خالد بشارة: تركيز رواد الأعمال على جمع التمويل على حساب تنمية الايرادات مقلق

اتفاق مرتقب بين الصناديق المتخصصة على وضع عقود نموذجية موحدة للاستثمار

فريق حابي

حدد رئيس شركة أكسيلرو كابيتال، خالد بشارة، وهو أحد أبرز وأقدم رواد الأعمال في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، نقاط الضعف والقوة التي بالسوق المصرية خلال الفترة الراهنة، كما ألقى الضوء على أهم مطالب القطاع من الجهات الحكومية في سبيل اقتناص فرص النمو المواتية بمختلف المجالات المرتبطة بالتكنولوجيا.

E-Bank

وكشف بشارة عن أعتزام شركته- عبر صندوقها A15 المتخصص في تنمية ريادة الأعمال- ضخ استثمارات جديدة وتنفيذ استحواذات بعدد من المجالات التي تتسم بالنمو المتسارع، وفي مقدمتها: التكنولوجيا المالية، والتسويق الإلكتروني، وخدمات الحوسبة السحابية، وكذلك خدمات القيمة المضافة.

شغل بشارة، قبل تأسيس أكسيليرو، عدة مناصب تنفيذية بشركات اتصالات عالمية، منها: منصب رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي للعمليات بشركة فيمبلكوم الروسية، والرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم تيليكوم القابضة بالإضافة إلى منصب الرئيس التنفيذي للعمليات بشركة ويند الايطالية.

كما لعب بشارة دورًا محوريًا في دمج شركتي فيمبلكوم وويند في صفقة بلغت قيمتها 25.7 مليار دولار، كما لعب دورًا رئيسيًا في إعادة هيكلة ويند، التي تحولت من الخسائر إلى مشغل رائد للهاتف المحمول والثابت بأوروبا في غضون ثلاث سنوات.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وأسس كذلك في بداية مشواره شركة لينك دوت نت، التي أصبحت أحد أكبر مزودي خدمات الإنترنت في الشرق الأوسط، ووضعت أسمه بقوة في صدارة رواد الأعمال، خاصة بعد أن عقدت عام 2001 شراكة مع مايكروسوفت لإطلاق MSN Arabia، كأول بوابة عالمية للشرق الأوسط.

وهو يشغل حاليًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم للتنمية، ممثلا عن شركة اكسيليرو، مستفيدًا من الخبرات الإدارية الواسعة بالكيانات العالمية لتحقيق نجاح جديد في قطاع مختلف تماما، بالتوازي مع دعم شركائه وفريق عمله الطموح لاستكمال خطط التوسع في مجالات التكنولوجيا وريادة الأعمال.

وقال بشارة إن أحد أبرز المشكلات التي تواجه ريادة الأعمال حاليا هي التركيز على جمع التمويل وزيادة رؤوس الأموال مقارنة بالتفكير في تنمية الإيرادات وأرباح النشاط والتي كانت أحد مواطن القوة فى رحلة نمو عدد كبير من الشركات خلال السنوات الماضية.

وأكد أن هذه المشكلة لم تصل بعد لدرجة التأثير على شهية المستثمرين تجاه هذه النوعية من الشركات، واستدرك: لكن في حالة تعسر الشركات عن تحقيق مستهدفات النمو المرجوة سينعكس ذلك مع الوقت على درجة ثقة المستثمر في الفرص المتاحة.

وأشار بشارة إلى أن طبيعة الاستثمار في هذا القطاع تعتبر رأس المال المخاطر، مضيفًا: وبالتالي عدم نجاحه وارد، لكن تركيز رواد الأعمال على جمع التمويل بصورة أكبر من تحقيق الإيرادات المطلوبة قد يهدد نجاح العديد من المشروعات بما ينعكس سلبا في المستقبل على سهولة جمع التمويلات.

ونبَّه رئيس شركة أكسيلرو كابيتال إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تزايدا ملحوظا في عدد الصناديق المصرية المتخصصة في الاستثمار بشريحة الشركات الناشئة، وهو ما قد يوفر لها فرص تمويل جيدة في ظل حاجتها لإيجاد حلول تكنولوجية لمختلف الاحتياجات المالية، بدعم من توافر خدمات بنكية ملائمة للشرائح الأقل دخلا، مثل: خدمات تحويل الأموال لمن ليس لديهم حسابا بنكيا.

وأوضح أن دور الشركات الناشئة يتركز في البحث عن حلول تكنولوجية لأي فجوة تلاحظ في منظومة الخدمات المتاح تقديمها، في حين تتوقف فرص نجاحها على مدى تقبل السوق لهذه الخدمات، ومدى قدرتها على توفير الاحتياجات المطلوبة للشرائح المستهدفة.

كما أكد بشارة أن عددا من الشركات الجديدة نجح بالفعل، خلال الفترة الأخيرة، في تقديم خدماته بالتعاون مع البنوك وشركات الاتصالات خاصة في مجال تحويل الأموال والادخار، ضاربا مثالا بشركة Pay Mob، التي تقدم تكنولوجيا المحافظ الإلكترونية ببعض البنوك وكذلك تتعاون مع شركة فودافون.

وقال رئيس شركة أكسيلرو كابيتال إن التشريعات الحالية تمنع أي كيان من تلقي أموالا، مما يحد من فرص تقديم خدمات مباشرة، على حد قوله، مضيفًا: كما تتردد البنوك عادة في التعاون مع الشركات الناشئة مما يحد من فرص تقديم العديد من الخدمات التي تعاني السوق من غيابها.

وأوضح أن تلك الوضعية دفعت Pay Mob، للتعاون مع ماستركارد لتسهيل إبرام اتفاقات مع البنوك، لافتا في الوقت نفسه إلى أن شركات الاتصالات تضطلع بدور فعال للتوسع في تقديم الخدمات التي تعتمد على التكنولوجيا المالية، وفي مقدمتها شركة فودافون، التي نفذت أكثر من خدمة بالتعاون مع شركات ناشئة.

وأكد بشارة أن السوق المصرية في هذه الرحلة تتمتع بفرص نمو واسعة، وقادرة على استيعاب عدد كبير من المنافسين، قائلا إن «المنافسة لا تقلقنا على الإطلاق، فالمرحلة الحالية تحتاج إلى تكاتف الجميع للنهوض بالقطاع وتوسيع شبكة المعاملات التكنولوجية على غرار الأسواق المتقدمة، بما ينعكس إيجابا على نوعية الخدمات المقدمة بالمجتمع بالتوازي مع خلق فرص جديدة لتقديم المزيد من الخدمات».

الاستثمار في الشركات الناشئة يقوم على فكرة التخارج.. وعدد الصفقات المنفذة مازال محدودا

وأوضح رئيس شركة أكسيليرو أن المنظور الاستثماري للصناديق والجهات المهتمة بالاستثمار في الشركات الناشئة حول العالم يقوم بالأساس على فكرة التخارج، سواء من خلال صفقات الاستحواذ أو عبر الطرح في البورصة على غرار شركات التواصل الإجتماعي، مثل facebook.

وأضاف أن عدد صفقات التخارج التي شهدها القطاع في مصر ضئيلة جدًا حتى الآن، وقد تنحصر في كيان أو اثنين، في مقدمتهم: الصفقات التي نفذها صندوق ِA15 ، وكان آخرها صفقة التخارج الناجحة من أغلب حصته بشركة T-pay، والتي وفرت لشركته سيولة كبيرة تدعم فرص اقتناص صفقات جديدة.

A15 يدرس صفقتي تخارج .. ويغلق مفاوضات ثالثة لعدم التوصل لاتفاق مرضي

وأشار إلى أن A15 يدرس حاليا صفقتي تخارج بناءً على عروض استثمارية تلقاها، فيما أغلق ملف التفاوض على التخارج من شركة ثالثة لعدم التوصل لاتفاق مرضي.

وأكد أن شركته تبحث حاليا كل الفرص المتاحة بمجال خدمات التكنولوجيا المالية بما في ذلك خدمات التقسيط والتمويل الاستهلاكي، لافتا إلى أن صندوق A15 لديه سيولة جيدة من حصيلة التخارج الأخير، كما يعتبر مفتوحا، أي قادرا على جمع السيولة اللازمة حال ظهور فرص تتطلب جمع أموال جديدة.

جاهزون لاقتناص استحواذات جديدة في 4 مجالات من بينها: التمويل الاستهلاكي

وأوضح أن التركيز حاليا ينصب على 4 مجالات أساسية هي: خدمات التكنولوجيا المالية والتسويق الإلكتروني، وخدمات مراكز البيانات «الحوسبة السحابية»، إلى جانب خدمات القيمة المضافة.

وعلى صعيد الضوابط المنظمة للاستثمار في مجالات التكنولوجيا، أشار بشارة إلى أنه جارٍ الاتفاق على وضع عقود نموذجية موحدة لتمويل الشركات الناشئة فيما بين الشركات والصناديق المهتمة بالاستثمار بهذه النوعية من الشركات، فيما يقع على عاتق الحكومة توفير الضوابط التي تتيح درجة عالية من المرونة في تأسيس وتمويل الشركات خاصة في ظل اتجاه عدد كبير للتأسيس خارج مصر.

وأشار إلى أن اشتراطات تأسيس الشركات وزيادات رؤوس الأموال بالشركات الناشئة تتمتع بمرونة عالية بالعديد من الدول، خاصة على صعيد تحديد حقوق والتزامات المستثمرين، وإمكانية وضع مميزات خاصة لأسهم دون غيرها على غرار خصائص الأسهم الممتازة.

وأضاف أن هذه الخيارات غير متاحة حال التأسيس في مصر، ما يتطلب إعادة النظر في هذه الضوابط لتوفير بنية مشجعة على ضخ مزيد من الاستثمارات بهذا القطاع، لافتا إلى أن التركيز على حماية الأقليات يتلائم أكثر مع الشركات الكبيرة على عكس الشركات الناشئة الباحثة عن جذب تمويلات.

كما أشار إلى أهمية وضع تشريعات تسمح بتقديم العديد من خدمات التكنولوجيا المالية، مثل: الادخار متناهي الصغر، الذي يستهدف شرائح البسطاء ومحدودي الدخل، اللذين لن تخاطبهم برامج الادخار المقدمة بالبنوك، في حين تقصر التشريعات الحالية حق تلقي الأموال على الجهاز المصرفي.

وأكد رئيس شركة أكسيلرو كابيتال أن العالم يشهد تنظيم بنوك رقمية تعتمد على التكنولوجيا المالية لسد الفجوة الواقعة بين الخدمات المصرفية، التي تقدمها البنوك وبين احتياجات مختلف شرائح المجتمع على صعيدي الادخار والاستثمار، والتي تمتد في بعض الأحيان لتخصيص أجزاء من الأموال المدخرة للاستثمار في أسواق المال.

واعتبر أن الشفافية هي العنصر الأهم في تنظيم خدمات التكنولوجيا المالية، من خلال التأكيد على وضوح الشروط الموضوعة والتحقق من قدرة الشركات على الوفاء بالتزاماتها، حتى وإن تحددت فائدة مرتفعة أو غيرها من البنود التي تعتمد في النهاية على مدى قبول العميل من عدمه، دون قيود تشريعية تتعلق بهذه التفاصيل، مؤكدًا أن قواعد العرض والطلب هى الأجدر على تقييم مدى تقبل السوق للشروط التي تضعها كل شركة.

كما لفت إلى أهمية تنظيم منصات التمويل الجماعي التي بدأت تأخد حيزا واضحا من الاهتمام عالميا، لافتا إلى أن وضع قواعد لتحجيم المخاطرة وتحديد المسئوليات أفضل من منع هذه الأنشطة محليا، خاصة أن الفترة الحالية تشهد تطورات متسارعة في طبيعة الخدمات الاستثمارية المعتمدة على التكنولوجيا المالية على مستوى العالم.

وأكد بشارة أن دور الحكومات عالميا لا يمتد إلى الاستثمار بشكل مباشر في الشركات الصغيرة والناشئة، موضحًا أنها عادة تكون عميلا رئيسيا لها، مؤكدًا أن التطور الكبير الذي شهدته الخدمات التكنولوجية في أمريكا وإسرائيل اعتمد في الأساس على جيوش هذه الدول التي كانت تمثل العميل الأهم لشركات التكنولوجيا.

وضرب رئيس شركة أكسيلرو كابيتال مثالا بوادي السيليكون بمنطقة سياتل بالولايات المتحدة، حيث كان الهدف الأساسي لشركات التكنولوجيا توفير حلول تتعلق بالعلوم الفضائية والعسكرية لدعم الخطط الأمريكية للوصول إلى القمر؛ لتتحول بعد ذلك لأكبر مدينة تكولوجية حول العالم.

وعلى صعيد فرص النمو بقطاع الاتصالات، أكد بشارة أنه بات مغلقا على الكيانات الكبيرة، واستدرك إلا أنه لا يزال يتمتع بفرص نمو عالية في ظل استمرار وجود احتياج لمزيد من الخدمات على مستوى التليفون المحمول وكذلك الانترنت فائق السرعة.

كما أشار إلى الاهتمام المتزايد حاليا بما يسمى بتكنولوجيا الأشياء «internet for things»، الذي يركز على تزويد الأجهزة المنزلية على سبيل المثال بالامكانيات اللازمة للتحكم عن بعد وربطها بالأجهزة الأخرى الخاصة بالمستخدم، وكذلك أجهزة التتبع، التي تستخدم مع الحيوانات الأليفة لحمايتها من الفقد، وخدمات أخرى متعددة.

وأكد بشارة أن وجود العديد من المقترحات التي عرضها على وزير الاتصالات السابق المهندس ياسر القاضي، لافتا إلى اعتزامه إعادة طرحها على الوزير الحالي، عمرو طلعت، قريبًا.

الرابط المختصر