هل يفعلها الأمريكان مع الإخوان؟

بقلم مجدي سرحان ـ رئيس مجلس إدارة جريدة حابي

مجلة «ناشيونال إنتريست» الأمريكية.. كشفت في تقرير لها (السبت 15 سبتمبر) عن أن جون بولتون مستشار الأمن القومي يدرس إدراج «الإخوان المسلمين» كمنظمة إرهابية في التصنيف الأمريكي.

E-Bank

ولو حدث ذلك.. وهو غالبا ما سوف يحدث بالفعل لأنه ـ حسب الصحيفة ـ هدف قديم لـ «بولتون» ووزير الخارجية مايك بومبيو.. فإنه سيمثل انقلابا في السياسة الأمريكية تجاه قضية الإرهاب بشكل عام.. وتجاه مصر وحربها ضد جماعات «الإسلام السياسي المتطرف» ومنها الإخوان.. بشكل خاص.

•• بومبيو وبولتون
سياسيان أمريكيان معروفان بتوجهاتهما ضد الإخوان.. كما أنهما على دراية كاملة بكيفية تحرك جماعة الإخوان في العالم العربي.. تلك الجماعة التي نعتبرها نحن «صنيعة الأمريكان».. وتحديدا صنيعة إدارات أمريكية سابقة.. في إطار استراتيجية شاذة ومجنونة للمنطقة العربية والشرق أوسطية بشكل عام .. قائمة على «الإصلاح من خلال الفوضى» .. أو «التدمير البناء» .. أو «استراتيجية الهدم ثم إعادة البناء» .

حيث يستخدمون جماعات وتنظيمات «الإسلام السياسي» في مجتمعات هذه المنطقة كمعاول هدم .. بديلا عن التدخل العسكري المباشر الذي فشل فيه الأمريكان بجدارة.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وأيضا كوسيلة لتغلغل الأجهزة الأمريكية في المجتمعات التي تستهدفها باستراتيجية التغيير الديمقراطي المزعوم .. الذي هو في حقيقته ستار لخطة الهيمنة الأمريكية على العالم .. سياسيا واقتصاديا وفكريا .. ولمخطط تقسيم وتفتيت دول المنطقة .. إلى دويلات طائفية وعرقية ودينية عاجزة أمام تفوق «الدولة الصهيونية» التي تحظى بدعم ومساندة .. وتدليل الولايات المتحدة.

•• من أجل ذلك
ساندت الإدارة الأمريكية الإخوان في عهد أوباما.. وهذا ما أكده الرئيس ترامب نفسه قبل أيام عندما صرح ـ ولأول مرة ـ بأن إدارة أوباما كانت تساند الإخوان المسلمين.. لأن مخططاتها كانت قائمة على تفجير الجبهات الداخلية لدول المنطقة .. وخلق حروب أهلية تسهل عليها إضعاف مقاومات الشعوب واختراقها داخليا.

يزعمون أنهم يتعاملون مع قوى «الإسلام السياسي» ومنهم «الاخوان» باعتبارهم طرفا مقبولا وشرعيا .. تحت ستار الديمقراطية .. متغافلين عمدًا طبيعتهم الإرهابية التخريبية .. بينما يهدف الأمريكان في حقيقة الأمر لنشر الفوضى في دول المنطقة .. وعلى رأسها مصر .. من أجل مقايضة أنظمة هذه الدول .. على استقلالها وسيادتها وكرامتها.

ومن أجل ذلك أيضا نعتبر أن خطوة إدراج الإخوان في قائمة الإرهاب الأمريكية.. ستكون ذات تأثير وتغيير مفصلي في الكثير من المواقف الأمريكية.. خاصة تجاه العديد من الجهود التي قامت بها مصر في المحافل الدولية لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي.. الذي ذاق المصريون على يديه الأهوال في عام كامل تسلقوا خلاله الى مقاعد الحكم في غفلة من الزمن.. بعد أن ركبوا الموجات الثورية واستغلوا أحلام الديمقراطية والحرية الوردية لدي الشباب الغض البرئ.. ثم أذاقوا الشعب كؤوس الذل والدمار والخراب.. وورطوه في حالة من الاستقطاب والتشرذم والتمزق الاجتماعي والسياسي.

والتناحر الطائفي بصورة لم تشهدها مصر من قبل.. فكان جزاؤهم ثورة شعبية عارمة .. انتزعتهم من فوق مقاعدهم انتزاعا .. لتكتب نهاية وجودهم إلى الأبد.. في مشهد دموي مأساوي .. في «رابعة والنهضة» .. صنعوه هم بأيديهم عندما أظهروا الوجه الحقيقي القبيح لطبيعتهم الإرهابية .. وحملوا السلاح في مواجهة مؤسسات الدولة .. وهددوا بنسف وتفجير الوطن إذا لم يعودوا للحكم.

•• الإخوان ورئيسهم مرسي
أعماهم غرورهم.. وخدعتهم قوتهم الزائفة.. فكانت الثورة فى 30 يونية 2013 التى خلعتهم خلعا.. وأنهت دولتهم وسلطانهم.. بينما كانوا يظنون أنهم أصبحوا فيه مخلدين أبد الآبدين.. لكنهم بعد أن استعاد الشعب الوطن.. واستقرت أمور دولته.. بدأوا هم وأجهزة إعلامهم المأجورة.. يروجون لخدعة أخرى ماكرة.. استحسنتها الإدارة الأمريكية السابقة بالطبع.. وهي أنهم في حالة صراع سياسي مع الدولة القائمة.. وأنهم أصحاب الشرعية الشعبية.. الذين اختارهم الشعب في انتخابات ديمقراطية.

وما هذا التكرار لحديثهم الممجوج والمبتذل.. حول الشرعية الشعبية واستعادة المسار الديمقراطي.. والدعوة الى «إنهاء حالة الصراع بين الدولة والاخوان» إلا دعوة كاذبة ومضللة أخرى.. فالزعم بأن هناك «صراعا» بينهم وبين الدولة هو قول باطل.. أرادوا به باطلا أيضا.. فالدولة لا تتصارع مع تنظيم ارهابي.. ولا تعتبر نفسها في صراع معهم.. ولا ينبغي أن تكون كذلك.. بل هي تتعامل معهم كفئة ضالة مارقة خارجة على القانون.. تواجه جرائمهم الارهابية ولها أن تستخدم في ذلك كل ما لديها من وسائل أمنية وقانونية.

•• وهذا هو ما سيتحتم على الإدارة الأمريكية أن تفعله أيضا بعد أن يصدر قرارها المرتقب بإدراج تنظيم الإخوان في قائمة الإرهاب.. وهو المكان الذي يستحقونه بجدارة.

الرابط المختصر