فادي أنطاكي: A15 يدرس طرح 6 شركات في بورصتي مصر والإمارات
نتفاوض مع مستثمرين أجانب ومصريين للتخارج من 3 شركات
بكر بهجت
في 18 سبتمبر الماضي أعلن صندوق الاستثمار التقني “إيه 15” عن إتمامه صفقة بيع 76٪ من أسهم شركة “تي باي” المملوكة له والتي تعمل في قطاع التكنولوجيا المالية (الفنتك) إلى شركة الاستثمار الخاصة الرائدة في إفريقيا “هيليوس” الأمر الذي دفعنا للتواصل مع الصندوق للتعرف على أنشطته الاستثمارية في السوق المصرية وخطته للمرحلة المقبلة.
لم تكن “حابي” هي الجريدة الوحيدة التي طلبت إجراء حوار مع مستثمري الصندوق، إلا أنها كانت الأوفر حظًّا في إجراء الحوار وجهًا لوجه وليس من خلال البريد الإلكتروني، وذلك وفق ما أكده فادي أنطاكي العضو المنتدب لصندوق استثمار A15، مشيرًا إلى أن الصندوق يمتلك خطة استثمارية واعدة اختص حابي ببعض تفاصيلها علي أن يتم الكشف عنها بشكل مفصل خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وكشف أنطاكي خلال الحوار ملامح الخطة الجديدة للصندوق والتي يجري إعدادها حاليًا من قبل المساهمين فيه بالإضافة إلى استراتيجية التوسع خارجيًّا، مشيرًا إلى أن الخطة من المحتمل أن ترتكز على طرح أسهم بعض الشركات المملوكة للصندوق في بورصتي مصر والإمارات في توقيت واحد، بالإضافة إلى عزم الصندوق التخارج من 3 شركات في ظل العروض الاستثمارية التي تلقاها من مستثمرين داخل مصر وخارجها، ومزيد من التفاصيل في
سياق الحوار الآتي.
في البداية.. نريد أن تحدثنا عن الصندوق وبداياته.
أنطاكي: عملنا في مصر يمتد لأكثر من 20 عامًا، من خلال مؤسسي شركة “لينك دوت نت” والتي تم بيعها عام 2010، ثم نزلت باقي الشركات المنبثقة عنها بالتبعية تحت مظلة أوراسكوم تليكوم فينشرز، ومنذ 2012 وحتى 2015 عمل المؤسسون تحت تلك المظلة، إلى أن تم تأسيس صندوق A15 من خلال أكسيليرو كابيتال ومجموعة مستثمرين من داخل الشركات، وقام الصندوق بشراء كافة الأصول الخاصة بـ 15 شركة كانت تابعة لأوراسكوم تليكوم فينشرز، وعمل على ضخ استثمارات في شركات ناشئة مثل شيزلونج، وإن تاتش ومينا كومرس، إلى جانب استمرار العمل بالشركات الكبرى مثل أربو بلاس وكونكت أد، ولينك داتا سنتر ولينك ديفلوبمنت، وتأسيس شركات من الصفر مثل تي باي واطلب، وبيرفورملي، وإعادة العمل على إحياء شركات أخرى مثل “العب” وهناك أيضًا شركة أخرى في مجال المدفوعات.
حابي: وكم يبلغ رأس مال وحصص الصندوق؟
أنطاكي: تمثل مساهمة صندوق A15 باستثمار 2.3 مليون دولار أمريكي في قطاع التكنولوجيا خلال الـ 3 سنوات الماضية وتتنوع حصص A15 في 17 شركة تابعة لها بين التملك الكامل والمساهمة بحصص أقلية تتراوح بين 10 إلى 30%، وهناك 6 شركات تؤول ملكيتها بالكامل للصندوق مع تخصيص حصة للعاملين والموظفين بها للحفاظ على حقوقهم في حالة التخرج أو التصفية.
ويتوزع هيكل ملكية صندوق A15 بين أكسيليرو كابيتال المستثمر والممول الرئيسي للصندوق بالإضافة إلى عدد من العاملين القدامى بالشركات المنتمية للصندوق ويصل عدد المساهمين لحوالي 70 فردًا بنسب متفاوتة.
حابي: وعلامَ ترتكز الخطة الاستثمارية للصندوق؟
أنطاكي: نحن نستثمر في الشركات الناشئة التي تخرج من المبادرات المخصصة للشركات الناشئة ورواد الأعمال مثل “شركتك فكرتك” التي أطلقتها وزارة الاستثمار بالتعاون مع منصة “فلك”، من خلال اختيار الشركات التي تتناسب مع فكر الصندوق، وهناك أوقات نعمل مثل الحاضنة، مثلما حدث في “تي باي”، وهناك خدمات كثيرة نقدمها تستفيد منها تلك الشركات مثل تطوير البرمجيات وإنشاء منصة مدفوعات.
ونقوم حاليًا بدراسة الاستثمار والاستحواذ على الشركات سريعة النمو في مجال التكنولوجيا خاصة في قطاعات التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية والبرمجيات كخدمات SaaS والوسائط التي ستكون بمثابة قيمة مضافة للنظام البيئي للصندوق حيث يحرص الصندوق على توفير سبل للتعاون بين الشركات سواء على مستوى نقل الخبرات أو مستوى الأعمال والعلاقات، ولا يقتصر الاستثمار في التمويلات فقط، إنما يمتد لمساعدات ودعم في مجال التسويق وخدمات مالية وخدمات تكنولوجية كما قلنا.
حابي: خطة أكسيليرو تركز على الاستثمار في مرحلتين أساسيتين بعمر المشروعات المستهدفة وفقًا لتصريحات خالد بشارة في حواره مع حابي.. وهي الشركات الصغيرة التي تحقق نموًّا كبيرًا وسريعًا، ومرحلة تصحيح المسار بالشركات الكبيرة، فهل تحدثنا أكثر عن السياسية الاستثمارية للشركة وما تم تحقيقه حتى الآن؟
أنطاكي: ما قاله خالد بشارة عن العمل في تصحيح المسار بالشركات الكبرى يتعلق بالسياسات الاستثمارية الخاصة بـ “أكسيليرو كابيتال” أو صندوق آخر تستثمر فيه، إنما سياسة A15 فإنها ترتكز على الشركات الناشئة سريعة النمو، بحيث نستثمر في مجال التكنولوجيا شريطة أن تكون للتكنولوجيا دور كبير في نمو تلك الشركات، وأن يكون حجم الاستثمار يتراوح بين 50 ألف دولار أو مليون جنيه، حتى 250 ألف دولار أو 5 مليون جنيه، وأن تُثبت الشركة حدوث نمو بها عن طريق المستخدمين مثلًا وليس الأرباح فقط، كما أنه من الضروري أن يكون العائد على الاستثمار في تلك الشركات جيدًا وخلال وقت مناسب، كما أننا نضع في حسباننا خطة للتخارج من تلك الشركات في المستقبل.
حابي: ماذا عن القطاعات المفضلة؟
أنطاكي: نحن ننظر في المقام الأول كما قلنا إلى الشركات التي تلعب التكنولوجيا دورًا في تنميتها، والفترة الماضية لم نكن نركز على قطاع بعينه، ولكننا الآن نضع نصب أعيننا التجارة الإلكترونية وشركات إنتاج وبيع المحتوى الإعلامي، والعقارات والصحة.
حابي: صندوق A15 مر على تأسيسه حوالي 3 سنوات، ما الذي حققه خلال تلك الفترة؟
أنطاكي: يمكن اختصار ما تم تحقيقه في عدة أرقام أولها أن الشركات التابعة للصندوق حققت نموًّا سنويًّا يصل إلى 30%، والشركات الناشئة تنمو بنسبة 100%، وحجم إيراداتنا المجمعة من كافة الشركات بلغ حوالي 158 مليون دولار أو ما يعادل 2.8 مليار جنيه خلال 3 سنوات، وقمنا باستثمار 2.3 مليون دولار في 7 شركات، ووصلنا إلى 17 شركة وتخارجنا من شركتين.
حابي: وما هي أحدث الصفقات؟
أنطاكي: قام الصندوق بضخ استثمارات جديدة في شركتين فقط خلال هذا العام أحدهم موقع فراولاية دوت كوم لملابس المنزل بنحو مليون جنيه.
نبحث تأسيس صندوق جديد والمؤسسات الدولية سيكون لها دور في تمويله
وبشكل عام يركز A15 في الفترة المقبلة على الاستثمار في شركات ناشئة سريعة النمو في قطاع التكنولوجيا ذات الأثر الإيجابي على المجتمع والاقتصاد، ومن أهم الاستثمارات الجديدة التي يعمل الصندوق عليها هى ضخّ حوالي 2 مليون جنيه كجولة استثمارية ثانية في شركة PERFORMLY والتي تتيح للشركات خدمات HR إلكترونيًّا عبر قواعد بيانات وبرامج جاهزة، كما نخطط لاختراق أسواق جديدة في إفريقيا وهي كينيا، ونيجيريا، وآسيا والهند بجانب التوسع في الدول التي نعمل بها حاليًا.
حابي: كم يصل حجم السيولة لدى الصندوق؟
أنطاكي: كصندوق ليس لدينا سيولة مجمعة، ولكن كل شركة لديها السيولة الخاصة بها، وكصندوق أوقفنا الاستثمار لحين التوصل إلى طريقة الاستثمار المقبلة، سواء بالاستمرار في العمل بنفس الشكل أم سنغير الآلية.
حابي: طالما أن حساب السيولة أمر متداخل فهل لنا أن نعرف ما هي الشركات التابعة لصندوق A15 وكم تبلغ نسبتكم في كل شركة؟
أنطاكي: تتنوع استثمارات A15 في 20 سوقًا بإجمالي 17 شركة تابعة، بين التملك الكامل والمساهمة بحصص أقلية بين 10 إلى 30% وتسجل جميعها متوسط معدلات نمو تتراوح بين 10 :30 % سنويًّا، وهناك شركات تمتلك A15 فيها أغلبية مثل Connect Ads إحدى الشركات الرائدة في توفير حلول الإعلان الرقمي في الشرق الأوسط وArpu plus وهي شركة تقديم الخدمات ذات القيمة المضافة للاتّصالات النقّالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشركة Link Development العالمية المتخصصة في تقديم الحلول الرقمية لقطاعي العمل العام والخاص وLINK Datacenter والتي تعمل بتزويد الشركات والمواقع بحلول استضافة وPERFORMLY والتي تتيح للشركات خدمات HR إلكترونيًّا عبر قواعد بيانات وبرامج جاهزة وGenart Medya أكبر شركة بمجال الاعلان الرقمي في تركيا.
وهناك شركات أخرى يمتلك فيها A15 أقلية تتراوح بين 10 إلى 30% مثل TATTLR العاملة في مجال التسويق عبر وسائل الاتصال الاجتماعي وACCEPT للمدفوعات الإلكترونية وCognitev وهي شركة تركز على بناء جسر بين المحتوى والتجارة الإلكترونية، وتستخدم بيانات ضخمة لتحليل سلوك المستهلك، وتساعد التجارة الإلكترونية. بالإضافة إلى وكالة KIJAMII المتخصصة في التسويق الرقمي وعبر وسائل الاتصال الاجتماعي وTPAY وهي موفر خدمة الفوترة المباشرة عبر موفري خدمات الهواتف المحمولة، كما أن A15 يملك حاليًا 24% بعد تخارج 76% لصالح شركة الاستثمار الخاصة في إفريقيا “هيليوس إنفستمنت بارتنر” وفراولاية دوت كوم لملابس المنزل وإن تاتش دوت كوم الواقع مقرها الرئيسي في أيرلندا.
وMumm العاملة في مجال إعداد الطعام المنزلي، وتوصيلة. وPaymob التي نساعد التجار وعملاءها في إتمام كل تعاملاتهم، وتسعي على تطوير نماذج مبتكرة للدفع الإلكتروني وتحسين النظام البيئي للمدفوعات وتحقيق الرؤية الجماعية لمجتمع غير نقدي، وشيزلونج العاملة في مجال الاستشارات النفسية عبر الإنترنت وأخيرًا Wuzzuf شركة التوظيف عبر الإنترنت.
حابي: هل هناك خطط حالية يدرسها الصندوق للتخارج من بعض الشركات؟
أنطاكي: نعم هناك 3 شركات يجري الإعداد حاليًا للتخارج منها في القريب العاجل.
حابي: هل لنا أن نعرف تفاصيل أكثر عنها؟
أنطاكي: خلال الوقت الحالي سيكون من الصعب الكشف عنها، لحين التوصل إلى اتفاق نهائي لأنه من الممكن أن تتوقف محادثات التخارج لأي سبب؛ لذا يجب الانتظار لحين الانتهاء بشكل كامل من المفاوضات.
حابي: نحترم سياستكم، ولكننا نرغب في التعرف على كون المستثمرين الذين يجري التفاوض معهم محليين أم أجانب؟
أنطاكي: هناك اثنان من المستثمرين من خارج مصر وآخر داخل مصر.
حابي: ماذا عن صفقات الاستحواذ؟
أنطاكي: لا يوجد حاليًا أي صفقات استحواذ لأننا في مرحلة هدوء نسبي لحين التوصل إلى الآلية الاستثمارية التي سنتبعها خلال الفترة المقبلة، وهل سنستمر بنفس سياسة الاستحواذ على حصص صغيرة أم بصورة أكبر.
حابي: كم يصل متوسط قيمة صفقات التخارج الثلاث التي أشرت إليها؟
أنطاكي: لا يمكنني الإفصاح عنها، ولكنها من المرجح أن تكون عبر آلية دراجون مثلما فعلنا في “تي باي”.
حابي: هل هناك صناديق جديدة تدرسون تأسيسها؟
أنطاكي: خطتنا المستقبلية سترتكز على احتمالية تأسيس صندوق جديد أو محاولة طرح مجموعة شركات في بورصتي مصر والإمارات، أو استمرار العمل في السياسة الحالية عبر التخارج والاستثمار بشركات جديدة.
حابي: نريد تفاصيل أكثر بخصوص الطرح في البورصة؟
أنطاكي: كما قلنا فإن الطرح في البورصة هو أحد الخطط التي يدرسها الصندوق بالفعل، وسيكون في بورصتي مصر والإمارات في آنٍ واحد.
حابي: هل هناك عدد شركات مستهدف للطرح؟
أنطاكي: كافة الشركات التي نملك بها أكثر من 51% ندرس طرحها في البورصتين، ويصل عددها لحوالي 6 شركات، كما أنه من الممكن زيادة الاستثمار في الشركات الصغيرة الأخرى بحيث نمكنها من النمو وشراء أسهم ملكية في شركات أخرى لا نملك بها حصة أغلبية مما يمكننا من طرحها هي الأخرى ويصل عدد الشركات بذلك إلى 10 بدلًا من 6، ولذلك فإننا نقول إن عدد الشركات التي سيتم طرحها غير محدد حتى الآن.
حابي: ومتى سيتم تحديد ذلك؟
أنطاكي: خلال شهر من الآن سنكون انتهينا من تحديد خطتنا الاستثمارية المقبلة، والمحاور الرئيسية الخاصة بها، سواء التخارج من شركات والاستثمار في أخرى جديدة، أو الطرح في البورصة مع تحديد الشركات الجاهزة لذلك.
حابي: نريد أن نعرف أكثر عن مصادر تمويل الصندوق؟
أنطاكي: مصادر التمويل الحالية عبر أشخاص وليس مؤسسات، وفي حالة الطرح في البورصة فإن التمويل سيكون معروفًا، أما إذا استقر مستثمرو الصندوق على تأسيس آخر جديد فإن المؤسسات سيكون لها دور في تمويله، وليس فقط الأفراد.
حابي: هل هناك أي نوع من أنواع التعامل مع البنوك؟
أنطاكي: حاليًا لا نتعامل على الإطلاق مع البنوك، كما أن كافة الشركات التابعة للصندوق لم تحصل على أي قروض.
حابي: هل يمكن للصندوق أن يستثمر في تصحيح المسار؟
أنطاكي: الخبرات الكبيرة التي يتمتع بها مستثمرو الصندوق أمثال خالد وكريم بشارة تؤهلنا للعمل في هذا الاتجاه، خلال المستقبل، وخلال الفترة المقبلة وإذا ما انتهينا من ملف الطرح في البورصة فإننا سنفكر في الدخول والاستثمار بشركات أكبر، وذلك يتوقف على خطة الصندوق التي يجري دراستها حاليًا.
حابي: هل تحدثنا أكثر عن فرص الاستثمار في مصر؟
أنطاكي: الفرص كثيرة جدًّا في مصر، وخاصة في مجال التكنولوجيا في ظل ارتفاع عدد مستخدمي المحمول لحوالي 100%، والإنترنت حوالي 50% ولكن 2% فقط يستحدمون بطاقات الائتمان مما يعني أن الفرص في هذا المجال كبيرة جدًّا ويجب التركيز عليها، وهذا ما يقوم به الصندوق، عبر بناء منتجات وتكبيرها بالإضافة إلى سوق التجارة الإلكترونية مثل سوق دوت كوم وجوميا واللتين لا تزالان في محل الانطلاق، وهناك أيضًا مجال الصحة مثل فيزيتا وشيزلونج التابعة لنا، وجميعها تخاطب 100 مليون عميل يرغبون في الحصول على خدمة التواصل بأسرع وقت، وهناك أيضًا السوق العقارية التي نضعها نصب أعيننا.
حابي: هذه مميزات السوق المصرية، ولكن هناك نمو كبير لمجال تخصصكم المرتكز على الشركات الناشئة في السوق الإماراتية، فما الذي يميز الإمارات عن مصر في هذا الصدد؟
أنطاكي: سهولة الإجراءات هي الميزة الأولى في الإمارات فيما يتعلق بسرعة تأسيس الشركات وغلقها، وجذب صناديق الاستثمار، ولكن مصر تمتلك مميزات أكثر من حيث العمالة المدربة جيدًا، والخبرات التي يتمتع بها العاملون في هذا المجال إلى جانب السوق الواعدة، ولذلك تجد شركات كثيرة تؤسس في الإمارات ولكن المطبخ الخاص بها في مصر، ويجب الإشارة إلى أن قانون الاستثمار الجديد سيكون له كبير الأثر في حل كافة المشكلات الإدارية.
حابي: الحديث عن ريادة الأعمال والشركات الناشئة في مصر ممتد منذ ما يزيد عن 10 سنوات، ما هي العقبات التي حالت دون نمو هذا القطاع حتى الآن؟
أنطاكي: أولًا يجب الإشارة إلى أن هذه السوق بدأت فعليًّا في التحرك والدليل هو صفقة تخارجنا من “تي باي”، رغم أن صفقات التخارج ليست بالمعدلات المرغوب فيها، خاصة وأن التخارج هو المؤشر الرئيسي الذي يتم من خلالها قياس مدى جاذبية السوق في مجال الشركات الناشئة والعائد الاستثماري منها، أما بالنسبة للعقبات فهي كيفية جذب استثمارات وهو يتحسن، وسرعة التأسيس والتخارج كما قلنا، وإجراءات غلق الشركات هي الأصعب في مصر، كما أن الخبرات التي أشرنا لها يتم استقطابها عبر شركات من الخارج.
وبجب ألا ننسى أن مصر بها العديد من الحاضنات التي تُمكن الشركات من النمو سواء عبر المبادرات الحكومية مثل شركتك فكرتك أو ما تقوم به الجامعة الأمريكية وبعض الجمعيات ومؤسسات التمويل في هذا الصدد.
حابي: ما الذي يجعل كثرة الحاضنات ميزة وهناك قطاع مثل المشروعات الصغيرة والمتوسطة به مؤسسات وهيئات وجمعيات كثيرة مخصصة لتمويله، ورغم ذلك لا يزال مكانه دون تحرك ملموس؟
أنطاكي: كثرة الحاضنات أمر هام للنهوض بالشركات الناشئة وتوفير التمويل الذي تحتاج إليه وما ينقصنا حقيقة هو جذب مستثمرين متخصصين في التعامل مع الشركات في مرحلة ما بعد الخروج من الحاضنة، وهناك الآن صناديق استثمار يركزون على شريحة 600 ألف دولار إلى 2 مليون دولار وهي أكبر من إمكانيات الشركات الخارجة من الحاضنة، كما أن الشركات الناشئة تحتاج إلى خبرات استثمارية أكثر منها خبرات تكنولوجية وهذه أيضًا عقبة يجب الإشارة إليها.
حابي: نعلم أنه يصعب حصر حجم سوق الشركات الناشئة، ولكننا نرغب في التعرف على متوسط الاستثمارات في هذه السوق؟
أنطاكي: الأمر ليس صعبًا كثيرًا، ولكن المشكلة في أن الشركات الناشئة التي كانت تعمل منذ سنوات لم تعد استثماراتها صغيرة، فشركات مثل وظف بلغ ما تستثمره الآن حوالي 10 مليون دولار وفيزيتا أيضًا ارتفعت استثماراتها لأكثر من 12 مليون دولار، وغيرها من الشركات التي شهدت نموًّا كبيرًا على مدار السنوات الخمس الماضية، ويمكننا القول بأن حجم الاستثمارات التي تم جمعها الآن في الشركات الناشئة يتراوح بين 30 إلى 40 مليون دولار، شاملة استثمارات صغيرة وكبيرة.
حابي: هل تفكر الشركة في مزيد من التوسع خارجيًّا؟
أنطاكي: المثلث الذهبي بالنسبة لنا هو أسواق مصر والإمارات والسعودية في ظل التشابه الكبير بينها ثقافيًّا، وأيضًا التقارب بين الدول الثلاث، ورغم أن السوق المصرية كبيرة جدًّا إلا أننا نحتاج للسعودية والإمارات حنى نتمكن من تكبير الاستثمار، وكافة شركاتنا التي نجحت هي التي لم تعتمد على مصر فقط، فهناك توسعات قمنا بها في الكويت والإمارات والسعودية وقطر قبل الأزمة الأخيرة، كما أننا نركز أيضًا على شمال إفريقيا والتي تشهد نموًّا كبيرًا، فعلى سبيل المثال حققت تي باي نموًّا كبيرًا بفضل سوق تونس.
حابي: ما هي الدول التي يراها الصندوق منافسًا كبيرًا لمصر فيما يتعلق بالشركات الناشئة والاستثمار فيها؟
أنطاكي: الإمارات تأتي في مقدمة الأسواق التي تنافس بقوة على مستوى الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق باستقطاب الخبرات التكنولوجية من مختلف دول العالم، إلى جانب توافر التمويل بها، والسعودية أيضًا تسير على نفس النهج ومن بعدها الكويت.
حابي: كيف تأثر نشاط الصندوق بتبعات الإصلاح الاقتصادي من جانب وأزمة الأسواق الناشئة؟
أنطاكي: فيما يتعلق بالملفين “الإصلاح الاقتصادي وأزمة الأسواق الناشئة” فبالطبع هناك تأثير ولكن عدم ارتباطك بسوق واحدة كان بمثابة طوق نجاة، حيث إن أي هبوط في العملات مثلًا يؤثر على حجم أعمال الشركة، ولكن ارتباطنا بأكثر من سوق، وحفاظنا على كون أعمالنا بالدولار وعدم ربطه بالعملة المحلية ساعدنا في استقطاب مستثمرين من الخارج، وهناك استفادة أخرى عادت على الشركة من خفض سعر الجنيه على سبيل المثال قبل عامين، ألا وهي انخفاض تكلفة العمالة وهو ما يعطي ميزة تنافسية لشركاتنا التي نستثمر فيها في حالة عرضها على الأجانب.
حابي: هل هناك جدول زمني للتوسع والاستثمار في شركات أخرى بالخارج؟
أنطاكي: ليس هناك جدول زمني محدد ولكن الفرص المتاحة هي الفيصل الرئيسي في الإقبال على الاستثمار، ونحن ننظر كما قلنا لأسواق شمال إفريقيا والخليج وخاصة الإمارات، وأيضًا في الأردن.
حابي: وماذا عن فرص الشراكة مع مؤسسات عالمية؟
أنطاكي: هناك شراكات تمت بالفعل مع مايكروسوفت وأيضًا مع كريم، واحتياجنا لتلك الشراكات ونوعية الاستثمار الذي سنقوم به هو الذي يحدد طبيعة الشراكات التي سندخل فيها الفترة المقبلة.