بقلم أحمد رضوان ـ رئيس تحرير جريدة حابي
كيف يُقدم مؤتمر «حابي» السنوي في دورته الثانية ما هو أكثر أهميةً من الدورة الأولى على مستوى ثراءِ المناقشاتِ والموضوعاتِ وتفاعلِ الحضورِ وتمثيل المتحدثينَ ويكون أيضًا أكثر جاذبيةً للرعاة الرسميين وغير الرسميين؟
وضعنا هذا السؤالَ صوْبَ أعيننا حينما بدأنا مبكرًا التجهيزَ للدورة الثانية من مؤتمر «حابي» السنوي والتي عُقدت في الأول من أبريل الجاري، وشارك خلالها بالحديثِ والحضورِ والرعايةِ وزاراتٌ وهيئاتٌ وقياداتٌ بارزةٌ من مجتمعِ الأعمال ولاقت اهتمامًا كبيرًا من وسائل الإعلام.
رغم تزامُن مؤتمر «حابي» السنوي الأول مع أكثر من حدث اقتصادي، ورغم أنه كان بداية الإعلان عن ظهور كيان حابي، إلا أن نجاحه كان سلاحًا ذا حدّين، فهو من جهةٍ ساهمَ بصورةٍ كبيرةٍ في تسليط الضوء على مولِد مؤسسة صحفية جديدة وكان بدايةً موفقةً للغاية للانتشار والتعريف بأهداف وخطط جريدة وبوابة «حابي» ونموذجها في صناعة المؤتمرات الحيوية.
ومن جهةٍ أخرى، مثَّل نجاح المؤتمر الأول تحديًا كبيرًا لسببين، أولهما أننا وكمؤسسة لم يمرّ على خروجها للنور سوى 11 شهرًا، تسعى إلى إثبات وجودها ليس بتكرارِ النجاحاتِ فحسب، وإنما بالتفوّق على نفسها، وبالتالي كان من المهمِّ أن يُقدم المؤتمر الثاني ما هو أكثر أهمية، وبتوفيق من الله تحقَّق هذا الهدف وفقًا لما لمسناه من آراء شريحةٍ كبيرةٍ ممن نثق في موضوعية وحيادية تقييماتهم.
السبب الثاني كان توقعًا أو بمعنى أدقّ تخوفًا لم يكن في محله، وهو أن حالة التكاتف مع الفريق المؤسس لحابي والتي سبقت المؤتمر الأول -ولاشك أنها كانت أحد أهم أسباب نجاحه- ربما لن تتكرَّر في دورتِه الثانيةِ، بحكم عبورِ صِعاب البدايات وتحدياتها.
وكما أكدتُ فإنَّ هذه المخاوف لم تكُن في محلها، بل على العكس وجدنا مساندة وتكاتفًا فاقا دورة المؤتمر الأولى، وتجلَّى ذلك بوضوح في أوجه كثيرة.
على مستوى الحضورِ والمتحدثين، تميَّز المؤتمر بكثافة التمثيل الرفيع من الجهات الرسمية وقيادات كبرى الشركات والبنوك والمؤسسات المحلية والدولية أيضًا، ولهم جزيلُ الشكرِ على ما قدَّموه من محتوى ونقاشات ثرية وحيوية.
على مستوى الاهتمامِ الحكومي وغير الحكومي، جذب المؤتمر رعاية وزارات المالية والاستثمار والتعاون الدولي والتجارة والصناعة وقطاع الأعمال العام، بجانب البورصة المصرية، إضافةً إلى 16 راعيًا من القطاع الخاص، وأكثر من 12 شريكًا إعلاميًّا بذلوا جهدًا كبيرًا على مدار المؤتمرِ سواء من خلال تغطيةِ جلساتِه أو اللقاءات الخاصة التي تمَّت مع المتحدثين والحضور، ونقلت أخبارهم وتقاريرهم عشرات المؤسسات والمواقع الصحفية والإعلامية.
أما على مستوى الإعداد والتنظيم، فبمُنتهى الأمانة، أشعر بخجل كبير وأنا أتوجَّه بالشكر لفريق عمل «حابي» فهم أصحاب القصة والنجاح، فريق محدود العدد -ربما يساوي قسمًا واحدًا في أي من المؤسسات الصحفية الأخرى- لكنه يتمتع بقدرٍ كبيرٍ من التناغُمِ والكفاءةِ التي تُثير الدهشة دائمًا.
كيف لفريق عمل لا يتجاوزُ عددُ كوادِره 21 فردًا يعملون في 4 إداراتٍ، أن يقدم نموذجًا جديدًا للصحافةِ الاقتصاديةِ بأنشطتها المختلفة (محتوى مطبوع ـ محتوى إلكتروني ـ مؤتمرات ـ مالتيميديا)، ويلقي هذا القدر من التفاعل والاهتمام والتكاتف والمؤازرة من مختلف القراء والمهتمين بالمحتوى المتخصص؟
لم يكُن الجهدُ الكبيرُ وروحُ العملِ الإيجابيةِ والتفاني والتركيزُ واحترامُ الجميعِ هي فقط مقومات التقدير الذي منحتنا إياه عزيزي القارئ، توفيق الله سبقَ كل هذا فمنه كان الجهدُ ومنه جاءت الروحُ الجميلةُ وبفضله ذابت مصالح الجميع مع أهداف المؤسسة وبنورِه ركّزنا على أهدافنا بوضوح، ثم وضعنا في طريقك لتقرأ نسختنا المطبوعة وبوابتنا الإلكترونية وتحضر وتتحدث وتشارك في المؤتمرات التي نُنظمها.. شكرًا لله أولًا وأخيرًا.
شكرًا لله الذي جمع هذا الفريقَ في مكانٍ واحدٍ تسودُه الألفة والمودة والاحترام والتقدير، شكرًا لله الذي وفقنا في ترتيب أولويات البداية فكان مؤتمرنا الأول متزامنًا مع صدور مطبوعة حابي وبعدها بشهر بوابة حابي الإلكترونية.
شكرًا لله الذي أكرمنا بمؤتمر ثانٍ فاقَ نجاحُه مؤتمرَنا الأولَ، شكرًا لله على وجود مديرتي تحرير وشريكتي نجاح -ياسمين منير ورضوى إبراهيم- هما الأكفأ والأكثر حماسًا وجهدًا، لهم كل التحية والتقدير والشكر.
بحكم التعب وإنهاء بعض الملفات التي تأجلت بسبب تجهيزات المؤتمر، تأخر هذا المقال أسبوعًا كاملًا، فرجاء قبول العذر.