أبراج تحدد موعد نهائي لحسم صفقة كولوني كابيتال وسط مقاومة من بعض المستثمرين

وكالات:

قالت صحيفة فاينانشال تايمز، أن مجموعة أبراج الإماراتية قالت لمستثمرين ودائنين، أنها بحاجة إلي بيع أربعة صناديق لشركة “كولوني كابيتال” الامريكية بحلول يوم 1 يوليو المقبل من أجل البقاء، لكن البعض يتحرك لمعارضة الصفقة، وفقا لمصادر مطلعة.

وأضافت المصادر أن صفقة “كولوني كابيتال” التي أعلنت الأسبوع الماضي، قدمتها أبراج كخطة إنقاذ، لكن بعض المستثمرين والدائنين أبلغوا الشركة أنها تتحرك بسرعة كبيرة، وأنهم لا يملكون شروط الصفقة أو وقت كاف لتقييمها بصورة صحيحة ، وربما تتوفر عروض أفضل.

وقالت فاينانشال تايمز، أن الأطراف المتشككة التى أعربت عن مخاوفها تشمل البنك الدولي، الذي يستثمر فى صندوق أبراج الرعاية الصحية البالغ تكلفته مليار دولار، وصندوق التأمينات الإجتماعية الكويتي، وصندوق “AUCTUS”، الذي يمتلك 300 مليون دولار قروض قدمت لأبراج.

وقالت متحدثة بأسم أبراج أن بيع أربعة صناديق لشركة كولوني “سوف يضمن لمجموعة مميزة من الأصول و الفرق التحرك بصورة مستقرة وأمنة، بالتزامن مع الاستمرار فى تقديم قيمة للمستثمرين”.

ورفضت التعليق على ما وصف بالمحادثات السرية مع المستثمرين.

وقال مصدران على دراية بالأمر لصحيفة فاينانشال تايمز، أنه بعد موافقة شركة الاستثمارات الأمريكية على شراء 4 صناديق دون الكشف عن قيمة الصفقة، قالت أبراج للمستثمرين أنها تريد الموافقة على الصفقة قبل يوم الأحد، وأنها تحتاج أموال من عملية البيع للحفاظ على الشركة، دون أن تذكر لماذا الأول من يوليو موعد هام بالنسبة لها.

وقال مصدر مطلع ، أن “كولوني” لم يحدد موعد نهائي لعملية الشراء، لكنه يشعر بالقلق من أنه مع مرور الوقت تزيد مخاطر ” أن يفقد الناس الثقة و تلبدأ الأمور فى الإنهيار” .

وأضاف أن البنك الأمريكي يجري محادثات مع مستثمرين حول تفاصيل الصفقة المقترحة ، بما في ذلك هيكلها.

وكانت هناك عروض أستحواذ أخرى على المجموعة الاماراتية، وقالت مصادر مطلعة لصحيفة وول ستريت مطلع الشهر، وقبل إعلان عرض كولوني، أن شركة “Cerberus Capital” لإدارة الأصول عرضت 125 مليون دولار للإستحواذ على أعمال الاستثمار المباشر الخاصة بأبراج، كما قالت مجموعة أيوظبي للإستثمارات المالية أنها أيضا تقدمت بعرض.

وتمكنت أبراج من إدارة ما يقرب من 14 مليار دولار في ذروتها العام الماضي ، ولكنها بدأت في بيع أعمالها في الوقت الذي تواجه فيه اتهامات بإساءة استخدام أموال المستثمرين ، بما في ذلك الأموال المتداخلة، لكن أبراج تنفي هذه الاتهامات.

وقالت مصادر أن أبراج أبلغت المستثمرين أنها تكافح من أجل سداد مستحقات على مكتبها الرئيسي فى مركز دبي المالي.

وتحتاج صفقة كولوني لدعم نحو 75% من مساهمين كل صندوق من الصناديق الأربعة، وموافقة محكمة بجزر الكايمان التى تعد موطن صناديق أبراج، حيث تخض لعملية إعادة هيكلة ديون، وليس واضح حاليا ما إذا كانت المعارضة تمتلك نفوذ تكفي لإيقاف صفقة الشركة الأمريكية.

وتضم قائمة المستثمرين في صناديق أبراج بعض أكبر مؤسسات التمويل التنموية في العالم ، إلي جانب صندوق خطط معاشات التقاعد الأمريكية وعمالقة إدارة الأصول ، بما في ذلك هاملتون لين.

ويعد بنك سوستيه جنرال الفرنسي وعدد من المقرضين فى دبي أكبر الدائنين من البنوك فى مجموعة أبراج.

وقالت مصادر مطلعة فى وقت سابق أن رصيد دائني أبراج يتجاوز مليار دولار.

ويواجه مؤسس أبراج عارف نقف، وشريك قديم له، مذكرة توقيف في دولة الإمارات، بسبب إتهامات لتحرير شيكات بدون رصيد كاف، بمبلغ إجمالي لا يقل عن 48 مليون دولار ، وفقا لسجلات محكمة إطلعت عليها صحيفة وول ستريت.

وقال حبيب الملا الممثل القانوني لمؤسس أبراج ، أن نقفي ومستلم الشيك يعلمون أن الشيك سيتم رده، لأنه أصدر كضمان مقابل قروض لصالح “نقفي ” و”ابراج” بقيمة 300 مليون دولار ، وقال الملا أن “نقفي” سدد 33 مليون دولار من القروض.

وقدم شون كليري ، رئيس شركة أبراج القابضة ، مالكة أعمال إدارة الصناديق ، استقالته هذا الأسبوع، وكان رئيسًا للجنة داخل المجموعة تشرف على المخاطر والالتزام، فى حين لم يتسن لصحيفة فاينانشال تايمز الوصول له للتعليق.

وقالت المتحدثة باسم “أبراج” إن كليري قررت أن الاستمرار في دوره “لن يخدم أي غرض قانوني أو ائتماني آخر لصالح الدائنين أو غيرهم من أصحاب المصلحة”.

وجاءت صفقة كولوني بمثابة مفاجأه لبعض المستثمرين، حيث سمع أحدهم عنها فى تقارير أخبارية ، وفقا لمصدر مطلع على الأمر، كما قال شخص أخر أن شروط الصفقة لم يتم عرضها علي بعض المستثمرين أو الدائنين، أو مجلس إدارة الشركة فى ذلك الوقت.

وتقول “فاينانشال تايمز” أنه من غير المحتمل أن يؤدي البيع إلى كولوني أو أي مشتر آخر إلى إنهاء مشاكل أبراج ، التي بدأت في وقت مبكر من هذا العام ، عندما قام البنك الدولي ومستثمرون آخرون في صندوق الرعاية الصحية بتوظيف محاسب للتحقيق في ما إذا كانت أموالهم قد استخدمت لغرضها المعلن .

وقال أشخاص مطلعون على نتائج التدقيق الذي أجرته شركة أنكورا الأمريكية للاستشارات، أن الأموال قد تم تحويلها من حساب صندوق الرعاية الصحية ، موضحا أنهم يعتبرون ذلك انتهاكًا لاتفاق قانوني وقعته أبراج مع مستثمريها.

في حين أكد التدقيق الذى أجرته شركة “KPMG” المعينة من قبل أبراج ، أن الأموال أعيدت إلى المستثمرين.

وقالت أبراج أنها لم تفعل شيئا، وأن عملية التدقيق كشفت عن أنه “تم التحقق من جميع هذه المدفوعات والمقبوضات، تماشيا مع الإجراءات المتفق عليها، وتم إعادة رأس المال غير المستخدم للمستثمرين”.

وبعد فترة قصيرة من ظهور مشاكل مع مستثمرين بصندوق الرعاية الصحية هذا العام، ألغت أبراج خطة لجمع زيادات رؤوس أموال قيمتها 6 مليارات دولار، كما غادر العديد من كبار المدراء التنفيذيين ، وقام عارف نقفي بتسليم إدارة الأعمال اليومية إلى أثنين من صانعي الصفقات بالشركة.