د. ماهر عشم رئيس شركة كومتريكس للتجارة الإلكترونية
التسويق هو علم مختص بالعمليات والأنشطة التي يتم من خلالها ترويج السلع المنتجة والخدمات المقدمة بصورة تضمن تحقيق أهداف الشركات وطموحاتها في تحقيق المبيعات من خلال العملاء الحاليين أو باستقطاب عملاء جدد.
هناك مكونات أو دعائم رئيسية لعملية التسويق ومنها المنتج أو الخدمة المقدمة ومدى علاقتها باحتياجات السوق والترويج لها بكل وسائل الدعاية والإعلان المتاحة والمستحدثة والتسعير ومدى قبوله في السوق موقعه بين أسعار المنافسين.
وهناك عدد من المتطلبات لعملية التسويق وأولها أن يكون المنتج المقدم أو الخدمة نابعة من احتياجات السوق وليست فقط من بنات أفكار مقدميها ويتم التحقق من ذلك عن طريق أبحاث التسويق التي تقوم بها شركات متخصصة لمعرفة رأي السوق في المنتج أو الخدمة. يجب أيضًا تحديد الفئة المستهدفة من السوق سواء كانت فئة عمرية أو منطقة جغرافية معينة أو مجموعة من هذه المعطيات.
يلي ذلك تحديد المحتوى الإعلاني والقنوات أو الأدوات المثلى لتوصيل ذلك المحتوى إلى الفئة المستهدفة للتعريف والتحفيز على الشراء.
علم التسويق هو علم ضخم لن تسع لتفاصيله مقالة أو حتي جريدة وكثير من القراء أعلم بها مني.
انتشر استخدام شبكة الإنترنت في أوائل الألفية الحالية وزاد انتشارها جدًّا مع استحداث الهاتف المحمول وخاصة الهواتف الذكية وتأجج ذلك الانتشار بفعل وسائل التواصل الاجتماعي والتي صارت من عشر سنوات ملازمًا ومرافقًا أولًا وأساسيًّا للبشر.
فوجدت أدواته قنوات للتسويق أقل كلفة وتصل إلى المستخدم مباشرة وتطور علم التسويق ليشمل التسويق الرقمي أو الإلكتروني وهو كل أنشطة علم التسويق السابقة ولكن مقدمة باستخدام الشبكات المختلفة من الإنترنت أو التليفون المحمول أو كلاهما وعلى سبيل المثال لا الحصر استحدثت الأدوات التالية في الدعاية والإعلان والأبحاث التسويقية
1. الرسائل القصيرة ويمكن توجيهها إلى أرقام مميزة أو شريحة معينة من قيم الفواتير الشهرية أو المتواجدين في موقع جغرافي محدد كسوق أو مول تجاري أو مجموعة مشتركة من تلك المتغيرات تحدد متلقي الرسالة وتقبل الفاقد أو الهالك في الرسائل التي يمكن أن يتلقاها من هم خارج الفئة المستهدفة.
2. الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي ومنها مثلًا الإعلان في صورة فيلم قصير – فيديو – على اليوتيوب أو الفيسبوك، أو إعلان في صورة ملصق ذكي به رابط للتوصيل مباشرة إلى السوق. يمكن أيضًا تحديد متلقي تلك الإعلانات بناء على عشرات المتغيرات من العمر والاهتمامات والجغرافيا وحتي نوع الهواتف التي يستخدمها المتلقي.
3. صار من الأسهل جمع بيانات وإجراء استطلاعات الرأي الضرورية للأبحاث التسويقية على التواصل الاجتماعي وقياس تفاعل الجمهور مع الرسائل المقدمة نظرًا لسهولة معرفة متلقي المحتوى الإعلاني بتلك الوسائل مقارنة بالوسائل التقليدية.
تتطور تلك العلوم بسرعة مذهلة وتتغير كل يوم أدواتها المتاحة والمستحدثة بفعل التطور التكنولوجي المذهل الذي تمر به البشرية وبفعل اختلاف طريقة تفكير وتفاعل الأجيال التي نشأت في وجودها عن تلك التي نشأت قبلها ثم اضطرت إلى استخدامها وتعلمها على كبر.
وانتشرت مهنة أخصائي التسويق الإلكتروني وصارت يزاحم فيها من لا حظ له في سوق العمل المحترف والممتهن لها عن علم وخبرة وتاه أصحاب الأعمال بين المحترفين والهواة. تكمن الإشكالية في التعامل مع الهواة في ضياع الأموال المنفقة على الإعلانات دون وصول المحتوى إلى الفئة المستهدفة ودون تحقيق مبيعات.
أيضًا شددت الدولة وتبنى سيادة الرئيس بنفسه مبادرات عديدة لدعم ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة أملًا وإيمانًا بدورها في خلق فرص عمل وتعظيم إجمالي الناتج المحلي. تلك المبادرات هي المستقبل فعلًا ومن أهم ما يمكن أن تتكاتف الأجهزة والمواطنون لإنجاحها .
والجدير بالذكر أن الإحصائيات تشير إلى أن واحدًا من كل عشرة مشروعات ناشئة ينجح لعدة تحديات وأسباب يفرد لها مقال مستقبلًا ولكن من أهم تلك الأسباب هو عدم وجود التمويل الكافي للتسويق الإلكتروني أو نفاذ المخصصات له دون وصول الرسائل إلى الفئة المستهدفة وتحقيق المبيعات وأحيانًا تكون الأسباب هي سوء تقدير المبالغ الضرورية للتسويق أو الاستعانة بالهواة لقلة التكلفة. لذلك أقترح الآتي على الأجهزة المعنية.
أولًا: الاهتمام بالتعليم والتدريب في تلك المجالات والإكثار من المحترفين لتلك الأنشطة واستقطاب الهواة وتحويلهم إلى محترفين من خلال برامج مدعومة من الدولة التي سبق وحققت نجاحات مثيلة في مجال تكنولوجيا المعلومات عن طريق معاهد راقية جدًّا تابعة لوزارة الاتصالات.
ثانيًا: شهادة اعتماد للمحترفين للتمييز بينهم وبين أي ممتهن لتلك الأنشطة دون مهارة أو علم حقيقيين.
ثالثًا: على كل مبادرات ريادة الأعمال وملائكة المستثمرين والحاضنات المشروعات البادئة وداعمي المشروعات الصغيرة والمتوسطة توجيه جزء أساسي من دعمهم المقدم لتلك المشروعات في صورة تسويق رقمي لتحقيق المبيعات المطلوبة لنجاح واستمرارية المشروعات.
اخيرًا اتمني ان اشهد يوما تكون فيه الجامعات المصرية والأجنبية الموجودة بمصر أسرع في تبني العلوم الحديثة وتقديمها لطلبتها من البيروقراطية العميقة ومقاييس الجودة التي لا تتناسب مع سرعة التطور والتغير التي تمر بها تلك العلوم فأذكر اثناء تدريس لمادة التكنولوجيا المالية ان بعض ما قدمته اول الفصل الدراسي صار قديما وقدمت تعديل لهفي اخر الفصل نفسه.