بقلم صالح ناصر رئيس قسم التحليل الفني في بايونيرز
لنتكلم عن السوق المصري هذا الأسبوع ونرى المستويات المهمة التي يجب مراقبتها وأيضًا نتكلم عن كيفية تطبيق استراتيجية سهلة والالتزام بها.
أولًا فكسر السوق المصري لمستوى الـ14000 نقطة يعتبر حدثًا هامًّا حيث إن هذا الكسر (إذا تم تأكيده خلال الأيام القادمة) سوف يؤكد أن الحركة التصحيحية للسوق المصري قد انتهت وأن الاتجاه الرئيسي للسوق ما زال صاعدًا. من المهم إذًا أن نتأكد أولًا من تأكيد اختراق هذا المستوى خلال الأيام القادمة. ثم تحديد حد الخسارة الذي يجب احترامه في حالة كسره لأسفل.
مستوى الـ13600 هو المستوى الأول و13300 المستوى الثاني. إذا قام السوق بكسر الـ13300 نقطة فسوف يكون لهذا الكسر تأثير كبير حيث سترتفع احتمالية كسر الـ12000 نقطة لأسفل، أما كسر الـ13600 فسيعتبر فقط نقطة ضعف للسوق من الممكن أن يرتد بعدها.
توقعاتنا ألا يكسر السوق مستوى الـ13600 لأسفل وأن يتم تأكيد كسر الـ14000 نقطة، هذا التوقع لا يجب أن ينسينا السيناريو السيئ حيث إننا يجب أن نكون دائمًا جاهزين لكل السيناريوهات ومحددين مسبقًا كيف سنتصرف عند حدوث السيناريوهات المختلفة.
من الطبيعي أن نكون أمناء في هذا الطرح وأن نقول إنه ليس من السهل عمليًّا تحديد تصرفاتنا مسبقًا عند حدوث أي من السيناريوهات المختلفة، ولكن على الأقل نحدد مستويات وقف الخسارة وأن نحترمها إذا تم كسرها،
أما بالنسبة لاختيار حد الخسارة فكلما كان أبعد من أسعار السوق الحالية كان أفضل بشرط ألا يؤثر تأثيرًا سلبيًّا على أداء المحفظة ككل، فمثلًا بالنسبة لمؤشر السوق فمن الأفضل أن نحدد حد الخسارة أسفل الـ13300 بدلًا من الـ 13600 إلا إذا كانت الخسارة الناجمة من استخدام الـ13300 كحد للخسارة سيؤثر سلبًا على أداء المحفظة، في هذه الحالة سوف نقوم باستخدام الـ 13600.
بالنسبة لتحديد مستهدفات للأسهم التي بحوزتنا فلا بأس في ذلك ولكننا يجب أن نضع في اعتبارنا نقطتين مهمتين: أولًا تحديد مستهدفات سعرية يعتمد بشكل أساسي على توقعاتنا لحركة السوق خلال المرحلة القادمة وعلى اتجاه السوق الرئيسي. ويعتمد أيضًا على أداء السهم ومدى قوته. بمعنى آخر كلما كان اتجاه السوق أقوى وكلما كان أداء السهم أفضل كان من الأفضل عدم استخدام مستهدفات سعرية.
وعلى الجانب الآخر عندما يكون اتجاه السوق هابطًا ونكون في حركة تصحيحية صاعدة قصيرة الأجل من المهم استخدام مستهدفات سعرية. المشكلة أن أغلب المستثمرين يفعلون عكس هذا فكلما كان أداء السهم قويًّا يقومون بالبيع لجني الأرباح وعلي الجانب الآخر لا يهتمون ببيع الأسهم التي يكون أداؤها ضعيفًا ونسب أرباحها ليست بالمرتفعة.
ثانيًا: استخدام أو عدم استخدام مستهدفات سعرية لا يجب أن ينسينا تحديد حد إيقاف الخسائر الذي لا يمكن الاستغناء عنه، فتحديد الخسارة وحجمها قبل قرار الشراء أهم من قرار الشراء نفسه مهما كنا متفائلين بشأن وضع السوق ككل.
من المهم أيضًا الاختيار الدقيق للأسهم التي نقوم بشرائها حيث إن هذه الفترات هي فترات صعبة والأسهم لا تتحرك ككتلة واحدة، بل على العكس فبعض الأسهم تتميز بالأداء القوي في حين أن هناك أسهم أخرى ضعيفة. نصيحتنا للمستثمرين هي شراء الأسهم ذات الأداء النسبي الأقوى واستخدام أسلوب استثمار متوسط الأجل مع هذه الأسهم القوية، أما بالنسبة للأسهم الأقل أداءً فالتعامل معها يجب أن يكون قصير الأجل.
أخيرًا وليس آخرًا يجب على المستثمر التحكم في انفعالاته في كل الأحوال، فعندما تكون هناك أرباح كبيرة فالفرحة الزائدة ضارة جدًّا، وأيضًا في حالات الخسارة لا يجب أن يحزن المستثمر على ما فاته بل يجب التفكير في أخطائنا ودراستها بعناية كي نستطيع أن نتجنبها في المراحل اللاحقة.