بعد شرائها حصة جديدة في فودافون .. ماذا ستفعل “إليوت الأمريكية” لتحسين أداء شركة المحمول؟

4 اقتراحات بينها بيع وحدات الشركة في الخارج .. واستبعاد بيع "فودافون مصر"

حابي

ارتفعت أسعار أسهم شركة فودافون في بورصة لندن أمس بعد تقارير عن شراء صندوق التحوط الأمريكي النشط “إيليوت مانجمنت” حصة جديدة في ثاني أكبر شركات المحمول في العالم، ورغم أن تلك الحصة لم يعلن عن حجمها لكنها كبيرة، وفقا لبلومبرج، التي توقعت أن يتجه الصندوق الأمريكي للضغط على إدارة فودافون من أجل إحداث تغييرات كبيرة فيها.

E-Bank

وتكافح فودافون لمواجهة منافسة شديدة في أوروبا كما تحاول انتشال سعر سهمها من أدنى مستوى له منذ 8 سنوات.

تقرير بلومبرج، توقع 4 اتجاهات قد تسلكها شركة المحمول لاستعادة توازنها، بضغط من إيليوت، بينها خطة لبيع جزء من شبكة أبراجها للمحمول، أو بيع جزء من وحداتها حول العالم مع استبعاد وحدة مصر، أو إعادة شراء الأسهم، أو التخلي عن التوسع في خطط مد الالياف الضوئية.

ولفت التقرير إلى أن السعر الضعيف لسهم فوادفون، والأرباح الهشة التي يتلقاها المساهمين والتغيير في قيادات الشركة، جميعها عناصر تؤيد وجهة النظر بأنه حان وقت التغيير في الشركة.

وكان فيتوريو كولاو الرئيس التنفيذي السابق للشركة قد أمضى العقد الماضي في محاولات تغيير اتجاه فوافون من شركة تركز على خدمات اتصالات الموبايل مع استثمارات عالمية مترامية الأطراف في نفس المجال، إلى شركة تركز بشكل أكبر على أوروبا وتقدم جميع خدمات الإنترنت.

التحول الذي قاده كولاو تطلب استثمار كبيرة في شبكات الفيبر ووضع ضغوطا على قدرة الشركة على إعادة الأموال لحاملي الأسهم .

الحفاظ على هؤلاء المساهمين، هي المهمة ذات الأولوية القصوى بالنسبة لنيك ريد الذي خلف كولاو في أكتوبر الماضي، إلى جانب توليه مهمة البت في صفقة استحواذ فودافون على شركة “ليبرتي جلوبال” التي تعمل في مجال شبكات الكوابل في ألمانيا وأوروبا الشرقية مقابل 22 مليار دولار .

لكن ما الذي قد ترغب إليوت من ريد عمله بدلا من ذلك؟

بيع الأبراج

سيكون هذا هو الطريق الأكثر إقناعا بالنسبة لإليوت، لأنه أبسط طريقة لتغطية الأرباح وسداد الديون بسرعة في الوقت نفسه، وفقا لعثمان غازي المحلل في مؤسسة “بيرينبرج” خلال مذكرة للعملاء.

من شأن هذا الاقتراح أن يعالج الخلاف بين المستثمرين – الذين يشعرون بالقلق من أن نفوذهم سيتراجع في ظل ركود الأرباح بينما الاستحواذات الكبير ستخنق السيولة المالية – والإدارة التي تقول إن الديون سيتم سدادها في ظل توقعات بنمو الأرباح .

وأوضح غازي أن بيع 50 ألف برج وصاري من أصل 110 آلاف برج تملكها فودافون، سيوفر للشركة نحو 12.5 مليار يورو (14.7 مليار دولار) وفقا للأسعار الحالية، وهو ما يكفي لدفع 40% من مديونياتها المتراكمة والبالغة نحو 32 مليار يورو. وقد يوفر ذلك أيضًا تكاليف الصيانة والتحديث في ظل تقدم القطاع إلى تقنية لاسلكية أسرع.

إعادة شراء الأسهم

ديفيد رايت المحلل في بنك أوف أمريكا قال في مذكرة: إنه إذا اشترت فودافون أسهمها المتعثرة فإنها ستساعد أيضًا في رفع عوائد حملة الأسهم مما سيخلق مزيدًا من القيمة مقابل مخاطر أقل من تلك التي ستحدث حال الاستحواذ على “ليبرتي”.

وبحسب رايت، فإنه كي تدفع فودافون مقابل شراء تلك الأسهم، فإن عليها التفكير في الانسحاب من الصفقة التي ستبلغ رسوم انهاؤها فقط 250 مليون يورو.
وكانت “إليوت” قد اتبعت منهجية مماثلة لإعادة شراء الأسهم، في شركة بيزك الإسرائيلية للاتصالات.

بيع وحدات خارجية

لدى فودافون أصولاً منتشرة في جميع أنحاء العالم يمكن لإيليوت الضغط على شركة المحمول من أجل بيعها، لكن لكل حالة “تعقيداتها الخاصة” وفقا لغازي.

مثلا، يحق لشركة فودافون “تعويم حصتها” (إعادة بيعها) في VodafoneZiggo مشروعها المشترك في هولندا مع شركة ليبرتي جلوبال، لكن هذا التعويم يجب أن يتم بعد عام 2019 ، مع اشتراط منع إعادة البيع لطرف ثالث لمدة عام بعد ذلك.

وفي الوقت نفسه، فإن وحدتي فودافون في جنوب إفريقيا ومصر مترابطتان من حيث أن قيمة وأداء الوحدتين معا أعلى وافضل من كل شركة على حدة، وتعتبر شركة المحمول وحدتها في جنوب إفريقيا “واحدة من أفضل أصول فودافون”، كما قال غازي.

واضاف أن عدم اليقين بشأن الأسواق والسياسة في الهند وتركيا سيجعل من بيع تلك الوحدات صعبا.

تقليص الاستثمار في شبكات الألياف الضوئية

يمكن لإيليوت الضغط على فودافون لتقليص الاستثمارات في بناء شبكات الألياف الضوئية الخاصة بها، وفقا لغيرهان جيرسيس المحلل في بلومبرج انتلجنس، وأوضح أن ذلك قد يساعد فودافون على تغطية أرباحها بشكل أفضل.

خبرة إيليوت في الضغط لتنفيذ إصلاحاتها

قطاع الاتصالات ليست جديدا على إيليوت، فقد أعلن صندوق التحوط مؤخراً عن انتصاره في صراع حاملي الأسهم من أجل السيطرة على أحد منافسي فودافون في أوروبا وهي شركة “تليكوم إيطاليا”.

كانت الشركة قد عرضت بيع أصول واستغلال العائد في توزيع الأرباح، وقد دعم المستثمرون في الشركة خلال مايو اقتراح بول إليجر رئيس مجلس إدارة إيليوت بتعديل مجلس الإدارة، ما دعم موقف إيليوت ومنحها الانتصار، كما مثلت هزيمة كبرى لأكبر مساهم في الشركة وهي شركة الإعلام الفرنسية Vivendi.

الرابط المختصر