حابي ــ الغردقة
على مدار 3 أيام، نظم اتحاد المصارف العربية مؤتمرا عن الصيرفة الخضراء بمفهومها الواسع الذى يشمل اهتمام البنوك بالاستثمار فى صناعة بيئة خالية من التلوث سواء عبر جميع مراحل عملها وإدارة مبانيها ونوعية المواد والطاقة التى تستخدمها، أو التمويلات والخدمات التى تقدمها للعملاء والصناعات التى تستهدفها.
وربطت جلسات المؤتمر بين الـ Green Banking، وبين التنمية المستدامة التى تراعي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية أيضا.
وشهد المؤتمر نقاشات واسعة حول قدرة البنوك على تحقيق التوازن بين تطبيق هذه المفاهيم التى بكل تأكيد لها من الفوائد طويلة المدي ما ستجنيه البنوك، وبين اللحظة الواقعية التى تفرض اختيارات ربما تتعارض إلي حد كبير مع مبادئ الصيرفة الخضراء.
جريدة «حابي» طرحت سؤالا واضحا مفاده هل من الممكن أن يرفض بنك ما صفقة تمويل محطة توليد كهرباء من الفحم أو مشروعات صناعة أسمنت حفاظا على البيئة؟ أحد الحضور أيضا أكد أن البنوك قطعت شوطا كبيرا بناء على كلمات المتحدثين، فى طريق تهيئة مقراتها ودورة عملها لتكون أكثر صداقة للبيئة وأقل تلوثا، فى حين يظل الجناح الآخر المرتبط بتمويل المشروعات الملوثة للبيئة غائبا إلي حد كبير.
أسئلة أخري شهدتها جلسات المؤتمر حول من يقود مبادرة وضع قواعد وحوافز تسمح بالتوسع فى تمويل المشروعات غير الضارة بالبيئة وهي كثيرة ولا تتوقف فقط عند مشروعات توليد الطاقة البديلة والجديدة والمتجددة واستخداماتها على مستوى كثير من الصناعات والأعمال، البعض رأي أن البنوك المركزية هى التى يجب أن تبادر بذلك على خلفية مبادرات أخري قادتها لانعاش التمويل الموجه للمشروعات الصغيرة وقطاعات بعينها تستهدف تنميتها.
آخرون رأوا أن الموضوع فى حاجة لقرارات عليا من الحكومات وخطط مشتركة تتعاون فيها وزارات البيئة والمالية مع البنوك بصورة تضمن تحويل هذه الأهداف إلى واقع فى أسرع صورة ممكنة. وفريق ثالث أكد أن المبادرة من الممكن أن تبدأ ببنك واحد، يصنع تجربة مثمرة، ومن ثم يمكن تكرارها على مستوى القطاع ككل.
كان المؤتمر ثريا بالمناقشات، وشهد تقديم نماذج بالجملة لبنوك قامت بتطبيق مفاهيم الصيرفة الخضراء والتنمية المستدامة، وبنوك مركزية صنعت مبادرات تحفيزية لتشجيع مصارفها على التوسع فى قطاعات منخفضة العائد وطويلة الأجل.
وتطرق المؤتمر أيضا لمحاور أخري ربما تكون بعيدة قليلا عن عناوين جلساته، فجاءت الكلمة الافتتاحية للأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتوح عن نتائج الإصلاح الاقتصادى والمصرفي فى مصر التى استضافت المؤتمر بمدينة الغردقة.
وعلى هامش المؤتمر، كانت هناك تصريحات متنوعة من القيادات المصرفية، ننقلها لكم فى هذه التغطية.
وسام فتوح : برنامج الإصلاح راعى النمو المستدام وقدم إجراءات مواتية للاستثمار
المغربي: بنك مصر يضع اللمسات النهائية على إستراتيجيته التوسعية الجديدة
د. داليا عبد القادر : مفهوم التنمية المستدامة يهتم بجميع مراحل العمل
أمل العربي : التجاري الدولي يحد من تمويل القطاعات الضارة بالبيئة
جمال نجم: لا مانع من إطلاق مبادرة لتنشيط الصيرفة الخضراء
الإتربي : اهتمام كبير بتنشيط تمويل المشروعات غير الضارة بالبيئة
محسن عادل : مقترح بإنشاء صندوق لتحفيز تمويل المشروعات الخضراء