أزمة الأسواق الناشئة تتسع في 7 من أكبر الاقتصادات النامية
تراجع عملات وبورصات إندونيسيا وجنوب إفريقيا وروسيا وبولندا والمكسيك
إعداد – حابي
انتقلت عمليات البيع المكثفة في الأسواق الناشئة والتي أشعلت هروب المستثمرين في تركيا والأرجنتين، إلى بعض من أكبر اقتصادات العالم النامي، اليوم الأربعاء ، مما أدى إلى انخفاض البورصات والعملات في إندونيسيا وجنوب إفريقيا وروسيا وبولندا والمكسيك.
مؤشر MSCI ينخفض 4.4% في 6 جلسات
وانخفض مؤشر MSCI واسع النطاق لأسهم الشركات المتوسطة والكبيرة في الأسواق الناشئة بنسبة 1.6%، ليصل بذلك الانخفاض خلال جلسات التداول الست الماضية إلى 4.4%.
وكانت الأسهم الإندونيسية الأسوأ أداءً في آسيا، حيث هبطت أكثر من 4%، في حين انخفضت الأسهم الصينية 2% بعد أن أظهرت البيانات تباطؤ النمو الاقتصادي.
كما تعرضت العملات لضغوط بقيادة راند الجنوب أفريقي الذي انخفض بنسبة 1.5%، بعد انخفاضه بأكثر من 3% أمس، حيث أظهرت بيانات جديدة أن اقتصاد البلاد قد انكمش للمرة الأولى منذ عام 2009.
ووسط مخاوف من انتشار أوسع نطاقاً لعمليات البيع، تراجعت الأسهم الأوروبية صباح اليوم، وأظهرت العقود الآجلة للأسهم في وول ستريت بداية ضعيفة في نيويورك.
وفي حين أن مشكلات داخلية في كل من تركيا والأرجنتين جعلت منهما أكثر مناطق الأسواق الناشئة تعرضا للضغوط هذا العام، إلا أن هناك مؤشرات على أن المستثمرين المترددين يتطلعون الآن إلى تقليل تعرضهم الواسع للعملات والأسهم والسندات في العالم النامي.
والبيزو المكسيكي والزلوتي البولندي من بين عملات الأسواق الناشئة الأكثر سيولة وكثيراً ما تستخدم كعملات وسيطة عندما يزداد إحجام المستثمرين عن المخاطرة.
وقال دويفور إيفانز المحلل لدى ستيت ستريت جلوبال ماركتس: “الناس ينظرون الآن إلى ما وراء الحالات الفردية .. يتتبعون بشكل عام مدى انتشار العدوى ويتحسبون للاقتصادات الأكثر عرضة للخطر”.
ارتفاع الدولار منذ أبريل الماضي أدى إلى تفاقم المشاكل في العديد من الاقتصادات الناشئة، مع حجم الديون المقومة بالدولار التي تضاعفت إلى أكثر من الضعف عند 3.7 تريليون دولار على مدى العقد الماضي، وفقا لبنك التسويات الدولية.
وفي نفس الوقت ، فإن التوترات التجارية التي تهدد بإبطاء الاقتصاد العالمي عادت إلى الواجهة مرة أخرى، لا سيما وأن فترة التشاور حول اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصادرات الصينية بقيمة 200 مليار دولار تنتهي غدا الخميس.
الروبية الإندونيسية تقترب من أدى مستوى منذ الأزمة المالية الآسيوية .. وراند جنوب إفريقيا يهبط 4.5% خلال يومان
ومع اقتراب التداول في البورصات الآسيوية من نهايته، كانت سوق الأوراق المالية في جاكرتا تواجه أشد الضغوط مع انخفاض بنسبة 3.8%، وتم تداول الروبية الإندونيسية بالقرب من أضعف مستوى لها منذ الأزمة المالية الآسيوية عام 1998 عند 14.930 مقابل الدولار.
على الرغم من أن الأسواق الآسيوية كانت أفضل بكثير من نظيراتها في الأسواق الناشئة، إلا أن المحللين يحذرون من أن المنطقة تعاني من مشاكلها الخاصة.
وقال الاستراتيجيون في مورجان ستانلي إن اليوان الصيني المستقر دعم آسيا خلال الشهر الماضي، لكنهم أضافوا أن المخاطر آخذة في النمو بأسواق العملات الآسيوية.
وقالوا إن الانتعاش في التوترات التجارية لن تساعد هذه الأسواق، لكنهم أشاروا إلى أنه يمكن التخفيف من حدة التأثير إلى حد ما إذا تمكن بنك الصين الشعبي (البنك المركزي) من الحفاظ على اليوان تحت السيطرة.