حابي
قبل أيام من انطلاق المونديال، أعلن حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للاعلام، أن التليفزيون المصرى سيقوم ببث 22 مباراة من بطولة كأس العالم المقامة فى روسيا، منها مباريات المنتخب المصرى، وذلك عبر القنوات الأرضية، استنادا إلى قرار من جهاز حماية المنافسة بأن التليفزيون المصري لديه القاعدة القانونية التي تمنحه حقوق بث مباريات المنتخب بكأس العالم.
وجاء قرار حماية المنافسة ردا على خطاب وجهته الهيئة الوطنية للإعلام للجهاز سعت من خلاله لمعرفة موقف مصر القانونى من بث مباريات البطولة، بعد أن خاطبت الهيئة الاتحاد الدولة لكرة القدم يوم 6 يونيو الجارى للحصول على حقوق بث مباريات من بطولة كأس العالم ضمنها مباريات المنتخب المصري مقابل مبلغ – لم يتم الإفصاح عن قيمته – على أن يكون الرد فى موعد أقصاه يومين، لكن الفيفا لم يرد، مما دفع مسئولى الهيئة الوطنية للإعلام لإصدار بيان رسمى أكدوا فيه بث 22 مباراة أرضيا.
من جانبه، قال هشام عبد ربه المحامى الدولى المتخصص فى التحكيم الرياضى، أن قرار بث مباريات كأس العالم لا يختلف عن واقعة بث مباراة مصر وغانا الذى غرمت فيه مصر 2 مليون دولار لصالح شبكة بى ان سبورتس القطرية.
وقال عبد ربه فى تصريحات لـ”حابى” إن بطولة كأس العالم محمية بحقوق دولية سواء للاتحادات الرياضية أو القنوات التى أنفقت أموالا باهظة للفوز بها، مشيرا إلى أنه لا يمكن ضرب تلك الحقوق عرض الحائط عن طريق اتخاذ قرار فردى ببث البطولة دون الرجوع إلى مالكيها الأصليين.
وأوضح أنه إذا كان من حق مصر عرض بطولة كأس العالم على قنواتها الأرضية، فلماذا لم تم ببث بطولة أمم افريقيا 2017 والتى دار حولها نفس الجدل؟ ولماذا لم يمثل عيسى حياتو الرئيس السابق للكاف أمام النيابة رغم صدور قرار بإحالته للنيابة؟
وألزم جهاز حماية المنافسة فى 2017 الاتحاد الافريقى لكره القدم بفسخ تعاقداته مع الشركة الفرنسية المالكة للحقوق “لاجاردير”، ومنح الحقوق بشكل استثنائى لشركة بريزنتيشن سبورتس لحين اجراء مزايدة علنية جديدة، وذلك بداعى عدم توافر الشفافية عندما حصلت الشركة الفرنسية على الحقوق بالأمر المباشر، بينما لم يتم البت فى العرض الذى تقدمت به شركة بريزنتيشن قبل البطولة بعدة أشهر للكاف بهدف الحصول على حقوق البث.
لكن فى النهاية لم تنجح مصر – رغم التأكيد على صحة موقفها القانونى – فى بث مباريات البطولة، وتم رفع دعوى قضائية لبطلان تعاقد «الكاف» مع الشركة الفرنسية وإلزامه بإجراء مزايدة جديدة، ولاتزال الدعوى منظورة أمام القضاء المصرى.
وعلى الرغم من صدور بيان رسمى من الهيئة الوطنية للإعلام أكدت فيه بث مباريات البطولة إلا أن هذا القرار من المرجح أن يلقى نفس مصير سيناريو أزمة حقوق بث بطولة أمم افريقيا 2017.
الغريب أن الجانب المصرى تعامل مع سيناريوهى أمم افريقيا والمونديال بنفس المنطق، حيث اعتبر عدم الرد على أى خطاب أو طلب من جانبه إلى الاتحادات الدولية أو القارية بأنه يمنحها حق تنفيذ هذا الطلب دون الرجوع إلى الجهة المنظمة، ولكن إذا كان الرد ليس له قيمة، وأن موقفنا القانونى من البث سليم بنسبة 100%، لماذا تقدمنا به من الأساس؟ ولماذا لم يتم عرض بطولة أمم افريقيا حينها؟.
حاولت “حابى” الاتصال بكل من مجدى لاشين رئيس التليفزيون المصرى، وهشام رشاد، نائب رئيس التليفزيون للبرامج الرياضية، بهدف الحصول على إجابات واضحة على الأسئلة السابقة، لكنهما لم يردا على اتصالاتنا المتكررة.
ولا يعتبر سيناريو أمم افريقيا الوحيد الذى قد ينسف وعود بث المونديال عبر الترددات الأرضية، فسبق وأذاعت مصر مباراة مصر وغانا الشهيرة فى تصفيات أمم افريقيا فضائيا بدون إذن من شبكة بى ان سبورتس المالكة لحقوق البث، أو من الاتحاد الافريقى المنظم للبطولة، وسط تأكيدات من جانب مسئولى الاتحاد حينها بصحة موقف مصر القانونى، لكن فى النهاية ألزمتنا الفيفا بدفع غرامة 2 مليون دولار.
الجدير بالذكر أن “بريزنتيشن سبورتس” الشركة الراعية لاتحاد الكرة المصرى، دخلت فى مفاوضات مع الاتحاد الدولى لكرة القدم منذ ما يزيد عن سبعة اشهر لبحث إمكانية الحصول على حقوق بث بطولة كأس العالم 2018 أرضيا، باعتبارها الجهة صاحبة الحق فى بيع البطولة، لكن لم يتم الإعلان عن نتائج المفواضات حتى هذه اللحظة.
حاولت “حابى” أيضا الاتصال بكل من محمد كامل رئيس شركة بريزنتيشن سبورتس وعمرو وهبى المدير التنفيذى، لمعرفة ما إذا كان قرار الوطنية للإعلام ببث 22 مباراة من بطولة كأس العالم أرضيا، تم بالتنسيق مع شركة بريزنتيشن سبورتس التى كانت لديها رغبة سابقة فى الحصول على حقوق البث، أم أن القرار صدر من من الهيئة بشكل مستقل، ولكن دون رد.
يشار إلى أن جهود دولية عربية بذلت خلال الشهور الأخيرة للبحث من خلال الوسائل القضائية الدولية عن مخرج قانونى يسمح لها بالدخول فى مفاوضات مع الجهات المسئولة عن البطولات المشفرة، والممثلة فى اتحادات كرة القدم المختلفة حول العالم.