رويترز
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة يوم السبت إن العاهل السعودي الملك سلمان وافق على طلبه زيادة إنتاج النفط ”ربما بما يصل إلى مليوني برميل“ لتعويض نقص الإنتاج من إيران وفنزويلا.
وغرد ترامب قائلا ”تحدثت لتوي إلى العاهل السعودي الملك سلمان وأوضحت له أنني أطلب أن تزيد السعودية إنتاج النفط بما قد يصل إلى مليوني برميل بسبب الاضطرابات والاختلال الوظيفي في إيران وفنزويلا، وذلك لتعويض الفارق… الأسعار مرتفعة جدا! وقد وافق!“.
ولم يحدد ما إذا كان الرقم يشير إلى زيادة في معدل الإنتاج اليومي.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية في المملكة يوم السبت أن ترامب والملك سلمان أكدا خلال اتصال هاتفي على ضرورة المحافظة على استقرار أسواق النفط والمساعي التي تقوم بها الدول المنتجة لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات.
ولم يحمل البيان الذي نقلته وسائل الإعلام السعودية أي إشارة إلى أن السعودية، أكبر مصدر نفط في العالم، تعتزم زيادة الإنتاج بما يصل إلى مليوني برميل يوميا. ولم يعلق مسؤولو نفط سعوديون على الفور.
ولدى السعودية طاقة إنتاجية قصوى مستدامة تصل إلى 12 مليون برميل يوميا، لكن أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لم تختبر أبدا هذا المستوى المرتفع من الإنتاج.
والأسبوع الماضي، وافقت أوبك بقيادة السعودية وحلفائها ومن بينهم روسيا على زيادة إمدادات النفط، بعد أن ظلت تقلص الإنتاج منذ عام 2017 لتعالج تخمة في المعروض بالأسواق العالمية.
وبلغ سعر خام القياس العالمي مزيج برنت نحو 79 دولارا للبرميل يوم الجمعة، وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز أن الأسعار ستظل قوية فيما يبدو خلال الفترة المتبقية من العام بسبب تعطل إمدادات في دول من بينها ليبيا وفنزويلا، والخام الإضافي من أوبك لا يغطي الطلب المتزايد.
وتخطط الرياض لزيادة الإنتاج في يوليو إلى 11 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى في التاريخ، مقارنة مع 10.8 مليون برميل يوميا في يونيو، وفقا لما قاله مصدر على دراية بخطط الإنتاج السعودي لرويترز هذا الأسبوع.
ولم يتضح مستوى الإنتاج الذي يشير إليه ترامب أو موعد تطبيقه.
وقالت أمريتا سين كبيرة محللي النفط لدى إنرجي أسبكتس ” سنكون في وضع غير واضح المعالم. بينما لدى السعودية الطاقة (الإنتاجية) من الناحية النظرية، فإن إنتاج هذه البراميل (الإضافية) يحتاج مالا ووقتا قد يصل إلى عام“.
والتقى وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بوزير الخارجية الأمريكي في واشنطن يوم الخميس لمناقشة أمن الطاقة.
وتضغط إدارة ترامب على الدول من أجل وقف جميع وارداتها من النفط الإيراني بداية من نوفمبر عندما تعيد الولايات المتحدة فرض عقوبات على طهران، بعد أن انسحب ترامب من اتفاق نووي جرى التوصل إليه في عام 2015 بين إيران وست قوى كبرى واصفا إياه بأنه اتفاق ”معيب“.
وكان الاتفاق يسعى إلى فرض قيود على قدرات طهران النووية مقابل رفع بعض العقوبات. وأمر ترامب بإعادة فرض العقوبات الأمريكية ضد إيران بعد أن كان قد جرى تعليقها بموجب الاتفاق.
ويضغط مسؤولون أمريكيون على حلفاء في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط من أجل الالتزام بالعقوبات، التي تهدف إلى الضغط على إيران للتفاوض على اتفاق مراجعة لوقف برامجها النووية.
وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع كل دولة على حدة لمساعدتها على تقليص واردات النفط الإيراني وأشارت إلى إمكانية الموافقة على بعض الاستثناءات.
واتهم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي واشنطن يوم السبت بمحاولة تأليب الإيرانيين على حكومتهم.
ونقل موقع خامنئي الإلكتروني عنه يوم السبت قوله ”يمارسون ضغوطا اقتصادية لإحداث فرقة بين الأمة والنظام… سعى ستة رؤساء أمريكيين قبله لتحقيق هذا لكنهم يئسوا“، مشيرا إلى ترامب.
وفقد الريال الإيراني ما يصل إلى 40 بالمئة من قيمته منذ الشهر الماضي عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي.
واتهم حسين كاظم بور أردبيلي ممثل إيران في مجلس محافظي أوبك الولايات المتحدة والسعودية بمحاولة رفع أسعار النفط وقال إن البلدين يعملان ضد مؤسسة أوبك.
وأبلغ رويترز قائلا ”إذا حدث هذا، (فهو) يعني أن ترامب يطالب السعودية بالخروج من أوبك“.
أضاف ”أنا واثق أن السوق سترتفع إلى 100 دولار في الوقت الذي قالت فيه السعودية إنهما يخططان لزيادة في يوليو… هذا الأمر جرى تدبيره بمعرفة الاثنين لسرقة ما في جيوب بقية العالم“.
وتخطط الكويت لزيادة الإنتاج بمقدار 85 ألف برميل يوميا اعتبارا من يوم الأحد، في إطار اتفاق بين أوبك والمنتجين من خارجها لزيادة الإمدادات بمقدار مليون برميل يوميا، وفقا لما ذكره وزير الطاقة الكويتي بخيت الرشيدي يوم السبت.
وأبلغ الرشيدي صحيفة الراي الكويتية قائلا ”الكويت سترفع إنتاجها النفطي بدءا من غد إلى 2.785 مليون برميل نفط يوميا، بزيادة 85 ألفا عن مايو، وذلك بناء على اتفاق دول خفض الإنتاج“.