رويترز
قالت خمسة مصادر مطلعة إن السعودية، أحد أكبر عملاء جنرال إلكتريك وأعلاهم قيمة، تحشد منافسي الشركة لتقديم عروض منافسة لها للفوز بأعمال مربحة في محطات الكهرباء.
وأهلت الشركة السعودية للكهرباء التي تسيطر عليها الدولة شركتين على الأقل، هما باور سيستمز وكومبسشن بارتس، لتوفير الخدمات أو قطع الغيار لبعض توربيناتها من الفئة-إف التي تنتجها جنرال إلكتريك ويتجاوز عددها الخمسين، كما تجري محادثات مع شركتين أخريين بخصوص استثمارات لإنشاء مرافق لخدمة محطاتها على مدى عدة سنوات، وفقا لما ذكرته مصادر مطلعة مباشرة على الأمر.
وأفادت المصادر وقواعد بيانات بالقطاع أن تأهيل هذه الشركات لأول مرة يسمح للسعودية للكهرباء بكسر سيطرة جنرال إلكتريك على هذه الأعمال عن طريق تشجيع آخرين على تقديم عروض منافسة لصيانة أسطول توربينات الفئة-إف، وهو من أكبر الأساطيل المملوكة لكيان واحد ومن أكثر محافظ الخدمات ربحا في القطاع.
يزيد حرص السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، على ترشيد النفقات، وتسعى المملكة لتقليص الاعتماد على النفط وخفض العجز في الميزانية وخلق فرص عمل في إطار خطة الإصلاح التي تحمل اسم ”رؤية 2030“. وقال مصدر مطلع على عمل السعودية للكهرباء إن المملكة تريد أيضا الحصول على أفضل أسعار ممكنة في العقود الكبيرة المبرمة مع الشركات الكبرى.
وأضاف المصدر أن السعودية للكهرباء في طريقها أيضا لجلب شركات أخرى للمشاركة في عروض خدمات محطات الكهرباء، بدلا من الاعتماد على جنرال إلكتريك وحدها، لأن تأهيل شركات أخرى منافسة سيخفض الأسعار.
وأشارت المصادر إلى أن السعودية للكهرباء أطلقت من قبل منافسة على جيل سابق من التوربينات يعرف باسم الفئة-إي. وأشارت إلى أنه بعد بدء تقديم العروض، انتهى المطاف بتكليف جنرال إلكتريك بأعمال أقل كما انخفضت تكاليف تلك الأعمال بنحو 40 بالمئة.
وذكرت ثلاثة مصادر أن أحد الآثار الجانبية لتأهيل السعودية للكهرباء شركات ثالثة لصيانة توربينات الفئة-إف يتمثل في أن حجم العملية كبير بما يكفي لإفساح المجال أمام منافسي جنرال إلكتريك لتدشين عمليات يمكنهم استغلالها في بيع الأجزاء وخدمات الصيانة إلى عملاء خارج السعودية، وهو ما قد يهدد بعضا من أنشطة خدمات جنرال إلكتريك على مستوى العالم.
وقال أحد المصادر إنه بالنسبة لمقدمي العروض، فإن عملية التأهيل تمهد الطريق لهم أمام بيع منتجاتهم إلى مرافق أخرى بل وقطاعات أخرى لأن السعودية للكهرباء تعتبر متطورة تقنيا ومن ثم ستعتمد شركات أخرى على تأهيلها.
وامتنع عن التعقيب كل من السعودية للكهرباء وباور سيستمز التابعة لأنسالدو إنرجيا في جنوة الإيطالية وكومبسشن بارتس التي تتخذ من سان دييجو مقرا لها.
وردا على أسئلة من رويترز، قالت جنرال إلكتريك ”في الوقت الراهن، لا تزال وحدات الفئة-إف التي تنتجها جنرال إلكتريك في الشركة السعودية للكهرباء تغطيها اتفاقات خدمات طويلة الأمد“.
وقال جون فلانري الرئيس التنفيذي لجنرال إلكتريك إن إيرادات الخدمات مهمة لاستعادة النمو في أنشطة كهرباء جنرال إلكتريك، إذ تراجع أرباح تلك الأنشطة 45 بالمئة في العام الماضي.
ويواجه قطاع الكهرباء بالشركة، الذي يصنع معدات المحطات التي تعمل بالغاز والفحم والطاقة النووية، انخفاضا حادا في الطلبيات على المحطات الجديدة.
وفي مؤشر على حرص الشركة على زيادة إيرادات خدماتها، نشرت جنرال إلكتريك مقاطع مصورة على موقع يوتيوب في مايو ذكرت فيها أنها تعرض تحديثات عالية التكنولوجيا للتوربينات التي تصنعها سيمنس وميتسوبيشي هيتاشي باور سيستمز المنافستان.
وقالت المصادر إن السعودية للكهرباء لم تطرح حتى الآن أي عقود كبيرة لتوربينات الفئة-إف على شركات جديدة، ولم يتبين متى تعتزم طرح مناقصات.
وقال مصدر مطلع على تاريخ خدمات جنرال إلكتريك في السعودية إن بعض توربينات الفئة-إف التي اشترتها السعودية للكهرباء في الآونة الاخيرة قد لا تكون خاضعة لاتفاقات طويلة الأمد بسبب ارتفاع أسعار الخدمة، ومن ثم قد تطرح الشركة مناقصات لهذه التوربينات في أي وقت.
وبالإضافة إلى شركتي الخدمات المذكورتين، قالت شركتا كرومالوي ومقرها بالم بيتش جاردنز في فلوريدا والمسعود جون براون في دبي إنهما تجريان محادثات بشأن التأهل للعمل في محطات توربينات الفئة-إف التابعة للسعودية للكهرباء. وأضافت الشركتان أنهما تعملان بالفعل في توربينات الفئة-إي التابعة للشركة السعودية.
ووافق مساهمو المسعود جون براون على استثمار يتيح للشركة صيانة بعض مكونات الفئة-إف في منشأتها بدبي. وقال بريان واديل المدير العام للشركة في رسالة بالبريد الإلكتروني إن الشركة تخطط لعرض ذلك على السعودية للكهرباء كوسيلة ”لإطلاق“ العملية الرسمية السابقة للتأهيل.
وقالت شركة كرومالوي إنها تدرس استثمارا كبيرا يمكنها من العمل في توربينات الفئة-إف بالسعودية للكهرباء على المدى الطويل.
وقال جيف رومين المتحدث باسم الشركة ”نرغب قطعا في هذا الالتزام، ونجري مناقشات مع السعودية للكهرباء بخصوص ذلك“.
وأضاف ”ندرس إجراء صيانة الأجزاء أو تصنيع المكونات على المدى الطويل… ذلك ما تطلبه منا السعودية للكهرباء“.