وقعت وزارة المالية أمس الجمعة، مذكرة تفاهم مع بنك يورو كلير وذلك لبدء العمل من الجانبين علي اتخاذ الخطوات التمهيدية لربط (تسجيل) إصدارات أدوات الدين الحكومية المصرية بالعملة المحلية ببنك يورو كلير.
يأتي ذلك لإتاحة التعامل علي أدوات الدين الحكومية المصرية لشريحة اكبر من المستثمرين الأجانب خاصة البنوك المركزية التي تتميز بكبر حجم وقيمة الاستثمارات التي تعمل بها وتفضيلها التعامل في الأوراق المالية الحكومية طويلة الأجل.
وصرح الدكتور محمد معيط وزير المالية، بأن اختيار التوقيت الحالي لتدشين هذا الاتفاق جاء بعد أن اتخذت مصر خطوات ثابتة نحو الإصلاح الاقتصادي والتي بدورها أدت الي رفع الثقة لدي المجتمع الاستثماري الأجنبي في سوق المال المصري وجذب مزيد من المستثمرين الأجانب إليه.
وأشار وزير المالية أن ذلك انعكس بوضوح خلال أخر اصدارين بالعملة الأجنبية حيث تمت تغطية الإصدار بالدولار نحو ستة أضعاف الطرح إلي جانب تغطية الإصدار باليورو أكثر من أربع مرات الطرح.
ولفت معيط إلى الإقبال القوي من المستثمرين الاجانب علي أدوات الدين المصرية بالعملة المحلية وهو ما يعكسه حجم التدفقات الداخلة التي بدأت تتزايد مع بداية العام الحالي 2019″
وقال وزير المالية أن التسجيل في بنك يورو كلير سيسهم في تخفيض تكلفة خدمة الدين العام لمصر نتيجة لزيادة جانب الطلب وتوسيع قاعدة المستثمرين في الأوراق المالية الحكومية المصرية.
وأكد معيط أن هذا الاتفاق سيفتح الباب أمام دخول مستثمرين جدد لسوق الأوراق المالية الحكومية في مصر وجذب استثمارات البنوك المركزية العالمية للأوراق المالية المصرية.
وأكد احمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية والتطوير المؤسسي، أن الاتفاق مع البنك هو جزء من الجهود المتواصلة لوزارة المالية لرفع كفاءة إدارة الدين العام وتخفيض تكلفة خدمته ضمن حزمة إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تنفذها الدولة، الي جانب تطبيق الاستراتيجية التي وضعتها وزارة المالية لخفض حجم الدين العام على المدى المتوسط والتي تضمن مقترحات لتعجيل مسار خفض دين أجهزة الموازنة عن طريق تنشيط سوق الأوراق المالية لزيادة مستويات السيولة وزيادة الطلب على أدوات الدين الحكومية وبالتالي خفض تكلفتها.
وقالت نيفين منصور مستشار نائب الوزير بوزارة المالية ومدير هذا المشروع ان توقيع المذكرة يعد بمثابة وضع حجر الأساس للعمل على إتاحة البنية التشريعية والفنية والتقنية اللازمة لتفعيل الربط بين وزارة المالية المصرية وبنك يورو كلير وإتاحة أدوات الدين الحكومية المصرية المصدرة بالعملة المحلية للتعامل من خلال أحد أكبر بنوك التسوية العالمية.
ومن جانبه اعرب ستيفان بويات المدير الدولي لأسواق المال ببنك يوروكلير عن سعادته البالغة لتوقيع هذه المذكرة لانضمام السوق المصري إلي اليورو كلير حيث انها تعتبر مؤشر قوي ان مصر تخطو نحو الإصلاح بثقة وعلي يقين من اقبال المستثمرين الأجانب بالاضافة إلي أن توفير السيولة في السوق الثانوي يقلل من تكلفة الدين وهو الهدف الذي قد تحقق مع دول أخري سبقت في هذا الربط.