أحلام الثراء والفرص التاريخية في أسهم شركات التكنولوجيا

2019 عام الاكتتابات المليارية في البورصات الأمريكية

aiBANK

اندبندنت عربية

ربما لن تتكرر الفرص التي يجدها المستثمرون في الاكتتابات الضخمة لشركات التكنولوجيا هذا العام، إذ يُعتبر العام 2019 عام الاكتتابات المليارية في هذه الشركات.

E-Bank

والاكتتابات حديث الساعة بين الناس وفي وسائل الإعلام المتابِعة للأسواق الأمريكية، حيث يسيل لعاب كثيرين للفوز بأسهم ما يُعرف بالموجة الثانية من شركات التكنولوجيا التي ظهرت قبل عشر سنوات واحدثت تحولاً جذرياً في صناعات عدة.

القصة الأبرز الآن والتي تشغل بال المهتمين بأسواق الأسهم هي شركة “أوبر” واكتتابها الضخم، إذ تُجمع تقديرات مراكز الأبحاث على أن تقييم الشركة قد يتراوح بين 80 و100 مليار دولار، وهو تقييم تاريخي لشركة ناشئة، سيكون الأعلى في تاريخ قطاع التكنولوجيا، بعد “فيسبوك” التي قدِّرت قيمتها بـ 104 مليار دولار في العام 2012، و”علي بابا” الصينية وقيمتها المقدرة بـ 168 مليار دولار في العام 2014، اللتين شكلتا معاً موجة الاكتتابات التكنولوجية الأولى.

مبادرات شبابية بالمليارات

وتتوالى قصص الاكتتابات المثيرة في قطاع التكنولوجيا منذ بداية هذا العام، إذ أن أغلب أفكار هذه الشركات صنعها شباب مبادِرون في منطقة “سيليكون فالي” في كاليفورنيا، التي تضمّ مقار شركات التكنولوجيا الأمريكية.

ولكل من هؤلاء المبادرين حكايته الخاصة، حيث بدأ معظمهم من الصفر ليجد نفسه أصبح مليونيراً في غضون سنوات قليلة، مع اقتناع المستثمرين بفكرته ودعمها بملايين الدولارات، ثم من أصحاب المليارات عند ادراج شركته في البورصات وبيع الأسهم لملايين البشر الذين يتهافتون على شرائها من السوق، املاً في مشاركة هؤلاء في الثروة وحلماً بالثراء.

وشهدت الأسواق الأمريكية في الأسبوع الحالي وحده، ادراج شركتَي “زووم” (Zoom) و”بينترست” (Pinterest)، حيث قُيِّمت الشركتان بحوالي 16 مليار دولار و13 مليار دولار تباعاً، وهي تقييمات “خيالية” لشركات نشأت في عقد من الزمن.

قصص شركات ناشئة

وتُعتبر “زووم” قصة بحد ذاتها، إذ أسسها شاب صيني يُدعى ايريك يوان، جاء إلى “سيليكون فالي” قبل 20 سنة ليصبح اليوم من أصحاب الملايين الجدد.

وتمكنت “زووم” في سنوات قليلة من اختراق قطاع الأعمال الذي بات يعتمد على الموقع الخاص بها لإجراء محادثات واجتماعات عن بُعد، مختصِراً الوقت والجهد والمسافات بين الشركات الأمريكية والعالمية.

أما موقع “بينترست” فذاع صيته كأحد أهم مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تتم من خلاله مشاركة الصور المتعلقة بمناسبات وابتكارات وأفكار خلّاقة ومبدعة، إضافة إلى آخر صيحات الموضة.

وأسس هذا الموقع أيضاً مبرمِجون شباب انطلاقاً من فكرة بسيطة قائمة على تساؤل دائم عند الناس “ماذا أطبخ أو آكل اليوم؟” و”ماذا ألبس اليوم؟” فجسّد هؤلاء الشباب الفكرة ليتشارك الناس الأسئلة والحلول بالصور.

تذبذبات “ليفت” الضبابية

لكن القصة الأبرز التي تركت أثراً في عالم الاكتتابات هذا العام هي ادراج شركة “ليفت” (LIFT) منافسة “أوبر”، حيث تم ادراجها في نهاية مارس الماضي بحجم 17 مليار دولار، غير أن تذبذب السهم وهبوطه بعد الادراج وحتى يومنا هذا، ترك المستثمرين في حيرةٍ من أمرهم وجعلهم يعيدون حساباتهم.

ولهذا السبب كل العيون اليوم شاخصة على ادراج “أوبر” لأن نجاح ادراجها وفق التوقعات، سيحسم استمرار موجة الاكتتابات على وتيرها أو سيكون بمثابة إنذار لفرملة الاتجاه المتفائل في أسهم التكنولوجيا.

وأضافت الشركة ملايين الوظائف في الأسواق الأمريكية ثم العالمية، ووفرت ملايين الدورات على مَن كانوا يستخدمون وسائل النقل التقليدية كسيارات الأجرة.

وابتكر كثيرون أفكاراً غيّرت قطاعات بذاتها بفضل “الاقتصاد التشاركي” الذي فرضته التكنولوجية الحديثة، حيث ظهرت لاحقاً أفكارا تسمح للناس بأن يتشاركوا مع بعضهم البعض ممتلكاتهم مستعينين بالتطبيقات أو المواقع الإلكترونية، كأن يملك شخص ما أصولاً معينة، كسيارة أو منزل، فيشارك شخصاً آخر هذا الأصل لفترةٍ محددة مقابل كلفة أقل من سعر السوق أو الاقتصاد التقليدي.

ففي حالة تطبيق “أوبر” على سبيل المثال، يمكن لمَن يملك سيارة أن يؤجر مقاعدها لأشخاص آخرين لا يملكون سيارة لكنهم بحاجة للانتقال من نقطة “أ” الى نقطة “ب”، على أن يدفع الراكب ثمناً لهذه الخدمة أقل من ثمن سيارات التاكسي التقليدية.

السعودية مستفيدة

ومع أن الشركة ما زالت تسجل خسائر، لكن المستثمرين يعولون على المستقبل لتتمكن “أوبر” من تسجيل الأرباح.

ودخلت “أوبر” في أسواق جديدة مثل الـ”لوجستيك” عبر توصيل الطعام ومشاركة الدراجات والسكوتر على أمل في توسيع أعداد المستخدمين وتطوير الاقتصاد التشاركي. كما توسعت أخيراً عبر استحواذها بنحو 3 مليارات دولار على شركة “كريم” التي تعمل في الشرق الأوسط.

وفي حال حقق اكتتاب “أوبر” المتوقع منه، فإنه سينعكس أرباحاً على مجموعة “سوفت بنك” اليابانية، وصندوق الاستثمارات العامة السعودي (الصندوق السيادي للمملكة)، المستثمران في الشركة.

ويُعتبر “سوفت بنك” والصندوق السيادي السعودي، الداعمان الرئيسان لصندوق “رؤية سوفت بنك”، أكبر مساهم في “أوبر” بحصة 16.3 في المئة، فيما يملك صندوق الاستثمارات العامة السعودي حصةً مباشرة تبلغ قيمتها 5.3 في المئة.

“ايربي أن بي”… منافِسة الفنادق

وعلى خطى “أوبر” التي غيّرت قطاع النقل جذرياً، تنتظر أسواق المال ادراج شركة “ايربي أن بي”، وهي الشركة التي استفادت من “الاقتصاد التشاركي” لتحول قطاع الضيافة والفنادق، حيث يتيح تطبيق هذه الشركة لمَن يملك منزلاً أن يشارك غرفه مع آخرين يريدون الإقامة الموقتة في هذه الغرف بأسعار أقل من الفنادق التقليدية. وتقدر تقييمات “ايربي أن بي” بنحو 30 مليار دولار.

ولحقت بـ “أوبر” و”ايربي أن بي” شركة “وي ورك” (WeWork) وهو تطبيق يعتمد مفهوم الاقتصاد التشاركي ايضاً، بحيث يتيح مساحات مكتبية للموظفين عن بُعد وللموظفين الأحرار وللشركات من مختلف الأحجام التي تريد عقد اجتماعات خارجية، حيث يوفر أماكن وأجواء مبتكرة للعمل. وتُقدّر القيمة المتوقعة للشركة بـ 40 مليار دولار.

شركة كشفت بن لادن

وفي سياق الشركات المتوقع ادراجها هذا العام تأتي شركة “بالانتير تيكنولوجيز” (Palantir Technologies) وهي واحدة من أهم شركات تحليل البيانات الضخمة الأمريكيةbig data and data mining ومؤسسها شاب يُدعى بيتر سييل وهو شريك مؤسس في “باي بال” (Pay Pal)، وجد فرصة استثمارية في تحليل البيانات.

ولعبت شركته دوراً في القضاء على الإرهاب، حيث ساهمت في كشف مكان زعيم تنظيم “القاعدة” السابق أسامة بن لادن. وترتبط تلك الشركة بعقود مع الحكومة الأمريكية، ويُتوقَع أن تصل قيمتها إلى 40 مليار دولار.

وكما فعلت “زووم” في قطاع الأعمال، كذلك فعلت “slack” وهو موقع وتطبيق يجمع مجموعات من الطلاب أو المستثمرين او أي فئات اجتماعية أخرى في غرف خاصة، حيث يمكنهم مشاركة الملفات والتحادث والتواصل في ما بينهم. ويبلغ تقييم “سلاك” عند 10 مليار دولار.

ومن الشركات المنتظرة أيضاً “روبن هود” (Robinhood) وهو تطبيق لتجارة الأسهم الكترونية، تمكن من جذب المستثمرين من الشباب لسهولة استخدامه وتقييمه مرجَح عند5.5 مليار دولار.

وفي القائمة أيضاً شركة بوستمايتس (Postmates) وهي تطبيق شبيه بـ “أوبر إيت” (Uber Eat) وتقييمه عند 1.2 مليار دولار.

الرابط المختصر