سميح ساويرس: الحل في التخفيض التدريجي للفائدة.. بعد تخفيف قيود تحويلات الأسهم والأموال
وقف انهيار الجنيه من أنجح عمليات الإدارة المالية في تاريخ مصر.. خاصة أنها جاءت بعد نزف إجمالي الاحتياطي
ياسمين منير ورضوى إبراهيم
توقع رجل الأعمال المهندس سميح ساويرس، رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم القابضة للتنمية، أن يبدأ البنك المركزي في تخفيض أسعار الفائدة تدريجيًّا خلال الفترة المقبلة، على أن يسبق ذلك تخفيض في القيود على تحويلات الأسهم والأموال.
الفائدة المرتفعة علاج لا بديل عنه في المدى القصير.. ولو طال أمد استخدامه قد يقضي على المريض
وقال ساويرس في تصريحات خاصة لجريدة “حابي”: “إن الفائدة المرتفعة سلاح ذو حدين، لكنها علاج لا بديل عنه في المدى القصير، ومثل أي علاج له آثاره الجانبية.. و لو طال أمد استخدامه قد يقضي علي المريض أكثر من المرض الأصلي”.
وأكد أن نجاح البنك المركزي في وقف انهيار الجنيه، يعتبر من أنجح عمليات الإدارة المالية في تاريخ مصر، خاصه أنها جاءت بعد أن نزف الاقتصاد المصري إجمالي الاحتياطي من العملة الصعبة.
وهبط صافي احتياطي النقد الأجنبي خلال شهر ديسمبر بحوالي ملياري دولار، ليسجل 42.551 مليار دولار مقابل 44.513 مليار دولار نهاية نوفمبر الماضي، مرتفعًا من نحو 19 مليار دولار قبل قرار تحرير سعر الصرف في نوفمبر 2016.
الفائدة أفضل سلاح عندما يقل الطلب على العملة وإلا وصلت أسعار السلع إلى مستويات تقضي على القوة الشرائيه
وقال ساويرس: “عندما يقل الطلب علي العملة المحلية لا مجال للحد من انهيار العملة سوى بزيادة سعر الفائدة وإلا وصلت أسعار السلع إلى مستويات تقضي على القوة الشرائيه للمواطن”.
لا يوجد جدوى لأغلب الاستثمارات في ظل ارتفاع تكلفة القروض واستحاله الحصول على عائد يزيد عن سعر الفائدة
وأشار إلى أن التأثير السلبي لرفع سعر الفائدة يظهر جليًّا في عدم جدوى أغلب الاستثمارات، نتيجة ارتفاع تكلفة القروض، واستحالة الحصول على عائد من الاستثمار يزيد عن سعر الفائدة، ما ينعكس بدوره في تفشي البطالة وعزوف رؤوس الأموال والاستثمارات الجديدة عن مصر.
وقال ساويرس: “الحل بعد استقرار العملة واسترداد الثقة فيها، أن يبدأ البنك المركزي في تخفيض الفايده تدريجيًّا.. على أن يتم تخفيض القيود أولًا على صعيدي تحويلات الأسهم والأموال ثم خفض الفائدة”.
استجابة الاستثمارات للقرار تحتاج لوقت.. وباقي المنظومة ما زالت في حاجة إلى مزيد من العمل
وحول ما إذا كان يتوقع استجابة سريعة من المستثمرين لقرار خفض الفائدة أم أن مجتمع الأعمال ما زال يترقب مزيدًا من الخفض، قال ساويرس: “الأمر سيحتاج وقتًا.. خاصة أن باقي المنظومة ما زالت في حاجة إلى مزيد من العمل”.
وبحسب بيانات البنك المركزي، تراجع صافي الاستثمار الأجنبي المباشر خلال الربع الأول من عام 2018-2019 بنسبة 40.3% مقارنة بنفس الفترة من العام المالي الماضي، وسجل نحو 1.1 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري مقابل 1.8 مليار دولار في نفس الفترة من عام 2017-2018.