جمارك إضافية متبادلة .. الحرب التجارية تتصاعد بين أكبر اقتصادين في العالم
فاينانشيال تايمز
كشفت الولايات المتحدة اليوم عن خطة لفرض رسوم بقيمة 50 مليار دولار على وارداتها من الصين ستدخل حيز التنفيذ خلال أيام، وعلى الفور ردت بكين بإجراء مماثل، في تصعيد متبادل للتوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
” صداقتي العظيمة مع الرئيس الصيني جين جينبينج وعلاقتنا مع الصين مهمة جدا بالنسبة لي .. بيد أن التجارة بين بلدينا كانت غير عادلة للغاية ، لفترة طويلة جدا .. هذا الوضع لم يعد قابلا للاستمرار”، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة مع فوكس نيوز.
وتستهدف الرسوم الأمريكية على الواردات إجبار بكين على وقف ما تدعي الولايات المتحدة أنه سرقة منهجية للملكية الفكرية في أمريكا، وستطبق على عدد من المنتجات تتضمن السيارات والمروحيات والجرافات والأدوات والآلات الصناعية.
كما هددت واشنطن بفرض رسوم جمركية على الواردات ذات الصلة بأشباه الموصلات من الصين، والتي تقول صناعة التكنولوجيا الأمريكية إنها سترفع الأسعار على الإلكترونيات الاستهلاكية وتضر بالشركات الأمريكية وسلاسل التوريد الخاصة بها.
وأضاف ترامب إن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على تحمل خسارة تقنياتها وملكيتها الفكرية في ظل ممارسات اقتصادية غير عادلة” ، مضيفًا أن الرسوم الجديدة “ستكون بمثابة خطوة أولى نحو تحقيق التوازن في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين”.
وكانت المحادثات بين بكين وواشنطن للحيلولة دون اندلاع حرب تجارية قد توقفت، لكن ترامب أشار إلى أنه ما زال مستعدا للتفاوض. “لدي علاقة رائعة مع الرئيس شي.. سننجز كل ذلك .. إنه يفهم أنها غير عادلة”.
وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يستعدون لتصعيد الإجراءات حيال بكين حال بادلتهم نفس الرسوم واضافو أنهم مستعدون لسلسلة من الإجراءات المتبادلة بشأن الرسوم خلال الصيف.
وقالت الولايات المتحدة إن أول تعريفة جديدة ستسري اعتباراً من 6 يوليو وستفرض على شريحة من 818 منتج وستجلب 34 مليار دولار، بينما تدخل الرسوم على قائمة منفصلة من 284 منتجًا بقيمة 16 مليار دولار حيز التنفيذ لاحقا بعد خضوعها لفترة استشارات عامة.
وردت وزارة التجارة الصينية اليوم بأنها “ستفرض على الفور إجراءات مضادة من نفس الحجم والقوة” ، ورغم ذلك لم تقدم قائمة كاملة بالتعريفات أو التفاصيل حول موعد فرضها.
وأضافت الوزارة: “في نفس الوقت ، ستصبح جميع الاتفاقات الاقتصادية والتجارية التي سبق ان توصل اليها الجانبان لاغية”، في إشارة الى نتائج الجولات السابقة من محادثات التجارة الصينية الامريكية.
وحذر ترامب من أن الولايات المتحدة مستعدة لفرض المزيد من الرسوم الجمركية إذا اختارت الصين المضي قدما في خطتها لفرض رسوم على الصادرات الزراعية الأمريكية مثل لحوم البقر وفول الصويا.
وقال مسؤول تجاري أمريكي أن المسؤولون الأمريكيون يضعون اللمسات النهائية على قائمة تتضمن رسوما بقيمة 100 مليار دولار إضافية على الواردات الصينية في حالة الانتقام الصيني، على الرغم من أن مثل هذا الإجراء الأمريكي قد يستغرق شهوراً.
وقال المسؤول: “انها تسمية خاطئة أن نصف أي شيء تفعله الصين بأنه رد انتقامي .. هم الذين بدأوا المشكلة”.
وفي وقت لاحق، انخفضت الأسهم الأوروبية في ختام تعاملات اليوم نتيجة تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، كما انخفض مؤشر S & P 500 الأمريكي بنسبة 0.4% في بداية التعاملات كما انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.5%، وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.6%.
وانخفضت أسهم الشركات الصناعية الكبرى مثل بوينج وكاتربيلر وشركة ديري اند كو لصناعة المعدات الزراعية بنسبة 1.6% و 1.7% و 1.4% لكل منهم على التوالي.
فيما جاء التأثير أقل وطأة على شركات الأغذية.
وقد رحب بعض الديمقراطيين بهذه التعريفات، وقال تشاك شومر ، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، إن تصرفات الرئيس مع الصين “انما هي بشأن لى المال”.
لكن قرار ترامب أثار احتجاجات فورية بين مجتمع الأعمال الأمريكي ، واتحادات المزارعيت والأعضاء المؤيدين للتجارة في حزب ترامب الجمهوري.
وقال أورين هاتش ، رئيس اللجنة المالية في مجلس الشيوخ: “ستضر التعريفة الشركات والمستهلكين الأمريكيين والصينيين ، وستعرض النمو الاقتصادي في كلا البلدين للخطر”.
وقالت غرفة التجارة الأمريكية ، أكبر اتحاد للبزنس في البلاد ، إن التعريفات الجديدة ستضع “تكلفة الممارسات التجارية غير العادلة للصين على عاتق المستهلكين الأمريكيين والمصنعين والمزارعين ومربي الماشية”.