صالح ناصر يكتب .. القاتل

صالح ناصر رئيس الاتحاد الدولي للمحللين الفنيين

كما رأينا جميعًا، هبوط السوق الأسبوع الماضي كان قاسيًا وعنيفًا ولم نرَ مثل هذا الانهيار السوقي خلال السنوات القليلة الماضية، وبدا لنا كأن هذا الانهيار لن يتوقف أبدًا، وجاءت الساعة الأخيرة من يوم الخميس لتعطي المستثمرين بعض الآمال ببداية حركة صعودية للمؤشر، ولكن للأسف هذا الأمل جاء بعد فوات الأوان لكثير من صغار المتعاملين الذين خسروا جُلَّ أموالهم في هذا الهبوط واضطروا (بضم الطاء) للبيع بأبخس الأسعار لا لشيء إلا لأنهم كانوا يتعاملون بالشراء الهامشي والذي قضى عليهم وعلى أموالهم.

هذه اللعنة والمسماة بـ“الشراء الهامشي“ لم تنصف أبدًا مستثمرًا في السوق ودائمًا ما كانت تقضي على أموال المستثمرين، وبرغم هذا يجري صغار المستثمرين وراء هذا القاتل ليحفروا قبورهم بأيديهم ظنًّا منهم بأن الأستاذ ”الشراء الهامشي“ سيكون رحيمًا بهم هذه المرة، ولكن هيهات هيهات.

إن الشراء الهامشي من وجهة نظري (وهذه هي وجهة نظري دائمًا كما يعلم الكثير من الناس في هذه الصناعة) هو قاتل لا محالة يقتل أموال المستثمرين ويؤثر فيهم تأثيرًا سلبيًّا صحيًّا واجتماعيًّا، خصوصًا الصغار منهم، وهو مثل القمار لا تستطيع أن تتركه وكلما ربحت معه زادت جرأتك في استخدامه وبالتالي زادت نسبة المخاطرة غير المحسوبة وتأتي النتيجة الحتمية وهي الخسارة الفادحة.

أستطيع أن أجزم بأن المستثمرين الذين كانوا خارج دوامة المارجين ”وهو الاسم الدلع للشراء الهامشي“ من السهل جدًّا أن يعوضوا خسائرهم خلال الحركة الصعودية القادمة التي من المتوقع أن تبدأ من اليوم بأمر الله وبإذنه. المشكلة الحقيقية فيمن تبخرت أموالهم بفعل هذا المارجين ولا يستطيعون أن يعودوا كما كانوا أول الأسبوع الماضي.

هو أسبوع غيّر من حياة الكثير من المستثمرين وغيّر وضعهم المالي من حال إلي حال وكل هذا بفعل الشراء الهامشي.

نصيحتنا للمستثمرين هي تجنب استخدام الشراء الهامشي والتعامل بالأموال التي بحوذتنا حتي لو كانت قليلة، حتي خلال الأوقات السعيدة لا ننصح باستخدام المارجين حيث إنه سيؤدي في النهاية إلى تبخر الأموال والصحة معًا.

أخيرًا وليس آخرًا، من المهم أن يتابع المستثمرون الأسهم التي تتسم بأداء أفضل من نظيراتها ليستثمروا فيها، فمثلًا في هذه الأيام تشهد الأسهم ذات الوزن العالي في مؤشر البورصة الرئيسي أداءً أفضل بكثير من باقي أسهم المؤشر ولذلك ننصح مثلًا هذه الأيام بالدخول في مثل هذه الأسهم.

ومن المهم أيضًا أن يتخذ المستثمر الصغير قراره بنفسه حيث إنه هو المسؤول عن أمواله. لا يوجد عيب في سؤال المتخصصين في شركة السمسرة التي يتعامل معها المستثمر ولكن يجب أن يكون القرار النهائي هو قراره، وإذا كان غير قادر على اتخاذ قراراته بنفسه فيمكنه إيداع الأموال في أحد الصناديق الاستثمارية الموجودة، وبالله التوفيق.