كريم نجار: تحالف مرتقب بين مصنعي المكونات للتصدير إلي فولكس فاجن وسوفاك الجزائرية

فولكس تتطلع لاختراق أسواق إفريقية جديدة.. وسيات وسكودا الأنسب

aiBANK

ياسمين منير ورضوى إبراهيم

يقود كريم نجار رئيس شركة كيان إيجيبت، والمساهم الرئيسي بشركة المصرية أوتوموتيف، مفاوضات واسعة لتأسيس كيان متخصص في تصدير مكونات السيارات لمجموعة فولكس فاجن العالمية، بجانب مفاوضات موازية لتوريد المكونات لشركة سوفاك الجزائرية التي تقوم بتجميع عدة طرازات للمجموعة الألمالية منذ ما يقرب من عامين.

E-Bank

وشركات نجار هي الوكيل الحصري في مصر لخمس علامات تجارية تابعة للمجموعة الألمانية، هي فولكس فاجن، وسيات، وأودي، وسكودا، وفولكس فاجن للنقل الخفيف، وتقترب من بدء تجميع أحد طرازات سيات بحلول عام 2020.

مفاوضات مع الوكيل بالجزائر لاستغلال اتفاقيات التجارة المشتركة

وكشف نجارعن مباحثات أجريت مع رئيس شركة سوفاك الجزائرية –وكيل فولكس فاجن بالجزائر- للاعتماد على المكونات المصنعة في مصر للتوافق مع اشتراطات الجزائر التي تلزمه ببدء الاعتماد على مكونات محلية بنسبة محددة في السيارات التي يتم تجميعها.

ولفت إلى أن نظام التجميع في الجزائر حاليًا يعتمد فقط على تركيب الأجزاء المستوردة بالكامل لمدة عامين قاربا على الانتهاء.

وقال: “اتفاقية التجارة الحرة مع الجزائر تساوي بين المنتج المصري والجزائري في المعاملة، في ظل عدم خضوعه لجمارك أو رسوم تجعلها سلعة أجنبية، ما يدعم فرص التصدير للجزائر من خلال تحالف المصنعين الذي أسعى إلى تجميعه في شركة واحدة تتولى توريد مكونات سيارات لمجموعة فولكس العالمية”.

وأوضح أن خطته تستهدف فتح أفق أمام الشركات المصرية المصنعة للمكونات بما يوفر فرصة تصديرية كبيرة تولد عملة صعبة وترفع من كفاءة المنتج المحلي وتفتح أمامه مجالًا أكبر للتوسع.

وأشار إلى أن الفرص كبيرة خاصة في ظل استهداف المجموعة الألمانية إنتاج ما يقرب من 7 ملايين سيارة خلال العام المقبل مقارنة بستة ملايين سيترة سنويًّا حاليًا.

مباحثات مع “موبيكا” لتوريد 3 ملايين مقعد سنويًّا لسيارات المجموعة

وكشف نجار عن مباحثات حالية مع شركة موبيكا للصناعات المتكاملة بهدف توريد نحو 3 ملايين مقعد لسيارات فولكس، كما لفت إلى اعتماد عدد من المصانع التي تصنع مكونات مختلفة بالسيارات، وتساهم في إنتاج نحو 80 ألف عربية يتم تجميعها في مصر سنويًّا وفقًا لتقرير الأميك -مركز معلومات سوق السيارات.

وأوضح أنه اجتمع مع مسؤولي المصانع، لكن الجميع متخوف من ضخ استثمارات ضخمة في سبيل تعاقد معرض للإيقاف بعد فترة لأي سبب، ما دفع للتفكير في تأسيس شركة مشتركة بين الشركات المصنعة تقوم هي بالشراء لصالح تعاقدها مع الشركة الألمانية، لضمان وجود مصلحة مشتركة واهتمام بشراء الإنتاج.

وأوضح أن تواجد مجموعة فولكس فاجم في إفريقيا حاليًا يتركز في 3 أسواق رئيسية بمستويات متفاوتة، حيث تقوم بالتصنيع في دولة جنوب إفريقيا وفقًا لمكونات محلية عالية جدًّا، فيما بدأت تجميع السيارات بالجزائر منذ أقل من عامين، ولا يزال تواجدها في مصر في مراحله الأولية.

اجتماع قريب لوضع خطة العمل لبدء إجراءات اعتمادها من الشركة الأم

وكشف نجار عن اجتماع مرتقب يضم رئيس شركة سوفاك مراد عولمي وتحالف المصنعين المرتقب أن يضم نحو 5 إلى 6 شركات، وذلك لمناقشة التحديات والمخاوف والتطلعات والرؤى، حتى يتم وضع إطار وورقة عمل، على أن يتم إشراك مجموعة فولكس فاجن في الاتفاق، بعد ذلك في المفاوضات وفقًا لطلبها.

وأشار إلى أن طبيعة هذه الاتفاقات تستغرق وقتًا طويلًا ما يجعل من المبكر التكهن بثمار المفاوضات، كما أن حجم استثمارات كل شركة ما زال مرهونًا بحجم الطلب الذي ستطرحه فولكس العالمية، معربًا عن تفاؤله بفتح الملف كبداية للوصول لنتائج إيجابية حتى وإن كان بعد وقت.

وعلى صعيد فرص توسع فولكس فاجن في أسواق إفريقية جديدة، قال نجار إنه عرض عليه وكالة بعض العلامات في أسواق إفريقية أخرى، إلا أن هذا التوجه غير مجدٍ في نظره حاليًا، في ظل عدم بلوغ ليبيا مرحلة الاستقرار باعتبارها السوق الأقرب، كما تعاني أسواق إفريقية أخرى عدم الاستقرار.

وأوضح أن فولكس فاجن العالمية تستهدف التوسع في إفريقيا لتعويض الغياب السابق عن هذه السوق الواسعة، فالتركيز كان ينصب في الأساس على السوق الأوربية ثم السوق الصينية وأمريكا الجنوبية، وتركت في المقابل إفريقيا للعلامات اليابانية وبالأخص تويوتا التي تصل حصتها السوقية إلى 80% أو أكثر.

وأشار نجار إلى أن الأسواق الإفريقية واعدة وبدأت تنمو وتحقق ارتفاعات في الناتج القومي ما حفز المجموعة الألمانية، إلا أن الخطة ما زالت غير واضحة، مشككًا في درجة طموحها في ظل عدم توافر منتجات قادرة على المنافسة بالأسواق الإفريقية.

وأوضح أن الأسواق الإفريقية تتطلب سيارة تتوافر فيها الاحتياجات الأساسية ومنخفضة السعر، كما لا يوجد طلب واضح على الخدمات التكنولوجية التي تتسم بها السيارات الألمانية، لافتًا إلى أن توكيلات مثل سيات وسكودا يعدان الأقرب للمنافسة والانتشار.

وفيما يتعلق بخطط المجموعة الألمانية في مصر، قال نجار إن تقييم فولكس فاجن للسوق المصرية أنها سوق واعدة، ولكنها كانت متخوفة خلال الفترة الأخيرة من فكرة وضع استراتيجية لصناعة السيارات، باعتبارها فكرة لم تطرح من قبل في أي من الدول التي تطورت في مجال صناعة السيارات.

وأضاف أن درجة الاطمئنان ارتفعت بعد إلغاء فكرة الاستراتيجية، وتم مدهم بكافة التقارير، لافتًا إلى انتهائه من مراحل عرض خطة التجميع على سيات وعلى المجموعة الأم، ومن المرتقب اتخاذ خطوات فعلية لبند التجميع بحلول عام 2020 لتغطية الطلب المحلي.

وحول أسباب عدم استفادة المجموعة العالمية من استعداد مصر لتقديم حوافز لتصنيع السيارات وليس فقط التجميع، قال نجار: “أتمنى أن أقنع فولكس فاجن بتصنيع 50 إلى 100 ألف سيارة سنويًّا بالسوق المحلية وفقًا للحد الأدنى الذي تطلبه الحكومة المصرية”.

وفد رفيع المستوى قابل مسؤولين لبحث التصنيع.. وارتفاع حجم الإنتاج المطلوب أدي لتجميد الفكرة

وأوضح أنه بالفعل دعا وفدًا رفيع المستوى من الشركة العالمية، وعقدت اجتماعات مع هيئة الاستثمار واللواء مهاب مميش رئيس المنطقة الاقتصادية لقناه السويس وكذلك رئاسة الجمهورية.

وأضاف أن الشركة الألمانية لديها وجهة نظر هو يخالفها، وهي أن السوق لا تستوعب إنتاج 100 ألف سيارة كبداية، معتبرين هذا الرقم كبيرًا للغاية خاصة في ظل أنها تجربة وليدة للتصنيع المحلي يجب أن تتم بالتدريج.

ويرى نجار أن الرهان والتركيز يجب أن ينصب على تصنيع مكونات السيارات التي تمثل احتياجًا حقيقيًّا للشركات العالمية، كما أنها بداية مؤثرة لاكتساب خبرة في تصنيع السيارات التي تعد في نهاية الأمر مجموعة من المكونات.

الرابط المختصر