أمريكا تنهي جميع إعفاءات استيراد النفط الإيراني وأسعار الخام تقفز

الخطوة الأمريكية دفعت أسعار الخام لأعلى مستوى في ستة أشهر

رويترز – طالبت الولايات المتحدة مشتري النفط الإيراني بوقف مشترياتهم بحلول أول مايو وإلا سيواجهون عقوبات.

تهدف الخطوة الأمريكية إلى خنق إيرادات طهران من النفط ودفعت أسعار الخام لأعلى مستوى في ستة أشهر.

E-Bank

وقالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنها لن تجدد الإعفاءات التي منحتها لعدد من مشتري النفط الإيراني.

وكان القرار أكثر صرامة من المتوقع وباغت بعض كبار المستوردين الذين ناشدوا واشنطن الاستمرار في شراء النفط الإيراني.

وما زالت طهران تتحدى قرار واشنطن، إذ قالت إنها مستعدة لإنهاء الإعفاءات، وكرر الحرس الثوري تهديده بإغلاق مضيق هرمز.

وقال البيت الأبيض إنه يعمل مع السعودية والإمارات العربية المتحدة، لضمان تلقي سوق النفط ”إمدادات كافية“.

وقالت إليزابيث روزنبرج مديرة برنامج الطاقة والاقتصاد والأمن لدى مركز الأمن الأمريكي الجديد ”من المفاجئ أن يأتي طلب وقف استيراد النفط الإيراني في هذا الموعد النهائي في مايو القادم.

”الإخطار قبل بضعة أسابيع فقط من الموعد النهائي يعني أن هناك الكثير من الشحنات التي جرى حجزها للتسليم في مايو. وذلك يعني أن خروجها قبل الموعد النهائي سيكون أكثر صعوبة“.

وانخفضت صادرات إيران النفطية إلى نحو مليون برميل يوميا من أكثر من 2.5 مليون برميل يوميا قبل إعادة فرض العقوبات.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في إيجاز صحفي يوم الاثنين ”سنصل إلى الصفر. سنصل إلى الصفر مع الجميع“.

وأضاف أن الولايات المتحدة لا تخطط لمنح الدول فترة سماح بعد الأول من مايو أيار للالتزام بالقرار.

وقال بومبيو إن البيت الأبيض يهدف لحرمان إيران من إيرادات نفطية حيوية تبلغ 50 مليار دولار سنويا.

وقال مسؤول كبير في الإدارة إن ترامب واثق في أن السعودية والإمارات العربية المتحدة ستنفذان تعهداتهما بتعويض نقص صادرات النفط الإيرانية.

وقال فرانك فانون مساعد وزير الخارجية الأمريكي المعني بموارد الطاقة إن السعودية تتخذ ”خطوات فعالة“ لضمان توافر إمدادات كافية في أسواق النفط العالمية.

ولم يلتزم وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في بيان بزيادة الإنتاج، وقال إن المملكة ”تراقب التطورات في سوق النفط“ بعد البيان الأمريكي، وإنها ستنسق مع غيرها من منتجي النفط لضمان توازن السوق. وتعقد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اجتماعها القادم في يونيو.

وفي حين من المتوقع أن تزيد السعودية الإنتاج مجددا، يخشى المحللون أن يؤدي التحرك الأمريكي، بجانب العقوبات المفروضة على قطاع النفط الفنزويلي، إلى عدم كفاية الطاقة الإنتاجية الفائضة في العالم.

وارتفع خام القياس العالمي برنت فوق 74 دولارا للبرميل يوم الاثنين، مسجلا أعلى مستوى منذ نوفمبر، بسبب الضبابية التي تحيط بزيادة إمدادات السعودية وبقية دول أوبك، بينما بلغ سعر النفط الأمريكي ذروته منذ أكتوبر تشرين الأول 2018 عند 65.92 دولار للبرميل.

وأغلق برنت اليوم مرتفعا 2.07 دولار، أو 2.88 بالمئة، عند 74.04 دولار للبرميل، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.70 دولار، أو 2.66 بالمئة، ليبلغ عند التسوية 65.70 دولار للبرميل.

وقال روبرت مكنالي رئيس مجموعة رابيدان إنرجي لاستشارات الطاقة ”على الرغم من أسعار النفط المرتفعة الآخذة في الصعود سريعا وارتفاع مخاطر الاضطراب الجيوسياسي، يراهن (ترامب) بثقة على أن السعودية والإمارات ستحتويان الضغوط الصعودية على الأسعار عبر تعويض النفط الإيراني وزيادة“.

وبالإضافة إلى الصين والهند، حصلت اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا وإيطاليا واليونان على إعفاءات من العقوبات أيضا.

تساؤلات حول المعروض العالمي

كان ترامب قد أوضح لفريقه المعني بالأمن القومي على مدى الأسابيع القليلة الأخيرة أنه يرغب في إنهاء الإعفاءات، وتولى جون بولتون مستشار الأمن القومي العمل على هذه المسألة داخل الإدارة الأمريكية.

وقالت إليزابيث روزنبرج ”الأمر الوحيد الذي كان يدور بوضوح داخل الإدارة هو النقاش حول توقيت الوصول إلى الصفر“.

وفي الأشهر الأخيرة، خفضت السعودية وبقية أعضاء أوبك الإمدادات بشكل كبير. واتفقت أوبك مع حلفاء لها من بينهم روسيا على خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا، لكنهم تجاوزوا ذلك المستوى وخفضت السعودية وحدها الإمدادات بمقدار 800 ألف برميل يوميا.

وبينما أوقفت إيطاليا واليونان وتايوان المشتريات بالفعل، فإن قيام الصين والهند بذلك قد يكون أصعب بكثير. وانتقدت تركيا، أحد المشترين، القرار الأمريكي.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية يوم الاثنين في إشارة إلى مخاوف تركيا ”أشرنا في اجتماعات خاصة إلى أن الصفر آت، وها نحن الآن قد وصلنا إليه“.

وقال قنغ شوانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في إيجاز صحفي يومي في بكين يوم الاثنين إن بلاده تعارض العقوبات الأمريكية الأحادية الجانب على إيران وإن التعاون الثنائي بين الصين وإيران يتسق مع القانون.

ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن وزارة الخارجية قولها إن الحكومة الكورية الجنوبية تجري مفاوضات مع الولايات المتحدة على كل المستويات لتمديد الإعفاءات، وستواصل بذل كل الجهود الممكنة للتعبير عن موقف سول حتى الموعد النهائي للإعفاءات الذي يحل في مايو أيار.

وفي الهند، بدأت شركات التكرير في البحث عن إمدادات بديلة، لكن الحكومة امتنعت عن التعليق رسميا.

وقال متحدث باسم السفارة اليابانية في واشنطن إن طوكيو لا تنوي التعليق على القرار، لكن المسؤولين اليابانيين يقولون إن قضية إيران نوقشت خلال اجتماع بين وزير الخارجية الياباني وبومبيو يوم الجمعة الماضي.

ومن المتوقع مناقشة القضية أيضا خلال زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لواشنطن يوم الجمعة المقبل، والمتوقع أن تركز على كوريا الشمالية والصين.

الرابط المختصر