سندات أرامكو السعودية .. المستثمرون يتهافتون وسط توقعات بتغطية تاريخية
الطلبات تزيد بنحو 5 أمثال توقعات تغطية الطرح
قالت مصادر مطلعة لرويترز إن أرامكو السعودية تلقت طلبات اكتتاب تتجاوز 50 مليار دولار في باكورة إصداراتها من السندات الدولية.
تزيد الطلبات بنحو خمسة أمثال المبلغ الذي أشارت التوقعات لجمعه من الإصدار والبالغ عشرة مليارات دولار.
ويُنظر إلى إصدار السندات باعتباره مقياسا لاهتمام المستثمرين المحتمل بالطرح العام الأولي المزمع لشركة النفط العملاقة المملوكة للدولة.
ودفع الطلب شركة أرامكو إلى تسويق الصفقة المقسمة إلى ست شرائح بعلاوة أقل من المتوقع فوق سندات الحكومة السعودية المالكة لها.
ومن المقرر تسعير السندات يوم الثلاثاء وربما تجمع منها أرامكو ما يربو على عشرة مليارات دولار.
وقال أحد المصادر إن حجم الطلب وصل إلى 60 مليار دولار.
وستكون هذه أعلى قيمة لطلبات الاكتتاب منذ الإصدار الذي طرحته قطر العام الماضي وجذب أوامر اكتتاب قياسية بقيمة نحو 52 مليار دولار.
وقبل فتح دفاتر الاكتتاب في وقت سابق يوم الاثنين، كان إصدار أرامكو قد جذب بالفعل طلبات تزيد قيمتها على 30 مليار دولار، وفقا لما ذكره وزير الطاقة السعودي خالد الفالح.
وقالت مصادر مطلعة لرويترز إن أرباح أرامكو الهائلة، التي بلغت نحو ثلاثة أمثال أرباح أبل العام الماضي، تعني أن المستثمرين مستعدون لشراء السندات حتى وإن حصلوا في نهاية المطاف على عائد أقل مما تعرضه السندات السيادية السعودية.
وأجلت أرامكو العام الماضي طرحا عاما أوليا لأسهمها حتى 2021، ويهدف الطرح إلى جمع أموال للحكومة التي تتطلع لخفض عجز ميزانيتها وتنويع اقتصادها وتقليص اعتماده على النفط.
وقال صلاح شمة مدير استثمار أسهم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى فرانكلين تمبلتون ”نجاح إصدار السندات هذا سيكون الاختبار الحقيقي وأحد المؤشرات الحاسمة للطرح الأولي المنتظر لأرامكو خلال العامين المقبلين“.
وعقدت أرامكو لقاءات مع المستثمرين الأسبوع الماضي في جولة ترويجية عالمية للسندات قبل الإصدار. ومن المتوقع أن تجتذب السندات طلبا من كل من مستثمري الأسواق الناشئة ومشتري السندات ذات التصنيف الاستثماري.
نطاق واسع من المستثمرين
قال سيرجي ديرجاشيف مدير سندات شركات الأسواق الناشئة في يونيون انفستمنت، ومقرها ألمانيا، قبيل الإصدار إنه يتوقع أن يصل الطلب على السندات إلى ما بين 45 و50 مليار دولار، إذ أن التنوع في آجال الاستحقاق سيجذب قطاعا كبيرا من المستثمرين من مناطق مختلفة.
وتابع ”الآجال القصيرة من ثلاثة إلى خمسة أعوام ستلقى إقبالا كبيرا من جهات محلية ومن بعض الآسيويين. أما السندات لأجل 30 عاما فسيكون الطلب عليها قويا من المستثمرين من الولايات المتحدة وتايوان“.
وعادة ما تبدي صناديق معاشات التقاعد وشركات التأمين في الولايات المتحدة وتايوان اهتماما بالاستثمار في الأوراق المالية الطويلة الأجل لتماثل التزاماتها الطويلة الأمد.
وقال مديرو صناديق إن السعر الاسترشادي الأولي كان قريبا جدا من عائد السندات الحكومية السعودية، وبصفة خاصة السندات ذات الآجال الأقصر، وهو ما يشير إلى أن السندات ربما تُباع في نهاية المطاف بعائد أقل من نظيرتها الحكومية.
أما الشرائح الأطول أجلا فتعرض علاوة صغيرة فوق السندات السيادية السعودية، لكن من المتوقع أن يتقلص ذلك مع تسويق السندات.
يأتي إصدار السندات، الذي أُعلن عنه الأسبوع الماضي، في أعقاب اتفاق أرامكو على شراء حصة قدرها 70 بالمئة في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، المنتجة للبتروكيماويات، من صندوق الاستثمارات العامة السعودي في صفقة تبلغ قيمتها 69.1 مليار دولار.
وأبدى الفالح يوم الاثنين أمله في الانتهاء من استحواذ أرامكو على سابك في غضون ستة أشهر.
لكن الشركة قالت في عرض توضيحي الأسبوع الماضي إن الصفقة ستُغلق في 2020.
وستمنح الصفقة صندوق الاستثمارات العامة القدرة على المضي قدما في خططه الرامية لخلق الوظائف وتنويع أكبر اقتصاد عربي وتقليص اعتماده على صادرات النفط.