طارق فايد: شرق إفريقيا ودول الكوميسا واجهة التوسع

أمنية إبراهيم

تستهدف خطة بنك القاهرة للتوسع والانتشار الخارجي، التوسع في منطقة شرق إفريقيا ودول الكوميسا كواجهة أساسية، لتحقيق أهداف البنك في زيادة حجم أعماله في الخارج، وتعول الخطة على بنك القاهرة – كامبالا في أوغندا للعب دور محوري في تحقيق هذا الانتشار.

وأكد طارق فايد، رئيس مجلس إدارة بنك القاهرة، في تصريحات خاصة لجريدة «حابي» أن بنك القاهرة – كامبالا الجاري إعادة هيكلته في الوقت الحالي للعب دور أكبر في دعم وتنفيذ خطة مصرفه في الانتشار والتوسع في الأسواق الإفريقية، وليكون منصة ونقطة انطلاقة في توسيع حجم أعمال البنك الخارجية والاستفادة من قدرة البنك على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع البلدان الإفريقية.

وقال فايد إن خلق فرص لزيادة حجم التجارة البينية هدف أساسي للمرحلة الحالية، ويركز البنك بصورة أكبر على دعم ونمو حجم الصادرات المصرية للأسواق الإفريقية، وذلك من خلال الدخول في استثمارات بإفريقيا بالشراكة مع شركات متواجدة وعاملة بالأسواق الإفريقية بحيث يمكن خلق فرص لتصدير المنتجات المصرية والمواد الخام.

مناقشات مع شركات كبرى بالقطاعين العام والخاص لبحث وترشيح فرص تصديرية وفتح أسواق جديدة

وأضاف فايد أن الدخول في شراكة مع الشركاء الأفارقة ضرورة إعمالًا لمبدأ Win – Win حيث تحرص البلدان الإفريقية على تحقيق قيمة مضافة حقيقية وفائدة اقتصادية تعود على بلادها بالنفع من العلاقات المشتركة مع دول القارة.

وأكد فايد أن البنك يرى فرصًا كبيرة للصادرات المصرية في الأسواق الإفريقية ولذا فإن إعادة هيكلة بنك القاهرة – كامبالا وتقوية وتدعيم البنك بكوادر مصرفية متميزة هي البداية وهدف أساسي لزيادة فرص وحجم أعمال البنك بإفريقيا، كما أن مصرفه يخطط مع تطور حجم الأعمال خلال الفترة المقبلة لتوسيع نطاق التواجد بالقارة السمراء عبر افتتاح مكاتب تمثيل جديدة لزيادة الانتشار وتعزيز فرص اقتناص حصة سوقية أكبر من البادل التجاري والاستثمار البيني بين مصر ودول إفريقيا.

وأشار إلى أن منطقة شرق إفريقيا هدف أساسي للتوسع في المرحلة اللاحقة، إذ ينوي البنك افتتاح مكتبي تمثيل بكل من تنزانيا وكينيا لتسهيل وصول بنك القاهرة لعدد أوسع من الأسواق الإفريقية.

في سياق متصل لفت فايد إلى امتلاك بنك القاهرة مساهمة مع بنكي الأهلى ومصر شركة للاستثمار المباشر بدول إفريقيا Private Equity من المخطط أن تلعب دورًا تكامليًّا بشكل أكبر في خطة توسع البنك خارجيًّا، لزيادة القدرة على توليد وخلق واقتناص الفرص على صعيدي التجارة البينية والاستثمار.

وأضاف أن البنوك الثلاثة المالكة للشركة تخطط لتطويرها بغرض زيادة حجم الأعمال، مشيرًا إلى أن الشركة لديها مساهمات في عدد من المشروعات وحجم أعمال جيد إلا أنه أقل من طموحات المساهمين تجاه إفريقيا، ولذا فإن الفترة المقبلة ستشهد تركيزًا أكبر على زيادة حجم أعمال ومشروعات ومساهمات الشركة.

وبسؤاله عن إمكانية إجراء عملية لإعادة هيكلة الشركة رد فايد قائلًا: «ليس في الوقت الراهن، ولكن يمكن النظر في ذلك خلال العام المقبل، وأن الهدف في الوقت الحالي هو زيادة حجم الأعمال، خاصةً أن الفرص متاحة وبكثرة بالأسواق الإفريقية ولديها مستقبل واعد والفكرة في كيفية الوصول للفرص والأسواق وانتقائها واقتناصها».

وقال فايد إن بنك القاهرة يناقش مع عدد من الشركات الكبرى العاملة بالقطاعين العام والخاص لبحث كيفية تقديم المساعدة والدعم وتوفير وخلق فرص وأسواق للتصدير، مؤكدًا أن فرص تصدير المنتج المصري في الأسواق الإفريقية ضخمة وموجودة بالفعل، وأن الأمر يتطلب تركيزًا أكبر لاستغلالها وتحقيق قيمة مضافة منها، مشيرًا إلى أن هناك حالة تفاؤل بشأن لعب مصر دورًا أكبر في التجارة مع القارة الإفريقية والوصول لأسواق أكثر خلال الفترة المقبلة.

وأشار رئيس بنك القاهرة إلى اهتمام الدولة والقيادة السياسية والحكومة بشكل عام بتعزيز وتوطيد العلاقات الاقصادية مع القارة الإفريقية، قائلًا إن هذا واضح بشدة إذ تستضيف مصر في غضون 10 أيام تقريبًا حدثين هامين الأول: منتدى الاستثمار بإفريقيا – إفريقيا 2018 المنعقد بمدينة شرم الشيخ، والثاني معرض التجارة الإفريقية IATF، في إطار حرص الحكومة على تعزيز علاقاتها مع كافة الدول الإفريقية.

وأوضح فايد أن ذلك يعد انعاكسًا لاهتمام الدولة بضرورة خلق فرص للاستثمار والتجارة مع هذه الدول، وأن تواجد البنوك المصرية والشركات بهذه الأسواق يساعد على لعب دور قوي في تعزيز وتوطيد العلاقات وتحقيق قيمة مضافة، حيث يلعب دورًا تكامليًّا يدعم خطط وجهود الدولة والحكومة.

إدارة المؤسسات المالية نظمت بعثة إلى تنزانيا مؤخرًا لبحث أوجه التعاون وتعزيز العلاقات

وكشف فايد عن تنظيم مصرفه بعثة خارجية إلى دولة تنزانيا قبل فترة بقيادة إدارة المؤسسات المالية بالبنك، لبحث تعزيز أوجه التعاون بين البنك والمؤسسات الرائدة هناك لزيادة فرص وصول الصادرات المصرية للبلاد وزيادة التبادل التجاري.

وقال إن هناك مفاوضات ومباحثات أولية بشأن توقيع اتفاقيات وبروتوكولات تعاون بما يدعم تحقيق أهداف مصرفه في زيادة الدعم للشركات المصرية التي لديها فرص تصديرية هناك، وأكد فايد أن البنوك المصرية بشكل عام تقوم بأداء جيد ومميز في الآونة الأخيرة في زيادة وتعميق العلاقات الاقتصادية مع المؤسسات المالية الإفريقية بما يدعم الخطط والأهداف العامة للدولة.

فيما أكد فايد أن توقيع الاتفاقيات والبروتوكولات مع الجهات الخارجية ليس هو الهدف في حد ذاته، وأن الأهم من ذلك هو التنفيذ على أرض الواقع بما ينعكس على حجم الأعمال والتبادل التجاري.

الدخول في شراكات مع مستثمرين أفارقة لخلق فرص لزيادة الصادرات المصرية

كما أكد أن تعزيز تواجد البنوك المصرية في الأسواق الإفريقية يرسخ ويعزز من فرص الشركات المصرية في اقتناص حصة من الفرص الواعدة بإفريقيا، ويفتح مجالات عديدة مع المستثمرين الأفارقة لزيادة حجم الاستثمار البيني بين دول القارة وتسهيل عمليات تعزيز وتمويل التجارة الخارجية، وهو ما يقوم به مصرفه من خلال تواجده في أوغندا.

وتركز استراتيجية عمل بنك «القاهرة» على تحقيق انتشار خارجي واسع خلال الفترة المقبلة، لتعزيز دوره الإقليمي في دعم قطاع الصادرات وخروج الشركات المصرية للأسواق العالمية، يستهدف من خلالها البنك الحكومي زيادة تواجده بعدد من الأسواق أهمها إفريقيا، وشرق وجنوب آسيا، إضافة إلى منطقة الخليج وفق ما أكده طارق فايد رئيس البنك في حوار سابق مع جريدة حابي.

وتهتم استراتيجية بنك القاهرة بتشيجع الشركات المصرية العاملة بالتصدير على زيادة حجم صادراتها ووصول منتجاتها لأسواق جديدة، بما يعزز تحسين مورد هام من موارد النقد الأجنبي للبلاد، كما تعمل الخطة على مساعدة الشركات المحلية لاقتناص الفرص الاستثمارية الواعدة بإفريقيا.