رويترز
ألمحت الحكومة الفرنسية يوم الأربعاء إلى أنها قد تعدل ضريبة على الثروة يقول منتقدون إنها تتساهل مع الأغنياء وذلك بعد يوم من رضوخ إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وجه احتجاجات عمت البلاد وإعلانها تعليق زيادة مزمعة على ضرائب الوقود.
وقال بنجامين جريفو المتحدث باسم الحكومة الفرنسية والحليف المقرب من ماكرون إنه ينبغي إعادة تقييم كل السياسات المتعلقة بفرض الضرائب من وقت لآخر ويتعين تغييرها إذا تبين أنها لا تجدي نفعا.
وأضاف ”إذا تبين أن الإجراء الذي اتخذناه لا يجدي نفعا وإذا لم تسر الأمور على ما يرام فإننا لسنا حمقى، بوسعنا تغييره“.
ودافع جريفو عن القرار الذي اتخذه ماكرون عند توليه السلطة العام الماضي بتعديل ضريبة الثروة لتقتصر على صفقات الأصول العقارية التي تزيد قيمتها على 1.3 مليون يورو بدلا من أن تشمل مختلف الأصول من المجوهرات إلى اليخوت والاستثمارات.
وواجه ماكرون انتقادات بسبب هذه التغييرات ووُصف بأنه ”رئيس الأغنياء“ إذ رأى منتقدون أنها ترضي أصحاب الثروة.
وردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة مستعدة للعدول عن هذا القرار قال جريفو إن هذا ممكن.
وقال ”لم نلغ ضريبة الثروة بل غيرناها. أود أن أذكركم بأننا أبقينا على ضريبة العقارات… إلغاء الضريبة كان لتشجيع الاستثمارات في الاقتصاد الحقيقي ولم يكن هدية للأغنياء“.
وتابع ”المقصود هو استثمار هذه الأموال في الشركات الصغيرة والمتوسطة بهدف النمو والتطور والتعيين. وإذا لم يحدث هذا فبوسعنا إعادة فتح الأمر للنقاش“.
وواجه ماكرون ضغوطا هائلة خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة في وجه احتجاجات على زيادة في ضريبة الوقود كان من المقرر أن تبدأ في يناير.
وأدت حركة ما يعرف باسم (السترات الصفراء) إلى اشتباكات عنيفة مع الشرطة في باريس مطلع الأسبوع ودفعت الحكومة أمس الثلاثاء لتغيير موقفها.
وأعلن رئيس الوزراء إدوار فيليب تعليق الزيادة الضريبية لستة أشهر قائلا إنه سيتم استغلال هذه الفترة لمناقشة إجراءات أخرى لمساعدة الطبقة العاملة والمتوسطة.
وتمثل الخطوة أول تراجع كبير يقدم عليه ماكرون منذ توليه السلطة قبل 18 شهرا وتأتي في وقت تتدنى فيه شعبيته كثيرا في استطلاعات الرأي إذ أنها بالكاد تتجاوز نسبة 20%.
وسخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ماكرون مجددا فيما يبدو بسبب تراجعه الذي سيزيد من الصعوبات أمام فرنسا لتحقيق هدف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وكتب ترامب في تغريدة في وقت متأخر أمس الثلاثاء ”أنا سعيد لأن صديقي إيمانويل ماكرون والمحتجين في باريس توصلوا للنتيجة التي توصلت إليها منذ عامين“.
وأضاف ”اتفاقية باريس معيبة بشكل أساسي لأنها ترفع أسعار الطاقة في الدول التي تتسم بالمسؤولية في حين تتستر على البعض من أكثر الدول المسببة للتلوث“.
وإذا بحثت الحكومة إعادة فرض بعض المعايير التي حذفتها من ضريبة الثروة فإن هذا سيمثل تغييرا أساسيا في توجه ماكرون الذي وعد عند توليه السلطة بألا ينحاز سياسيا إلى اليسار ولا اليمين.