د. داليا عبد القادر : مفهوم التنمية المستدامة يهتم بجميع مراحل العمل

حابي ــ الغردقة

على مدار يومي عمل، قدمت د. داليا عبد القادر رئيس قطاع الاستدامة والتسويق والإعلام بالبنك العربي الإفريقي الدولي، عرضًا تاريخيًّا لنشأة مفاهيم التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة الاقتصادي والاجتماعي والتنموي، إلي جانب التحديات الراهنة التي تواجه الاستدامة وفرص نشرها أيضًا، كما استعرضت تجربة البنك العربي الإفريقي في الاهتمام بهذه المفاهيم.

E-Bank

أكدت د. داليا أن القيمة المولدة من عمليات التنمية المستدامة تشمل هدف تحقيق الربح، وبالتالي لا تعارض بين اهتمام المؤسسات على اختلافها بمبادئ التنمية المستدامة وسعيها نحو دعم ربحيتها، ولكن وكعادة التحولات التي تمر بها الاقتصادات، هناك دائمًا من يضع التجربة الأولى التي يمكن من خلالها الاقتباس والتكرار واستنباط النتائج.

وقالت إن مفهوم النمو وحده كان له آثار سلبية على المجتمعات والبيئة، وفي مرحلة تالية ظهر مصطلح المسؤولية المجتمعية للشركات، وانحصر في توجيه جانب من الربح لأنشطة مختلفة تراعي البعد المجتمعي والبيئي، ولكن مفهوم التنمية المستدامة بات أكثر شمولًا ويهتم بجميع مراحل عمل المؤسسة وطبيعة أنشطتها، وبالتالي أصبح كل قرار وكل نشاط وكل صفقة، يتفاعل مع هذه المعايير ويقاس درجة تطبيقه لها.

وأكدت د. داليا أن الرهان على النمو بلا حدود أسفر عن الكثير من المشكلات وصلت لحدود التصحر والاحتباس الحراري وندرة الموارد، وهذه الخسائر من شأنها تقييد النمو، وبالتالي تحملت المؤسسات والدول التي لم تراعِ البعدين المجتمعي والبيئي خسائر تركيزها فقط على النمو.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وأشارت رئيس قطاع الاستدامة والتسويق والإعلام بالبنك العربي الإفريقي الدولي، إلى أن هناك من يسبق إلى الاستفادة من التحولات القوية التي تمر بها الاقتصادات، فتستطيع أن تبادر بالعمل على تهيأة نفسها للشروط والمتطلبات الجديدة، ومؤسسات أخرى تنتظر العاصفة، فتصبح مثل شركة كوداك التي لم تسبق التطور التكنولوجي الرقمي.

وأكدت من خلال العرض الذي قدمته خلال ثالث جلسات اليوم الأول من المؤتمر، أن التحديات الرئيسية العالمية يمكن حصرها في 5 أمور أساسية، وهي التطور التكنولوجي السريع، والثورات، والاحتباس الحراري، والحروب، وندرة الموارد. ويجب الانتباه جيدًا لهذه التحديات والعمل على مواجهتها قبل أن تتفاقم.

وعرضت د. داليا تجربة البنك العربي الإفريقي في التمويل والتنمية المستدامة، وقالت إن مصرفها نجح في ترتيب تمويل لأكبر محطة طاقة شمسية في العالم بمشروع بنبان في مدينة أسوان المصرية، بجانب مشروعات أخرى في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.

وأكدت على أن التمويل المستدام أكثر شمولًا من التمويل الأخضر؛ لأنه يقوم على 3 محاور أكثر اتساعًا من كونه تمويلًا لقطاع غير ملوث للبيئة، فالتمويل المستدام يشمل إدارة مخاطر البيئة والمجتمع بجانب مخاطر التشغيل والسوق والمخاطر الأخرى المرتبطة بالتمويل، كما يراعي التأثير غير المباشر للقطاع المصرفي على الاقتصاد والمجتمع، إلى جانب اهتمامه بالبصمة الكربونية التي تعكس مدى توافق جميع عمليات البنك من التشغيل وحتى التمويل والخدمات مع الاشتراطات البيئية.

وقالت إن أهم التحديات التي تواجه التمويل المستدام، هي غياب السياسات والقواعد الاسترشادية، ونموذج العمل الناجح والذي يجيب بوضوح عن سؤال كيف يتحول التمويل المستدام إلى تمويل مربح.

وقالت إنه من الخطأ أن يبدأ التمويل المستدام بدعم من البنوك المركزية لأن هذا الدعم لن يساعد في نضج التجربة والوصول لنموذج العمل المربح بوضوح من التمويل المستدام.

الرابط المختصر