بي بي سي عربية
خفضت شركة بوينج الأمريكية لصناعات الطيران والفضاء إنتاج طرازها الأكثر مبيعا 737 مؤقتا عقب حادثتي سقوط طائرتين من هذا الطراز في إثيوبيا وإندونيسيا.
ويتراجع إنتاج الشركة بعد هذا القرار من 52 طائرة إلى 42 طائرة شهريا اعتبارا من منتصف إبريل الجاري، وفقا لبيان أصدرته بوينغ.
وجاء القرار في محاولة للتعامل مع وقف تسلم طلبات تصنيع الطراز 737 ماكس بعد حادثتي سقوط طائرتي
وتخضع الطائرة لفحص في الوقت الراهن، والذي أشارت نتائجه الأولية إلى أن نظام مانع التوقف المفاجيء كان به عطل.
وسقطت رحلة الخطوط الجوية الإثيوبية بعد الإقلاع بدقائق قليلة من مطار أديس أبابا في مارس الماضي، مما أسفر عن مقتل 157 شخصا.
وسقطت طائرة من نفس الطراز تابعة لشركة ليون للخطوط الجوية في إندونيسيا في البحر بعد دقائق معدودة من إقلاعها من جاكارتا قبل خمسة أشهر من سقوط الطائرة الإثيوبية. وخلف الحادث 189 قتيلا.
وتشير النتائج الأولية للتحقيق في الحادثين إلى أن قائدي الطائرتين كانا يصارعان من أجل مقاومة نظام مانع التوقف المفاجيء الذي تسبب إلى هبوط الطائرة بمقدمتها.
وأشار تقرير صدر الخميس الماضي إلى أن قائد الرحلة الجوية ET302 التابعة للخطوط الاثيوبية اتبع الإجراءات الموصى بها من قبل الشركة المصنعة للطائرة قبل سقوطها.
وقالت بوينج في بيان أصدره الرئيس التنفيذي للشركة دينيس ميولنبرغ بخصوص الطراز المعيب: “توصلنا إلى أن سقوط الرحلتين الجويتين، الرحلة 610 التابعة لخطوط ليون الجوية والرحلة 302 للخطوط الجوية الإثيوبية، جاء نتيجة سلسلة من الأحداث خاصة بالطائرتين، وهو تفعيل نظام مانع التوقف المفاجيء للمحرك بطريقة خاطئة. ونتحمل مسؤولية القضاء على هذا الخطر، ونعرف جيدا كيف نفعل ذلك.”
وشدد البيان على أن بوينج تحرز تقدما على صعيد تحديث برمجيات نظام مانع التوقف المفاجيء للمحرك علاوة على الانتهاء من التدريب اللازم للطيارين الذين يقودون الطراز ماكس.
وأضاف: “وحيث أننا نتخذ تلك الخطوات، رأينا أنه من المناسب ضبط نظام إنتاج 737 مؤقتا حتى نتمكن من استيعاب توقف تسلم الطلبات المقدمة إلينا للحصول على هذا الطراز، مما يسمح لنا بإعطاء الأولوية لتوفير للموارد الإضافية المطلوبة للتركيز على اعتماد البرمجيات وإعادة ماكس إلى الطيران.”
وأكد البيان أن معدلات التوظيف الحالية في الشركة لن تتأثر بخفض الإنتاج علاوة على إعلان الشركة تشكيل لجنة لمراجعة “السياسات والعمليات الخاصة بتصميم وتطوير الطائرات” التي تصنعها الشركة.
كان سقوط الطائرة بوينج 737 التي تحمل الرحلة الجوية ET302 التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية في العاشر من مارس الماضي سببا في قرار اتخذته شركات الخطوط الجوية على مستوى العالم بوقف إقلاع رحلاتها على هذا الطراز.
وكانت إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية هي آخر جهة تنظيمية رئيسية تصدر القرار بوقف إقلاع الطراز 737 ماكس، مما أدى إلى مواجهة الإدارة اتهامات بمحاباة بوينغ.
وأثار تأخر الإدارة تساؤلات بشأن سبب تأخر الإدارة الأمريكية للطيران في اتخاذ قرار وقف إقلاع الطائرات المعيبة.
وبعد إصدار بوينج لهذا البيان، هبطت أسهم الشركة الأمريكية بحوالي 1.00% ليتم تداولها عند 387.14 دولارا للسهم.
وأعربت بوينج عن أسفها لموت الضحايا في الحادثين، لكن هذا الاعتذار لم يكن مرضيا أو كافيا لأسر الضحايا الذين تساءلوا عن سبب تأخر قرار خروج هذا الطراز من الطائرات من الخدمة.
وقال غيتاتشو تيسيما، والد قائد إحدى الطائرتين، بي بي سي: “الاعتذار ليس له أي قيمة كما أنه جاء متأخرا للغاية.”
وكان لدى ياريد غيتاتشو، 29 سنة، خبرة تجاوزت 8000 ساعة طيران عندما تحطمت الطائرة التي كان يقودها.
وأضاف الأب المكلوم: “أنا فخور جدا بابني وزميله الطيار الآخر”.
وتابع: “لقد صارعا حتى اللحظة الأخيرة وفعلا كل ما في وسعهما، لكن لسوء الحظ لم يتمكنا من إنقاذ الطائرة”. وقال: “لست نادما لأنه أصبح طيارا، فقد مات شهيدا للواجب.”
وألقى تيسيما باللوم على بوينغ، وتساءل “لماذا سمحتم بإقلاعها؟ لأنهم كانوا في منافسة. أرادوا أن يبيعوا أكثر. فحياة إنسان ليس لها قيمة في بعض المجتمعات”.
ورفع أقارب الراكبة الأمريكية سامية ستومو، 24 سنة، التي توفيت إثر سقوط الطائرة الإثيوبية أول دعوى قضائية ضد بوينج الخميس الماضي أمام إحدى محاكم شيكاغو.