أحمد رضوان ـ رئيس تحرير جريدة حابي
منذ صدورِ العددِ الأولِ من جريدةِ «حابي » يوم 29 إبريل الماضي والذي تَزامنَ مع مؤتمر «حابي » للاستثمار، تحدَّثتُ كثيرًا عن بدايات المشروع ومستقبله وأهدافه، وطموحِ القائمين عليه والجهد الذي بذلوه..ونسيتُ عن غير قصدٍ الجنديَّ المجهولَ، منبعَ الطاقةِ والأملِ.. ابنتي الحبيبة «ناي».
أن تسعى لإتمام عملٍ تحبه بأفضل صورةٍ ممكنةٍ وفي زمن قياسيّ، فهذا له تكلفةٌ باهظةٌ، تظنُّ في البداية أنك ستدفعها وحدك، وستكون حريصًا أشدَّ الحرص على أن حقوقَ كلِّ من حولك ستؤدَّى بصورتها الكاملة وكأنه لا جديد على الأرض، فأنت طوال الوقت تعمل وتضحك وتسهر وتبارك وتزور وتسمع وتسرد، فما الجديد إذن؟ كلُّ ما في الأمر هو أنك ستقطع نصيبًا من فترات الراحة، وتحوله إلى عملٍ لتُكْمِلَ ما تريدُ.
لم تكن هذه هي الحقيقة، فقد استقطعت وربما كالعادة وقتًا كبيرًا من نصيب ابنتي، هي في فترة الإجازةِ السنويةِ، وأنا في بداية عمل جديد، هي تطلب السفرَ، وأنا أؤجل كل شيء لما بعد الاطمئانِ على نجاح البداية واستقرار العمل وتكوين الفريق، هي تبحثُ عن يومٍ استثنائي، وأنا أفتش عن ساعة أكمل بها شيئًا ناقصًا.
ناي هي الجندي المجهول بلامنازع مثلما وصفتها أمها في إحدى الصور التي نشرتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حينما كنا في فترة تجهيز المقر، وكنت أقوم بطلاءِ جدرانِهِ بسعادة الحالمين بعالمٍ جديدٍ، وكانت بجواري تساعدني في تكوين هذا العالم.
«ناي » ستقرأ هذا المقال، فقد أنهت عامها الأول في المرحلة الابتدائية،وتتمتع بقدرٍ هائلٍ من الشغفِ وحب الاطّلاع والتعلُّم، ويشهد لها بذلك كل من تعرف عليها أو مر بمراحل تكوينها المختلفة، وأنا أكتبه لتقرأه هي، لا ليقرأه عليها أحد؛ ستقراه وتقبل ما به من اعتذارٍ ضمنيّ، وتعهدٍ بأنها لن تدفع ثمن اهتمامي بعملي مرة أخرى، وأن أكون أكثر تنظيمًا من أي وقت مضى.
.. أحبك جدًّا.