فاروق يوسف
نشرت شركة شعاع تقرير يوضح تعافي قطاع السياحة المصري، متوقعة عودته لمعدلات النمو المحققة عام 2010، ليسجل إيرادات قيمتها حوالى 11 مليار دولار خلال العام المالى الجارى 2018/ 2019.
وأوضح التقرير الذى أعده كل من أحمد عبد النبي نائب مدير إدارة الأبحاث، وإسراء أحمد محلل الاقتصاد الأول بالشركة، أن القطاع بدأ في التعافي اعتباراً من عام 2017 في ضوء استقرار الظروف السياسية والأمنية علاوة على تنافسية الجنيه المصري، وأن هذا التعافي ظهر في تحسن العديد من المؤشرات الرئيسية للقطاع.
وأشار التقرير إلى أن من هذه المؤشرات، عدد الوفود السياحية التي تصل إلى مصر شهرياً، وعائدات السياحة، فضلاً عن نسبة إشغالات الفنادق.
إضافة إلى سعي الحكومة المصرية لمواصلة مساعيها الرامية لتعزيز قطاع السياحة وإطلاق العنان لأي فرص مواتية وذلك بهدف ضمان استمرار نمو القطاع.
وذكر التقرير عدد من أسهم شركات قطاع السياحة بالبورصة المصرية، والتي من المرتقب أن تستفيد من التعافي، وسلط الضوء على بعض البيانات التي تبرهن على تعافي القطاع ومبادرات الحكومة لدعمه.
واستطاعت بعض أسهم القطاع أن تحقق نسب ومضاعفات ربحية تفوقت على القيمة الوسطى.
كما حققت بعض الشركات مضاعفات ربحية بنسب تشير إلى بدء تعافي القطاع، ووصل مضاعف ربحية شركة أوراسكوم للتنمية خلال عام 2017 إلى 18.3 مرة ، وخلال آخر 12 شهر 19.2 مرة.
أما شركة المصرية للمنتجعات السياحية فقد سجلت مضاعف ربحية 13 مرة خلال عام 2016 وفي عام 2017 ب 24.7 مرة، بينما سجلت المصرية للمشروعات السياحية القابضة مضاعق ربحية 37.9 مرة في عام 2016، و249.9 مرة عام 2017, و21 مرة خلال آخر 12 شهر من تاريخه.
وكذلك شركة رمكو لإنشاء القرى السياحية حيث حققت مضاعف ربحية خلال عام 2017 3.2 مرة ، ليرتفع خلال آخر 12 شهر إلى 3.3 مرة.
واستطاعت شركة مصر للفنادق تحقق نمو ملحوظ في مضاعفة الربحية حيث وصل إلى 2.9 مرة خلال عام 2016 ، و6.3 مرة خلال عام 2017، و4.7 مرة خلال آخر 12 شهر يتم احتسابهم بدءاً من الشهر الجاري.
وحققت بيراميدز للفنادق مضاعف ربحية خلال 2016 حوالي 8.3 مرة ليرتفع في عام 2017 إلى 8.8 مرة، ثم وصل خلال آخر 12 شهر إلى 8.1 مرة.
بينما سجلت جولدن كوست للاستثمار السياحي والتي حققت مضاعف ربحية 8.1 مرة خلال عام 2016، لتنخفض في العام الذي يليه لتصل إلى 7.9 مرة، وخلال آخر 12 شهر ليصل إلى 7.7 مرة .
وأشارت شعاع إلى مجموعة من التقارير الحكومية التي توضح النمو الملحوظ لعائدات السياحة ومُعدل وصول السائحين.
ولفتت هذه التقارير إلى مساهمة استقرار الأوضاع الأمنية في تعزيز صورة مصر لدي السائحين كوجهة سياحية مميزة، علماً بأن مصر قد احتلت المرتبة الأولى بقائمة المدن العالمية الأعلى نمواً في ناتج قطاع السياحة والسفر بمُعدل سنوي 34% في عام 2017.
وأضافت أنه تم تلاشى تأثير حادث سقوط الطائرة الروسية الذى وقع فى أكتوبر 2015، وهو ما شجع المزيد والمزيد من الدول لرفع الحذر عن رحلاتها الجوية المباشرة إلى مصر بما في ذلك، روسيا التي بدأت في استئناف رحلاتها إلى مصر مطلع العام الجاري.
كما حذت أوكرانيا حذوها، بينما من المرتقب أن تقوم بريطانيا برفع الحذر عن الطيران المباشر إلى مدينة شرم الشيخ قريباً وسط مطالبات من البرلمان البريطاني بعودة رحلات الطيران المباشر لشرم الشيخ.
وتوقعت شركة شعاع لتداول الأوراق المالية أن تنمو عائدات قطاع السياحة لتعود إلى مستويات عام 2010 الواعدة لتسجل 11 مليار دولار أمريكي تقريباً خلال العام المالي 2018/2019، كما من المُنتظر أن تحقق مزيداً من النمو على المدى المتوسط.
وعللت شعاع ذلك، بنتائج القرارات والجهود الحكومية المُرتقبة لتعزيز السياحة ومنها استراتيجية “E-Trip” المتكاملة حيث تتطلع الحكومة المصرية لتطبيق استراتيجية متكاملة لدعم وتطوير قطاع السياحة، بما في ذلك إجراء إصلاحات إدارية وتشريعية بجانب تطبيق جودة عالمية، فضلاً عن تنفيذ مشروعات استثمارية لدعمها.
إضافة إلى قانون السياحة الموحد، فتتطلع وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الطيران المدني إلى تطوير الإطار التشريعي للقطاع، علماً بأن القانون الجديد يستهدف تحسين إجراءات التراخيص، تنظيم وتقنين أوضاع العمالة، فضلاً عن تعزيز معايير الجودة التي تطبقها الفنادق والمنشآت السياحية بما يتماشى مع المعايير العالمية.
وكذلك تأسيس صندوق استثمار مباشر لضخ استثمارات بقطاع السياحة: تتطلع الحكومة المصرية لتأسيس صندوق استثمار مباشر بغرض تعزيز استثمارات قطاع السياحة والارتقاء بالفنادق والمنتجعات السياحية.
هذا إلى جانب افتتاح المتحف المصري الكبير في عام 2020، وأضافت:” يُعد افتتاح المتحف المصري الكبير المقرر في عام 2020 أحد المحفزات الرئيسية المرتقبة لقطاع السياحة حيث تبلغ تكلفة المتحف 1 مليار دولار أمريكي ويحتوي على 10 ألاف قطعة أثرية”.
وتابعت شعاع: ” كما أنه من المرتقب أن يتم قريباً افتتاح مطار سفنكس الدولي الجديد بطريق مصر – إسكندرية الصحراوي، علماً بأنه مبني طراز حديث بتكلفة استثمارية تقدر بنحو 17مليون دولار أمريكي وسيساهم في تشجيع الوفود السياحية على زيارة المتحف المصري الكبير وأيضاً منطقة الأهرامات والمناطق الأثرية المحيطة بها”.
وأيضاً الاستراتيجية التسويقية الجديدة التي تسعى الحكومة لتطبيقها حيث ترتكز على الترويج للسياحة المصرية بمجموعة متنوعة من الأسواق تشمل الشرق الأقصى، وأمريكا اللاتينية بجانب مجموعة دول أخرى.
من ناحية أخرى وعلى صعيد ذي صلة أشار تقرير صادر عن بلومبرج تفوق أداء قطاع السياحة على أداء مؤشر EGX 30 منذ بداية العام.
حيث أوضح تفوق أداء قطاع السياحة، إذا ما تم قياسه وفقاً لمؤشر السياحة والترفيه المُعَد من قبل البورصة المصرية، بشكل واضح على أداء مؤشر EGX 30 مُنذ بداية العام.
ويوضح الرسم البياني الصادر عن بلومبرج إنه بافتراض القيام باستثمار 100 جنيه بكل من قطاع السياحة ومؤشر EGX 30 على حدة فإن هذا الاستثمار بقطاع السياحة قد نما بنسبة 24% مُنذ بداية العام ليصل إلى 124 جنيه بناءً على أسعار إغلاق الأسهم المصرية بجلسة الأمس مقابل 91 جنيه فقط (-9% مُنذ بداية العام) لمؤشر EGX 30 نظراً للموجات البيعية الحادة التي سادت البورصة المصرية على مدار الأشهر السابقة.
ونعود من جديد لتقرير شعاع والذي توصي فيه على الانتقاء الجيد للأسهم في إطار عملية اختيار أي فرصة استثمار مواتية بقطاع السياحة .
وقامت شعاع بتقسيم الأسهم إلى مجموعتين بناءً على السيولة حتى توضح التمييز بين الأسهم التي يمكن الاستثمار فيها والخروج منها بسهولة (الأسهم التي تتسم بمتوسط قيمة تداول يومية خلال آخر 6 أشهر تتجاوز 10 مليون جنيه) والأسهم التي لا تحظى بمقومات استثمارية نظراً لانخفاض السيولة الخاصة بها دون معيار السيولة.
ولفتت إلى الأسهم التي تتسم بسيولة مرتفعة حيث تضم هذه المجموعة سهمين فقط وهما ORHD وEGTS، علماً بأنها فضلت أوراسكوم للتنمية ORHD نظراً لتنوع نموذج عمل الشركة وأدائها المالي المتميز .
وأشارت إلى أن اوراسكوم للتنمية سجلت مبيعات تعاقدية بقيمة 1.7 مليار جنيه خلال 9 أشهر الأولى من عام 2018 كما تمكنت جميع قطاعاتها التشغيلية من تحقيق نمواً ملحوظاً بالإيرادات، علاوة على بدء تعافي أداء مشروع طابا هايتس لأول مرة بالاضافة الى نمو نسب إشغالات الفنادق التابعة للشركة وتراجع نسبة الديون الى حقوق الملكية بميزانية الشركة.
أما عن الأسهم التي تتسم بسيولة منخفضة فأشارت شعاع إلى أنها تفضل ضمن هذه المجموعة ثلاثة أسهم وهم سهم RTVC الذي يتداول على أقل مُضاعف ربحيه لأخر 12 شهر بالاضافة الى تميزه بسيولة مرتفعة نسبياً، ويليه سهمي MHOT وGOCO في ضوء مضاعفات الربحية المنخفضة نسبياً بالإضافة الى تميز الشركتان بهوامش أرباح جيدة وعائد توزيعات مرتفع.