بقلم د.ماهر عشم رئيس شركة مصر لنشر المعلومات
حضرت هذا الأسبوع فاعليات مؤتمر التجارة الإلكترونية الذي انعقد مطلع الأسبوع الحالي بالقاهرة ومؤتمر Thecne Summit الذي مازال منعقدا بمنارة الشرق مكتبة الاسكندرية.
غطت المؤتمرات تقريبا كل الجوانب المتعلقة بجوانب استخدامات التكنولوجيا المالية المختلفة في التجارة والمدفوعات والطب والفن والزراعة والموضة إلخ.
والحقيقة لم يترك المنظمون جانبا إلا وأعطوه بالعاملين والمطورين والباحثين فيه فكانوا وجبة دسمة لكل من يهتم بالتكنولوجيا المالية ومني أجمل تحية لهم علي ذلك.
أودّ أن أنتهز فرصة انعقاد تلك المؤتمرات وأسلط الضوء علي بعض الملاحظات المهمة والدروس المستفادة. أولا بالرغم من عدم وجود اهتمام إعلامي كافٍ بتغطية تلك الأحداث إلا أنني فوجئت – وأعتقد أنها كانت مفاجأة للمنظمين أيضاً – بعدد المهتمين بتلك الموضوعات من الشباب من خلفيات وتخصصات مختلفة معظمهم في بداية أو منتصف السلم الوظيفي وقليل منهم لا يعمل مما يعكس فضول الكثيرين في البحث عن فرصة تقتنص بجانب الوظيفة أو بدلا منها واهتمامهم برئاسة الأعمال خاصة في استخدامات التكنولوجيا المالية المختلفة سواء في التجارة الإلكترونية أو أيا من مجالات تخصصاتهم.
هؤلاء الشباب قوة كبيرة كامنة بعيدة عن الأضواء والإعلام والاهتمام ولكن تبحث بنشاط ولا تكل وهي كنز بشري يمكن أن تقوم عليه كثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة محل اهتمام الدولة والعالم.
ثانيا لاحظت واستمعت إلي شرح لكثير من البرامج أو المشروعات الإلكترونية الموجودة فعلا في مجالات مختلفة لم تخطر علي بالي ولم أعرف بوجودها من قبل نظرا لقلة المساحة الإعلامية المتاحة أمام هذه المشروعات لتتحدث عن نفسها وهذا لسببين: الأول قلة اهتمام الإعلام المتخصص في هذا المجال والثاني محدودية الميزانية في الشركات الصغيرة المخصصة للدعاية وقصرها في معظم الأحيان علي وسائل الدعية الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي وهي غير كافية لنقل الصورة الحقيقية لكفاءة وأهمية تلك المشروعات مما يضعف ويبطئ من فرص النمو المتاحة أمام هؤلاء الشباب ومشروعاتهم المفيدة جداً لبناء اقتصاد وطني قوي.
ثالثا هناك مسافة واسعة بين ما توصلت إليه دول العالم وبما فيهم الدول التقدمة والكثير من الدول الناهضة في أفريقيا وما حققناه في مصر حتي الآن بالرغم من وجود المواهب والاهتمام اللازمين من قبل الشباب وذلك لعدة أسباب منها تأخر صدور التشريعات والقوانين اللتي تنظم العمل بتلك التقنيات.
بل إن بعضا منها حائر ما بين الرقابة المالية والتضامن الاجتماعي كالقروض المتناهية الصغر والذي يجب أن يصاحبه قانون لنشاط المدخرات المتناهية الصغر والذي من المتوقع أن يكون تابعا للبنك المركزي.
بالإضافة إلي التشريعات وبالرغم من وجود بعض الحاضنات ومبادرات لتحفيز المشروعات التكنومالية كمبادرة وزارة الاستثمار الأخيرة إلا أنها قليلة بالنسبة للممكن وبالنسبة للحراك النشط الموجود علي تلك الساحة.
أخيراً أهمية تلك المؤتمرات واللقاءات التي هي في زيادة مطردة في السنوات الثلاث الأخيرة والتي يقابلها اهتمام كبير من الحضور أيضاً لأهداف عديدة ومهمة وتنحصر في أنها مناخ خصب لإقامة العلاقات التجارية والتكاملية بين الأطراف المختلفة من الحضور.
أيضاً هي فرصة لعرض الكثير من المشروعات علي المهتمين بالاستثمار المبكر في التكنولوجيا. بالإضافة إلي أنها فرصة لتبادل الخبرات بين الخبراء العالميين والمصريين الذين تستضيفهم تلك المؤتمرات. كما أنها خير دعاية لمصر وشبابها وإنجازاتهم وإمكانياتهم.
تبقي الدروس المستفادة والتي ذكرتها ضمنا في ملاحظاتي السابقة ويتوجها وعلي رأسها حتمية سرعة صدور التشريعات المنظمة وصدورها بناء علي ما توصلت إليه تلك التشريعات في الدول الأخري عدم التجويد بل مراعاة تطبيقها بصورة ملائمة للظروف المحلية وتوحيد الجهات الرقابية إن أمكن والفصل في تضارب المصالح وأحيانا حب السيطرة بينها وإعلاء المصلحة الوطنية فوق الجميع.
أيضاً يجب توفير عوامل نجاح تلك المشروعات من تسليط الأضواء عليها وتحفيزها وتوفير حاضنات المشروعات وإدخال التكنولوجيا المالية في المناهج علي الأقل الجامعية ذات الصلة منها.
بالإضافة إلي ذلك يجب علي وسائل الإعلام تبني إعلاما متخصصا قادرا علي جذب انتباه العامة وسليط الأضواء عليها نظرا لأهميتها للاقتصاد المعاصر والمستقبلي.
أخيراً يجب الإكثار من عقد هذه اللقاءات والمؤتمرات وانتشارها في المحافظات وعدم تمركزها في القاهرة والاسكندرية لنشر الثقافة والمعرفة.