الحلم الإفريقي .. شركات ومؤسسات مالية تستكشف القارة السمراء
فى الجلسة الأولى من مؤتمر حابي: الاتفاقيات التجارية بين مصر ودول القارة تحمل آفاقًا واسعة للرواج أمام القطاع الخاص
أعدها للنشر: بكر بهجت
ناقشت الجلسة الأولى في المؤتمر والتي جاءت تحت عنوان «الحلم الإفريقي» رؤية الشركات والمؤسسات المصرية للاستثمار في القارة السمراء والعقبات التي تواجه عملها في تلك السوق الواعدة.
وتم ذلك من خلال المقترحات والأفكار وتبادل الخبرات والتجارب الخاصة بالشركات والبنوك وبنوك الاستثمار التي مثلها الحاضرون في الجلسة التي أدارها ماجد شوقي الرئيس الأسبق للبورصة المصرية واتحاد البورصات الإفريقية ونائب رئيس بنك الاستثمار بلتون.
وشارك في الجلسة كل من يحيى أبو الفتوح نائب رئيس البنك الأهلي، والدكتور شريف الجبلي رئيس شركتي أبو زعبل وبوليسيرف للبتروكيماويات والأسمدة ورئيس لجنة إفريقيا باتحاد الصناعات المصرية، وعمر فودة مدير الاستثمار بمجموعة السويدي إليكتريك، والمهندس المعتز بهاء الدين العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة مدينة دمياط للأثاث، وعمرو هلال الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار رينيسانس كابيتال بشمال إفريقيا.
وإلى تفاصيل الجلسة..
ماجد شوقي: استكمالًا لما قيل خلال الحوار الذي عقد مع المهندس نجيب ساويرس وخاصة النقاط الخاصة بإفريقيا واستغلالًا لعنوان الجلسة “الحلم الإفريقي” نرجو من الجميع الاستمتاع بما سيتم مناقشته خلال الجلسة.
ويجدر بي قبل لك أن أوجه شكري لجريدة “حابي” على الدعوة وأهنئهم على المؤتمر الثاني وأدائهم الرائع خلال العام الأول للجريدة وأتمنى لهم مزيدًا من التوفيق.
“.. تحدٍّ كبير بالنسبة لي هو أن أدير الجلسة بصورة جاذبة لكم ومهمة بالنسبة للحاضرين والمشاركين في الجلسة، وسأبدأ بالإشارة إلى أهمية الملف الذي سنناقشه والمتمثل في الحلم الإفريقي لما له من أهمية كبيرة لمصر وهناك العديد من الأحاديث حول علاقة مصر بالدول الإفريقية منذ زمن طويل وأظن أنه منذ بداية التاريخ، ولطالما شهدت تقدمًا ونجاحًا وازدهارًا في فترات كثيرة وهدوءًا في فترات أخرى”.
“.. جميعنا لاحظ خلال الفترة الأخيرة مدى التركيز الحكومي على هذا الملف والتوجه نحو إفريقيا وهناك محاور عدة بدأت تُفتح ومصر تحاول جاهدة لأخذ المبادرة بها ورئاستها للاتحاد الإفريقي سيساعد في ذلك، وكانت هناك اتفاقية هامة، تم توقيعها في شرم الشيخ تربط بين الكتل الثلاث الغرب بالشرق والجنوب كقنوات تجارية واقتصادية بعضها مع بعض وباعتبار أن مصر عضو في الكوميسا منذ عام 1998 ولها مبادرات كثيرة لدول الكوميسا وفي 2017 منتدى الشباب الإفريقي ومنتدى الدول الإفريقية، فكل هذه تحركات جيدة جدًّا ولكن بالنسبة للواقع العملي فإننا سمعنا من المهندس نجيب ساويرس عن تجربته في القارة السمراء، ولذا يهمنا أن نسمع من ضيوفنا المشاركين في الجلسة خاصة وأن منهم من له تجارب في إفريقيا ولا بدَّ أن نتعرف عليها وعلى التحديات التي واجهت كل تجربة”.
“.. سنبدأ من نائب رئيس البنك الأهلي يحيى أبو الفتوح للتعرف على آلية تواجد البنك الأهلي كمؤسسة مصرية عريقة في السوق الإفريقية”.
يحيى أبو الفتوح: “البنك الأهلي له دور كبير في إفريقيا من خلال جزأين بشكل مباشر سواء كان متواجدًا مثلما فعلنا في السودان حيث افتتحنا بنكًا متكاملًا منذ 8 سنوات وهو يؤدي أداء جيدًا، ولدينا مكاتب تمثيل في إثيوبيا وجنوب إفريقيا “.
أبو الفتوح: خططنا التوسعية بالقارة السمراء تشمل التمويل المباشر وغير المباشر
“ كما أننا مساهمون في شركتين إحداهما لاستصلاح الأراضي في السودان لأننا نسمع دائمًا أن الأراضي موجودة في كل مكان وتحتاج إلى الذهاب إليها والحصول عليها، وبالفعل استطعنا الحصول على 5000 فدان وبدأنا الاستثمار في 1500 فدان وتم استصلاحهم”.
“.. هناك تحديات تمنعنا من استكمال النشاط بحيث تستثمر في تلك المساحة الكبيرة خلال أول فترة لأن تواجد المواد البترولية والطرق والنقل في ظل نقص العملة هناك مما يؤجل باقي الاستثمارات لحين انضباط منظومة التدوال بحيث نتمكن من المنافسة بقوة”.
“.. كما أن البنك لديه أيضًا شركة نتنافس فيها مع العديد من البنوك الشقيقة لاستيراد اللحوم من عدة دول أبرزها السودان والصومال وإثيوبيا لأنها وفق منظومة معينة يمكنها أن تصل إلى مصر بأسعار رخيصة جدًّا، ذلك ما يخص التمويل المباشر”.
“.. أما ما يخص التمويل غير المباشر فمن خلاله نقوم بمساعدة الشركات المصرية التي ترغب في العمل بالسوق الإفريقية وآخر المشروعات يتمثل في سد تنزانيا وهو مشروع هام جدًّا ودخلنا بالفعل في التمويل الخاص به وأصدرنا خطابات الضمان له لكل من شركتي السويدي إلكتريك والمقاولون العرب والأخيرة لها تواجد كبير في السوق الإفريقية”.
لدينا مراسلون في كل دول إفريقيا لمساعدة الشركات على استخراج خطابات الضمان
“.. لدينا مراسلون في كل دول إفريقيا ساعدوا المقاولون العرب في استخراج خطابات الضمان ولو احتاجت أي تمويل فإن لدينا القدرة على الدخول فيه وأعتقد أن الفترة المقبلة تحتاج إلى المزيد من التعاون في هذا المجال مع كل الشركات التي ترغب في العمل بالسوق الإفريقية وتحدثنا مع الوزير هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام على ملف المستودعات وأننا في حاجة إلى وجودها بمختلف الأسواق التي نستهدفها بحيث تساعد في توفير البضائع لمن يرغب فيها دون الانتظار لفتح اعتمادات مستندية، وأتوقع أن يكون خلال الفترة المقبلة تطور كبير في العمل داخل السوق الإفريقية”.
ماجد شوقي: “أشكر نائب رئيس البنك الأهلي على العرض وهذه هي المرة الأولى التي أعلم فيها أن الشركات لديها فرص للاستثمار في استصلاح الأراضي في إفريقيا وبما أنك أشرت إلى السد وشركة السويدي فلننتقل إلى السيد عمرو فودة مدير الاستثمار بمجموعة السويدي إلكتريك للتعرف على تجربة الشركة في إفريقيا وبدايتها وأين وصلت؟”.
عمر فودة: “نحن نعمل في القارة السمراء منذ بداية الألفينيات ولدينا مصانع للكابلات والمحولات في السودان وإثيوبيا وزامبيا ونيجيريا “.
“وبدأنا في الفترة الأخيرة نركز على المشكلات اللوجيستية أكثر في إفريقيا فكما نعرف جميعًا فإن هناك دولًا بإفريقيا ليس لديها واجهات على البحر وبالتالي فإن أسعار المنتجات تزيد كثيرًا كلما دخلت في القارة ولذا فإننا ننظر إلى ذلك ونعمل دائمًا على زيادة حجم الاستثمارات في القارة”.
بدأنا نركز في الفترة الأخيرة على المشكلات اللوجيستية وخاصة في الدول المعزولة عن المياه
“.. بالنسبة لمشروع سد روفينجي فهو الأكبر في إفريقيا لأن سعته 2100 ميجاوات وتكلفة استثمارية 3 مليارات دولار ويوم الخميس 28 مارس تم بالفعل الإعلان عن تأسيس الشركة المنفذة للسد بين السويدي إلكتريك والمقاولون العرب والدعم الموجود من البنوك المصرية والجهات الحكومية المصرية ساعدنا في اقتناص صفقة السد”.
“.. وفيما يتعلق بخطتنا المستقبلية فإننا ننظر إلى استثمارات أخرى في مجالات الطاقة والمناطق الصناعية ولدينا في مصر 2.5 مليون متر مربع أراضٍ صناعية نقوم بتأهيلها وإدارتها ومن ثم بيعها أو تأجيرها للمستثمرين“.
خطتنا المستقبلية ترتكز على الاستثمار في الطاقة والمناطق الصناعية والبداية من أوغندا
“ وأعلنّا منذ فترة قريبة أننا ندرس إقامة منطقة صناعية في أوغندا مساحتها 50 ألف متر مربع سيتم إنشاء منطقة لوجستية لتخزين العدادات والمنتجات التي نقوم بتصديرها إلى تلك الدول ونصف المنطقة سيتم فيها إنشاء مصانع وما زلنا في حيز الدراسة إلا أننا نخطط لتخدم تلك المصانع أوغندا والدول المجاورة لها لأن جميعها منعزلة عن البحر تمامًا وذلك سيوفر علينا تكلفة نقل المعدات والمنتجات إلى تلك الأسواق وبأيدٍ عاملة أقل تكلفة بما يساعد الدولة الأوغندية أيضًا لنقل الخبرات إليهم”.
ماجد شوقي: “الشيء المهم في التجربة أنه ليس فقط تبادلًا تجاريًّا بين دولتين وإنما شركات مصرية تنتقل إلى هناك للعمل بالكامل وافتتاح مصانع لذا فهي تتعرض لكافة أنواع التعاملات سواء مع المواطنين في تلك الدول أو حكوماتها، وللتعامل مع القطاع الخاص، ولذا فإن المهتمين بالعمل في تلك الدول عليهم الاقتداء بمثل هذه التجارب“.
“ وأعتقد أن ذهاب الشركات إلى تلك الدول يستوجب منا نقل الحديث إلى الدكتور شريف الجبلي رئيس شركتي أبو زعبل وبوليسيرف للبتروكيماويات والأسمدة ورئيس لجنة إفريقيا باتحاد الصناعات المصرية، والذي نرغب في التعرف من خلال خبراته على رؤيته للعمل في القارة السمراء”.
شريف الجبلي: “إفريقيا في رأيي هي المكان الوحيد الذي سيمكننا من مضاعفة صادراتنا إلى نحو 5 أضعاف خلال الفترة المقبلة، وفي رأيي الشخصي المبني على حقائق أنه لا يوجد مكان آخر قادر على مضاعفة صادراتنا باستثناء إفريقيا، مما يستوجب ضرورة التركيز وعدم إضاعة الوقت في بعثات إلى ألمانيا وفرنسا وحتى آسيا باتت مغلقة نسبيًّا باستثناء نمو محدود أو ثابت، ولكن إفريقيا لها طبيعة خاصة”.
“.. الحلم الإفريقي لا بدَّ وأن يترجم إلى حقيقة على أرض الواقع، فعندما بدأت العمل في إفريقيا عام 2010 عبر افتتاح شركة في كينيا وجدت أن السوق كبيرة جدًّا للصناعة المصرية لأن إفريقيا تحتاج كل ما ننتجه في مصر كل الغرف الصناعية باتحاد الصناعات لها مكان في إفريقيا ولكن يجب العلم أن إفريقيا لها طبيعة خاصة تتمثل في ضرورة التواجد بتلك الأسواق مقارنة بباقي القارات الأخرى التي تتعامل بالبريد الإلكتروني وما إلى ذلك”.
التواجد الفعلي بمقار ومراكز تخزين كلمة السر لنجاح الشركات داخل القارة السمراء
“.. إفريقيا تحتاج إلى التواجد على أرض الواقع فيما يتعلق بالتجارة ولا بدَّ أن يكون لك مخازن في المناطق المستهدفة ففي شرق إفريقيا مثلًا لا بدَّ أن يكون لديك مخازن في موانئ مونباسا ودار السلام وبايرة والتي تخدم حوالي 15 دولة بحيث تقوم باستيراد منتجاتك وعرضها في تلك المراكز بما يتيح إمكانية فحصها من خلال الشركات والعملاء الراغبين في الحصول عليها، وهذه هي الطريقة الوحيد للعمل في تلك الأسواق”.
“.. في لجنة إفريقيا نظمنا بعثتين لرواندا وتنزانيا خلال العام الماضي وفي العام الجاري نظمنا بعثتين أخريين لزامبيا وجنوب إفريقيا بما يتيح لجميع الشركات تحديد أهدافها من دخول القارة وأيضًا منع حدوث أي تداخل في المسؤوليات أو تشتيت الأفكار”.
“.. اليوم تغيرت الصورة وأصبحت الأمور أسهل، ففي تنزانيا وجدوا سوقًا بها حوالي 55 مليون لأنها تخدم حوالي 8 دول وفي رواندا تجد دولة منظمة جدًّا وفي زامبيا هناك طلب كبير على المنتجات المصرية ودورنا هو تعريف المُصنع بالسوق ومن ثم تركه ليتعامل وفق استراتيجيته، وهناك فرصة امام المصنعين عبر إقامة شركات بالتعاون بينهم”.
التأمين على الصادرات هو العنصر الأكثر أهمية للشركات والتمويل بالمرتبة الثانية
“.. التأمين على الصادرات يمثل أهمية كبيرة وهناك شركة إلا أنها تحتاج إلى دعم وتفعيل حقيقي لأن الشراء في إفريقيا بالآجل ودون تلك الأداة لن تنجح الشركات المصرية في العمل بإفريقيا الأمر الذي يتطلب من البنوك المصرية الاتحاد وتأسيس شركة لتأمين الصادرات، ونعمل حاليًا بالتعاون مع وزارة الاستثمار على إنشاء شركة لتأمين الاستثمارات”.
“.. تأمين الصادرات عبر الاستعانة بالشركات الأجنبية أمر مُكلف ومن هنا يأتي أهمية قيام البنوك بهذا الدور إذا أردنا العمل في تلك القارة والتركيز على شرق إفريقيا وفي غرب إفريقيا الأمر صعب وفي دول الكوميسا لدينا فرصة كبيرة ولذا أعتقد أن تلك النقاط ستساعدنا على دخول إفريقيا بالطريقة الأفضل”.
ماجد شوقي: “الدكتور شريف وضع يده على نقاط هامة جدًّا أولًا التواجد الفعلي للشركة المصرية وليس عبر البريد الإلكتروني لتأكيد الجدية والتعرف على السوق إلى جانب تأمين الصادرات يمثل أهمية كبيرة ودائمًا ما نرى مصدرين يواجهون عقبة كبرى في هذا الصدد، ومن هنا سننتقل إلى المهندس المعتز بهاء الدين العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة مدينة دمياط للأثاث لنستمع إلى وجهة نظره وما إذا كان هناك تعاون مع القارة السمراء”
المعتز بهاء الدين: “أشكر جريدة حابي على تلك الفرصة ويجدر بي الإشارة إلى أن شركة مدينة دمياط في طور الإنشاء وبدأت في استلام المنشآت وتسليمها للمستفيدين خلال يناير الماضي، وهذا لم يمنع أننا خلال 2018 بدأنا محادثات مع شركات استثمار إفريقية وبالتحديد في الجابون“.
فرصة واعدة لقطاع الأثاث في الأسواق الإفريقية رغم وجود عقبات تأمينية وتمويلية
“ وبما أن مصر ليس لديها غابات ومعظم الأخشاب تكون مستوردة فإن إحدى المشكلات الرئيسية التي تواجه تلك الصناعة تتمثل في ارتفاع تكلفة المنتج بسبب الخامات وخاصة بعد تحرير سعر الصرف، ولذلك أسعار المنتجات وتأثير الإصلاح الاقتصادي على القدرة الشرائية ضاعفت الأزمة”.
بدأنا محادثات مع شركات استثمار في الجابون لتوفير الأخشاب للمصانع المصرية
“.. أحد المباحثات التي قمنا بها برعاية اتحاد الصناعات كانت على شركة في الجابون بحيث نحصل على الأخشاب ونعيد التصدير إليها أثاث مُصنع وتم جزء من الصفقة عبر أحد المستثمرين وحصل بالفعل على بعض الأخشاب ولكن الجودة لم تكن هي التي يحتاج إليها المصنعون”.
“.. المشكلة فعليًّا فيما يخص قطاع الأثاث هي أنه يمكن التعامل مع الأخشاب الإفريقية وتغيير ثقافة المصنعين لأنه حتى نوعيتها ودرجة صلابتها يمكن التعامل معها أيضًا وهناك طلب عليها، وفيما يخص تصدير الأثاث فإن إفريقيا لا يتم تصدير أي منتجات أثاث إليها”.
ماجد شوقي: “لماذا يحدث ذلك؟”
المعتز بهاء الدين: “للأسباب التي تحدث عنها من سبقوني في الجلسة، ففي الكوميسا 19 دولة بأكثر من 400 مليون نسمة منها حوالي 14 دولة التعامل معها مجاني والخمس دول الأخرى بتخفيضات جمركية مختلفة إلى أنه رغم ذلك فإنه لم تُفتح حتى الآن سوق للمنتجات المصرية والأزمة في التواجد”.
“.. وباعتباري أيضًا عضو مجلس إدارة إحدى شركات أيادي فإننا بدأنا مع اتحاد المصدرين المصريين بحث إنشاء شركة مصرية تكون مسؤوليتها التواجد في إفريقيا دون الاعتماد على شركات القطاع العام أو التواجد الفردي بتمويل من البنوك المصرية أو الإفريقية بحيث تكون داعمة للتواجد، وإزالة عقبات التأمين على الصادرات وأزمات الدفع المالي والنقل، وجميعها تُحل عبر وجود مخازن ضخمة بحيث تُنقل البضائع عبر تمويل بنكي وبتأمين مصري ومن ثم يبدأ تسويقها مباشرة”.
“.. وفيما يخص نقل الخبرات والاستثمار فإن هناك تجارب السويدي والمقاولون العرب، كما أن هناك الخدمات الصحية والذي يعد قطاعًا واعدًا جدًّا وأيضًا الخبرات الهندسية والفنية، والصناعات الهندسية والإلكترونيات أمامها فرصة كبيرة لدخول أسواق القارة السمراء، كما أنه من الضروري أن يتم تدعيم مراكز لوجستية تكون موجودة هناك بتمويل بنكي”.
ماجد شوقي: “من حديث المهندس المعتز بهاء الدين يظهر أن المراكز اللوجستية باتت هي العنصر الأكثر أهمية والمحور الرئيسي في التواجد بالقارة السمراء وأيضًا التأمين على الصادرات وتبني مبادرات نقل الخبرات وهي نقطة هامة لا بدَّ للحكومة أن تراعيها وأنا أعتقد أنها تعمل على ذلك”.
“.. الجزء الأخير أنتقل فيه إلى عمرو هلال الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار رينيسانس كابيتال بشمال إفريقيا وهي إحدى الشركات التي لها تواجد مكثف في إفريقيا، ولكن يجب الإشارة إلى التقدم الكبير الذي شهدته دول القارة السمراء على عدة مستويات اقتصادية وأسواق المال“.
“ وما زالت مصر وجنوب إفريقيا تتنافسان على صدارة وريادة مجال الخدمات المالية ولكن هناك أسواق وصلت لمراحل متقدمة، ففي غرب إفريقيا هناك حوالي 7 أو 8 دول لديها عملة موحدة ومستقرة ومرتبطة باليورو، وهناك ترابط في رأس المال بالمنطقة الشرقية وتتبناها كينيا ونيروبي، وفي الجنوب كذلك جنوب إفريقيا ومن هنا فإننا نرغب في التعرف على رؤية رنيسانس كابيتال حول دور مصر وهل سيتطور عبر أسواق رأس المال”.
عمرو هلال: “رينيسانس كابيتال هو بنك استثمار دولي تركيزنا الأول والأخير على الأسواق الناشئة وهو ما يضعنا في وضع مختلف عن باقي بنوك الاستثمار والتي تركز على أهداف أخرى “.
خبراتنا ساعدتنا لنكون حلقة وصل بين الدول والمناطق المختلفة داخل القارة السمراء
“ونحن متواجدون في إفريقيا منذ 20 عامًا وتواجدنا الفعلي في جنوب إفريقيا وفي كينيا ونيجيريا ومصر وشمال إفريقيا منذ عدة سنوات مما أتاح لنا الفرصة لنكون حلقة وصل بين الدول والمناطق المختلفة داخل القارة”.
“.. واليوم مثلما هناك اهتمام من الدولة أو الشركات للتوغل في إفريقا فهناك اهتمام أيضًا من المستثمرين الماليين للتواجد في مصر ونحن كرينيسانس كابيتال فبإمكاننا أن نكون حلقة وصل بين الفرص الاستثمارية في مصر والقارة الإفريقية “.
“ولو نظرنا إلى الفرص الاستثمارية في مصر سواء مستثمرين استراتيجيين أو ماليين من القارة الإفريقية فإنهم يبحثون عن عدة فرص وخاصة وأن مصر سوق واعدة تضم 100 مليون نسمة وبعد الإصلاحات الاقتصادية ازدادت جاذبيتها الاستثمارية”.
“.. وعلى الجانب الآخر لو نظرنا إلى ما يبحث عنه المستثمرون المصريون في إفريقيا فإن القطاع المصرفي لديه توجهات نحو القارة السمراء“.
“ وبالفعل بات هناك تواجد من القطاع المصرفي وهذا التوجه سيستمر لأن إفريقيا سوق واعدة ومن ضمن استراتيجيتنا أننا نصدر لهم خبرات، بعكس ما كان في السابق التركيز على التجارة فقط، وهذا لا يمنع أن القطاع التجاري لا يزال مليئًا بالعديد من الفرص، ولكن الاحتياجات تغيرت لأن رغبة دول إفريقيا باتت الآن تتمثل في استقطاب مستثمرين لإقامة مصانع ومنشآت إنتاجية داخل تلك الدول”.
النموذج الصيني مثالي للاحتذاء به والرغبة الاستثمارية متبادلة بين مصر ودول القارة
“.. إفريقيا في حاجة لكافة المنتجات ولكن الأزمة تتمثل في التمويل والنموذج الصيني ناجح جدًّا لأن الشركات تدخل تلك الدول بتمويلها وتأمينه”، ولا بدَّ ألا نعتمد فقط على المؤسسات الدولية التمويلية ولكن لا بدَّ من حلول عبر القطاع المصرفي المصري بحيث نستطيع دعم الشركات الراغبة في إقامة استثمارات هناك مثل السويدي وغيرها مما سيؤدي إلى طفرة في الاستثمارات المصرية هناك”.
ماجد شوقي: “بالفعل النموذج الصيني يجب أن يحتذى به في إفريقيا على وجه الخصوص لأن الاعتماد على التمويل المحلي دون المؤسسات الدولية سيعمل على تواجد قوي ومستمر في مختلف الأسواق الإفريقية وأود أن أشكر المشاركين في الجلسة على كلماتهم وتبادل خبراتهم اليوم ومن الواضح أن هناك توجهًا جادًّا من الدولة للتواجد في إفريقيا بقوة وأتوقع أننا خلال العام المقبل وفي مؤتمر “حابي” سنتحدث عن وضع جديد للسوق الإفريقية”.