رويترز
قالت الإدارة الأمريكية للملاحة البحرية إن إيران قد تستهدف السفن التجارية الأمريكية، بما يشمل ناقلات النفط، أثناء إبحارها عبر الممرات المائية في منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي قال فيه رجل دين إيراني بارز إن أسطولا أمريكيا يمكن ”تدميره بصاروخ واحد“.
وفي أحدث تراشق بين طهران وواشنطن، قال الحرس الثوري الإيراني إن طهران لن تتفاوض مع أمريكا واستبعد وقوع أي هجوم أمريكي، وذلك بعد يوم من حث الرئيس دونالد ترامب على إجراء محادثات وتصريحه بأنه لا يستطيع استبعاد مواجهة عسكرية.
وقدم ترامب العرض في الوقت الذي زاد فيه الضغوط الاقتصادية والعسكرية على إيران حيث عمل هذا الشهر على وقف كل صادرات النفط الإيرانية بينما عزز وجود القوات البحرية والجوية الأمريكية في الخليج.
وصرح مسؤول أمريكي لرويترز يوم الجمعة بأن وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة باتريك شاناهان وافق على نشر صواريخ باتريوت إضافية في الشرق الأوسط، في أحدث رد من جانب الولايات المتحدة على ما تراه تهديدا متناميا من قبل إيران.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن حاملة الطائرات أبراهام لنكولن، التي أرسلتها إدارة ترامب إلى الشرق الأوسط تحذيرا لإيران، عبرت قناة السويس يوم الخميس، كما وصلت قاذفات أمريكية من الطراز بي-52 إلى قاعدة أمريكية في قطر.
وانتقدت إيران الانتشار الأمريكي الجديد الذي قالت إدارة ترامب إنه يأتي بعد أن أشارت معلومات للمخابرات الأمريكية إلى استعدادات إيرانية محتملة لمهاجمة القوات أو المصالح الأمريكية. ووصفت طهران ذلك بأنه ”حرب نفسية“ تهدف لترهيبها.
وقالت الإدارة الأمريكية للملاحة البحرية في مذكرة نشرت يوم الخميس إن احتمالات اتخاذ إيران أو وكلائها في المنطقة إجراءات ضد مصالح الولايات المتحدة وشركائها تزايدت منذ بداية مايو.
وأضافت أن تلك المصالح تشمل البنية التحتية لإنتاج النفط بعد أن هددت طهران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر منه نحو ثلث الخام المنقول بحرا في العالم.
وقالت إدارة الملاحة البحرية ”إيران ووكلاؤها قد يردون باستهداف السفن التجارية، بما يشمل ناقلات النفط، أو السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب أو الخليج“.
وأضافت ”التقارير تشير إلى استعداد إيراني متزايد لتنفيذ عمليات هجومية ضد القوات والمصالح الأمريكية“
وتمر الملايين من براميل النفط يوميا عبر تلك الممرات البحرية من الدول المنتجة في الشرق الأوسط إلى الأسواق العالمية.
وتزايد التوتر بين طهران وواشنطن منذ أن قررت إدارة ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني قبل عام وبدأت في إعادة فرض عقوبات صارمة على الجمهورية الإسلامية.
وقال نائب الأميرال جيم مالوي، قائد الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين، لرويترز يوم الخميس إن القوات الأمريكية رفعت حالة الاستعداد على الرغم من أن جيش بلاده لا يسعى لخوض حرب مع إيران ولا يعد لذلك.
وقالت الإدارة الأمريكية للملاحة البحرية إنها تحث السفن التي ترفع العلم الأمريكي على التواصل مع الأسطول الخامس، الذي يتولى حماية السفن التجارية في المنطقة، قبل يومين على الأقل من الإبحار عبر مضيق هرمز.
وشددت واشنطن العقوبات المفروضة على إيران هذا الشهر إذ ألغت الإعفاءات التي كانت تسمح لبعض الدول بشراء نفطها بهدف وقف صادرات الخام الإيراني بالكامل.
وردت إيران بتخفيف القيود عن برنامجها النووي فيما يتعلق بمخزونات بعض المواد لكنها ملتزمة بالحدود المنصوص عليها في الاتفاق النووي بالحد من أنشطة تخصيب اليورانيوم.
وذكرت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء نقلا عن رجل الدين البارز آية الله يوسف طبطبائي نجاد قوله في مدينة أصفهان في وسط البلاد ”أسطولهم ذو المليار (دولار) يمكن تدميره بصاروخ واحد“.
بينما نقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن يد الله جواني نائب قائد الحرس الثوري للشؤون السياسية قوله ”لن نجري محادثات مع الأمريكيين.
لن يجرؤ الأمريكيون على القيام بعمل عسكري ضدنا… أمتنا.. ترى أن أمريكا لا يمكن الوثوق بها“.
وشارك آلاف الإيرانيين في مسيرات رعتها الدولة يوم الجمعة للتعبير عن دعمهم لقرار الحكومة يوم الأربعاء تقليص الالتزام بالقيود المفروضة على برنامجها النووي بموجب الاتفاق المبرم في عام 2015 مع القوى العالمية.
وهددت إيران بمزيد من الإجراءات إذا لم توفر لها الدول الموقعة على الاتفاق الحماية من العقوبات الأمريكية.
وعرض التلفزيون لقطات للآلاف يشاركون في مسيرات بعد صلاة الجمعة في طهران ومسيرات أخرى في أنحاء البلاد.
وهتف المشاركون في المسيرات ”يجب أن تعلم أمريكا أن العقوبات ليس لها تأثير“.