كاش ولا كارت؟

بقلم د. ماهر عشم رئيس شركة مصر لنشر المعلومات

اهتمت في السنوات الخمس الأخيرة المؤسسات المالية الكبري في العالم كالبنك الدولي والوحدات التابعة له والبنوك المركزية والحكومات اهتمامًا غير مسبوق بقضية التحول من مجتمع نقدي يعتمد في تعاملاته على العملات الورقية والمعدنية إلى مجتمع لانقدي يعتمد في مدفوعاته علي وسائل المدفووعات الإلكترونية واللانقدية ككروت الخصم والائتمان والتحويلات البنكية والتطبيقات الذكية بالهواتف المحمولة وغيرها.

E-Bank

لحقت مصر هذه الدول في الاهتمام الذي جاء من قمة الهرم في القيادة السياسية مجسدًا في إنشاء المجلس القومي للمدفوعات والبدء في دراسة وإصدار التشريعات الخاصة بذلك.

والسؤال الأول الذي أود مناقشته ببساطة دون التعرض إلى فوائد أخرى عديدة خاصة بالاقتصاد ( Macro Economy ) هو لماذا يريد قادة العالم التخلي عن البنكنوت والتحول إلى االوسائل اللانقدية؟

1.مكافحة الجريمة سواء كانت متمثلة في الجرائم الكبرى كتجارة الأسلحة أو المخدرات مرورًا بمكافحة الفساد ومكللة بتقليص فرص سرقة الأموال في أصغر صورها كسرقة الأموال من البيوت أو حتى جرائم النشل.

تابعنا على | Linkedin | instagram

فإذا انعدم التعامل بالكاش لن يستطيع أباطرة السلاح والمخدرات وتجارة الأعضاء والبشر التصرف في أموالهم وستكون تجارتهم بلا شك أصعب كثيرًا.

وإذا انقضت المصالح بمعاملات إلكترونية وانحصر التعامل مع الموظف إلى أضيق الحدود تقلصت الفرص في تعطيل المصالح طمعًا في الحصول على الرشوة مهما قل حجمها. وأخيرًا إذا لم تعد هناك حاجة للاحتفاظ بالنقد قلت فرص اللصوص والنشالين.

2. تقليل المصروفات التي تتكبدها الحكومات والبنوك والشركات والمتاجر في طباعة وتخزين وإدارة الكاش والأموال الورقية وتأمين نقلها والحفاظ عليها من السرقات.

3. تكلفة المعاملات الإلكترونية أقل من تكلفة المعاملات النقدية والتعامل بالطرق الإلكترونية أسهل وأسرع.

4. المدفوعات عبر الحدود الجغرافية يمكن أن تتم لحظيًّا دون الحاجة إلى شراء العملات الأجنبية أو تحويلها.

5. يمكن للحكومات والمصارف المركزية تتبع التعاملات الإلكترونية بسهولة مما يساهم في مكافحة التهرب الضريبي وتتبع الجرائم المالية التي يمكن أن تساند أي أعمال إرهابية أو غير مشروعة.

السؤال الثاني هو ما هي عيوب التحول لمجتمع لا نقدي؟

1. عدم إمكانية جميع البشر من التعامل مع هذه الوسائل من كبار السن مثلًا ومن لا يملك حسابات بنكية وغير المتعلمين.

2. انتحال الشخصية أو الصفة والسطو والجرائم الإلكترونية .

3. تحديات التكنولوجيا من إمكانية حدوث أعطال وانقطاعات في الاتصالات أو الكهرباء.

4. الصرف فوق الحاجة والطاقة إذ إنه في حالة الكاش لن يمكن للإنسان صرف أكثر من الكاش الموجود معه بخلاف كروت الائتمان مثلًا.

ثالثًا: ما هي الوسائل المستخدمة في المدفوعات الإلكترونية؟

1. كروت الخصم ( Debit Cards ) تستخدم في الدفع خصمًا من حساب بنكي وهي الأكثر استخدامًا في الدول المتقدمة والمتربعة علي عرش المجتمعات اللانقدية كالسويد بها 93% من السكان يحملون كروت خصم وبلغت نسبة البالغين الذين يستخدمون المعاملات غير النقدية بها 97%.

2. كروت الائتمان ( Credit Cards ) وهي الأكثر استخدامًا في الولايات المتحدة التي وصلت إلى 92% من البالغين الذين يستخدمون المدفوعات اللانقدية ونسبة من يحملون هذه الكروت بها بلغت 57% وبها يمكن الشراء بحد ائتماني والدفع مستقبلًا أو بالتقسيط خصمًا من حساب بنكي.

3. التليفون المحمول وتطبيقاته الذكية والتي لعبت بها شركات المحمول بجانب البنوك دورًا مهمًّا وجعلت للأقل حظًّا في الثروة والتعليم ومن ليس لهم حسابات بنكية مكانًا مع الآخرين وحققت نجاحات باهرة في مجتمعات ناشئة ونامية ككينيا التي بلغ من يستخدمون خدمة إمبيسا للدفع عبر المحمول بها 55% ووصلت نسبة البالغين الذين يستخدمون هذه الطريقة إلى 69%.

مصر بها 97 % مدفوعات نقدية حسب آخر إحصائية صادرة عن اتحاد البنوك واتحاد الصناعات ولها ظروف مشابهة لدول إفريقية سبقتنا في هذا المجال فلِمَ لا نبحث هذه التجارب الجديرة بالاحترام ونستفيد بخبراتهم ونبدأ من حيث انتهى الآخرون فنحقق تقدمًا في ملف التحول إلى مجتمع أقل اعتمادًا على الكاش؟

الرابط المختصر