الدولار يزداد قوة ولكن الذهب سينتصر فى النهاية

مريم عبد الغني

رغم انخفاض سعر الذهب للشهر الثاني على التوالي، لكنه من المتوقع أن يتجاوز تلك الخسائر ويرتفع في 2019 مع ضعف أداء الدولار.

وقال بارتميليك رئيس استراتيجية السلع الأولية لدى «تي.دي» للأوراق المالية إن المعدن النفيس سيبدأ في الصعود في الربع الأخير من هذا العام ليصل إلى متوسط 1375 دولارًا للأونصة (الأوقية) في الشهور الثلاثة الأخيرة، وقد يلامس 1400 دولار، وهو مستوى لم يصل إليه الذهب منذ عام 2013.

وتراجع سعر سبيكة الذهب بنحو 5 بالمئة منذ 11 أبريل الماضي ليجري تداولها عند 1293 دولارًا بفعل عبء ارتفاع الدولار، دون مبالاة للاضطراب السياسي في إيطاليا والغموض الذي يحيط بأوضاع التجارة العالمية.

وقال ميليك، أثناء حديثه بمؤتمر عن المعادن النفيسة في سنغافورة هذا الأسبوع: «مع مرور الوقت، ستكون هناك أسباب أقل للإقبال على الدولار، مما سيعكس بعض التدفقات على الأرجح» لصالح الذهب، مضيفًا: «نعتقد أنه في نهاية المطاف مع دخولنا عام 2019، فالدولار سيضعُف، مما سيُمثَّل حافزًا قويًّا للذهب».

وأضاف ميليك، في تصريح عبر الهاتف إلى وكالة «بلومبرج» الأمريكية نهاية مايو الماضي، أنه من المتوقع أن تبقى البيئة الكلية لسعر الفائدة منخفضة، مع ارتفاع الاحتياطي الفيدرالي بصورة كبيرة مرتين أو ثلاث مرات أخرى العام المقبل، قبل إنهائها دورة إحكام السياسة النقدية، وقال إن ذلك الأمر بالإضافة إلى الأسهم المُقَيَّمَة بالكامِل، والمخاطر الجيوسياسية، والاتجاه العام لانخفاض إمدادات المناجم سيتسبب في ضغوط متزايدة لشراء الذهب.

وتابع أنه على المدى القريب لا توجد أسباب كثيرة لتوقع ارتفاع الذهب، مع مواصلة الدولار صعوده الثابت، فمن المرجح أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة مرتين أخريين هذا العام، متوقعًا أن تصل أسعار الذهب إلى حاجز 1290 دولارًا في الربع الثالث من 2018، وإلى 1300 دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام.

وعبر نيكولاس فرابيل، المدير العام بشركة «إيه.بي.سيبوليون» لتجارة الذهب، ومقرها سيدني بأستراليا، عن رأي مماثل؛ فقال في مقابلة مع وكالة «بلومبرج» مطلع الشهر الجاري، إنه على المدى القصير، لا يزال الدولار ذو الأداء القوي يُمثل رياحًا مضادة و«سيزيد من صعوبة الحياة» بالنسبة للذهب، لكن المعدن النفيس سيُنهي العام بقوة.

وأضاف فرابيل، الذي كان أيضًا ضمن المتحدثين في مؤتمر سنغافورة: «بالنظر إلى المستقبل، تبدو الظروف أكثر إيجابية بالنسبة لسوق الذهب مع تزايد تقادم انتعاش الدولار وبدء تآكل قوته بفعل العوامل المالية”، مضيفًا أن دورة إحكام السياسة النقدية قد تنتهي العام المقبل.