بقلم ـ أحمد رضوان ـ رئيس تحرير جريدة حابي
يكمن اهتمامنا فى جريدة حابي بمتابعة أدق تفاصيل أزمة أبراج فى ثرائها بالتفاصيل والدروس، فالشركة التى تصنف على أنها أكبر مستمر مالى فى الأسواق الناشئة وتدير محافظ بمليارات الدولارات، تحولت بين يوم وليلة إلى نموذج وجب دراسته والاستفادة من جميع المراحل التى مر بها، بداية من النشأة الطموح التى حمست إدارة المجموعة للتوسع بقوة واعتقد أيضا بلا حساب فى مجالات كثيرة ومتباينة، مرورا بالهالة التى رسمهتها الكثير من الأقلام عن نجاحات الشركة، وهى بالتأكيد لها نجاحات ولكن من بشروا وهللوا بالنجاحات لم يحذروا من الاخفاقات. ووصولا إلي التعامل مع أزمة لا نبالغ لو وصفناها بالطاحنة.
كل مرحلة من هذه المراحل زاخرة بالعبرات التى تتجلي يوما بعد يوم من مطالعتنا للصحافة العالمية النشطة فى متابعة كل ما يخص الشركة الإماراتية على مستوى المراحل الثلاث .. النشأة والشباب والإخفاق، وبكل يقين أتمنى أن يكون هناك درسا جديدا يجعلنى فى مقال آخر أتحدث فيه عن كيفية خروج أبراج من أزمتها وأخطائها.
على مدار الأيام القليلة الماضية، مرت أزمة أبراج بتطورات جديدة، بدأت برفض مجموعة من المستثمرين فى صناديق تابعة لها إعفائها من مسئولياتها عبر رفضهم لبيع شركة إدارة الصناديق قبل التأكد من سلامة حساباتها، وبعد تدقيق مالى كاف للحكم على إدارة الشركة.
بالتوازي.. رفض التحالف القائم على تصفية الشركة عرض الاستحواذ الذى تقدمت به شركة كولونى الأمريكية لحصص أبراج فى بعض الصناديق، دون أن يقدم التحالف أو أبراج تفسيرا لهذا الرفض، ولكن من خلال تتبع التفاصيل الأخري التى ظهرت مع نهاية الأسبوع، ربما يكون هناك تفسيرا لأسباب رفض عرض كولوني.
فبالأمس، نشرت وول ستريت جورنال ما يفيد بأن التحالف المعين لتصفية أبراج بصورة مؤقتة والذى تم تشكيله بقرار قضائي من محكمة جزر كايمان، طرح أسئلة مالية كبيرة ولم يجد لها إجابات.
أحد أسئلة التحالف الذى يضم شركة المحاسبة العالمية برايس ووتر هاوس كوبر، يتعلق بقروض وصفت بغير العادية حصلت عليها أبراج من استثمارات تابعة لصناديقها، كما لم يتمكن التحالف من العثور على البيانات المالية الرئيسية التى تساعده فى فك الكثير من التشابكات المالية.
ومع تزايد الوضع صعوبة، وعدم وجود تصريحات رسمية من أبراج تنفى كل ما ينشر عن طبيعة العلاقات المالية بين شركة الإداة والصناديق التابعة، وبين الصناديق واستثماراتها، بدأ مساهمين فى أحد صناديق أبراج بمنطقة شمال أفريقيا، رحلة الإطاحة بها عبر الاستحواذ على إدارة الصندوق وفقا لشروط التعاقد التى تسمح لهم باختيار مدير جديد حال اتفاقهم على ذلك، خاصة مع الأزمات التى تواجهها أبراج.
ربما تكون سيطرة المساهمين فى صناديق أبراج على الإدارة مفيدة فى هذه المرحلة وقد تسفر الفكرة عن تفكك المجموعة دون سابق إنذار إذا ما لمعت الفكرة فى عيون مساهمين بصناديق أخرى، وبالتالي تصبح عملية بيع استثمارات من الصناديق لتسوية التزامات الدائنين والمساهمين، دربا من الخيال فى ظل فقدان أبراج أى سيطرة على صناديقها.
الوضع يزداد تعقيدا والأيام المقبلة ستشهد المزيد والمزيد من المفاجآت، التى سنتابعها وننقلها لكم على صفحات جريدة حابي وبوابتها الالكترونية.