أحمد السويدي: مناطق صناعية بعدة دول إفريقية على مائدة المباحثات

التركيز على أوغندا وزامبيا وإثيوبيا صناعيًّا.. وتصدير الكهرباء للسودان ضمن الأولويات

ياسمين منير ورضوى إبراهيم

كشف المهندس أحمد السويدي، رئيس مجلس إدارة شركة السويدي إليكتريك عن اعتزام مصر إنشاء عدة مناطق صناعية بدول إفريقيا خلال العام الجديد، تتصدرها أوغندا وزامبيا وأثيوبيا، إلى جانب بدء اتخاذ إجراءات تنفيذية بعدد من المشروعات التنموية الكبرى، يتصدرها سد تنزانيا ومشروع الربط الكهربائي مع السودان ثم إثيوبيا.

E-Bank

وأوضح السويدي أن عام 2019 من المنتظر أن يشهد نقلة نوعية على مستوى علاقات مصر الإفريقية، في ظل تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئاسة الاتحاد الإفريقي للعام المقبل، ما يحتم تكثيف الجهود لإحداث حركة نمو وتطور بأسواق إفريقيا.

وتم انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في مارس 2018 لتولي رئاسة الاتحاد الإفريقي في 2019.

إبراز دور مصر وقدرتها على التأثير بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي “ضرورة”

وقال: “نحن متطورون عن إفريقيا في كثير من المجالات، ومن وجهة نظري يجب أن نبين مدى أهمية مصر لدول إفريقيا، وقدرتها على مساعدتهم للوصول إلى مستوي معيشة أفضل سواء في مجال الصحة أو الصناعة والمياه والكهرباء وقطاعات أساسية آخرى من خلال علاقات متكافئة قائمة على استفادة مصر وتنمية اقتصادها بالتوازي”.

وأكد السويدي أن المشروعات التي تنفذها الشركات المصرية تتقاضى عليها أجرًا مناسبًا، لكنها بالتوازي تحدث نموًّا باقتصادات هذه الدول على أيدي الكوادر المصرية.

وكشف السويدي عن كواليس هذا التعاقد والذي بدأ عندما علم الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته لتنزانيا باعتزامهم إسناد تنفيذ السد لشركات تركية، ليدعو رئيس الدولة للتفكير في الشركات المصرية، وعلى أثر ذلك تم طرح المشروع في مناقصة.

وقال السويدي: “تقدمنا مع المقاولون العرب للمناقصة، وتلقينا دعمًا كبيرًا جدًّا من الحكومة المصرية، كما أرسل الرئيس أكثر من رسالة لرئيس تنزانيا، ومن المنتظر خلال أسبوع أن يتم توقيع العقود في تنزانيا بحضور الرئيسين”.

وأكد السويدي أن هذه الاتفاقية سيترتب عليها تشغيل عدة آلاف من المصريين من الكوادر والكفاءات وكذلك المعدات بما يحقق لمصر استفادة اقتصادية كبيرة، إلى جانب دعم مكانتها الريادية بالقارة الإفريقية خاصة في ظل كونه أكبر مشروع مصر تتولى تنفيذه بإفريقيا منذ سنوات طويلة.

وأشار إلى خطة لإطلاق عدد من المناطق الصناعية مع التركيز في البداية على دول مثل أوغاندا وزامبيا وأثيبويا، لافتًا إلى أن الأمر ما زال مبكرًا للكشف عن التفاصيل، إلا أن الهدف منها هو جذب المصنعين المصريين لإقامة مشروعات إنتاجية بهذه الدول.

وأكد أن هذه الخطوة ستدعم قدرة الشركات المصرية على الاستفادة من الخبرات المصرية والفرص الاستثمارية المواتية وكذلك إبراز حجم الاستفادة الممكن تحقيقها عبر تعظيم التعاون مع مصر، وكذلك التعرف على قدرة مصر على الاستفادة من الفرص الإفريقية، قائلًا: “المصلحة متبادلة وستحقق النمو للطرفين”.

وعلى صعيد تمويل المشروعات، أوضح السويدي أنه يتم محاولة توفير التمويل عن طريق عدد من البنوك التنموية، منها البنك الإسلامي والبنك الكويتي، والصندوق السيادي الإفريقي، وكذلك بنك التنمية الإفريقي ومؤسسات تمويلية أخرى.

وقال السويدي: “التمويل متوفر ولكنه يبحث عن فرصة جيدة للاستثمار.. وهذا هو أهم شيء”.

وأشار إلى أن مصر في هذه المرحلة لديها طاقة كهربائية متوفرة، مما يدعم قدرتها على تصدير الكهرباء لإفريقيا من خلال خطوط ربط بما يحقق الاستفادة أيضًا للطرفين، والتي ستبدأ ببيع الكهرباء للسودان عن طريق على خطوط ربط، يتبعه تعاون مع إثيوبيا.

قرارات مرتقبة لتذليل عقبات الاستثمار .. وتوصيات مؤتمر إفريقيا البداية

وعلى صعيد التحديات التي تواجه الاستثمارات المصرية بإفريقيا ومن بينها غياب تواجد البنوك المصرية، وكذلك المطالب التي ينادي بها قطاع الأعمال وفي مقدمتها ضمان الصادرات، قال السويدي إن هذه المقترحات والمطالب جيدة جدًّا ومن المنتظر مناقشتها بشكل موسع خلال مؤتمر الاستثمار في إفريقيا المنعقد في مدينة شرم الشيخ.

وأضاف أنه من المرتقب الخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ حتى يتم تسهيل الطريق وتزليل العقبات أمام الشركات للاستثمار في إفريقيا، مؤكدًا أن هناك مشاكل حقيقية يجب بحثها ووضع حلول مؤثرة لدعم الشركات على تنفيذ التوسعات المستهدفة في إفريقيا.

النقل مطالب بتطوير كبير.. ودعم قريب لخدمة مستهدفات التنمية

وقال: “قطاع النقل يجب أن يتطور بصورة كبيرة، ومن المرتقب أن يحصل على دعم لخدمة مستهدفات التنمية بين مصر وإفريقيا، كما يجب أن تتحرك البنوك للتواجد بالأسواق الإفريقية”.

وتوقع السويدي أن تشهد الفترة المقبلة صدور حزمة قرارات لتحفيز الشركات المصرية على اقتناص الفرص المواتية بمختلف دول إفريقيا.

وتعتبر شركة السويدي إليكتريك من أقدم الشركات المصرية التي اخترقت العديد من الأسواق الإفريقية، وقامت بتنفيذ مشروعات متعددة خاصة مع بداية الألفينات، ومن المرتقب الانتهاء من مشروع كبير في أنجولا خلال العام المقبل.

ووفقًا لموقعها الإلكتروني، تأسست شركة السويدي إليكتريك عام 1938، حيث بدأت نشاطها التجاري ببيع المعدات الكهربائية ونجحت على مدار العقود في التحول إلى واحدة من أبرز الشركات اللاعبة بقطاع الطاقة في السوق المصرية وتغطي عملياتها العديد من الأسواق العالمية.

وتضم الشركة تحت مظلتها خمسة قطاعات رئيسية هي الأسلاك والكابلات، والمشروعات والتطوير، والمحولات الكهربائية، والعدادات، والأنشطة الكهربائية، كما تقوم بخدمة قاعدة عملاء ضخمة تتنوع بين شركات صناعية وتجارية وكذلك العملاء من الأفراد.

وتمتلك السويدي أكثر من 30 منشأة صناعية حول العالم وتقوم بتصدير منتجاتها إلى 110 دولة.

الرابط المختصر