بقلم صالح ناصر رئيس قسم التحليل الفني في بايونيرز
بالتأكيد يعتبر خفض سعر الفائدة خبرًا جيدًا للبورصة المصرية كما نعلم جميعًا، والتوقعات بأن يستكمل السوق المصري صعوده بعد هذا التخفيض هو توقع ليس عليه غبار، من جهة أخرى الكثير من المستثمرين والمحللين يتكلمون عن نظرية “sell the news” وهو أن السوق يبدأ في الانخفاض بعد أن ارتفع ارتفاعًا كبيرًا خلال الفترة السابقة لظهور الخبر، والنظرية تقول إن الصعود قد سبق الخبر الجيد فعند ظهور الخبر لعامة الناس يبدأ المستثمرون الكبار في استغلال القوة الشرائية الجديدة التي ظهرت بعد ظهور الخبر الجيد كي يبيعوا علي الأقل جزءًا مما بحوزتهم من أسهم. وهذه النظرية بالتأكيد ليست خاطئة وأيضًا ليست صحيحة بالكلية.
فمن المهم أولًا دراسة حركة السوق قبل تطبيق نظرية ”sell the news“ وتوقع الهبوط، من ضمن العناصر المهمة في هذه الحالة هو الاتجاه العام للسوق بغض النظر عن الخبر، وإذا ما نظرنا إلي الاتجاه العام للبورصة المصرية فسوف نجد أنه اتجاه صاعد وقوي خاصة بعد أن قام المؤشر الرئيسي بكسر مستوى الـ14000 نقطة ثم الـ14800 وأيضًا بعد أن كسر المؤشر السبعيني مستوى الـ705. وهذا يؤدي بنا إلى التوقع العام بأن الحركة الصاعدة للسوق ما زالت في بدايتها وأننا متفائلون بوجه عام بغض النظر عن أي أخبار إيجابية قد تظهر.
ثانيًا: يجب معرفة أنه في بعض الأحيان قد تكون الحركات الهبوطية فرصة للشراء وليس للبيع خاصة عندما يكون الاتجاه العام صاعدًا وهذا ينطبق علي حالتنا في البورصة المصرية.
وهذا يجعلنا متفائلين حيث إن السوق المصري ما زال في مرحلة صعود قوي ومن المتوقع أن يكمل هذا الصعود حتي دون وجود خبر خفض سعر الفائدة أو أي خبر إيجابي آخر، وبالتالي فتوقعنا هو أن يؤدي هذا الخبر إلى حركة صعود أقوى مما قد يؤدي إلى حركة تصحيحية بعد ذلك من مستوى أعلي من المستويات الحالية، وبلغة الأرقام فقد يصل مؤشر السوق الرئيسي إلى مستوى الـ16000 قبل أن يقوم بحركته التصحيحية القادمة.
أما بالنسبة لحركة تصحيح السوق فسوف تكون فرصة للشراء بالنسبة للمستثمرين طويلي الأجل، أما مستثمرو قصيري الأجل فقد يقومون ببيع جزئي عند مستويات الـ16000 قبل أن يعاودوا الدخول مرة أخرى خلال الهبوط المؤقت للسوق.
وكما قلنا من قبل ففي كل الأحوال يجب علي المستثمر أن ينظر دائمًا إلى الجانب الآخر من الصورة وأن يكون جاهزًا دائمًا إذا تحرك السوق بما لا تشتهي السفن.