من يقدم البنزين الأرخص.. ومن يشعر بالقدر الأكبر من المعاناة؟!

مصر الخامس بقائمة الأقل سعرًا.. والـ55 في القدرة على تحمل التكاليف

aiBANK

انخفضت أسعار البنزين في جميع أنحاء العالم بمتوسط 9% خلال الربع الأخير من العام الماضي، ولكن وراء هذا الانخفاض، رصدت صحيفة بلومبرج اختلاف انعكاسات تقلبات الأسعار على الدول المختلفة.

وصنفت بلومبرج 61 دولة وفقًا لثلاثة مؤشرات اقتصادية، لمعرفة أي منها يحتوي على البنزين الأقل سعرًا ومن يشعر بأكبر قدر من الألم.

E-Bank

وتمثلت المؤشرات الثلاثة في متوسط سعر جالون البنزين، والقدرة على تحمل التكاليف من خلال قياس نسبة تكلفة الجالون من متوسط الدخل اليومي، وأخيرًا حجم ما ينفق من الدخل النموذجي سنويًّا على شراء البنزين وفقًا لمتوسط الاستهلاك.

وتنوعت الدول بين 5 أقاليم جغرافية شملت آسيا والمحيط الهادي، وأوربا، والشرق الأوسط وإفريقيا، إلى جانب كل من أمريكا الشمالية والجنوبية.

ورصدت جريدة «حابي» في هذا التقرير العشر دول الأرخص في تسعير البنزين، مع توضيح الوضع الاقتصادي لكل دولة والمركز الذي احتلته على مستوى القدرة على تحمل التكاليف ومتوسط الإنفاق والاستهلاك السنوي.

فنزويلا
احتلت دولة فنزويلا بأمريكا الجنوبية صدارة قائمة الدول الأرخص في أسعار البنزين، وبلغ متوسط سعر الجالون نحو 0.01 دولار.

فنزويلا في الصدارة وتعتبر البنزين حقًّا رئيسيًّا للمواطن رغم ضعف اقتصادها

كما جاءت في المرتبة الأولى على صعيد القدرة على تحمل التكاليف، وكذلك نسبة الإنفاق على البنزين سنويًّا، فمع متوسط دخل يومي في حدود 4.39 دولار يوميًّا لا تمثل تكلفة جالون البنزين أي نسبة تذكر، ويستهلك السائق نحو 110.3 جالونات في العام ولكنها تظل نسبة غير مؤثرة بإجمالي الدخل النموذجي.

وقالت بلومبرج إن الدول لديها أفكار مختلفة حول الحقوق الأساسية مثل الحق في الحياة والحرية والسعي لتحقيق السعادة، إلا أن فنزويلا تقف وحدها في اعتبار البنزين شبه المجاني حقًّا مكتسبًا.

وأشارت إلى أنه في ظل العملة الجديدة للبلد التي أصدرتها في أغسطس الماضي بإلغاء خمسة أصفار من عملتها البوليفار، يمكن ملء خزان الغاز باستخدام أصغر عملة متداولة.

وأكدت أنه رغم أن فنزويلا ليست دولة غنية ولكنها تستهلك الغاز كما لو كانت كذلك.

إيران والكويت في المثلث الماسي.. والسعودية والإمارات وروسيا ضمن القائمة

إيران
احتلت إيران المركز الثاني في تسعير البنزين، وبلغ متوسط سعر الجالون 0.54 دولار، فيما جاءت في المرتبة 29 بالقدرة على تحمل التكاليف، بحساب متوسط دخل يومي يبلغ 7.93 دولار، مما يمثل 6.75٪ من الأجر اليومي.

وحصلت على الترتيب 38 بنسبة الإنفاق على البنزين من الدخل النموذجي، باستهلاك السائق لمتوسط 81.22 جالون في السنة، بما يوازي نحو 1.50 ٪ من الراتب النموذجي.

وقالت بلومبرج إن سنوات من العقوبات الاقتصادية جردت إيران من عائدات النفط، وتضررت الموارد المالية لدرجة أنه في عام 2010، بدأت إيران خطة تدريجية للحد من دعمها الشعبي للطاقة. وأشارت إلى أن التحديات ما زالت كبيرة، خاصة بعد أن أدت جولة جديدة من العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى خفض صادرات النفط الإيرانية.

الكويت
احتلت الكويت المرتبة الثالثة على صعيد سعر البنزين، بمتوسط بلغ 1.31 دولار للجالون الواحد، كما جاءت في المركز الثاني من حيث القدرة على تحمل التكاليف، باستحواذ جالون البنزين على نحو 1.51% من متوسط الدخل اليومي البالغ 86.98 دولار.

في حين جاءت في المرتبة 25 على مستوى نسبة الإنفاق من الدخل السنوي، باستقطاع البنزين نحو 1.09% من الراتب النموذجي سنويًّا، وفقًا لمتوسط استخدام يقدر بنحو 264.99 جالون سنويًّا.

وقالت بلومبرج إن الكويت تعتبر واحدة من أكبر داعمي البنزين في العالم، لافتة إلى أن صندوق النقد الدولي حذر من أن البلاد ستستنفذ مدخراتها النفطية الكبيرة إذا استمرت في دعم برامج البنزين والبرامج الاجتماعية بالمعدل الحالي، خاصة أن أسعار البنزين رخيصة، ويستهلك الكويتيون الكثير منه.

نيجيريا
احتلت نيجيريا المركز الرابع في تسعير البنزين الرخيص، بمتوسط 1.54 دولار للجالون، إلا أنها جاءت في المرتبة 58 من حيث القدرة على تحمل التكاليف.

نيجيريا الرابع لكن تكلفة الجالون تلتهم 30.59% من الأجر اليومي

وأشار تصنيف بلومبرج إلى أن متوسط الدخل اليومي بنيجيرها يبلغ حوالى 5.03 دولار، ما يجعل الجالون الواحد من البنزين يستحوذ على 30.59% من الأجر اليومي.

وجاءت نيجيريا في المركز 49 من حيث الإنفاق السنوي، بحساب متوسط استخدام سنوي للسائق في حدود 24.63 جالون سنويًّا، ما يلتهم نحو 2.06% من الدخل السنوي النموذجي.

وقالت بلومبرج إن نيجيريا تعد أكبر منتج للنفط في إفريقيا لكنها لا تزال تواجه نقصًا متكررًا في الوقود بسبب التخزين وسوء الإدارة.

وأشارت إلى أن البلاد تعتمد على النفط في توليد ما يقرب من نصف الإيرادات الحكومية بنيجيريا، إلا أنها تستخدم مكاسبها النفطية لدعم البنزين الرخيص للغاية، كما أن تكلفة هذا الدعم تجعل من الصعب الاستثمار في البنية التحتية والتعليم التي تشتد الحاجة إليهما.

مصر
جاءت مصر في المرتبة الخامسة على صعيد سعر البنزين، وبلغ متوسط سعر الجالون 1.64 دولار.

في حين جاءت في المركز 55 من حيث القدرة على تحمل التكاليف، باحتساب متوسط دخل يومي قدره 6.99 دولار، بما يلتهم نحو 23.41٪ من أجر اليوم للحصول على جالون واحد من البنزين.

واحتلت مصر المرتبة 43 في حجم الإنفاق على البنزين من الدخل السنوي، بحساب أن السائق يستخدم متوسط 27.12 جالون في السنة، ما يمثل 1.73٪ من الراتب النموذجي.

وقالت بلومبرج إن الموارد المالية في مصر تعاني حالة من الفوضى، ويقع اللوم في ذلك إلى حد كبير على السعر الرخيص للبنزين، إلا أن أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان تقوم بتخفيضات صارمة في دعمها للوقود، ولكنه ما زال يكلف مليارات الدولارات.

وأشارت إلى أن مصر هي موطن لأكبر مصافي التكرير في إفريقيا، ولكن يجب عليها استيراد النفط لتشغيلها.

ماليزيا
جاءت ماليزيا في المركز السادس بتصنيف الدول ذات التسعير الرخيص للبنزين، بمتوسط 2.01 دولار للجالون.

ماليزيا تقدم سادس أرخص سعر.. والتكلفة تلتهم 2.74% من الدخل السنوي النموذجي

في حين احتلت في المرتبة 30 على صعيد القدرة على تحمل التكاليف، باستحواذ جالون البنزين الواحد على نحو 6.93% من الأجر اليومي الذي يبلغ في المتوسط نحو 29.09 دولار يوميًّا.

وعلى صعيد معدل الانفاق السنوي على البنزين، جاءت ماليزيا في المركز 58 بمتوسط استهلاك سنوي بنحو 144.88 جالون، بما يلتهم حوالي 2.74% من الدخل النموذجي.

وقالت بلومبرج إن الدعم واسع النطاق للوقود في ماليزيا يجعلها واحدة من أرخص أسعار البنزين في الترتيب، كما أنها تسعى إلى التحول من دولة مصدرة للمواد الخام إلى اقتصاد أكثر تنوعًا، لكن مواردها المالية لا تزال متوترة بسبب تاريخ الدعم العميق للوقود والسكر وغير ذلك من السلع الأساسية.

السعودية
وضع تصنيف بلومبرج المملكة العربية السعودية في المركز السابع في ترتيب أسعار الوقود الرخيص حول العالم، مسجلة 2.06 دولار للجالون.

فيما احتلت المرتبة العاشرة على صعيد القدرة على تحمل التكلفة، بمتوسط دخل يومي يعادل نحو 63.50 دولار يوميًّا، لتصل نسبة تكلفة الجالون الواحد إلى 3.24% من الأجر اليومي.

في حين جاءت في المركز 53 من حيث الإنفاق السنوي، إثر التهام البنزين حوالي 2.34% من الراتب النموذجي سنويًّا وفقًا لمتوسط استهلاك يقدر بنحو 264.67 في العام.

وقالت بلومبرج إن السعوديين يجلسون فوق عنصرين مهمين للغاية من السوائل وهم النفط والماء، فكلاهما يضخ إلى السطح بمعدلات غير مستدامة.

وأوضحت أن السعودية من بين أكبر الدول التي تستهلك كميات كبيرة من البنزين في العالم، لكن السائقين يواجهون صدمة في الأسعار بعد أن تضاعفت تكلفة الوقود في بداية عام 2018 واتجاه الدولة لتقليص دعمها للوقود الذي وصفته بلومبرج بأنه سخي للغاية.

وأكدت أن سعر البنزين بالسعودية ما زال رخيصًا، لكنه أصبح نفقة كبيرة للسعودي العادي.

الإمارات
احتلت الإمارات المركز الثامن بترتيب الدول الأرخص في تسعير البنزين، وبلغ متوسط سعر الجالون 2.22 دولار.

كما احتلت المرتبة الخامسة من حيث القدرة على تحمل التكلفة، باستحواذ تكلفة الجالون الواحد على 1.95% من متوسط متوسط الأجر اليومي والبالغ حوالي 113.63 دولار.

في حين جاءت في المركز 39 على صعيد الإنفاق السنوي، حيث يلتهم البنزين نحو 1.53% من الدخل السنوي النموذجي، في ضوء متوسط استهلاك للسائق يصل إلى 287.8 جالون سنويًّا .

وقالت بلومبرج إنه منذ اكتشاف النفط في دولة الإمارات في الستينيات، تطورت البلاد من منطقة فقيرة إلى دولة حديثة غنية ذات مستوى معيشة مرتفع، وعلى مدى عقود، تذهب مليارات الدولارات من إيرادات النفط كل عام لدعم الوقود.

روسيا
احتلت روسيا المركز التاسع بترتيب الدول الأرخص في تسعير البنزين، بمتوسط 2.48 دولار للجالون.

فيما جاءت في المرتبة 35 على مستوى القدرة على تحمل التكلفة، باستحواذ جالون البنزين على نحو 9.19% من متوسط الأجر اليومي والبالغ 27 دولارًا.

واستقرت في المرتبة 51 على صعيد الإنفاق من الدخل، باستحواذ تكلفة البنزين على نحو 2.13% من الدخل السنوي النموذجي، وفقًا لمتوسط استهلاك للسائق في حدود 84.99 جالون سنويًّا.

وقالت بلومبرج إن روسيا أنهت رسميًّا في عام 2017 الركود الذي امتد لنحو عامين، وازدهر اقتصادها بسبب ارتفاع أسعار النفط وانتخاب رئيس أمريكي أكثر تعاطفًا مع الكرملين.

وأكدت أن روسيا تعد واحدة من أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في العالم، ويتمتع شعبها ببعض أسعار البنزين الأرخص في السوق العالمية.

باكستان
احتلت باكستان المرتبة العاشرة بترتيب البنزين الرخيص، بفارق طفيف عن الولايات المتحدة الأمريكية التي جاءت في المركز 11، وذلك بتسجيل متوسط سعر جالون البنزين نحو 2.59 دولار بباكستان، مقارنة بنحو 2.60 دولار بأمريكا.

باكستان العاشرة بفارق طفيف عن أمريكا.. و80% من السيارات غاز طبيعي

واحتلت باكستان المركز الأخير بالمسح الذي أجرته بلومبرج من حيث القدرة على تحمل التكلفة، بالتهام الجالون الواحد من البنزين لحوالي 77.36% من متوسط الأجر اليومي البالغ نحو 3.35 دولار.

في حين جاءت أمريكا في المرتبة الثالثة في هذا الشأن باستحواذ تكلفة البنزين على 1.52% فقط من متوسط الدخل اليومي البالغ نحو 171.28 دولار.

كما جاءت باكستان في المرتبة 56 على مستوى الإنفاق السنوي، حيث يستحوذ البنزين على نحو 2.56% من الدخل السنوي النموذجي وفقًا لمعدل استهلاك 12.11 جالون سنويًّا فقط.

في المقابل جاءت أمريكا في المرتبة 44، بسيطرة البنزين على 1.79% من الدخل النموذجي ولكن مع متوسط استهلاك سنوي للسائق يقدر بنحو 431.74 جالون سنويًّا.

وقالت بلومبرج إن الحصول على البزين يعتبر أمرًا مؤلمًا في باكستان، في ظل وجوب دفع العمال أكثر من نصف متوسط أجرهم اليومي للحصول على جالون من البنزين.

وأوضحت أن معظم الباكستانيين يفضلون الغاز الطبيعي المضغوط الأرخص (CNG)، والذي يغذي نحو 80 % من السيارات في البلاد، لافتة إلى أن باكستان لديها ملايين من مركبات الغاز الطبيعي، أكثر من أي بلد آخر.

وأشارت بلومبرج إلى إلغاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اللوائح البيئية، وخفف معايير الانبعاثات ودعم إنتاج الوقود الأحفوري، ولكن إذا تم الحكم على نجاح مثل هذه السياسات من خلال سعر البنزين، فإنه لا يوجد الكثير مما يظهر.

وأكدت أنه بكل مقاييس للقدرة على تحمل التكاليف، ارتفعت تكلفة ملء الوقود بالنسبة للاقتصادات الرئيسية في العالم.

الرابط المختصر