سامح سعد رئيس مجلس إدارة شركة مصر للصوت والضوء: مفاوضات تصالح مع أوراسكوم بريزم

خطة طموحة لاستقطاب أكبر شريحة من السائحين

aiBANK

فاروق يوسف

استطاعت شركة “مصر الصوت والضوء” إحدى الشركات التابعة للقابضة للسياحة والفنادق، كبح نزيف خسائر وصل إلى 11 مليون جنيه، ناتجة عن تراكمات عدة أصابت القطاع السياحي ككل خلال السنوات الأخيرة، وتستهدف الشركة تحقيق 4 ملايين جنيه أرباح العام المالي الجاري.

E-Bank

وفي حوار موسع التقت “حابي” مع سامح سعد، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للصوت والضوء، كشف خلاله المزيد عن خطة تطوير الشركة ورحلتها الاستثمارية التي بدأت في عام 2015 والتي تتضمن تطوير وتحديث منطقة الهرم باستثمارات لن تقل عن 15 مليون دولار.

شهد الحوار الكشف عن تفاصيل جديدة فى ملف اسناد تطوير منطقة الأهرامات إلي تحالف استثماري، سواء فيما يتعلق بفسخ التعاقد مع تحالف أوراسكوم بريزم أو بتفاصيل كراسة الشروط الجديدة.

كما تطرق سعد إلى استراتيجية الشركة خلال العام الجاري، مع رصد أهم المعوقات بالشركة سواء ما يخص العمالة أو الديون المتراكمة منذ سنوات، ومحاولات الخروج من تلك الأزمات بسبل تعاون جديدة مع قطاعات سياحية وبعض المبادرات مع دول أجنبية وإفريقية في محاولة لتسليط الضوء على الشركة والعمل على تشجيع السياحة الداخلية والخارجية.

سامح سعد رئيس مجلس إدارة شركة مصر للصوت والضوء

حابي: في البداية.. نرى أنه من المهم تقديم صورة توضيحية لشركة الصوت والضوء وأنشطتها وأهدافها فى الفترة المقبلة.
سعد: شركة مصر للصوت والضوء هي إحدى شركات قطاع الأعمال العام، تتبع الشركة القابضة للسياحة والفنادق والتي تمتلك العديد من الشركات منها: شركة إيجوث ومصر للسياحة ومصر للفنادق والمعمورة للتعمير والتنمية السياحية وصيدناوي وبيع المصنوعات وبيوت الأزياء الراقية، ويرأس الشركة القابضة الأستاذة ميرفت حطبة.

الصوت والضوء أيضًا موجودة في خمسة أماكن أثرية هي: الهرم وتحديدًا في منطقة أبو الهول، والأقصر في معبد الكرنك، وإدفو في معبد حورس، وأسوان في جزيرة فيلة، وأخيرًا أبو سمبل.

الصوت والضوء في مجملها تقوم على حكي ما حدث في هذه الأماكن على مدى التاريخ وعرضها في صورة مسلسل إذاعي حي بأصوات أشهر ممثلي الإذاعة، وهناك مناطق بها 8 لغات وأخرى 10 لغات.

حابي: كيف بدأت فكرة ومراحل تأسيس الشركة؟
سعد: تأسست شركة مصر الصوت والضوء في عام 1960 بأمر من الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة حينها، وتعود حكاية نشأتها عندما كان عكاشة في زيارة للأهرامات وطلب من أحد المترجمين سرد قصة بناء الأهرام، وسمع قصة غير حقيقية، وعاود زيارة الأهرامات مرة أخرى بعد مدة وجيزة، وطلب من أحد المترجمين نفس الطلب وسمع قصة وهمية مختلفة عن الأولى، وهنا أصر على ضرورة وجود عرض موثق تاريخي بمعلومات صحيحة تُعرض على السائحين.

بالتزامن مع ذلك، تمت دعوة عكاشة إلى قصر فرساي بباريس لحضور عرض الصوت والضوء السنوي لسرد قصة القصر، الأمر الذي جعل الوزير يفكر في ضرورة بناء شركة مصر الصوت والضوء، ليكون الهدف منها هو عرض تاريخ مصر بصورة موثقة وبمعلومات دقيقة وصحيحة، وتم افتتاح أول عرض في الهرم عام 1961 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، تم تسجيل الصوت بأشهر أصوات الإذاعة حينها، وبحضور لفيف من قيادات الدولة والدول المجاورة، وصدرت طوابع بريد باسم الصوت والضوء وكذلك تم إصدار عملة تذكارية خاصة بها وأغنية للمشروع الذي كان بمثابة مشروع قومي لمصر.

وفي عام 1980 تم تأسيس الصوت والضوء بمدينة الأقصر وتحديدًا في معبد إدفو، وفي التسعينات تم افتتاحها في معبد فيلة، وعام 2000 أبو سمبل، وأخيرًا معبد إدفو وهو الفرع الخامس للشركة أو بمعنى آخر منطقة العرض الخامسة للشركة والتي تأسست في عام 2010.

التكلفة حينها كانت منخفضة أما اليوم أصبحت تكاليف المعدات وأجهزة العرض بأبعاد الـ4D و الرسوم ANIMATION مرتفعة جدًّا.

كانت اللغة العربية مسجلة بأشهر الأصوات العربية منها زكي طليمات وسميحة أيوب، ومختلف الأسماء الكبرى في الإذاعة شاركت في تسجيل عروض الصوت والضوء.

حابي: متي سيتم بدء اطلاق العروض باللغة الصينية؟
سعد: استطاعت الصوت والضوء مؤخرًا إدخال اللغة الصينية إلي لغات العروض، وذلك لزيادة أعداد السياح الصينيين في ظل التعاون المشترك بين البلدين وتوجهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتوطيد العلاقات المصرية الصينية، كما أنها اللغة العالمية الوحيدة التي كانت تفتقدها شركة الصوت والضوء.

3 فبراير احتفالية إطلاق اللغة الصينية بمنطقة الهرم

وتم البث التجريبي للغة خلال اليومين الماضيين وحازت على إعجاب الملحق الثقافي الصيني، وسيتم إطلاق احتفالية ضخمة في الثالث من فبراير المقبل لتدشين اللغة الصينية بمنطقة الهرم، سندعو فيها كبار المسؤولين من البلدين وممثلين عن التلفزيون الصيني ومن السياحة والآثار، وتم إدخال اللغة بالتعاون مع المركز الثقافي الصيني، وبإشراف من وزارة الثقافة الصينية والتي قامت بدعم هذا المشروع بجزء من التكاليف بالإضافة للدعم العلمي والعملي، ومن المقرر إدخال اللغة بعد ذلك في معبد الكرنك بالأقصر، وبالفعل هناك خبير تقني هولندي يقوم بتنسيق اللغة في نظام البث في معبد الكرنك في الفترة الراهنة.

تمت عملية الترجمة بصورة حِرفية مدققة، وفقًا للنص الرئيسي المعتمد من وزارة الآثار، جاء التسجيل بالتعاون مع أبرز ممثلي الإذاعة الصينية في بكين، وأشرف على التدقيق المجلس الثقافي المصري في بكين برئاسة الدكتور حسين إبراهيم، فعند رصد تاريخ مصر لا بدَّ أن يسير كل شيء بانضباط.
بعد الانتهاء من إدخالها في منطقتي الهرم والكرنك سيتم إدخالها تلقائيًّا في باقي المناطق الأخرى، وبالتعاون مع كل محافظة سيتم إطلاق حفل تدشين اللغة بحضور كبار الموظفين والمسؤولين.

وهناك أعداد جيدة جدًّا من السياحة الصينية رغم أن العروض تتم باللغة الإنجليزية، ومع إدخال اللغة الصينية سيكون الوضع مختلفًا تمامًا، ونتوقع زيادة أكبر في الوفود الصينية، خاصة مع دعم بقية المناطق باللغة الصينية.

حابي: هل تنوي الشركة إدخال أي لغة أخرى بعد إتمام عملية إدراج الصينية إلى قائمة لغات عروض الصوت والضوء؟
سعد: حاليًا لا؛ لأننا نقوم بتغطية كل لغات السياحة الوافدة إلى مصر، على سبيل المثال هناك اللغة الروسية ، والسياحة الروسية الثقافية ضئيلة جدًّا، لكنها موجودة.

إذا ما جاء عرض خاص باللغة الروسية سنقوم بتقديمه، واللغة العالمية الوحيدة التي كانت تنقصنا هي الصينية، والهرم كانت به ترجمة فورية وليس تمثيلًا حيًّا.

حابي: كيف يمكن الاستفادة من عروض الصوت والضوء فى تنشيط الحركة السياحية، وأيضا ما هو نصيبها من السائحين؟
سعد: هناك عوامل كثيرة تتدخل في المناخ السياحي، ولكن حاليًا تتعاون الشركة مع شركات السياحة، ويتم تقديم عروض ترويجية لبرامج الصوت والضوء وعمل خصومات على كميات التذاكر المباعة، هذه عوامل تساعد على زيادة نصيب الصوت والضوء من السوق، فبالتالي صعب تحديد الأعداد المستهدفة لعدم القدرة على التحكم في العوامل المؤثرة بالحركة السياحية.

وقامت الشركة مؤخرًا بتطوير الموقع الإلكتروني الخاص بها خلال الأسبوع الماضي مع تحديث منظومة البيع أون لاين، والبث التجريبي موجود في القاهرة ثم بعد ذلك في الأقصر، وتم تدريب العاملين على تلك الأنظمة التكنولوجية الحديثة.

عملية الحجز الإلكتروني بالفعل موجودة لكافة المناطق ولكنها حاليًا موجودة في الهرم والكرنك فقط.

وتم تحديث الموقع بالتعاون مع شركة مقرها في دبي وأخرى بريطانية تعملان في مجال التسويق الإلكتروني، كما تمت صناعة أفلام ترويجية لبرامج الصوت والضوء.

والهدف من هذه التجربة هو سرد تاريخ مصر وتقديمه للسياح، وجذب أكبر شريحة ممكنة منهم.

بروتوكولات تعاون مع شركات السياحة والفنادق لتوسيع قاعدة العملاء

من ناحية أخرى من المقرر خلال الفترة المقبلة التعاقد مع مجموعة من الفنادق والأولوية للفنادق التابعة للشركة القابضة، على ضم شريحة معينة من النزلاء غير الوافدين عبر شركات السياحة، وأعني هنا النزلاء الوافدين إلى مصر لغرض العمل أو لأغراض شبيهة، والهدف الرئيسي هو توسيع قاعدة البيع.

وبالفعل تم التواصل مع رؤساء مجالس الإدارات وحصلنا على موافقة لتوسيع قاعدة البيع، وإعطاء فرصة للأجانب في مصر لمشاهدة برامج الصوت والضوء وما تحتويه من رسالة حضارية وثقافية هامة.

تنتهج الشركة خطة طموحة تستهدف استقطاب أكبر شريحة ممكنة من السياح الوافدين إلى مصر، لعرض تاريخ مصر بصورة تفصيلية وجذابة ولاستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح بما يسهم في زيادة قاعدة العملاء.

حابي: ما هي أهم مؤشرات أداء الشركة فى العام السابق؟ وما هو المستهدف خلال العام المالي الجاري؟
سعد: توليت مجلس إدارة الشركة في نوفمبر 2017، وخلال العام المالي 2017/2018 استطاعت الشركة تقليل الخسائر بحوالي 10 ملايين جنيه، علمًا بأن الخسائر في العام المالي السابق عليه كانت تقترب من 11.5 مليون جنيه. وخلال العام المالي الحالي نستهدف صافي ربح يتراوح ما بين 4 إلى 6 ملايين جنيه.

والصوت والضوء تستطيع تحقيق نتائج أعمال أعلى بكثير، ولكن المصروفات مرتفعة جدًّا، فخلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين تم دفع حوالي 4.3 مليون جنيه لمصلحة الضرائب عن سنوات فحص 2003، 2004، فهناك ديون سابقة.

في شهر نوفمبر تسلمت خطابًا من مصلحة الضرائب بسداد 3.25 مليون، وبعدها بأيام وصل خطاب آخر بسداد مليون و100 ألف عن سنوات تالية.

54 مليون جنيه مديونيات الشركة

هذا إلى جانب ديون متراكمة علي الشركة تصل إلى 54 مليون جنيه، مع العلم بأن الشركة كان لديها ودائع في البنوك خلال أواخر عام 2010 أو أوائل 2011، تبلغ حوالي 150 مليون جنيه، ثم تراكمت الديون من 2010 إلى الآن بعد أحداث يناير؛ لاعتماد الشركة بالأساس على السياحة.

الإيرادات في قطاع الأعمال قد تبدو مبهرة، ولكن على أي حال أداء قطاع الأعمال يختلف كثيرًا عن القطاع الخاص، فهناك عمالة ملتزمون بالحفاظ عليها إلى جانب العلاوة الخاصة، كما أن قطاع الأعمال يلتزم بالقانون التزامًا صارمًا ففي يونيو الماضي قررت الدولة منح الموظفين علاوة غلاء قدرها 400 جنيه، وهو ما يعد زيادة في التكاليف، والصوت والضوء تضم حوالي 451 موظفًا، في حين أن المنظومة تحتاج إلى ثلث هذا العدد فقط، لوجود مناطق لا تتطلب أكثر من ثلاثة أيام عمل فقط في الأسبوع منها إدفو على سبيل المثال؛ لأنها تعتمد على السياحة النيلية، أضف إلى ذلك الموظفين المغتربين حيث تتحمل الشركة مصاريف الإقامة والإعاشة.

أجور الموظفين تمثل حوالي 90% من المصروفات والباقي تشغيل وإنتاج

وأجور الموظفين لدينا تمثل حوالي 90% من المصروفات والباقي مصاريف تشغيل وإنتاج، لذا يجب ضبط منظومة العمل في قطاع الأعمال لتحقيق أرباح فعلية وحقيقية.

حابي: ما هي أهم التحديات التي تواجه الشركة؟ وكيف يتم التعامل معها؟
سعد: تقوم مصر للصوت والضوء بمتابعة تعليقات العملاء أولًا بأول، ووجدت أن حوالي 95% منها تصب في اتجاه الإعجاب بالمكان وبالمحتوى التاريخي، ولكن تُنتقد طرق العرض، على خلفية وجود طرق أحدث وأكثر تطورًا من ذلك.

ومن هنا وجد أن الصوت والضوء تحتاج إلى إعادة هيكلة وتحديدًا في منظومة العروض والأجهزة حيث تحتاج إلى عمليات تحديث وتطوير بالكامل.

ومن هذا المنطلق اتجهت الشركة للبحث عن مستثمر ذي ملاءة قوية ولديه القدرة على التحرك بشكل سريع على وضع رؤية تتناسب والطرق المبتكرة في هذا الشأن، وبالفعل طرحت القابضة في 2015 كراسات شروط مشروع التطوير على مجموعة من المستثمرين في مناقصة عالمية خاصة بمنطقة الهرم تحديدًا، ولسوء الحظ لم يكتمل تنفيذ المشروع.

حابي: ما هي التفاصيل الكاملة لعملية الطرح، وما هي الأسباب الكامنة وراء عدم اكتمال المشروع؟
سعد: في عام 2015 تم طرح المناقصة العالمية لتحديث عروض الصوت والضوء بمنطقة الهرم، فازت بها شركة فرنسية مقرها دولة الإمارات، وكانت مستوفية للشروط الفنية والمالية عندما تم اختيارها، وتم توقيع العقد معها ومع شركة مصرية وهي شركة سيتي ستارز، أيضًا وبدأوا التحرك بالفعل واستلموا الموقع في يناير 2015، ولعدة أسباب تأخروا ولم ينفذوا أي شيء.

العقد كان ينص على حق امتياز للمستثمر مدته عشرين عامًا، على أن يتم تطوير العروض ومنطقة الخدمات، وإقامة مطاعم وسوق تجارية وأنشطة متنوعة تضمن زيادة الإيرادات والموارد، وتعطي نقلة نوعية لمصر بصفة عامة، وسيكون العاملون على هذا المشروع من شركة الصوت والضوء.

ونص العقد أيضًا على أن تتقاسم الأرباح، مع وجود حد أدنى مضمون سنوي في حالة عدم تحقيق الأرباح المتفق عليها، مع العلم بأن هذه الأرباح تُقسم بين وزارة الآثار باعتبارها صاحبة الولاية وشركة الصوت والضوء.

حابي: ماذا حدث بعد فسخ التعاقد بين بريزم وسيتي ستارز؟
سعد: في أغسطس 2017، اتفق كل من شركة بريزم ومستثمر مصري جديد وهي شركة أوراسكوم على عمل شراكة لتطوير المنطقة الخاصة بالهرم، ووقعت شركة بريزم عقد شراكة جديد مع شركة أوراسكوم، وتم تكوين تحالف قوي بينهما يحمل اسم “أوراسكوم- بريزم” إنترناشيونال.

تم تقديم تفاصيل هذه الشراكة بشكل رسمي للشركة في سبتمبر عام 2017، وبعدها تم الحصول على موافقة اللجنة الهندسية العليا في وزارة الآثار على فكرة المشروع في 20 ديسمبر 2017.

وتم عقد اجتماعات عديدة لوضع بنود تنسيقية بصورة أكثر تفصيلية، وتم عمل محاضر اجتماعات عديدة وصلت في النهاية إلى عمل ملحق للعقد يضم ملخص كافة المحاضر.

وكان من ضمن بنود المحلق تسليم الموقع جاهزًا للعمل في خلال 12 شهرًا من تاريخ موافقة اللجنة العليا الهندسية للآثار، تنتهي في 20 ديسمبر 2018.

وكانت شركة الصوت والضوء ستقدم الدعم الفني والمعنوي واللوجيستي؛ لأننا كشركة نرحب بهذا العقد الذي يعد فرصة لتطوير المنطقة بإمكانيات ضخمة بتكاليف استثمارية تتراوح ما بين 25 إلى 30 مليون دولار، وبالطبع نحن لا نمتلك هذا المبلغ الضخم.

نتعامل مع كيان يحمل إسم “أوراسكوم ـ بريزم” وطرفي التحالف لديهما فرصة للمنافسة مرة أخري بكيان جديد

تم الحصول على موافقة المجلس الأعلى للآثار على نص العرض الجديد في مايو 2018، مع العلم بأن الأحاديث والمراسلات كانت تتم باسم كيان “أوراسكوم-بريزم”.

بعد الانتهاء من الحصول على كافة الموافقات، كان هناك أوراق ومستندات أخرى مطلوبة من التحالف، ونحن كقطاع الأعمال نحتاج إلى هذه الأوراق التي تتضمن رسومات هندسية ومستندات وموافقات أخرى وعديدة، وكانت هذه الأوراق جزءًا لا يتجزأ من العقد والملحق.

لم يتم استكمال هذه المستندات من جانبهم لأسباب لا أعلمها، وتم إرسال العديد من الخطابات بخصوص هذا الشأن، وبعد انتهاء المهلة المحددة في 20 ديسمبر 2018، ومع عدم وجود أي تطورات أو تنفيذ أية أعمال، بدأنا في اتخاذ الإجرءات القانونية لفسخ التعاقد بعد انتهاء المهلة، وفي الوقت نفسه هناك باب مفتوح للتصالح بحيث يتم تعويض الشركة عما فاتها من مكسب خلال هذه السنة، وهناك تفاهم في هذا الجانب.

ما زلنا نبحث على مطور، وتم إعداد كرسة شروط جديدة بالتنسيق مع وزير قطاع الأعمال العام، وتمت مراجعة هذه الشروط تفصيليًّا بحيث تصب في صالح الشركة وصالح المستثمر.

حابي: ما هي أهم تفاصيل كراسة الشروط الجديدة؟
سعد: الكراسة الجديدة نصت على أن فترة الامتياز 15 عامًا فقط بدلًا من 20 التي كان منصوصًا عليها في الكراسة القديمة، وتم أيضًا مراعاة الحد الأدنى المضمون بالدولار، على عكس الحد الأدنى في الكراسة القديمة وكانت قيمته 10 ملايين جنيه، كما تشترط الحفاظ علي العمالة الفنية من الشركة كجزء من إدارة المشروع وعمل شراكة بخصوص هذه العمالة لضمان حقوقهم بحيث تتولى الشركة كافة العمليات المادية الخاصة بهم بدءًا من صرف المرتبات والعلاوات وصولًا للترقيات، لا بدَّ من أن يكون المتقدم لديه ملاءة مالية قوية ويقدم ما يفيد من البنوك بأنه قادر على تمويل هذا المشروع، كما يجب أن يملك الخبرة اللازمة لتنفيذ هذا المشروع لتفادي تكرار حدوث أي مشكلة أخرى.

الحد الأدنى المضمون بالدولار و15 سنة مدة التعاقد مع المستثمر الجديد

كما تم تحديد المدد التنفيذية لكل مرحلة، مع العلم بأن المشروع يتطلب عدة مراحل، ولكن تم تحديد مدة حوالي 18 شهرًا أو أقل.

بالإضافة إلى وضع خطابات ضمان لكل مرحلة من مراحل تنفيذ المشروع، بحيث إنه في حال عدم تنفيذ مرحلة ما يتم دفع تعويض قيمة عدم التنفيذ.

والكراسة في مجملها لا تتضمن أي شروط تعجيزية وتصب في صالح الطرفين، وهدفها ضمان الجدية.

والحد الأدنى في الكراسة الحالية مقوم بالدولار لأن 93% من العمليات البيعية للشركة بالدولار، فسعر التذكرة يتراوح ما بين 13و 14 دولارًا لذا من الطبيعي أن يكون الحد الأدنى المضمون بالدولار.

ومن المقرر عرض كراسة الشروط على وزارة الآثار لإبداء أي تعديلات أو ملاحظات، وكذلك وزير قطاع الأعمال وهو الذي يتولى تفاصيل هذه الكراسة.

الكراسة الآن يتم ترجمتها في أحد مراكز الترجمة المتخصصة والمعتمدة، حيث سيتم طرحها في مناقصة عالمية، وهناك تواصل مع السفارة الفرنسية والهندية والصينية، وبالفعل حازت الفرصة الاستثمارية الخاصة بتطوير منطقة الهرم على إعجاب شديد من بعض الشركات العالمية منها شركة فرنسية عن طريق وكالات التنمية الفرنسية وهي شركة صاحبة ملاءة مالية قوية وأيضًا هناك شركة أخرى صينية.

وسيتم طرح الكراسة الجديدة بعد الانتهاء من ترجمتها وعرضها على وزارة الآثار ومراجعتها من وزير قطاع الأعمال على أن يتم ذلك خلال أسبوعين ومن المقرر طرحها خلال شهر فبراير.

حابي: إلى أي مدى وصلت مفاوضات التصالح بين الشركة و”أوراسكوم-بريزم”؟
سعد: هناك مفاوضات سارية وإنذارات قضائية مرفوعة على كيان تحالف “أوراسكوم-بريزم” لطلب تعويض مادي قدره 100 مليون جنيه، وهناك قضية مرفوعة أيضًا على الطرف الثاني في التعاقد الأول وهو شركة بريزم.

في مجمل الأمر كلها إجراءات قانونية أطالب فيها بالتعويض عما فاتني من ربح، في حالة التصالح سيتم إلغاء كافة الإجراءات القانونية.

حابي: هل من الممكن أن تتقدم شركة أوراسكوم مرة أخرى لعملية التطوير؟
سعد: هناك مشكلة مع كيان موجود هو “أوراسكوم-بريزم”، في حالة الوصول لحل معين سواء بالقضايا أو بالتصالح، من حق أحد الأطراف التقدم لعملية الطرح الجديدة.

ووفقًا للقانون فإنه من الممكن لأوراسكوم التقدم بكيان جديد ومنفصل وكذلك بريزم ولكن في حال الوصول لحل في هذه القضية.

وفي حالة عدم التصالح، لا يمكن دخول أي منهما في عملية الطرح الجديد، نظرًا لوجود خلاف قائم.

وهذه التفاصيل ينظرها القانونيون ونحن لا نتحرك إلا وفقًا لما ينص عليه القانون. وبوجه عام فإنه لن يتم طرح الكراسة الجديدة إلا بعد الوصول لحل جذري مع كيان تحالف “أوراسكوم-بريزم”.

حابي: ما هي تفاصيل عملية التطوير؟
سعد: تطوير عملية العرض على أحدث الأجهزة التكنولوجية مع الاحتفاظ بالنص التاريخي، وأن تكون مدعومة بأحدث أجهزة العرض العالمية، وكذلك تطوير أنظمة الصوت، وتحديث المدرجات، هذا إلى جانب تطوير منطقة الخدمات ومنطقة الحديقة وأن تضم أسواقًا وبازارات ومطاعم وكافيهات بما يتوافق والنظم المعمارية الحديثة، على أن تكون تكلفة المشروع كحد أدنى حوالي 15 مليون دولار.

حابي: هل يوجد للشركة أي أصول غير مستغلة؟ وكيف يتم التعامل معها؟
سعد: تمتلك الشركة قطعة أرض في الغردقة بالتخصيص مع المحافظة على مساحة 45 ألف متر مربع، كان من المفترض إقامة مشروع صوت وضوء عليها خلال عام 2011، ولكن توقف المشروع نتيجة لأحداث ثورة يناير، وجارٍ تطوير فكرة المشروع بما يتناسب وطبيعة المنطقة، وذلك بهدف اجتذاب شريحة كبيرة من السياح الوافدين من منطقة الخليج.

وحاليًا نبحث عن مستثمر لإعادة إحياء هذا المشروع مرة أخرى، وجارٍ دراسة عمل كراسة شروط خاصة بهذا المشروع، وسيتم طرح الفكرة على المستثمرين.

حابي: ما هو تقييمك للقطاع السياحي بشكل عام؟
سعد: كل مرحلة لها مرحلة، فأنا عملت مستشار وزير السياحة للتسويق الدولي والعلاقات الخارجية، والبلد تمر بمرحلة معينة.

مع تحسن علاقات مصر بالدول الأوربية وظهور المشاريع الاستثمارية بدأت العديد من الدول تتجه إلى مصر مثل الصين وفرنسا وإيطاليا.

والمرحلة الحالية تتطلب تجهيز البنية التحتية والأساسية لقطاع السياحة، وحل مشاكل القطاع السياحي، ففي خلال السنوات الماضية لم تحدث مشكلة أمنية مع أي سائح، قد يكون هناك حادث أو اثنان وهي حوادث فردية، ولكن العالم يتفهم ذلك.

الوضع مختلف عن عشر سنوات ماضية، بمعنى أن السائح إذا تعرض لأي مشكلة سيقوم ببثها وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي.

نحن بحاجة إلى حملة قومية وتوعية في المدارس والجامعات بأهمية السياحة، مع تغليظ العقوبات ضد المعتدين على السياحة، هذا إلى جانب توحيد جهات الولاية المراقبة للفنادق العائمة، ووضع آليات وقوانين لمنع حرق الأسعار واقتصار العاملين بمن هم على دراية وخبرة بالقطاع، بالإضافة إلى إلزام الفنادق على التعامل مع الشركات السياحية المرخص لها فقط، وأيضًا إبراز الاكتشافات الأثرية أولًا بأول سواء في المناطق الجديدة مثل العاصمة الإدارية أو في الطرق، والتعامل باستراتيجية تهدف إلى إيضاح الاستقرار والاكتشافات الجديدة.

نحتاج أيضًا إلى تعزيز عمليات التدريب، فمعظم العاملين بالفنادق في دبي وجورجيا عمالة مصرية لديهم قدر من الخبرة والكفاءة في هذا الشأن.

السلعة التي تقدمها السياحة هي الخدمة، تبيع تجربة طيبة وسعيدة وإيجابية، وأيضًا ضرورة تعزيز الخدمات اليدوية المقدمة إلى السياح بما يتوافق مع التطورات الحالية، حتى لو كان بالتعاون مع منظمات أهلية دولية للعمل على تحسين هذا الشأن.

مصر لديها بنية تحتية تحتمل الوصول إلى 20 مليون سائح، ولكننا بحاجة فقط إلى إعادة التأهيل للتعامل مع هذا العدد.

حابي: ما هو دور الشركة في تنشيط السياحة على الصعيد الداخلي والخارجي ؟
سعد: تسعى الصوت والضوء لتعزيز السياحة الداخلية من خلال عمل لقاءات وبروتوكولات تعاون مع وزارة الشباب والرياضة، لحث الشباب على زيارة مناطق الصوت والضوء ومعرفة المحتوى التاريخي والمكون الثقافي والعلمي الذي تقدمه الشركة، كما تقدم خصومات وعروضًا خاصة بالعائلات لجذب أكبر قدر ممكن من شريحة المجتمع المصري للتعرف على ثقافة وحضارة بلدهم.

مبادرات مع وزارة الشباب والرياضة ومنظمات إفريقية لتنشيط السياحة داخليًّا وخارجيًّا

من ناحية أخرى تقوم الشركة بعمل مبادرات مع منظمات إفريقية لزيارة مصر ومشاهدة برامج الصوت والضوء، ويأتي هذا في إطار دور الشركة على تعزيز السياحة الإفريقية.

كما تنظم الشركة احتفالات خاصة بالأيام الوطنية لبعض الدول وتقدم عروضًا وبرامج مجانية احتفالًا بهذا اليوم وذلك لأصحاب جنسية البلد نفسها، ففي يوم 26 الماضي كان هناك حفل مجاني احتفالا باليوبيل الوطني لدولة الهند، ودعت الشركة السائحين الهنود والجالية الهندية المقيمة بمصر لحضور عرض الصوت والضوء باللغة الإنجليزية بمناطقها الخمس.

سامح سعد رئيس مجلس إدارة شركة مصر للصوت والضوء في حوار مع جريدة حابي
الرابط المختصر