شريف سليمان: 2019 عام الدفع السريع عبر الموبايل بتقنية QR Code
السوق تنتظر إتاحة فتح الحسابات المصرفية إلكترونيًّا وإدخال خدمات المساعد الصوتي
فريق حابي
كشف شريف سليمان، المدير الإقليمي لشركة CR2 العالمية المتخصصة في مجال الأنظمة والتكنولوجيا الرقمية الخاصة بالبنوك والخدمات المصرفية في حوار مع جريدة «حابي» عبر الهاتف عن أحدث الخدمات المالية التي ستتضمنها خطط البنوك للطرح بالسوق المصرفية المصرية خلال الفترة المقبلة، ضمن خطة التحول الرقمي للخدمات البنكية والدفع نحو مجتمع أقل اعتمادًا على المعاملات النقدية.
وقال سليمان إن هناك 4 منتجات متوقع ظهورها في السوق المحلية خلال الفترة القليلة المقبلة من بينها الدفع عبر الموبايل عن طريق القبول السريع بماكينات نقاط البيع لدى التجار QR Code والتي بدأت البنوك بالفعل التقدم للبنك المركزي للحصول على التراخيص الخاصة بها، إضافة إلى إتاحة سحب الأموال عبر ماكينات الصراف الآلي عن طريق الهاتف المحمول أيضًا.
مشيرًا إلى أن عام 2019 سيكون عام استخدام الموبايل في الدفع الإلكتروني والمتوقع أن يشهد انتشارًا واسعًا في وقت قصير تزامنًا مع إتاحتها بالسوق، وتنفيذ البنك المركزي لخطته في نشر الماكينات الخاصة بالخدمة.
الهواتف الذكية حجر أساس التحول الرقمي
وأشار إلى أن العشر سنوات الماضية شهدت تطورًا ملموسًا وجهودًا كبيرة في مجال التحول الرقمي، وبات أغلب الخدمات والمنتجات رقمية يتم الحصول عليها عبر الإنترنت والموبايل مثل تصفح الصحف والأخبار أو التسوق وصولًا إلى المعاملات البنكية.
ولفت إلى أن التحول الرقمي لا يخص البنوك وحدها، ولكن لا بدَّ ويتعين عليها أن تواكب التطور الحاصل في المجتمعات، وأن تقدم منتجات وخدمات رقمية تتماشى مع المستجدات، موضحًا أن البنوك بصفة عامة لديها طبيعة خاصة وتصنف من المؤسسات المتحفظة نظرًا لحساسية القطاع الذي يعمل في أموال المودعين، وهي مؤسسات عريقة كانت تعمل بنمط معين قائم على تقديم الخدمات من خلال الفروع والتعامل المباشر مع العملاء.
وأوضح سليمان أن التحول الرقمي في عالم البنوك تغيير كبير صعب تحقيقه بين ليلة وضحاها، ويحتاج إلى فترة زمنية مناسبة لاستيعاب ومواكبة التطور التكنولوجى في تقديم الخدمات، ولا بدَّ من التركيز عليه بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة.
الوضع تغير وعلى البنوك الذهاب والوصول إلى العملاء أينما كانوا وليس العكس
وأكد على أهمية التحول الرقمي في عالم البنوك بمصر في ظل تحول العالم بأكمله ناحية المجتمع الرقمي والدفع الإلكتروني والاعتماد على تقنيات التكنولوجيا الحديثة في تنفيذ المعاملات المالية، مشيرًا إلى أنه في السابق كان العميل يذهب بنفسه إلى البنك بينما حاليًا لا بدَّ أن يذهب البنك إلى العميل عن طريق التحول الرقمي.
وقال المدير الإقليمي لشركة «سي آر تو» إن الخدمات المصرفية الرقمية تشكل تحديًا كبيرًا أمام البنوك، إلا أن تغيير المنظومة بأكلمها يساعد البنوك العاملة في مصر على الانخراط في ذلك، مشيرًا إلى أن التوجه العام للدولة نحو تعزيز منظومة المدفوعات الإلكترونية وكذا توجه البنك المركزي واهتمامه بزيادة قنوات الخدمات الرقمية يدعمان بقوة البنوك في مسيرتها للتحول الرقمي.
وأكد سليمان أن الهواتف الذكية تعتبر حجر الأساس في عملية التحول الرقمي في الوقت الحالي، والذي يتيح حاسبًا آليًّا في متناول يد الجميع، يمكن من خلاله إتمام المعاملات بكل سهولة ويسر، ولذا تهتم البنوك التي قطعت شوطًا في مجال الخدمات الرقمية بتقديم وإتاحة خدمات جديدة من خلاله.
فيما أشار إلى أن تأخر بعض البنوك المصرية في الاندماج مع عالم الخدمات البنكية الرقمية أمر طبيعي في المرحلة الراهنة ومن المتوقع انضمامهم قريبًا للساحة للحفاظ على مكانتهم وموقعهم بالسوق وكذلك قادة عملائهم، موضحًا أن في كل مجتمع أو قطاع لا بدَّ أن يكون هناك قادة للسوق حاملين للراية حتى يحفزوا ويشجعوا البقية.
وحول الخدمات الحديثة التي يمكن تقديمها بالسوق المصرية في مجال خدمات التكنولوجيا المالية عبر الهاتف المحمول خلال الفترة المقبلة قال سليمان إن المنتج الرقمي كفتح حساب للعميل عن طريق الموبايل من أهم المنتجات التي يمكن تقديمها وتدعم التحول نحو استخدام التكنولوجيا في المعاملات البنكية بصورة كبيرة، إذ تغني العميل عن الذهاب لفرع البنك وتكبد عناء إجراءات فتح الحساب، وتساعد البنك في الوصول للعملاء بمبدأ الذهاب للعميل وإيصال الخدمة إليه أينما كان.
وأشار إلى أن تدشين تلك الخدمات يحتاج إلى موافقة البنك المركزي متوقعًا بدء تطبيقها في وقت قريب في ضوء تطور مستوى الخدمات المالية التكنولوجية بمصر واهتمام البنك المركزى الكبير في هذا الشأن، مؤكدًا أن هذه الخدمات تسهل على البنوك الوصول إلى العملاء وضم شرائح أكبر للمنظومة المصرفية.
وعلى صعيد الدفع الإلكتروني قال سليمان إن الدفع عبر الموبايل عن طريق ماكينات القبول الإلكتروني QR Code من الخدمات المتوقع أن تلقى نجاحًا واهتمامًا كبيرًا من البنوك خلال عام 2019، خاصةً أن البنك المركزي يولي أهمية كبيرة لها ولديه خطة لنشر الماكينات الخاصة بها، مشيرًا إلى أن انتشار ماكينات قبول الدفع عبر الموبايل لدى التجار والسلاسل التجارية الكبرى خلال الفترة المقبلة يحفز ويشجع كافة البنوك على التوسع في تقديمها وإتاحتها للعملاء، كما يشجع الأفراد على استخدامها بصورة أكبر لما تتميز به من سرعة وسهولة غير مسبوقة في إتمام عمليات الدفع.
وأوضح أن هذه الخدمة تحقق استفادة كبيرة لكل من البنوك والعملاء إذ تسهل على العميل معاملاته بصورة أكبر من استخدام البطاقات البلاستيكية بمختلف أنواعها، كما أنها توفر للبنك تكاليف إصدار البطاقات.
فيما أشار إلى أن خدمات المساعد الصوتي الشخصي ستكون من الخدمات التي لها مستقبل كبير في عالم التكنولوجيا المالية في مصر في المستقبل، إذ يتجه العالم نحوها بقوة، حيث ترفع درجة سهولة إجراء المعاملات المالية للأفراد بصورة أكبر، خاصةً مع انتشار الاعتماد على خدمات المساعد الصوتي في استخدام الهواتف الذكية مثل ألكسا وسيري.
وأضاف أن هناك خدمات أخرى يمكن إضافها وطرحها بالسوق المصرية خلال الفترة المقبلة من ضمنها السحب النقدي من ماكينات الصراف الآلي ATM باستخدام الموبايل بدلًا من استخدام البطاقات البلاستيكية وهي نفس فكرة السحب عبر ماكينات نقاط البيع والقبول الإلكتروني ولكن تستخدم لسحب الأموال.
وقال سليمان إن هذه تعتبر أحدث الخدمات في مجال التكنولوجيا المالية والحلول المصرفية الرقمية التي يمكن أن نراها بالسوق المصرية خلال الفترة المقبلة، وتساعد بصورة كبيرة في التحول إلى مجتمع أقل اعتمادًا على التعامل النقدي، ويتطلب تحقيق ذلك عملًا متكاملًا وتكاتفًا بين مختلف الجهات المعنية إلى جانب البنوك والمؤسسات المالية، مؤكدًا أن تعزيز استخدام الدفع الإلكتروني يحل الكثير من المشكلات الحالية ويجعل المعاملات أكثر سهولة، لتوفير الوقت والجهد والأمان مع استغناء العملاء عن الذهاب إلى بنك لإجراء المعاملات المالية أو سحب الأموال لسداد قيمة خدمات أخرى حصلوا عليها في حين يمكن إتمام المعاملة بالكامل من خلال تطبيقات الهاتف المحمول دون الحاجة لتحمل كل هذا الجهد.
توجهات البنك المركزي تدفع بقوة نحو متجمع مصرفي رقمي
وأكد سليمان أن توجهات البنك المركزي تدفع بقوة نحو مجتمع مصرفي رقمي أقل اعتمادًا على استخدام وتداول الكاش، وتصب في صالح التحول الرقمي لوحدات القطاع البنكي بكافة خدماته، ويرى أن الرقيب هو من يوجه البنوك إلى البدء في ذلك بما يعزز عملية التحول ويساعدها في تحقيقه بصورة سلسة.
وحول خطط إنفاق البنوك على البنية التكنولوجية لمواكبة التطور الرقمي في عالم الخدمات المصرفية أكد المدير الإقليمي لشركة CR2 أن التحول إلى خدمات الديجيتال له فوائد كبيرة بالنسبة للبنوك في عدة نواحٍ منها أن خدمات باتت متاحة على مدار 24 ساعة للعملاء، علاوة على أن الخدمات الرقمية تسهم بصورة أساسية في زيادة الربحية وتخفيض التكاليف سواء كانت للتشغيل أو لافتتاح فروع، مشيرًا إلى أن تعظيم الربحية يعد أحد الأهداف الرئيسية للتحول الرقمي والاعتماد على قنوات التكنولوجيا في تقديم الخدمات.
وأضاف أن البنوك يمكنها الاعتماد على خدماتها الرقمية في التسويق لمنتجاتها وأداء مهام خدمة العملاء إضافة إلى التواصل مع العملاء 24 ساعة على مدار اليوم، كما أن توسع البنوك في أعمالها عبر افتتاح الفروع للوصول لعملاء جدد مُكلف جدًّا مقابل سهولة وصول الخدمات وعرض المنتجات عبر تطبيقات الهاتف المحمول والخدمات التتكنولوجية المتطورة.
تغيير نمط عمل فروع البنوك مستقبلًا والاعتماد على الذكاء الاصطناعي بصورة أكبر
وقال سليمان إن شكل وطبيعة عمل فروع البنوك ستتغير مستقبلًا وستعتمد على التكنولوجيا بصورة أكبر، لافتًا الانتباه إلى أن العالم في الخارج يتجه بقوة نحو الاعتماد على الذكاء الاصطناعى في فروع البنوك، وهو أمر مطبق فعليًّا في العديد من المؤسسات المالية بالخارج ومنها الاستعانة بروبوت لتقديم المساعدة والدعم للعملاء والرد على الاستفسارات، وهو أحد التغيرات الرئيسية التي ستتجه البنوك نحوها بقوة في المستقبل لتقليص التكاليف كما أنه يقلل احتمالات الخطأ.
فيما أشار سليمان إلى أهمية تنويع الشركات العاملة في مجال الأنظمة التكنولوجية الخدمات والمنتجات إلى أن يتم تقديمها للبنوك من حيث التسعير ومواصفات المنتج لتلائم الاحتياجات المختلفة للمصارف بمختلف أحجامها، وتشجيعها للإنفاق على البنية التكنولوجية والتحول الرقمي بما يتناسب مع حجم أعمالها.
وأوضح أن اختلاف حجم أعمال البنوك وعدد عملائها يؤثر بشكل رئيسي على خطط الإنفاق التي يمكن أن تتحملها نظير شراء أنظمة التشغيل والخدمات التي تقدم من خلالها المنتجات الإلكترونية، ولا بدَّ أن توجد الشركات منتجات متنوعة تناسب ظروف وطبيعة كل بنك، مشيرًا إلى أن تكلفة تطوير البنية التكنولوجية وأنظمة التشغيل لا تشكل عبئًا على البنوك كبيرة الحجم نظرًا لأن العائد منها يغطي التكاليف مع توزيعها على عدد عملائها بعكس البنوك صغيرة الحجم.
إنفاق البنوك على القنوات الإلكترونية يقلص التكاليف ويسهم في تعظيم الربحية
وعن استجابة وإقبال العملاء للاعتماد واستخدام القنوات الإلكترونية في أداء المعاملات البنكية قال سليمان إن هناك تطورًا ملموسًا في استخدام الخدمات الرقمية في السنوات الأخيرة في ضوء اتساع دائرة إتمام المعاملات عبر الإنترنت كالتسوق الإلكتروني وأداء بعض الخدمات، وأشار إلى أن مخاوف وتردد الأفراد في استخدام البطاقات والحسابات البنكية انحسرت بصورة كبيرة مع تطوير الخدمات بصفة مستمرة، على سبيل المثال قبل سنوات كان هناك مخاوف من استخدام بطاقات الدفع في الخارج لدى بعض العملاء تحسبًا لسرقة أو فقدان البطاقة الذي يتطلب إيقافها الاتصال بخدمة العملاء، وهو ما تم التغلب عليه حاليًا مع إتاحة إمكانية إيقاف أو تشغيل البطاقة عبر تطبيق الهاتف المحمول.
ولفت المدير الإقليمي لشركة CR2 العالمية إلى أن البنوك بدأت تهتم بشكل ملحوظ في العامين الماضيين بتقديم الخدمات المصرفية الإلكترونية عبر الموبايل والإنترنت البنكي والتي أصبحت من الموضوعات الرئيسية على أجندات وحدات القطاع المصرفي في ضوء تطور عالم الخدمات الرقمية واهتمام وإقبال الأفراد على استخدام القنوات الإلكترونية.
وأضاف أن نجاح وتطوير الخدمات الرقمية يعتمد على منظومة كاملة تبدأ من البنك المركزي ودوره كرقيب إلى جانب البنوك والشركات العالمية الكبرى مثل فيزا وماستر كارد مع باقي الجهات المعنية، منوهًا إلى أن التطور الملموس في مجال التكنولوجيا المالية في مصر يعود الفضل فيه إلى البنك المركزي الذي أخد على عاتقه تدعيم تحول المجتمع المصري لعالم الخدمات الرقمية ووجه البنوك لتبني خطط لتحقيق ذلك.
فيما قال سليمان إن البنوك يتعين عليها الاستمرارية في التوعية بالخدمات والقنوات الرقمية إلى جانب إتاحة التجربة عمليًّا لعملائها الأمر الذي سيحدث فارقًا شاسعًا في إقبال وطمأنة العملاء تجاه الخدمات المالية الرقمية، مشيرًا إلى أن تجربة هذه النوعية من المعاملات المالية كإتاحة سداد فواتير الموبايل أو الكهرباء والمرافق عبر تطبيق الهاتف المحمول كافية لإقناع العميل بالاعتماد عليها بشكل أساسي في حياته دون غيرها لما توفره من وسائل راحة وتوفير للوقت والجهد وتكبد عبء ومشقة سدادها عن طريق الذهاب بنفسه.
وأكد سليمان على ضرورة الاهتمام بصورة أكبر بإتاحة فرص تجربة الخدمة للعملاء عبر فروع ومنافذ لبنوك لما لها من تأثير فعال وسريع على قناعة العملاء، مشيرًا إلى أن التوعية بالأدوات والخدمات المتاحة وحده غير كافٍ لإقناع كافة فئات المجتمع وأن تجربة الخدمة بجانب عمليات التوعية تساعد بشكل مؤثر في درجة استيعاب وإقبال الأفراد على استخدام هذه الخدمات والتحول للاعتماد على القنوات الإلكترونية.
وأوضح المدير الإقليمي لشركة CR2 أن استقبال العميل في الفرع وشرح طرق استخدام الخدمات المالية التي يمكن إتمامها عبر الموبايل مع تجريب استخدامها والتعريف بفوائدها يأتي بنتائج مبهرة في إقبال العملاء على استخدام الخدمات الرقمية، مشيرًا إلى أن هناك بنوكًا بالفعل تتيح ذلك لعملائها في إطار سعيها لتعزيز استخدام الخدمات البنكية عبر القنوات الإلكترونية.