باسل الحيني: شركات مصر القابضة للتأمين تبدأ رحلة استكشاف إفريقيا
التوسع سيتم بعد دراسة على مرحلتين وهناك توجيهات واضحة بالتوسع الخارجي والقارة السمراء على رأس الأولويات
فاروق يوسف
مع السماح بدخول رأس المال الخاص لقطاع التأمين في ثمانينات القرن الماضي، بدأت رحلة تراجع الحصص السوقية لشركات القطاع العام. كانت الرحلة تسير بوتيرة بطيئة للغاية لأسباب كثيرة من بينها ضعف المنافسين والتصاق جانب كبير من العملاء بفكرة التعامل مع شركات الدولة.
مع دخول الألفية الجديدة، تسارعت وتيرة تراجع حصص شركات التأمين العامة، بفعل تزايد الإقبال على الاستثمار في سوق التأمين، المعضلة الرئيسية لم تكن في قدرة اللاعبين الجدد على الابتكار والتنويع والعمل بحماس البدايات فقط، جزء من المشكلة -إذا اعتبرناها مشكلة- كان مرتبطًا بأداء القطاع العام نفسه الذي تجاهل إلى حد كبير فعل الزمن.
الحصص السوقية في المطلق لا تعني شيئًا إذا كان التنافس على كعكة صغيرة غير مربحة، فما الذي يفيد إذا كنت أمتلك مائة بالمائة من عمليات مرهقة ومرتفعة المصاريف الإدارية وتقليدية وفي نهاية المطاف خاسرة وتحتاج يومًا بعد يوم إلى دعم مخصصاتها لمواجهة هذه الخسائر؟ بالتأكيد 10% في سوق جيدة ستكون أفضل كثيرًا.
الآن تراجعت الحصص السوقية لشركات التأمين المملوكة للدولة تحت مستوى 50%، والسوق أصبحت أكثر تنافسية، وإذا كان هناك إقبال متنامي عليها من المستثمرين الخارجيين، فما الذي يقف أمام توسع شركات التأمين المملوكة للدولة خارجيًّا بالصورة التي تسمح لها بجني حزمة من المكاسب، الربح، والتطوير، واختبار منافسات من نوع جديد في أسواق أخرى.
ظلت هذه الفكرة محل نقاش واسع خاصة مع تمدد شركات التأمين الكبيرة على المستوى العالمي في الكثير من الدول، ومنها أليانز وأكسا وسوسيتيه جنرال وغيرها.
بمناسبة منتدى إفريقيا 2018، طرحت جريدة حابي -عبر الهاتف- أسئلة سريعة على باسل الحيني رئيس مجلس الإدارة الجديد لشركة مصر القابضة للتأمين حول خطط أذرعها تجاه القارة السمراء، ملخص الإجابات أن مصر القابضة بدأت بالفعل دراسة خطة للتوسع الخارجي وتقييم تواجدها الفعلي في بعض الدول.
بداية، أكد باسل الحيني أن هناك يقينًا بأن شركات مصر القابضة للتأمين لا تنمو بالقدر الكافي محليًّا خاصة مع تزايد عدد الشركات العاملة بالسوق واحتدام المنافسة. وبناء على هذه الرؤية فإن التوسع في الأسواق الخارجية واحد من البدائل الاستراتيجية لتنمية عمليات الشركة.
وأشار الحيني إلى أن بداية التوسع الخارجي هو النظر للأسواق المحيطة ممثلة في الدول العربية وإفريقيا البكر. أضاف: “بالنسبة للدول العربية هناك تواجد فعلي في دبي وقطر والكويت، مكتب دبي يعمل بصورة جيدة للغاية وبالتالي تقرر تحويله إلى فرع، في حين يتم دراسة المكتبين الآخرين لاتخاذ القرار المناسب بشأنهما”.
وأكد الحيني أن توجه الدولة نحو إفريقيا يضع التوسع في القارة السمراء على رأس أولويات انتشار مصر القابضة للتأمين، مشيرًا إلى وجود تعليمات واضحة من وزارة قطاع الأعمال العام لمختلف الشركات القابضة بالتعامل مع إفريقيا بما تمثله من أبعاد استراتيجية بمنتهى الجدية على مستوى تنشيط الأعمال والتعاون واقتناص الفرص.
وأوضح الحيني أن القابضة تدرس التواجد في إفريقيا عبر محورين رئيسيين، الأول من خلال مكاتب تمثيل أو فروع، وذلك بعد دراسة الأسواق ذات الأفضلية لخدمات التأمين. وأوضح أن الدراسة ستتم على مرحلتين، الأولى مبدئية يقوم بها فريق داخلي وذلك لترشيح مجموعة من الأسواق الإفريقية الأكثر جاذبية، والثانية ستكون تفصيلية وسيتم إسنادها إلى بيوت الخبرة المعروفة ويمكن أن نستعين بمعيدي التأمين.
أما المحور الثاني فهو من خلال دعم مختلف الخدمات بين مجتمع الأعمال المصري والإفريقي، سواء على مستوى الصادرات والواردات وخدمات النقل والتمويل وخلافه، فالمجال الخدمي يحمل الكثير من الفرص لنشاط التأمين، ويتميز بتعدد أطرافة سواء مصدرين أو مستثمرين وشركات نقل وشركات دعم وضمان الصادرات والبنوك.
وأكد الحيني أن الدراسات هي التي ستحدد الأسواق التي سيتم البدء بها، ولكن وفقًا لنظرته الأولية، فإن دولة مثل كينيا تعد من أكثر الدول جاذبية للقطاع المالي، كما أن تشاد جاذبة للصادرات والواردات، ولكن في النهاية ستحدد الدراسات نقطة البداية وخطة الانتشار.