يبدأ صالح ناصر رئيس قسم التحليل الفني بشركة بايونيرز، اعتبارا من اليوم الأحد، فى كتابة مقالا أسبوعيا بجريدة حابي، يركز من خلاله على تثقيف مستثمري البورصة والتركيز على شرح الكثير من فنيات الاستثمار.. وترحب جريدة حابي بالوافد الجديد لقائمة كتابها.
لماذا يخسر المستثمر الصغير في البورصة؟
بقلم صالح ناصر
لأن كل تصرفاته تؤدي إلي هذه النتيجة المحتومة وهي الخسارة الفادحة، فالمستثمر الصغير لا يهتم بالمخاطر التي تواجهه وتحيط به، كل ما يفكر فيه هو كيفية الربح السريع دون النظر إلي المخاطر.
وهذا يؤدي إلي مكاسب قد تكون كبيرة في بعض الفترات ولكن سرعان ما تنقلب هذه الأرباح علي صاحبها وتصبح خسائر فجأة وبدون سابق إنذار ويتغير الحال إلي حال ويكون التفكير هو كيف أعوض هذه الخسارة الكبيرة؟ بعد أن كان التفكير بالأمس القريب هو كيف أعظم من أرباحي؟
هذا السيناريو يحدث مع جل المستثمرين الصغار إلا من رحم ربي والتغلب علي هذه المشكلة يكمن أساساً في البدء بالتفكير بشكل أكثر عقلانية وأكثر واقعية عند اتخاذ قرارات الشراء.
والأهم من ذلك هو كيف نتخذ قرار البيع إذا كانت هناك خسائر صغيرة؟ فكم من خسائر صغيرة تضخمت وتوحشت والتهمت صاحبها، ولو كان قبل بها وهي صغيرة لتخلص منها في بدايتها قبل أن تقضي هي عليه. المشكلة الحقيقية تكمن في أن هذه الخسائر الكبيرة لها آثار جانبية أخري فتأثيرها يمتد إلي الصحة النفسية والجسدية للمستثمر كما أنها تؤثر علي علاقاته الاجتماعية بأهله وأصدقائه.
بالتالي فالخسائر الصغيرة مهما زاد عددها لا تؤثر تأثيراً سلبياً كبيراً علي المستثمر…… تبقي الخسائر الكبيرة (و لو كانت خسارة واحدة كبيرة) هي التي تقضي علي أموال وآمال المستثمر.
فالنصيحة الأولي والأهم هي: ”لا تكره الخسائر وتقبلها وهي صغيرة قبل أن تكبر وتقضي عليك“.
إذا رجعنا إلي الوراء قليلاً لنفهم لماذا يصل المستثمر عادة إلي هذه النتيجة البائسة سنكتشف أن السبب الرئيسي لهذا هو الحالة الذهنية للمستثمر عند اتخاذ قرار الشراء؛ بمعني آخر، عند اتخاذ قرار الشراء يكون المستثمر في حالة ذهنية لا تقبل إلا الربح والمكسب ولا تحتمل أي خسارة. فالمستثمر يتخذ قرار الشراء وفي ذهنه فقط الربح، فإذا جاءت الأسعار بما لا تشتهي الأنفس يعيش المستثمر في حالة من الإنكار ويرفض أن يتقبل هذه الخسائر التي تبدأ صغيرة كما أوضحنا آنفاً.
فلنبدأ بتقبل الخسائر والتعامل معها باحترام حتي نستطيع التحكم فيها.