أكد المشاركون في جلسة “استكمال وتسريع وتيرة النمو” المنعقدة خلال فعاليات اليوم الأول لمنتدى “أفريقيا 2018″، المنعقد في مدينة شرم الشيخ، أن ريادة الأعمال في أفريقيا مثيرة للاهتمام، حيث يتواجد بها العديد من اللاعبين الأجانب والمحليين مما يساعد على إضفاء الحيوية عليها، بالإشارة إلى أن أكثر من 75% من جميع رؤوس الأموال المنفقة في مجال التكنولوجيا إلى 3 بلدان فقط عام 2017، وهى جنوب أفريقيا، وكينيا، ونيجيريا.
شولا أكينلاند، الرئيس التنفيذي والمؤسسة لشركة باىستاك، ترى أن السوق الأفريقية كبيرة وواعدة، وتنمو بشكل مستمر، موضحةً أن القارة السمراء تحتاج إلى زيادة مستمرة في مشروعات ريادة الأعمال في ظل الهدوء الذي تشهده حاليا، مضيفة: كما يجب أن تلعب المؤسسات الدولية دورا حيويا في هذا المجال من خلال المساهمة في توفير المزيد من التمويلات للأفكار المبتكرة في القارة الأفريقية الى جانب تقديم الدعم الفني واللوجيستي.
ومن جانبه قال طارق أسعد، المؤسس والعضو المنتدب لشركة الجبرا كابيتال، إن المشروعات المبتكرة يجب أن تحتل مكانة كبيرة في القارة السمراء خلال السنوات المقبلة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه ليس فقط أفريقيا ولكن العالم، مطالبا بضروه زيادة حجم الاستثمار في الأفكار بالقارة للمساهمة في تطويرها وتنميتها.
وأوضح أن هناك العديد من القطاعات الجاذبة للاستثمار والواعدة في أفريقيا، وأن قطاع اللوجستيات من أهم المجالات التي تحتاجها القارة السمراء في السنوات القادمة، والقادرة على تحقيق معدلات نمو جيدة وجذب استثمارات كبيرة.
وقالت ايما واد سميث، مفوض تجارى في أفريقيا لمؤسسة UK Trade، إن مؤسستها تعمل على إقامة علاقات فعالة بين أفريقيا والأمم المتحدة، بالإضافة إلى إقامة علاقات وترابطات بين الشعوب، بهدف تحقيق فرص أوسع وتيسير بيئة الأعمال، والبحث عن الفرص الحقيقة لتمكين الشركات في سوق العمل.
وأضافت أن الحكومة البريطانية تعمل على دعم ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة، حيث وقعت بالأمس اتفاقية استثمارية بقيمة 46 مليون جنيه، لدعم 6 مراكز لتدعيم المشروعات الصغيرة والريادية في مصر، ليبلغ إجمالي التمويل الموجه من المؤسسة للقارة الأفريقية نحو 3,1 مليار جنيه إسترليني.
وأوضحت أن شركتها تتواصل خلال الفترة الحالية مع كثير من الشركات والمستثمرين الأفارقة، خاصة في مجال التكنولوجيا الزراعية والصحية من أجل توفير التمويلات المناسبة للمشروعات في هذا المجال في ظل احتياج أفريقيا بشكل كبير لها للمساهم في تطويرها وتنميتها.
ومن جهة أخرى، قالت ريبيكا إينونشونج، المؤسس والرئيس التنفيذي لـApps Tech، إنها تعمل منذ 20 سنة في مجال ريادة الأعمال، وتسعى لتحقيق نجاحات جميع الأفكار الريادية في القارة الأفريقية، مشيرة إلى أن بيئة الأعمال فيها صعبة وتحتوى على كثير من المعوقات مقارنة بقارات أخرى، كما أن هناك بعض حكومات الدول الأفريقية لا تدعم رواد الأعمال والمشروعات الصغيرة والناشئة.
وأشارت إلى أن رؤوس الأموال تحركها دائما الفرصة الاستثمارية الأكثر ربحًا والأقل مخاطر، لذا ترى أن دور الحكومة في جذب المزيد من الاستثمار الأجنبية والمحلية محدود للغاية.
وأضافت ريبيكا إينونشونج أن بريطانيا تقدم الكثير من الدعم لرواد الأعمال الأفارقة من خلال برامج تم إنشاؤها خصيصا لريادة الأعمال الأفريقية، حيث تطور شركتها رواد الاعمال وتنمي أفكارهم وتساهم في تطبيقها على أرض الواقع.
من جانبه، قال أوبي إيجيموفو، رئيس قسم الابتكار في شركة أسيكو انسيتس، إن هناك نحو 360 صفقة جديدة في أفريقيا بقيمة إجمالية 44 مليار دولار، وأن أكثر من 50% منها موجه لقطاع البترول والغاز الطبيعي، كما أن 10 مليارات دولار تم تخصيصها لإنشاء مشروعات تكنولوجية.
وعلق محمد عبد العزيز، المدير العام للبنك الأفريقي، على هذه الأرقام موضحًا أن هذه الصفقات مهمة للغاية، وأنه رغم ضعف نمو مختلف القطاعات خاصة قطاع ريادة الأعمال إلا أن السنوات القادمة سيكون هناك اهتماما أكبر بقطاع التكنولوجيا، لأنها الأكثر تأثيرًا في جميع القطاعات، مشيرا الى أن الداعم الرئيسي لتحقيق هدف القارة في التحول لاستخدام الطاقة النظيفة هي التكنولوجيا، كما أن نمو ريادة الأعمال لن يحدث إلا بالاستثمارات التكنولوجية الضخمة.
وقال: لابد أن نعمل على تغير منظور الاستثمار في القارة الأفريقية، وأن يكون لدينا ضمانات قوية تدعم جذب الاستثمارات الدولية.