BBC عربي
علن الملياردير الصيني جاك ما، مؤسس شركة علي بابا الشهيرة، التراجع عن خطط لتوفير مليون فرصة عمل في الولايات المتحدة، بسبب الحرب التجارية الدائرة بين بلاده وواشنطن.
وتحدث جاك ما عن الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) وتأثيرها على خططه لتوفير فرص عمل في أمريكا، قائلا: “لا توجد طريقة للوفاء بوعدي”.
وجاء قرار مؤسس على بابا في أعقاب تصريحات أثناء الاحتفال بيوم “مستثمر على بابا” قال فيها إن التوترات التجارية قد تستمر لعقود.
وكان جاك ما قد تبنى في السابق خططا للتوسع في الولايات المتحدة.
وكان ما قد التقى أيضا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في يناير 2017، وأعلن وقتها عن خطة لزيادة حضور علي بابا في أمريكا وتعزيز العلاقات بين البلدين.
وقالت علي بابا حينها :”إن الوصول إلى المستهلكين الصينيين من خلاله على الإنترنت سيساعد الشركات الأمريكية على التطور وتوفير المزيد من الوظائف، التي قد تصل إلى مليون وظيفة على مدى خمس سنوات”.
لكن الموقف اختلف الآن، بعد أن قال مؤسس على بابا، يوم الخميس، إن ما تعهد به كان يعتمد على فكرة وجود علاقات قوية بين الولايات المتحدة والصين، والتي أصبحت الآن رديئة.
وقال جاك ما :”الوضع الحالي تسبب في انهيار الوعد الأصلي”.
وأوضح :”لا توجد وسيلة لاستكمال الوعد، لكننا لن نوقف جهودنا وسنعمل بجد لتعزيز التنمية الصحية للتجارة الصينية-الأمريكية”.
وأضاف: “التجارة في العالم بحاجة إلى الكمال، لكن التجارة ليست سلاحا، ولا يمكن استخدامها للحرب، بل يجب أن تكون دافعا للسلام”.
وجاء تعهد علي بابا بالوظائف الأمريكية في أعقاب استثماراتها في شركات أمريكية مثل سناب شات وجيت.كوم، بالإضافة إلى جهود لإطلاق موقع تسوق عبر الإنترنت في الولايات المتحدة.
وأثنى ترامب على الخطوة بعد اجتماعهما عام 2017، وقال للصحفيين :”جاك وأنا سوف نقوم ببعض الأشياء العظيمة”.
وبعد أسابيع، أعلنت مجموعة المدفوعات المالية الإلكترونية التابعة لشركة “آنت فايننشال سيرفيس غروب” Ant Financial Services Group، عن خطط للاستحواذ على شركة تحويل الأموال الأمريكية “مونيجرام”.
لكن الصفقة لم تشهد أي تطور مع تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
في أغسطس 2017، أمر ترامب بإجراء تحقيق في الممارسات التجارية الصينية، متهما بكين بمعاملة غير عادلة للشركات الأمريكية.
وفي يناير منعت الإدارة الأمريكية صفقة استحواذ آنت فايننشال على منيجرام بذريعة دواعي الأمن القومي.
وأعلنت الولايات المتحدة منذ هذا الوقت عن فرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على الواردات الصينية بقيمة 250 مليار دولار في التجارة عام 2017. وستدخل المرحلة الأحدث من الرسوم الجمركية حيز التنفيذ الأسبوع المقبل.
ومن جانبها ردت الصين برفع تعريفاتها الخاصة على المنتجات الأمريكية الصنع. وحذر محللون أيضا من أن الشركات الأمريكية التي تبيع في الصين قد تواجه رد فعل قوميا ضد منتجاتها.