الطروحات الجديدة وأزمات الأسواق الناشئة

بقلم أحمد رضوان ــ رئيس تحرير جريدة حابي

بكل تأكيد لكل سوق خصوصيتها وظروفها وأهدافها، ولكن وسط أزمات تنتقلُ كالعدوى من سوقٍ ناشئة إلى أخرى، تضعف إلى حد ما قدرة العوامل الداخليةِ على مقاومة التحدياتِ الخارجية، خاصةً إذا ما تسارعت ضغوطها وأكدت فاعلية تأثيرها السلبيّ على أكثر من سوقٍ.

E-Bank

في الوقت الراهن هناك أكثر من 8 دول تقاوم التأثيراتِ السلبيةَ لتخارُج المستثمرين منها بحثًا عن عوائدَ أفضل، سواء من خلال أوراق الدين أو الأسهم.

غالبية هذه الدول وآخرها إندونيسيا والهند، ليس من المرتقب في المدي المنظور أن تمرّ بتحولٍ يُرسخ خروجها من دائرة الأزمة إلى الاستقرار.

ربما تصعد عملاتها وأسواقها يومًا أو يومين، لكنها سرعان ما تعود لاتجاهها العام نحو الهبوط.

تابعنا على | Linkedin | instagram

السوق المحلية أصابها شيء من تداعياتِ ما تمرّ به الأسواق الناشئة من أزمات، وربما تكون حلول الإنقاذ التي تطبقها بعض الدول هي في حد ذاتها مَكمن خطر على السوق المحلية، فعلى سبيل المثال، لا شكّ في أن المستويات القياسية التي سجلتها أسعار الفائدة على بعض العملات (60% على البيزو الأرجنتيني)، كانت عاملًا مؤثرًا في خروج جزء من استثمارات الأجانب من سوق الدين المصرية، هذا واقع.

بالتزامن مع ما تمرّ به الأسواق الناشئة، تسعى الحكومة المصرية إلى الالتزام بتنفيذ برنامج طموح لطرح حصص مال عام (تتفاوت بين 4.4% إلى 33%) من 5 شركات خلال الربعِ الأخير من العام.

هذا البرنامج الطموح والذي يضمُّ مرحلة ثانية في الربع أو النصف الأول من 2019، له من المزايا ما عدّدته الحكومة في أكثر من مناسبة، بداية من توسيع قاعدة الملكية، وتحسين كفاءة الإدارة وتوفير مواردَ للدولة، وغيرها.

ولكنّ نجاح الطرح بمقاييس الجاذبية وقت وبعد الطرح، وضمان أن يكون أولها مبشرًا ومحفزًا للإقدام على الطرح الثاني والثالث والرابع إلى أن يكتمل البرنامج، يجعل مرونة التعامل مع الجدول الزمني عنصرًا بالغ الأهمية.

البيان الذي أصدرته وزارةُ المالية الأسبوع الماضي حول اختيار بنك الاستثمار هيرميس لتنفيذ طرح 4.5% من الشركة الشرقية للدخان، نصّ بوضوح أن توقيت الطرح سيجرى تحديده بالاتفاق مع بنك الاستثمار لاختيار أفضل موعد.

هل هذا يعني أفضل موعد خلال شهر أكتوبر المحدد سلفًا؟ أم أن المسألة بها من المرونة ما يسمح بالتحرك في مدى أوسع.

هذه ليست دعوة لتأخيرِ الطروحات، ولكنّ الظروف التي تمرّ بها الأسواق المجاورة تجعل الالتزام بجدول الطرح المعلن مسألة أقل أهمية من توفير مختلف الشروط اللازمة لإنجاحه.

وإذا كان في جعبة الحكومة ومستشار ومنفذ الطرح ما يضمن مقاومة تداعيات الأسواق الناشئة وتحقيق هدف الطرح فأهلًا به في موعده.

أخيرًا.. داخل هذا العدد ترسم جريدة «حابي» في ملف خاص عن أزمات الأسواق الناشئة، سيناريوهين متناقضين إلى حد كبير لطبيعة هذه الأزمات وتطورها.. فإلى أي سيناريو ستميل الحكومة؟

الرابط المختصر