تحدى نحو مليوني مسلم، وفدوا من شتى بقاع الأرض إلى السعودية لأداء مناسك الحج، الأمطار الغزيرة يوم الأحد في حين قال وزير الصحة السعودي إنه لا توجد مؤشرات على تفشي أي أمراض بين الحجاج.
ووصل الحجاج إلى المملكة الأسبوع الماضي لأداء شعائر الحج التي تستمر خمسة أيام.
وأجبرت الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية الحجاج على الاحتماء بالخيام وشق البعض طريقهم بصعوبة في الوحل، وحذر الدفاع المدني من احتمال حدوث سيول في المساء.
وأدى البعض الصلاة في المسجد الحرام قبل التوجه إلى منى وجبل عرفات شرقي مكة.
وسيصعد جميع الحجاج إلى جبل عرفات بحلول صباح الاثنين. وسيبدأ عيد الأضحى يوم الثلاثاء والذي سيبدأ فيه الحجاج رمي الجمرات على مدى ثلاثة أيام.
وقال وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة لرويترز إن السلطات تستعد منذ أشهر لضمان سلامة الحجاج، من خلال أكثر من 30 ألف ممارس صحي يعملون في 25 مستشفى، وتقديم خدمات طبية مجانية بما في ذلك العمليات المعقدة مثل عملية القلب المفتوح.
وقال الربيعة في مقابلة أجريت بمستشفى منى العام ”الحمد لله كل شيء الآن تحت السيطرة والأمور في وضع صحي متميز“.
وأضاف ”نحن حذرون جدا، وإلى الآن الوضع سليم ولا يوجد أي مؤشرات لأي أمراض أو أوبئة بالحج“.
ودائما ما يمثل احتمال تفشي أمراض بين الحجاج مثار قلق كل عام، إذ يقضون خمسة أيام مكدسين وغالبا ما يتناولون الطعام في الخارج وينامون على الأرض قرب الأماكن المقدسة.
وفي الماضي، شهد أكبر تجمع سنوي للمسلمين في العالم تدافعات مميتة وحرائق وأعمال شغب، وأحيانا ما تواجه السلطات صعوبة في التعامل معها.
وفي عام 2015 لقي ما يقرب من 800 حاج حتفهم وفقا للأرقام الصادرة من الرياض، لكن الإحصاءات التي أجرتها الدول للجثث التي تسلمتها تشير إلى أن أكثر من ألفي شخص ربما لاقوا حتفهم، من بينهم أكثر من 400 إيراني.
وتقرن السعودية سمعتها برعايتها لأقدس الأماكن في الإسلام، مكة والمدينة، وتنظيم الحج.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن الوزارة اتخذت إجراءات لمواجهة أي تهديد أمني من هجمات المتشددين إلى الاحتجاجات السياسية، لكن لم يتم رصد تهديدات بعينها.
والحج هو العمود الفقري لخطة تهدف لتوسيع السياحة في إطار حملة لتنويع اقتصاد المملكة وتقليص اعتماده على النفط. ويحقق الحج والعمرة عائدات للسعودية بمليارات الدولارات نظير الإقامة والتنقل وشراء الهدايا والرسوم التي يدفعها الحجاج والمعتمرون.
ويهدف المسؤولون إلى زيادة عدد المعتمرين إلى 15 مليونا والحجاج إلى خمسة ملايين بحلول عام 2020، ويأملون بمضاعفة عدد المعتمرين مجددا إلى 30 مليونا بحلول عام 2030.
وصعد بعض الحجاج يوم السبت جبل النور للوصول إلى غار حراء الواقع على ارتفاع 700 متر، والذي كان النبي محمد يتردد عليه للاختلاء بنفسه لفترات كانت تصل في بعض الأحيان إلى شهر.
وقال ناصر محمود وهو حاج أمريكي ”هذا شعور لا يوصف، شعور غامر إذ نرى كيف كان تأثير النبي على هذا العالم. هذا هو المكان الذي بدأ فيه كل شيء، إنه مكان متواضع للغاية، فلا يمكنك حتى الوقوف هناك“.