا الشهر بهدف ضبط السوق.
وبالفعل وقعت خمس قنوات فضائية وهي الحياة، النهار، CBC، DMC، ON E) في نوفمبر 2017، على مذكرة تفاهم لمواجهة ارتفاع أسعار المسلسلات في الموسم الرمضاني المقبل، واتفقوا على عدم شراء أي عمل تتجاوز قيمته 70 مليون جنيه سواء كان عملًا دراميًّا أو برنامجًا، على ألا تزيد الميزانية الإجمالية للمحتوى البرامجي عن 230 مليون جنيه، لوقف نزيف الخسائر التي تكبدتها القنوات خلال الأعوام الماضية.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن الفضائيات تكبدت نحو 3 مليارات جنيه خسائر في الموسم الرمضاني لعام 2017، إذ بلغت الإيرادات الإعلانية لها نحو 3 مليارات جنيه فقط مقابل 6 مليارات أنفقتها على الدراما، فيما قال طارق نور رئيس قناة «القاهرة والناس» في حوار مع «حابي» نشرته يوم 29 إبريل الماضي، إن الحصيلة الإعلانية للقنوات خلال 2017 لم تتجاوز 2.5 مليار جنيه، نصيب الوكالات الإعلانية منها يصل إلى 500 مليون جنيه، ما يشير إلى فجوة تمويلية بين الإنفاق والعائد تصل إلى 4 مليارات جينه نتيجة لارتفاع تكاليف شراء المحتوى من برامج ومسلسلات.
وتراجع حجم الإنتاج الدرامي الخاص بشهر رمضان هذا العام لنحو 28 مسلسلًا؛ في حين كان عدد الأعمال الدرامية في رمضان 2017 نحو 37 مسلسلًا، وسط تساؤلات حول ما إذا كان قلة المعروض هدفه رفع الأسعار أم أن هذا التراجع يبدو طبيعيًّا في ظل إدراك المنتجين بضرورة الالتزام بعدد محدود من الأعمال بما يتماشى مع اتجاه القنوات لتقليص ميزانيات رمضان.
من جانبه، قال علاء الكحكي، رئيس مجلس إدارة شبكة قنوات النهار، إن إجمالى ما أنفقته الشبكة على الدراما الرمضانية هذا العام أقل من الحد الأقصى المتفق عليه، والمقرر بـ 230 مليون جنيه، رافضًا الإفصاح عن القيمة الحقيقية المرصودة لدراما رمضان هذا العام.
وأكد الكحكي أن شبكة تليفزيون النهار تذيع هذا العام ستة مسلسلات، مؤكدًا ثقته في نجاح القناة على جذب المشاهدين بهذا العدد من الأعمال، موضحًا أن قناته حققت نسب مشاهدة مرتفعة في رمضان 2017 بخمسة مسلسلات فقط.
وأكد مصدر بشبكة قنوات «ON E»، أنهم التزموا بالحد الأقصى للشراء، موضحًا أن القناة سوف تعرض خمسة مسلسلات خلال شهر رمضان بميزانية تقترب من 230 مليون جنيه، وهو نفس المبلغ المحدد مسبقًا بمذكرة التفاهم التي وقعوا عليها في نوفمبر الماضي بغرفة صناعة الإعلام.
وأشار إلى أن الفضائيات تكبدت نحو 1.5 مليار جنيه خسائر في الموسم الرمضاني لعام 2017، إذ بلغ حجم الإنفاق على الدراما نحو 2.5 مليار جنيه، في حين أن القنوات حققت إيرادات إعلانية بنحو مليار واحد.
وقال إن هذه الخسائر سبب اتجاه الفضائيات للتوقيع على مذكرة التفاهم التي أقروا خلالها بألا تتجاوز قيمة شراء الأعمال الرمضانية سواء برامج أو مسلسلات حاجز الـ 230 مليون جنيه، بحد أقصى 70 مليونًا للعمل الواحد.
في سياق متصل، قال هشام سليمان، رئيس شبكة قنوات DMC إن جميع القنوات التي وقعت على مذكرة التفاهم أكدت التزامها بعدم زيادة ميزانيتها لمسلسلات رمضان عن 230 مليون جنيه، كاشفًا أن قنوات DMC دخلت في شراكة مع كل من التليفزيون المصرى وقنوات دريم لشراء بعض الأعمال بالشراكة بينهما بشرط أن يتم عرض نفس المسلسل على كل منهما في نفس التوقيت.
وأوضح أن هذا الاتجاه سيساهم في رفع أعداد المسلسلات المعروضة على القناة مع الالتزام بالحد الأقصى لميزانية الشراء وهو 230 مليون جنيه، والتي كانت تكفي شراء ما يتراوح بين ثلاثة أو أربعة مسلسلات فقط.
ولفت إلى أن مسلسلات رمضان هذا العام سوف تشهد زيادة في الجودة الفنية سواء تصوير أو إخراج وخلافه، مع انخفاض حجم الإنتاج.
وتوقع سليمان تراجع المساحات الإعلانية هذا العام مقارنة بالعام الماضي، بسبب تزامن استعدادات المنتخب المصري لبطولة كأس العالم مع الموسم الرمضاني، مما قد يدفع بعض المعلنين لتخصيص جزء من ميزانية رمضان الإعلانية للمشاركات بحملة لبطولة كأس العالم.
من جانبه، قال عمرو فتحي، المدير التنفيذي لغرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع، إن قائمة القنوات التي وقعت على مذكرة التفاهم للحد الأقصى لشراء الاعمال الرمضانية، لم تضم قنوات جديدة خلال الفترة السابقة، موضحًا أن الهدف من توقيع المذكرة لم يكن جمع أكبر عدد من القنوات وإنما بهدف تنظيم السوق.
وأكد أن إرتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة بالموارد لا تشجع على الاستثمار، وبالتالي فإن إتفاق الفضائيات الكبرى على الالتزام بحد أقصى للشراء سيؤدي بالتبعية إلى انخفاض تكاليف الإنتاج حتى لا يتعرض المنتجون للخسارة، ومن هنا تبدأ السوق في تنظيم نفسها بنفسها.
وقال إن خسائر القنوات تجاوزت 3 مليارات جنيه في الموسم الرمضاني الماضي، منهم 2 مليار لقناتين فقط.
وأشار إلى أن دول الخليج ومنهم السعودية بدأت تتحرك في هذا الاتجاه مؤخرًا، إذ حددت حدًّا أقصى لشراء الأعمال الدرامية؛ باستثناء تلك التي يقوم ببطولتها نجوم كبار؛ موضحًا أن السقف المحدد يقترب من الرقم الذي اتفقت عليه الفضائيات المصرية.