خالد بشارة: ميزانية أوراسكوم للتنمية نموذج لثمار عمليات تصحيح المسار

aiBANK

“أوراسكوم” تمتلك 100 مليون متر حول العالم.. 36 مليوناً منها بالجونة

“أكسيليرو” لا تستهدف عقود إدارة جديدة.. سنركز على شراء حصص بالشركات بجانب الإدارة

E-Bank

أعدنا تقسيم “أوراسكوم” على أساس المدن التابعة بدلاً من التصنيف القطاعي

نموذج استثمار “أكسيليرو” يدخل بالشركات فى مراحل “تصحيح المسار” و”الصغيرة سريعة النمو”

3 صفقات تخارج لصندوق A15 مع الاحتفاظ بحصص من الملكية.. قريبا

نستهدف إقامة مدينتين جديدتين فى “التجمع” و”القاهرة الجديدة”.. وأخرى فى الساحل الشمالى

قررنا وقف بيع أراضٍ جديدة فى “الجونة” للمطورين.. سمعة المدينة لا تحتاج وسيطًا

نحتاج جامعة أخرى ومستشفى عالمياً بالجونة وسنخصص لها أراضى حال وجود مستثمر

سداد مليار جنيه للبنوك من حصيلة بيع الأصول غير المستغلة فى 2018

افتتاح أول فندق ومارينا فى “مونتنيجرو” وآخر فى سويسرا خلال العام الحالى

3 مليارات جنيه مبيعات مستهدفة من المرحلة الأولى بمشروع “مكادي”

المشروعان المقبلان أحدهما مع القطاع الخاص والآخر مع طرف “شبه حكومى”

خطة تطوير مدينة “سيفا” رفعت مبيعاتها من 300 ألف دولار إلى 16 مليونا بعد عام ونصف

سنبيع الأصول التى لا تلائم إيراداتها حجم الشركة أو معدلات النمو المستهدفة

سوء الإدارة ساعد فى تراجع تقييمات شركات الاتصالات مؤخراً بجانب ظروف القطاع

ياسمين منير ورضوى إبراهيم

خالد بشارة.. رائد الأعمال الذي تحول إلى محترف في الإدارة بعد نجاحه في قيادة العديد من المؤسسات الكبرى على المستويين الإقليمي والدولي، كعضو فاعل في إدارة استثمارات عائلة ساويرس المصنفة ضمن قائمة أثرياء العالم، خص جريدة “حابي” بحوار موسع، رسم خلاله منهجية تطوير الشركات باختلاف أحجامها، وكيفية تحويل الاخفاقات إلى أفق استثمارية جديدة.

يقود اليوم “بشارة” شركة أوراسكوم للتنمية التي تمتلك 100 مليون متر حول العالم، ممثلاً عن شركته “أكسيليرو” التي تمثل نموذجه الجديد في ريادة الأعمال، ويراهن من خلالها على المهارات الإدارية لنخبة من الكوادر الشابة، في تصحيح مسارات عمل وربحية الكيانات الكبرى، ودفع الشركات الصغيرة نحو تحقيق قصص نجاح جديدة ومعدلات نمو سريعة.

كشف بشارة لـ”حابي” عن التحول الكبير في الوضع المالي لأوراسكوم على صعيد معدلات الربحية والمبيعات والتركز الجغرافي، والتي جاءت نتيجة لخطة إدارية تم إنجاز الجزء الأكبر منها، وألقى الضوء على تفاصيل ما تبقى منها والتي تمثل رحلة جني الثمار.

كما كشف بشارة عن الخطة الاستثمارية لـ”أكسيليرو”، التي تستهدف خلال صفقاتها المقبلة الاستحواذ على حصص من الشركات بجانب اقتناص إدارتها، مكتفيًا بعقد الإدارة الحالي مع “أوراسكوم”، في سبيل تعظيم العائد من المشاركة الإدارية بقطاعات مؤثرة جديدة في مقدمتها الأغذية والتكنولوجيا، علاوة على تنفيذ 3 صفقات تخارج بصندوق “A15”..

وإلى تفاصيل الحوار..

خالد بشارة الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم للتنمية

حابي: بداية.. حدثنا عن تجربة «أكسيليرو» وخطط أعمالها خلال الفترة المقبلة؟
بشارة: «أكسيليرو» بدأت في يناير 2012 عبر مجموعة قيادات سابقة في شركتي «أوراسكوم للاتصالات» و«لينك» لخدمات الإنترنت، وبعد تواجدنا في شركة «فيمبلكوم» الروسية شعرنا أننا نريد العمل بطريقة أخرى، وخاصة أن الجميع بعد الثورة كان يريد العودة إلى السوق المصرية.

فبدأت الفكرة الأساسية لـ«اكسيليرو» بالتركيز على الاستثمار في الـ«TMT»، وهي مجالات الاتصالات والديجيتال ميديا والتكنولوجيا، وبالفعل تقدمنا في 2012 للمنافسة على عدة شركات اتصالات ببعض الدول مثل كندا وآيرلندا.

وبعد حصولنا على موافقة الجهات الرقابية للدخول في ثاني أكبر شركة للاتصالات بالسوق الكندية وتمتلك 26 ألف كيلو فايبر، وتعرقلت الصفقة بعد تدخل جهات أمنية نظرًا لعدم وجود شريك كندي ضمن المجموعة المتقدمة للمنافسة على شركة، وقد نكون أخطأنا في عدم ضم شريك محلي، إلا أن تعديلات القانون الكندي بما يسمح للأجانب بالتملك الكامل للشركات شجعنا للتقدم من دونه وقتها، وهذه المحاولة كلفتنا أموالًا ليست قليلة.

واستثمرت «اكسيليرو» بعدها بعدة قطاعات منها الإنترنت واستطعنا إنجازها بنجاح، وفي 2014 شعرنا بأن قطاع الاتصالات لم يعد مجديًا نظرًا لعدم وجود أصول نستطيع الاستحواذ عليها برؤوس الأموال المتاح جمعها من مستثمرين خلال هذه الفترة.

حابي: إذن ليس لعدم جاذبية القطاع؟
بشارة: بالعكس فالقطاع جاذب جدًّا، والشركة الآيرلندية التي كدنا نستحوذ عليها بيعت بعد عامين ونصف بـ3 أضعاف السعر المتفق عليه في الصفقة.

وانظروا إلى سهم «فيمبلكوم»، الذي يبلغ سعره حاليًا 2.5 دولار، وقد بعناه بـ12 دولار، وهذا معناه أن المشكلة ليست فقط في وضع السوق، بل هناك جزء من المشكلة يعود لسوء الإدارة، فوضع الشركة خلال فترة تواجدنا بها ساعدنا على التخارج منها بقيمة مرتفعة، وهو ما أذكر به المهندس نجيب ساويرس دائمًا في لقائتنا.

ودفع ارتفاع قيمة أصول قطاع الاتصالات خلال 2014 قيادات «اكسيليرو» لتعديل نموذج الاستثمار الذي يركز على قطاع معين، واتجهنا لتحديد المرحلة التي يجب الاستثمار فيها من عمر أي مشروع.

وقررنا أننا سنستثمر في نوعين من المراحل يتمتع فريقنا بقوة فيها، الأول هي High Growth، عبر الشركات الصغيرة التي تشهد نموًّا كبيرًا وبشكل سريع، وهو ما نفذناه بالفعل في كل من «لينك» و«أوراسكوم للاتصالات»، والثاني Turn Around أي مرحلة تصحيح المسار وهو ما نفذناه في شركة «ويند» بإيطاليا وشركة «فيمبلكوم» بروسيا، ورأينا أن هذين النوعين سيشكلان فارقًا بيننا وبين الشركات الأخرى، خصوصًا مع عدم وجود صناديق داعمة، فنحن نعمل بأموالنا بجانب جمع مبالغ آخرى من بعض المستثمرين لمشروعات محددة.

ومن وقتها أنشأنا صندوق A15 لشركة الإنترنت، ويعمل الصندوق بصورة جيدة، واشترينا أصولًا من شركة «أوراسكوم للاتصالات» في عام 2014، والتي تتضمن شركة «Connect Ads» وموقعي «مصراوي» و«يلا كورة».

وبعنا بعضهم مثل مصراوي ويلا كورة للمهندس نجيب ساويرس الذي كان مساهمًا في الصندوق، كما بعنا موقع «اطلب» لشركة ألمانية، والآن نمتلك عدة شركات دفع إلكتروني تعمل بصورة جيدة مثل شركة «TPay» و«Pay Mob».

حابي: هل تشبه شركات المدفوعات الموجودة مثل «بي» و«مصاري»؟
بشارة: لا، شركات A15 للدفع الإلكتروني هي نموذج آخر مختلف وأراه أفضل، فمثل هذه الشركات تمتلك محالًا تعتمد عليها، أما «TPay» فتعتمد بالأساس على النظام الرقمي، ولدينا شركة تتولى العمل على نظام تحويل الكاش لشركة فودافون، وهي تعمل بشكل جيد وعليها طلب مرتفع، وقد تعتبر أعلى قليلًا في نسبة رسومها مقارنة بالـ Credit Card ويتم تحصيلها عبر فواتير الهاتف المحمول، ولكنها أفضل فيما يتعلق بالألعاب الرقمية أو الشراء عبر الإنترنت والخدمات الرقمية، إلى جانب عملها في 20 دولة وتغطيتها لحوالي 200 مليون مشترك.

حابي: كم تبلغ حصص ملكيتكم في الشركات التابعة؟
بشارة: معظمها تمثل الأغلبية، نموذج العمل الخاص بنا هو أن نبدأ تأسيس الشركات، ثم نتعاون مع إدارة مقابل حصولها على نسبة من الشركة، وتتراوح هذه النسبة بين 10-40% مثلًا، ولكن هناك بعض الشركات ندخل فيها بنسب أقلية.

وصندوق « A15» لديه مجموعة شركات من النوعين، ويعد الصندوق الوحيد الذي نفذ تخارجات ضخمة في منطقة الشرق الأوسط، فباع «اطلب» لروكت إنترنت والتي بيعت لشركة أخرى وأصبحت الآن مقيدة كأكبر شركة بمجال طلب الوجبات في بورصة نيويورك، و«اطلب» جزء منها، وقريبًا هناك مجموعة صفقات للصندوق.

حابي: كم تبلغ قيمة تلك الصفقات؟
بشارة: هناك 3 شركات سيتم التخارج منها، فنموذج عمل الصندوق هو إنشاء شركات صغيرة ويتم تنميتها بشكل كبير ثم بيعها، ولكن التفاصيل سيعلن عنها في حينها.

حابي: وماذا عن أحجامها أو مجالاتها؟
بشارة: بالنسبة لأحجام الشركات فهي كبيرة، أما المجالات فلا يمكن الكشف عنها حاليًا حفاظًا على سرية الصفقات.

حابي: هل ستبيعون كامل حصتكم بهذه الشركات؟
بشارة: أغلبية الحصة، فالمشترون يفضلون الحصول على نسبة أغلبية للاستحواذ على الإدارة ولكن مع وجود نسبة لنا بالشركات لمساعدتهم في انتقال الأعمال، وهذه النسب سيتم تحديدها بناء على المفاوضات بيننا وبين المشترين.

وأرى أن قطاع الشركات الناشئة يشهد ضجة كبرى في بعض الأحيان دون مردود حقيقي، أما في «A15» فنحن نتبنى النموذج العكسي بعدم المبالغة أو الحديث عن حجم أعمال كبير، ولكن يمكننا أن نقول رقميًّا إن شركاتنا التي نمتلك بها أغلبية إيراداتها خلال العام الماضي تخطت 2 مليار جنيه، ولكننا نفضل العمل في هدوء ولذلك نرى أن هذه التخارجات لن تشكل فارقًا في أعمال الصندوق في ظل عملنا في العالم العربي كله تقريبًا.

وهناك شركة أخرى في إنجلترا متخصصة أيضًا في التكنولوجيا والشركات الناشئة مثل A15 وتستطيع تحقيق معدلات عائد سريعة وكبيرة وتصل إلى 200% لأنها شركات ناشئة تتمتع أعمالها بمعدلات نمو كبيرة جدًّا، فأقل معدل عائد تحققه هذه النوعية من الشركات سنويًّا هو 40 إلى 45% كما أننا في هذه الحالة نعتبر تلك الشركات لا تعمل جيدًا.

وهذا النوع من الأعمال والخدمات لا زلنا نحتاجه بشكل كبير في مصر، ولدينا أيضًا شركة متخصصة في مجال التواصل الاجتماعي، وتقدم أعمالها لعملاء كثيرين مثل «تشيلسي» و«روما» و«بايرن ميونخ» و«ليفربول العربي».

أما عن شركات «تصحيح المسار»، وهي تختلف عن إعادة الهيكلة، فالأخيرة تعني بالأساس الدخول في شركات تعاني من ديون مرتفعة فيعاد ترتيب هذه الديون والتعامل فيها بإصلاح مالي.

ولكن نموذج «تصحيح المسار» فيعني إصلاحًا إداريًّا يهتم بتنمية الإيرادات والمبيعات عبر طرق عمل مختلفة، وعندما بدأنا العمل بهذا الفكر الذي يستهدف الدخول في قطاعات مختلفة تعجب البعض، خاصة أننا لدينا خبرات في قطاع الاتصالات ولكننا لم نعمل في قطاعات أخرى.

وفي هذا الوقت طلب منا المهندس سميح ساويرس أن نتولى إدارة شركة أوراسكوم القابضة للتنمية، ورأينا أن هذا بالفعل ما نتميز في عمله ولكن في قطاع بعيد عن عملنا نسبيًّا، ولكن قررنا تولي العملية، ووقعنا معه اتفاقيتين في يناير 2016، إحداهما بأن أتولى منصب المدير التنفيذي للشركة والأخرى للشراكة بين أوراسكوم القابضة وأكسيليرو.

حابي: ما هي خطتك «لأوراسكوم القابضة للتنمية» منذ توقيع الاتفاقيات، وما هي المحاور التي تم تنفيذها حتى الآن؟
بشارة: في البداية كان من الضروري مراعاة كبر حجم الشركة وأقصد هنا تواجد أعمالها بأكثر من دولة، إضافة إلى اختلاف قطاع عملها عن الاتصالات والتكنولوجيا، وهو ما تطلب دراسة طبيعة قطاع تنمية وإقامة المدن السياحية والفنادق وإدارة المنتجعات، بجانب دراسة نموذج عمل الشركة وتحديد نقاط القوة ونقاط القصور.

وبعد مرور 6 أشهر نظمنا مؤتمرًا صحفيًّا في سويسرا وأعلنا فيه عن خطة تعديل المسار التي سيتم العمل على أساسها، وحددنا 3 محاور لذلك حتى يمكن قياس مدى وصولنا للمستهدفات الموضوعة وتقييم أسلوب التنفيذ حتى لا يقول البعض عند النجاح في تحقيق الأهداف أنها قد تكون جاءت عن طريق الصدفة.

المحور الأول كان إعادة تقسيم الشركة داخليًّا، وكانت وقتها الشركة مقسمة لثلاثة قطاعات هي، الفنادق، والعقارات، وقطاع إدارة المدن، وكان كل قطاع منها لديه أعمال في أكثر من مدينة، وعندها رأينا أن هذا التقسيم قد لا يكون سليمًا، فقطاع الفنادق في ظل هذا التقسيم على سبيل المثال يقارن أسعار الغرفة الفندقية في الجونة بأخرى في سويسرا وثالثة في الفيوم، وهو ما لا ينتج عنه متوسط سعري سليم أو واقعي.

كما أن العملاء لا يتعاملون معنا على أساس قطاعات ولكن على أساس مدن سواء الجونة أو صلالة أو غيرها، ولذلك أعدنا تقسيم الشركة من قطاعات إلى مدن ومناطق بمعنى مثلًا أن الجونة وجهة مستقلة بأرباحها بمصاريف تشغيلها بكل ما يختص بها، ومثلها مكادي أو مونتنيجرو أو عمان، وهكذا باقي المدن، وكان ذلك تغييرًا كبيرًا في الشركة نظرًا لضرورة وجود مدير يتابع كل ما يتعلق بالوجهة الواحدة في القطاعات الثلاثة الأساسية للشركة، أي في التقسيم الجديد لا زالت القطاعات الثلاثة موجودة تحت مظلت كل مدينة أو واجهة.

حابي: هل هذا التغيير كان على المستوى الإداري والمحاسبي أم الإداري فقط؟
بشارة: إداري ومحاسبي، فقد أصبحنا نعلن للمستثمرين والعملاء عن مستوى نمو كل مدينة على حدة وبشكل كامل.

حابي: هل سيترتب على التقسيم الجديد لأعمال الشركة فصل أي من المدن التابعة لشركة آخرى؟
بشارة: الخطة لا تتضمن فصل المدن في شركات مختلفة، ولكن الفكرة في التقسيم الجديد تستهدف في الأساس الوصول إلى أسلوب واضح وبسيط يشرح قيمة الشركة للعملاء بشكل سليم، فالعملاء حينما يتطلعون إلى الجونة وما وصلت له سوف تكون لديهم صورة متوقعة عن باقي المدن التي لم تصل لتلك المراحل بعد، وهو ما لم يكن ظاهرًا في السابق، خاصة وأن السعر السوقي لسهم الشركة لم يكن يعكس قيمتها الحقيقية رغم امتلاكها حوالي 100 مليون متر في مدن مختلفة حول العالم، وكان ذلك يرجع لصعوبة التقسيم القديم في تشكيل رؤية مكتملة للمستثمرين والعملاء، كما قررنا عدم بيع أي أراضٍ في الجونة مرة أخرى.

حابي: هل تملكون محافظ أراضي بخلاف الجونة؟
بشارة: بالطبع، فنحن نملك 100 مليون متر حول العالم.

حابي: كم منها في مصر؟
بشارة: لدينا 3 ملايين متر في مكادي، و36 مليون متر بالجونة منها 22 مليون متر لم تتم تنميتها حتى الآن، ولكن بشكل إجمالي في قطاع التنمية المتكاملة نعتبر الأكثر تقدمًا في مصر.

حابي: كيف كنتم تبيعون الأراضي في الجونة قبل ذلك؟
بشارة: كان يتم بيعها لمطورين آخرين مثل «حسن علام» أو «السويدي» فينفذ المطور مشروعًا ويقوم بالسداد لنا بالتقسيط من أموال عملائه، وفي الحقيقة أن هؤلاء العملاء يرغبون في الشراء بالجونة في الأساس، وهو ما وجدناه غير مفيد لنا بشكل كبير؛ لأنه في هذه الحالة كأننا نبيع عبر وسيط، وقررنا أن نعظم استفادتنا من نجاح تجربة الجونة والإقبال المتزايد على وحداتها من خلال تولي كامل عمليات التنمية والبيع دون بيع أراضٍ جديدة لمطورين.

وما حدث في 2015 هو أننا بعنا أراضي، وبعد التوقف عن البيع في 2016 افتقدت ميزانية الشركة هذا الإيراد في المقارنة مع العام السابق وهو ما انعكس على أداء السهم واتجه للهبوط، ولكننا قررنا الاستمرار في العمل بالصورة التي وجدناها الأفضل للشركة وللسهم على المدى الطويل، ونحن مستمرون فعليًّا في عدم بيع الأراضي للمطورين خاصة في المدن المتقدمة مثل الجونة، أما المدن التي تعد متأخرة نسبيًّا فسوف نبيع قطع أراضٍ فيها بهدف تعجيل وتنشيط حركة التنمية بها لحين وصولها لمستوى المدن الأكثر تقدمًا في محفظتنا.

حابي: وما المدن التي لديكم استعداد لبيع أراضٍ بها؟
بشارة: في عمان مثلًا كانت هناك رغبات من بعض المستثمرين لشراء أراضٍ وبالفعل نبحث ذلك، وذلك لأن لكل مدينة مرحلة معينة عندها تصبح جاذبة وعمليات الشراء بها أكبر، مثل الجونة حاليًا.

حابي: وفي مصر؟
بشارة: لن نبيع أراضي في مصر، وعموما بيع الأراضي بمصر يعد مؤشرًا غير جيد، أما بالخارج فمن الممكن التفكير في ذلك، وأعني بعدم البيع أننا لن نبيع لمطور عقاري آخر، أما حال وجود مستثمر يريد مثلًا بناء مستشفي عالمي أو جامعة أو أي مشروع سيفيد عملائنا فمن الممكن أن نبيع قطعة أرض، لكن مبدأ بيع الأراضي في المطلق حتى وإن كان المشتري سيعيد بيعها توقفنا عنه تمامًا.

المحور الثاني من خطة تعديل مسار الشركة كان في تقوية الميزانية، وذلك عبر جدولة الديون، وكان هناك قلق دائمًا من أن الشركة تعاني وستتجه إلى الإفلاس وأن المهندس سميح ساويرس يدعمها بشكل شخصي، وهو ما قد يقلق بعض المستثمرين؛ لذلك كان من الضروري التحرك في اتجاهين: الأول جدولة الديون والتفاوض مع البنوك، والاتجاه الثاني والأهم هو بيع الأصول غير المستغلة بهدف تخفيض قيمة الديون، وبالفعل سددنا العام الماضي 800 مليون جنيه للبنوك في مصر، وهذا العام سنسدد مليار جنيه عبر بيع أصول غير مستغلة مثل بعض الفنادق وشركة «تمويل» المتخصصة في الأنشطة التمويلية غير المصرفية، وبذلك نكون قد سددنا 1.8 مليار جنيه خلال عامين.

حابي: وكم حصيلة بيع هذه الأصول؟
بشارة: كأرقام لا أتذكر بشكل دقيق ولكن بعنا في مصر 3 فنادق وقطعة أرض خارج مشروع مكادي لمستثمر والمشتري يستهدف إجراء توسيعات في الفنادق، وكذلك بعنا شركة «تمويل» نظرًا لأنها أصل غير أساسي لنشاط الشركة في مصر، كما باعت أوراسكوم للتنمية القابضة فندق «سيتيزل» في ظل عدم وجود أي معنى لامتلاك الشركة السويسرية لفندق واحد في السوق المصرية، إضافة إلى بيع 10% من «أوراسكوم للتنمية – مصر»، وهو ما ساعد على توفير سيولة جيدة دعمت تحركاتنا في مشروعات أخرى وانعكست بالإيجاب على ميزانية الشركة.

حابي: هل هناك فنادق تتفاوضون على بيعها في طابا؟
بشارة: لا.

حابي: كان ذلك قد نشر ضمن تصريحات للمهندس سميح ساويرس.
بشارة: كانت محاولات فقط لكن لم نبع في طابا أي فنادق، وعمومًا لو كنا اتجهنا للبيع في 2016 مثلًا لم نكن لنحصل على أسعار مقبولة نظرًا لوضع الشركة السيئ حينها، كما أن وضع السوق هو الآخر كان سيئًا في هذه الفترة، فانتظرنا أولًا حتى تعود الشركة لمركزها القوي لتحقيق ربحية جيدة من أي عملية بيع مستقبلًا.

وهناك نقطة أخرى اعتمدنا عليها في هذا المحور، وهي تنمية المبيعات والإيرادات.

حابي: وكيف حدث هذا؟
بشارة: لجأنا لتغيير الفريق والمسؤولين عن التسويق، فحصلنا على تنظيم إداري أفضل ومبيعات أكبر.

والنقطة الثالثة كانت عبر إعادة تسويق اسم الشركة ومشروعاتها الكبرى واستخدام «البراند» الخاص بنا بشكل جاذب، وذلك عبر الدخول في عدد قليل من الأسواق التي يمكننا فيها استخدام البراند بشكل أفضل، ولذلك اخترنا سوقين فقط وهما القاهرة والساحل الشمالي، والتي تستهدف مجموعة أوراسكوم العالمية إقامة مدينتين جديدتين بها خلال السنوات القادمة.

حابي: وهل تعتبر هذين سوقين منفصلتين؟
بشارة: نعم لأننا نتحدث على مستوى المدن، ولذلك فإن كل مدينة تعد سوقًا مستقلة بنفسها، وهو ما يميزنا عن المطورين الآخرين، فبعض المطورين إذا افترضنا أن لديهم 16 مشروعًا فهم يبيعون بشكل متوازٍ في المشاريع كلها أي يبيعون بيوتًا فقط.

أما نحن فكل مدينة لدينا تعد وِحدة متجانسة ومستقلة فبيع خبرة المدينة المتكاملة التي تحتوي على المطاعم والمدارس والمستشفيات بجانب الخدمات الترفيهية يختلف تمامًا عن بيع الوحدات فقط، ولذلك فإن أقل مساحة مدينة أو مشروع لدينا هي مليون متر في سويسرا؛ لأن المساحات الكبيرة تمكن الشركة من تعظيم استفادتها من المشروع عبر البدء على أسعار منخفضة وقادرة على تحقيق مبيعات جيدة، إضافة إلى الاستفادة فيما بعد من ارتفاع قيمة الواحدات في هذه المدينة والذي يرتبط بعلاقة طردية مع معدلات تنميتها وتطويرها كما هي الحال في كل أسواق العالم.

ففي الوقت الحالي المستثمر في شركتنا أصبح لديه رؤية واضحة لنموذج عمل الشركة وخططها، واستوعب أن تحمل الخسائر لفترة ما في سبيل الوصول لمعدلات تنمية مناسبة في المدن تؤهلنا بعد ذلك من جني الثمار عبر الاستفادة من ارتفاع قيمتها، فنحن قادرون حاليًا على بيع متر بقيمة قد تصل إلى 200% من السعر الذي اشترينا عليه في مدينة متطورة ومميزة مثل الجونة وذلك بعد سنوات طويلة من الاستثمار والتنمية.

ونموذج المدن الذي نعمل عليه لا يمكن تكراره كثيرًا في نفس الدولة، ولكننا نستهدف تحقيق انتشار جيد لهذه المدن داخل كل سوق، فعلى سبيل المثال لدينا في مصر مدينة الجونة الواقعة في منطقة البحر الأحمر، كما نستهدف إقامة مدينة أو اثنتين في القاهرة، وأخرى بالساحل الشمالي.

حابي: حدثنا عن وضع دورة رأس المال في هذا النموذج؟
بشارة: تتحدد حسب المدينة وحسب البلد، وأعتبر نفسي كنت محظوظًا أني دخلت الشركة في وقت قطعت فيه فعليًّا شوطًا كبيرًا في عدد من المشروعات، فنحن هذا العام بصدد افتتاح أول فندق في مونتينجرو كما سنفتتح المارينا وستكتمل المدينة وسنتيح البيع بالتجزئة، وهو ما يعني أننا انتقلنا من مرحلة بيع الحلم إلى بيع الواقع، وسيشبه المشروع بشكل كبير الجونة، وهدفنا الوصول بكل المشروعات إلى المعدل الذي تصبح معه جاذبة ومتنامية بشكل ذاتي.
كما نعتزم افتتاح الفندق الثاني للشركة في سويسرا بنهاية العام الجاري.

حابي:هل يمكنك أن ترتب لنا مشروعات الشركة من حيث الحجم؟
بشارة: بالطبع المشروع الأكبر لدينا هو الجونة وتصل مساحتها إلى 36 مليون متر وهي تمثل 36% من إجمالي مساحات الأراضي المملوكة للشركة، أما في الخارج فمشروع مونتينجرو فيمكننا بيع المتر هناك حاليًا بـ 5000 دولار، ويوجد في مصر أيضًا مشروعات مثل مكادي، وطابا.

حابي: وهل العمل في مكادي لا زال في مراحله الأولى؟
بشارة: لا لقد بدأنا فيه سابقًا، ثم توقفنا لفترة، وعدنا للعمل لمدة عام كامل على تعديلات كثيرة به إلى أن انتهت المرحلة الأولى وبدأنا في الثانية، وسنعلن الأرقام التي ستعكس تطورات تنمية المشروع مع الربع الثاني، وأرى أنها جيدة جدًّا.

حابي: وكم بلغت نسبة المبيعات؟
بشارة: مقارنة بالعام الماضي فهي تضاعفت، وفي النهاية مشروع «مكادي» سيكون من الركائز الأساسية للشركة مثل مشروع الجونة.

حابي: وهل سيكون بنفس حجمه؟
بشارة: لا يمكن المقارنة بينهما فلكل منهما طابعه الخاص، ومشروع الجونة يتسم بوجود جامعة ومستشفيات ومدارس مقارنة بمكادي ذي الطابع السياحي بشكل أكبر، ولكنه أيضًا سيظل مشروعًا كبيرًا فمساحته تبلغ 3 ملايين متر ولكن يختلف عنها.

حابي: كم تبلغ مبيعات المشروع المحققة؟
بشارة: ستصل المبيعات عند نهاية المرحلة الأولى إلى 3 مليارات جنيه، ولكن هذه المرحلة ستستغرق عدة سنوات، وقد صممنا بداية 400 ألف متر، ومنها جاءت المرحلة الأولى وعرضناها في إبريل الماضي، وسنعلن عن تفاصيلها في الربع الثاني.

حابي: وكم بلغت مبيعات تلك المرحلة من الوحدات الموجودة؟
بشارة: ليس هناك وحدات موجودة بالفعل ولكن المبيعات الحالية تخطت عدد الوحدات المستهدف إنشاؤها في هذه المرحلة بكثير، وأتوقع الانتهاء من بيع كامل المرحلة خلال الشهر المقبل.

وأود توضيح أن المرحلة الأولى من مشروع «مكادي» تتضمن ثلاث مراحل فرعية.

ونحن دائمًا ما نقارن المبيعات على 3 أسس: المحقق في العام السابق، والمستهدف، والسوق، وإذا نظرنا إلى مشروعاتنا في عمان على سبيل المثال، سنجد أنها كانت تحقق مبيعات منذ عامين تتراوح بين 50 ألفًا إلى مليون دولار كحد أقصى، واليوم أصبحت تحقق مبيعات قيمتها 15 مليون دولار سنويًّا، وهذا أحدث قفزة في سعر السهم خلال عام 2017 من 80 قرشًا إلى 6 جنيهات، وفي سويسرا على سبيل المثال قفز السهم من 4.5 فرانك إلى ما يتراوح بين 15 و 16 فرنك حاليًا، وأصبح السهم من أفضل الأسهم المتداولة في السوق السويسرية، وهذا هو مفهوم تصحيح المسار للشركات.

وفي لقائتنا بالمستثمرين في الشركة دائمًا نستعرض قيمة وحركة سهم الشركة بقيمة وتحركات المؤشرات الرئيسية للأسواق، وللأسهم المنتمية لنفس القطاع والنشاط.

فنحن مررنا بمرحلة صعبة مع بداية خطة تصحيح المسار، وكان أسوأها في أواخر 2016، حتى أن السهم بسويسرا تأثر بمتغيرات السوق المحلية نظرًا لانخفاض الأصول المحلية بقيمة النصف، ولكن إيمان مجلس الإدارة بالخطة وصبره على تنفيذها أدى بنا إلى تجاوز هذه المرحلة، وانتهت مرحلة الضغط وبدأنا جني ثمار تحويل المسار، حتى أننا وزعنا أرباحًا للمرة الأولى في مصر ربما منذ 10 سنوات.

وفي الحقيقة مجلس إدارة الشركة كان داعمًا جدًّا للإدارة – شركة «اكسيليرو»- في الالتزام بتنفيذ كامل الخطة الموضوعة لتصحيح المسار، وتحمل فترات التراجع في سبيل الالتزام بمحاورها للوصول لمعدلات النمو المستهدفة، وهذا أمر بالغ الأهمية، في ظل وجود بعض الشركات التي لا تتحمل نتائج المراحل الأولى من التغيير وتفضيلها لتحسين المؤشرات السريعة حتى وإن كان ذلك على حساب المستقبل.

والباقي من الخطة الآن هو مرحلة استمرارية النتائج، بحيث نضمن وجود نظام يحافظ على ما حققناه الفترة الماضية ويرسخ لثقافة النموذج الجديد، ولذلك فإن نتائج الشركة في 2017 كانت جيدة جدًّا، والبعض نظر إليها على أنها طفرة لن تتحقق مرة أخرى، ولكن نتائج الربع الأول من 2018 جاءت لتثبت العكس، فقد كانت الأفضل في تاريخ الشركة.

حابي: هل تضمن النتائج غير المسبوقة للربع الأول حصيلة بيع الأصول التي ذكرناها منذ قليل؟
بشارة: لا، هذه المبيعات لم تدخل الميزانية بعد، ونحن نعلن عن مكاسبنا غير متضمنة الأرباح التي تحقق من بيع أصول أو خلافه، حتى يمكننا قياس الأداء التشغيلي والمالي للشركة في النموذج الجديد، بخلاف توضيح وإعلان الأرباح بعد خصم الإهلاكات وما شابه.

أما عن أرباح بيع هذه الأصول فستدخل الميزانية في الربع الثاني أو الثالث نظرًا للإجراءات التي تستلزم وقتًا لإنهائها، وحاليًا هذه الصفقات لا زالت في مرحلة العقود الأولية وتحت التنفيذ سواء الفنادق التي تقع في السوق المصرية أو شركة «تمويل»، والأصل الوحيد الذي انتهينا من بيعه هو الفندق التابع للشركة السويسرية ولكنه سيدخل ميزانية الربع الثاني.

وميزانية الربع الأول من العام الجاري والتي تعد الأفضل في تاريخ الشركة منذ تأسيسها لم يتضمن أي أرباح رأسمالية ناتجة عن بيع أصول.

حابي: وما المتبقي من خطة الهيكلة وبيع الأصول؟
بشارة: الجزء المتبقي في مصر من الأصول المخطط بيعها صغير وغير مؤثر بشكل ملحوظ على نتائج الشركة بدعم من وصولها لمرحلة قادرة على النمو المتسارع، ونحرص في إعلاناتنا على توضيح عدد الوحدات المباعة وسعر المتر لما نراه في ذلك من مؤشرات جيدة وجاذبة للعملاء، ونسعى دائمًا للبيع إلى المستخدمين وليس للمستثمرين؛ لأن التوسع في بيع الوحدات السكنية أو العقارية بوجه عام للمستثمرين يترتب عليه الفقاعات العقارية التي تصيب كامل استثمارات القطاع بأضرار كثيرة على المدى البعيد.

أما خارج مصر فنحن سنستكمل المدن التي تضيف قيمة كافية للشركة، وذلك بعد تحديد مستهدفات داخلية وغير معلنة ومربوطة بفترة محددة، وفي حال عدم تحقيق النمو المستهدف وبالسرعة الكافية ستنضم لقائمة الأصول المستهدف بيعها.

حابي: ما هي هذه المدن؟
بشارة: لا يمكننا أن نعلن عنها وإلا سيضر ذلك مبيعاتها، ولكن عمومًا أمامنا عام لنقيم المدن ونخرج بقائمة للتي سنكمل فيها وأخرى للمدن المستهدف بيعها، والعبرة في استمرار الاحتفاظ بأي أصل تابع ستكون بناء على حجم إضافته وتماشيه مع معدلات النمو المستهدفة وحجم الشركة.

وداخليًّا خلال الوقت الحالي هناك مجموعة من الأصول الحاصلة على الكارت الأصفر والمحتمل بيعها في حال عدم تحقيقها لمعدلات النمو المستهدفة والسريعة.
فعلى سبيل المثال كنا نبيع في مدينة «سيفا» بعمان بحوالي 300 ألف دولار سنويًّا وكان يحيط بوضعها عدد كبير من علامات الاستفهام، إلا أنه بعد إعداد خطة لتطويرها وإضافة منتجات جديدة بجانب التوسع في تسويقها ورفع معدلات نمو مبيعاتها، واستطعنا بفضل هذه الخطة الوصول إلى 16 مليون مبيعات بعد عام ونصف.

ونمتلك في عمان أيضًا مدينة «هوانا صلالة»، وحصلت هذه المدينة على جائزة أسرع مدينة سياحية في منطقة الشرق الأوسط على مستوى النمو، ومنذ عامين عندما كنا نتحدث مع الحكومة العمانية عن خطتنا السياحية لأعمالنا في السلطنة كان هناك اختلاف كبير في الرؤى، إلا أنهم خلال الوقت الحالي سعداء بنا جدًّا لأننا أحدثنا طفرة كبيرة بهذه المدينة والتي وصل عدد الغرف الفندقية بها إلى 1700 غرفة تمتلك شركتنا منها 1000 غرفة، وعند دخولنا هذه المدينة كانت تحتوي فعليًّا على 700 غرفة، أي أن كامل التوسعات التي أهلتها للفوز بجائزة المدينة السياحية الأسرع نموًّا كانت نتيجة لأعمال «أوراسكوم».

حابي:هل هناك نماذج آخرى للأصول التي تغيرت نظرتكم لها بعد تصحيح مسارها مثل مدينة سيفا بعمان؟
بشارة: نعم، فعلى سبيل المثال منذ عام رأينا أنه لا يمكن الاستمرار في دعم نادي الجونة لكرة القدم على شكله الحالي، وكنا بين أن ندفع بالفريق إلى الدوري الممتاز أو غلق النادي خاصة وأنه يحمل اسم مشروع من أنجح وأكبر مشروعات الشركة، فاستعنا بشركة لإدارة النادي وأعتقد أن هذا هو الإجراء الأول من نوعه في مصر-وهي شركة مملوكة لنادر شوقي مدير ووكيل للاعبين- واتفقنا معهم على خطة لمدة 3 سنوات للنهوض بالفريق وبالفعل عدلنا تشكيل مجلس الإدارة وأصبح نادر المدير العام، وهي سياسة الشركة في وضع الكفاءات المختصة في أماكنها الصحيحة بالإدارة.

حابي: وماذا إذا لم تتوافق مع فكر أو نظام عمل هذه الكفاءات؟
بشارة: في النهاية لدينا مستهدفات موضوعة سلفًا تتم المحاسبة على أساسها، ففي نادي الجونة على سبيل المثال، تحدث البعض عن سوء النتائج في أول 8 مباريات وأن الفريق في مركز متأخر، ولكن تبعًا للمستهدفات لم نكن قد وصلنا إلى فارق النقاط المتفق مع الإدارة الجديدة على عدم تخطيه عن المركز الأول، ثم إن تغيير الكوادر باستمرار مع سوء النتائج أو المبيعات يعني المزيد من التدهور للكيان دون وجود من تحاسبه في النهاية على ذلك.

وعلى مستوى تقييم كفاءة الكوادر المختصة بالمبيعات لا بدَّ من تحليل كفاءة النتائج وليست الأرقام النهائية فقط ومقارنتها بالسابق، والعمل على إزاحة من أخفق في مهامه للحفاظ على استمرارية كفاءة وتطور العناصر الجيدة بدلًا من وقوعها في أزمة فقدان حماسة العمل بكفاءة.

حابي: ما خطتكم للجونة في الفترة المقبلة؟
بشارة: نسعى لتحويل الجونة إلى مدينة سكنية بالمعنى الفعلي وأن يكون الملاك موجودين بها طوال العام.

كما نستهدف تحويل كل المدن التابعة لنا في 8 دول إلى هذا النموذج التنموي وبمعدلات نمو كبيرة وسريعة، وهذا أمر لا يصعب تحقيقه في ظل امتلاكنا 8 ملاعب جولف و7 مارينا في دول مختلفة، منحتنا خبرة واسعة في مجال تنمية المدن السياحية مقارنة بالمنافسين.

حابي: أليس هذا موجودًا بالفعل؟
بشارة: بالفعل هذا موجود، ولكن نسعى لتنمية وتكريس هذا المفهوم، فالمدن السياحية العالمية مثل «نيس» و«كان» بفرنسا تتميز باستقرار السكان ووجود مدارس وجامعة وكل مستلزمات الحياة اليومية.

أما عن نموذج الساحل الشمالي في مصر والعميل المتواجد لبعض الوقت بغرض الاستمتاع بإجازة الصيف وحسب ثم السفر مرة أخرى فهو غير موجود بالعالم.

ولكي نستطيع صنع حياة سكنية مستقرة بالجونة نحتاج للكثير من الخطوات، وبالفعل سنعلن قريبًا عن أول مبنى إداري متكامل بمدينة الجونة لتوسيع فرص العمل من داخلها، كنا قد أعلنا من سنة عن بعض المكاتب الإدارية هناك وتوجد به شركات ألمانية وآيرلندية ولكن بأحجام صغيرة، كما أن مهرجان الجونة هذا العام سيكون أقوى من العام الماضي.

وأرى أن هذا يمكن تحقيقه طالما نسير في أعمالنا بناءً على خطط وقواعد لا يكسرها أحد مهما كان وضعه أو علاقته، وفي حال تأكدنا من خطأ بعض هذه القواعد بعد اختبارها، سنعمل على تغييرها مع التزام الجميع بها دون أي استثناءات.

كما أن الملاءة المالية للمطورين العقاريين والتسعير المنضبط والقادر على تحقيق هامش ربحية لشركاتهم أحد أهم معايير تقييم المطورين ومشروعاتهم، فالتسعير المنخفض لوحدات المشروعات معيار يثير القلق والمخاوف وليس معيارًا للكفاءة، خاصة فيما يتعلق بقدرة هؤلاء المطورين على الالتزام بتسليم الوحدات.

ونموذج عملنا يتميز بالتركيز على الربحية وليست المبيعات فقط كما يراهن البعض؛ لأننا نرى أن الربحية هي التي ستمكننا من إنجاز أعمالنا في مواعيدها المحددة وبكفاءة عالية، وهو ما سينعكس بدوره على نمو المبيعات مستقبلًا في كل المشروعات وليس بمشروع محدد بدعم من السمعة الجيدة التي نرسخها لدى عملائنا.

حابي: هل ترى أن تسعير الواحدات يحتاج لتدخل الجهات الرقابية؟
بشارة: أرى أنها تحتاج رقابة من العميل وتقييم مناسب للمشروع قبل الشراء، والبحث عن سابقة أعمال الشركة خاصة على مستوى كفاءة الواحدات والالتزام بتوقيتات التسليم المتعاقد عليها.

حابي: هل طرحتم المبنى الإداري في مدينة الجونة بنظام البيع أم التأجير؟
بشارة: تأجير على المدى الطويل، وعمومًا كل الأماكن التجارية لا نقوم ببيعها ولكن نطرحها بنظام التأجير، فالمطاعم على سبيل المثال بالجونة نمتلك أماكنها فقط ولكن الإدارة تكون للمستأجر، فإذا كان ضعيف المستوى أو غير جاذب يمكننا بسهولة عدم تجديد عقد الإيجار.

حابي: وهل ستضخون بها استثمارات جديدة؟
بشارة: نعم سنضخ استثمارات جديدة، ولكن نحن نتبع أسلوب الاستثمار المتدرج كأن ننشئ مبنى ثم ننظر إلى عائده الاستثماري فإن كان مجديًا نتوسع وهكذا.

حابي: وماذا تستهدفون أيضًا بجانب الجزء الإداري؟
بشارة: نستهدف أيضًا الجزء التعليمي، فالجونة بها 3 مدارس، إحداها حكومية، والأخرى خاصة عربي متوسطة، والثالثة لغات، وكان يجب مراعاة توفير مدارس مختلفة نظرًا لأن جميع العاملين بالجونة هم سكان بها أيضًا، ولدينا فريق مختص بالتعليم يعمل مع المدارس والجامعات خلال الوقت الراهن.

فنحن لدينا بالفعل جامعة ألمانية ولكنها خاصة بالدراسات العليا؛ لذلك نحن بحاجة لجامعة أخرى، وهو ما سيجلب المزيد من الشباب للمدينة إضافة إلى زيارات أهاليهم، وبالتالي تنمية الحراك بالمدينة طوال العام مما يصب على المستثمرين في مشروعاتها الأخرى بالنفع ولنا في النهاية.

حابي: وماذا عن باقي المدن؟
بشارة: مكادي أيضًا من المشروعات المهمة للشركة وتشهد حركة طوال أوقات العام، وقد تكون مستقبلًا الاختيار الأول للعاملين حول الغردقة وهو ما يستدعي تنميتها عمرانيًّا لخدمة السكان المستهدفين بها.

حابي: وماذا عن أرض 6 أكتوبر والساحل الشمالي؟
بشارة: أرض 6 أكتوبر كما أعلنا هي ألف فدان.

حابي: هذه المساحة هي الخاصة بالتسوية؟
بشارة: نعم هي، والتسوية في مراحل متقدمة، وبمجرد توقيعها سنعلن عن كامل تفاصيلها.

حابي: لماذا ستؤسسون شركة خاصة بها تحت اسم «أوراسكوم العقارية»؟
بشارة: الشركة الجديدة ستقسم بواقع 70% لأوراسكوم القابضة للتنمية و30% للمهندس سميح ساويرس؛ لأنه كان طرفًا في التسوية بشخصه نظرًا لامتلاكه 70% من «أوراسكوم للإسكان».

حابي: وماذا عن اتفاقية الإيرادات مع الحكومة؟
بشارة: لم تنته بعد ولكنها ستكون شبيهة بمثيلاتها التي أبرمتها الحكومة في مواقف مشابهة.

حابي: وهل سيكون هناك جزء مادي من التسوية؟
بشارة: لا الأمر سيكون بنظام المشاركة في العائد ولكن النسب لم تحدد بعد.

حابي: هل ستظل هذه المساحات مخصصة للإسكان الإجتماعي؟
بشارة: لا لم تعد للإسكان الاجتماعي.

حابي: قلت إنه من الممكن أن تنشؤوا مدينتين بالقاهرة.. أين ستقع هذه المدن؟
بشارة: من الممكن أن تكون إحداهما في التجمع والأخرى في القاهرة الجديدة.

حابي: وماذا عن العاصمة الإدارية؟
بشارة: الأولوية الآن لدينا في الشركة هي للساحل، ونتفاوض على أكثر من قطعة أرض ونتوقع حسم أحدها قريبًا.

حابي: بمعنى أنكم لن تبحثوا عن أراضٍ جديدة؟
بشارة: قد نكون لا نبحث ولكن هناك بعض الفرص التي تظهر وتفرض أهميتها.

حابي: وماذا عن التكلفة المالية لمشروعي القاهرة؟
بشارة: ستكون ضخمة بالطبع ولكن سيعلن عن تفاصيل كل مشروع في حينه، وسيضم المشروع فئات مختلفة من الوحدات لضمان استمرار التناغم داخل المدينة تبعًا لنموذج أعمال الشركة.

حابي: هل هي الأرض المجاورة لـ«هرم سيتي»؟
بشارة: هي الأرض الممتدة من «مول مصر» وحتى طريق الواحات، وهناك محطة مياه تعمل بالفعل وأخرى للكهرباء في المنطقة، ولذلك فالعميل سوف يحصل على 3 مميزات: أولًا التعامل مع شركة كبيرة لها اسم ضخم وبراند جاذب، ثانيًا أننا مختصون بإنشاء المدن ولنا فيها خبرة كبيرة، ثالثا أن هناك بنية تحتية موجودة بالفعل، ونحن نعول على هذا المشروع كثيرًا ونسعى لبدء العمل فيه من العام المقبل، وسيساهم في تغيير حجم أعملنا في القاهرة بشكل كبير.

فلا زال حجم أعمالنا في البحر الأحمر خلال الوقت الحالي هو الأكبر، حيث وصلت مبيعاتنا العام الماضي بها إلى مليار ونصف جنيه بعد أن كانت 400 مليون جنيه منذ عامين.

حابي: قلت إن الأولوية لديكم في المرحلة المقبلة في الساحل، فهل مع الحكومة أم القطاع الخاص؟
بشارة: نحن نتابع كلا الاتجاهين.

حابي: اشتريتم كراسات الشروط لعدة مناقصات حكومية، لكنكم لم تدخلوا بها، فما السبب؟
بشارة: وجدنا الكراسات غير محفزة، وللإنصاف نظام طرح هذه المناقصات وتفاصيل نموذج الشراكة في بدايته لم يكن واضحًا، ولكن الآن أصبح هناك وعي كبير في طرح هذه المناقصات.

حابي: وهل وافقوا مبدئيًّا على فكرة المساحات الكبيرة؟
بشارة: المشروعان المقبلان لنا، أحدهما مع القطاع الخاص والآخر «شبه حكومي» لذلك لا علاقة لنا بالمناقصات.

حابي: هل تشير بذلك إلى أرض في اتجاه العلمين؟
بشارة: إذا كان السؤال حول العلمين الجديدة فنحن لن ندخل بها، نظرًا لأن الفكرة السائدة هناك إنشاء جزء من مدينة بينما نحن مختصون بإقامة المدن المتكاملة.

حابي: ماذا تعني إذن بـ«شبه حكومي»؟
بشارة: يمكننا أن نقول مثل قطاع الأعمال.

حابي: وهل المساحتان متجاورتان؟ وهل تنوون الاستحواذ عليهما معًا؟
بشارة: قد يكون هذا ممكنًا فنحن في النهاية قد نخاطب شرائح مختلفة، ومساحة الأراضي المستهدفة لا تقل عن 2 مليون متر.

حابي: وماذا عن «إنرشيا»؟ سمعنا أن قطعة الأرض المملوكة لها في الساحل الشمالي كانت المحرك في صفقة المهندس نجيب ساويرس؟
بشارة: هذه الصفقة بين المهندس نجيب ساويرس و»إنرشيا».

حابي: نسأل هنا عن احتمالات وجود شراكة؟
بشارة: نحن لا ندخل أي شراكة مع مطور آخر في نفس المشروع، فبهذا الشكل لن يضيف بعضنا لبعض الكثير.

حابي: ولكن من الممكن أن تدخلوا في شراكة مع مطور لديه الأرض.
بشارة: بالطبع ولكن على أن تكون الإدارة لنا، فلدينا الخبرات اللازمة وأنشأنا مدنًا في آسيا وإفريقيا وأوربا، مما يجعلنا نتأنى في اختيار الشريك حتى لا تكون الشراكة غير متكافئة.

حابي: ومتى ستُحسم الصفقة في تقديرك؟
بشارة: لا يمكننا أن نحدد، فما زالت الأراضي في مصر تستلزم وقتًا كبيرًا.

حابي: بالنسبة لـ«أكسيليرو» هل ستحصلون على عقود إدارة أخرى بخلاف «أوراسكوم القابضة للتنمية»؟
بشارة: غالبًا لا، ربما نتوجه بشكل أكبر لشركات نستطيع شراء جزء فيها بجانب الإدارة.

حابي: بمعنى أن تدخلوا بفكر مستثمر استراتيجي وليس مالي؟
بشارة: بالضبط، فنحن سندير بجانب شراء حصة بأموالنا.

حابي: وما القطاعات التي تستهدفون الدخول بها؟
بشارة: بغض النظر عن القطاعات نحن نستهدف نظم الـHigh Growth، والـ Turn Around، ونحن منذ الاتفاق مع المهندس سميح حاولنا إثبات أننا لسنا محبوسين داخل إطار قطاع الاتصالات والتكنولوجيا فقط، ولكن لدينا إمكانيات في نظم الإدارة بوجه عام أيًّا كان القطاع المستهدف.

حابي: وما القطاعات التي لفتت نظركم؟
بشارة: عدة قطاعات أبرزها الأغذية والتكنولوجيا، وفي الأشهر القليلة الماضية كان اهتمامنا مركزًا على صفقات التخارج التي أجريناها.

ونحن لا نستهدف التعجيل بالدخول في استثمارات جديدة، خاصة وأننا نعمل بأموالنا على عكس وضع صناديق الاستثمار، التي تلتزم بمدة محددة لضخ استثماراتها أو للتخارج منها، ما يهمنا هو الوصول لفرصة استثمار جاذبة وقادرة على تحقيق نمو كبير وسريع.

وأتفق تمامًا مع رأي أشرف سلمان وزير الاستثمار الأسبق الذي قرأته في حواره معكم، والخاص بضرورة وجود أكثر من شركة كبرى في مجال الاستثمار المباشر حتى نستطيع النهوض بالسوق، وأن هذا النشاط بوابة أساسية لجذب الاستثمارات الخاصة والأجنبية.

حابي: أخيرًا، ما التوصيات التي قد توجهها للحكومة في القطاعات التي تعملون بها في مصر، وهي الإسكان والسياحة والاستثمار؟
بشارة: لا أقول توصيات ولكنها في النهاية آراء، أرى أن قطاع السياحة في مصر كان جيدًا خلال العام الماضي، ولكن عند مقارنة أرقامنا بالدول الأخرى، سنجد أن دولًا مثل مونتينجرو التي يبلغ تعدادها 600 ألف نسمة تستقبل 2 مليون سائح في العام، فلو عملنا على نفس المعدل سنجذب 300 مليون سائح وجزء من الخلل يرجع إلى المجتمع والعاملين بالقطاع والآخر سببه المنظومة نفسها.

نحن نحتاج للمزيد من التناغم بين قطاعات السياحة والطيران والآثار، وهناك بالفعل فارق كبير في التعامل مع وزارة السياحة حاليًا ولمسنا ذلك في الاستماع لمستثمري القطاع بصورة أكبر.

كما نحتاج للعمل بصورة أكبر على عودة شركات الطيران العالمية الكبرى للعمل في مصر، خاصة وأنها مصدر الحصول على السائح ذي الملاءة المالية، وهو ما نحتاجه خلال الوقت الراهن.

وتلقينا اتصالات من عدة شركات سياحة عالمية كبرى ترغب في العودة لمصر ولكنها تواجه مشكلات على مستوى شركات التأمين، وأرى أنه من الضرورى أن تُقْدِم شركات التأمين المحلية على العمل في هذا الاتجاه لحين عودة شركات التأمين العالمية لمارسة نشاطها هنا.

أما بالنسبة للإسكان فهي توفر أراضي تضمن فرصًا أفضل للمطورين وللعملاء في آنٍ واحد، ونحتاج تسهيل إجراءات وفترات الحصول على الأراضي وشفافية العمل بما يضمن مزيدًا من التطور للقطاع.

أما في الاستثمار فإنني أرى أن السوق المصرية جيدة وذات ربحية مرتفعة، ولكن نحتاج فقط لطمأنة المستثمرين، فما زال البعض يحتاج لاستعادة الثقة في السوق، ووضوح الرؤية على المدى الطويل، فنحن نسير في الاتجاه السليم ولكن يجب المحافظة عليه وسرعة إنجازه، دون تغييرات كثيرة لأنها تترك أثرًا سلبيًّا عند المستثمرين وخاصة الأجانب، لضرورة استقرار القواعد والإجراءات بما يسمح لهم بتكوين رؤية متوسطة وطويلة المدى لاستثماراتهم.

خالد بشارة الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم للتنمية في حوار مع حابي
الرابط المختصر