صالح ناصر رئيس قسم التحليل الفني في بايونيرز
من ضمن حالات الإنكار التي يعيشها المستثمر هي حالة الانحياز الموجودة بعد القرار الاستثماري الذي تم اتخاذه، فنحن بطبيعة الحال ننحاز لقراراتنا الاستثمارية ونبحث عن أي خبر أو معلومة حتى نحس بالاطمئنان لقراراتنا ولو كان اطمئنانًا خادعًا.
ولقد تكلمنا عن هذا الموضوع في المقالات السابقة، فنحن الآن بصدد البحث معًا عن حلول لهذه الأزمة التي تواجهنا كلنا وهي كيفية التخلص (ولو بشكل جزئي ) من حالة الانحياز التي تتملكنا عند اتخاذ قرار استثماري معين.
في المقال السابق تكلمنا عن حل مبتكر يساعدنا على التفكير بشكل أكثر اتزانًا وأكثر منطقية، وهو تدوين قراراتنا الاستثمارية في حالات الشراء والبيع مع كتابة كل التفاصيل من سعر الشراء وسبب الشراء وكذا الحالة التي كنت تشعر بها عند اتخاذك القرار، ونفس الشيء عند اتخاذ قرار البيع.
ولقد شرحنا كيف أن هذا الأسلوب يؤدي مع الوقت إلى اتخاذ القرارات بأسلوب أكثر منطقية.
هذا الأسبوع سنتكلم عن حل آخر قد يكون مختلفًا عن الحل الأول ولكنه مكمل له، أولً من المهم أن تكون قراراتنا لها علاقة باتجاه السوق ودرجة التذبذب.
بمعنى آخر إذا كانت الرؤية أقل وضوحًا كما هو الحال في الوقت الحالي فيجب أن تكون القرارات مبنية علي أسس أقوى (سواءً كان القرار ماليًّا أو فنيًّا).
أي أن يتم إرجاء قراراتنا حتى تكون الصورة أوضح.
لنأخذ مثالاََ: خلال الفترة السابقة أغلب القرارات التي تم اتخاذها أدت إلى خسائر وذلك بسبب التذبذب القوي للسوق وعدم وضوح الرؤية.
وهذا يؤدي بنا إلى القاعدة المهمة التالية: إذا اتخذت عدة قرارات استثمارية وأدت إلى سلسلة متوالية من الخسائر فيجب التوقف فورًا عن الشراء والبيع والانتظار فترة من الزمن حتى تتخلص من المشاعر السلبية المتعلقة بالقرارات السابقة.
في هذه الحالة من الأفضل الانتظار حتى تكون هناك إشارة أكثر وضوحًا للسوق.
فإذا نظرنا إلى المؤشر العام مثلً فسنرى أنه حاول التحرك لأعلى عدة مرات ولكنه فشل حتى الآن في القيام بحركة قوية مما أدى إلى خسائر حيث إن حركات الصعود ليست بالكافية حتى يستطيع المستثمر أن يقوم ببيع كميته بفارق سعري مربح،وبالتالي فمن الصعب الشراء والبيع بربح معقول طالما استمرت حالة عدم وضوح الرؤية.
في هذه الحالة فمن الأفضل أن نصبر حتى تظهر إشارة واضحة لقوة السوق.
وإذا نظرنا إلى حالة السوق الحالية فالمستوى المهم الذي يجب أن نتخطاه هو 13,800 نقطة،طالما استمر المؤشر التحرك تحته فستكون الحركات الصاعدة محدودة.
فبالتالي من المهم أن نتوقف عن اتخاذ قرارات متسرعة طالما لم تعطِنا السوق إشارة واضحة للدخول.
هذا الأسلوب قد لا يكون الأسلوب الأمثل في جميع الأحوال ولكنه يناسب الفترات التي تكون نسبة المخاطرة فيها عالية.
الأمر الآخر والمهم الذي يساعدنا على اتخاذ قرارات أكثر عقلانية ومنطقية هو اختيار الأسهم الأفضل أداءً في السوق وليس بالضرورة الأسهم التي نتوقع لها أداءً قويًّا وهذا سيكون موضوعنا الأسبوع القادم إن شاء الله.