منصور عامر: السوق العقارية على أعتاب خريطة جديدة وتغيرات مؤثرة في الطلب

شركاتي وصلت إلى مرحلة نضج تسمح لها بالانطلاق تحت قيادة جديدة.. وفصل الملكية عن الإدارة تطور سعينا إليه

ياسمين منير ورضوى إبراهيم

قال رجل الأعمال منصور عامر، مؤسس مجموعة عامر جروب إن قرار تخليه عن رئاسة المجموعة لم يكن مفاجئًا، معتبره التطور الطبيعي الذي كان لا بدَّ أن يحدث، في إطار رغبته لتأكيد الفصل بين الملكية والإدارة، على غرار ما تم تنفيذه منذ نحو 3 سنوات بشركته بورتو جروب.

E-Bank
كان لا بدَّ من تسليم رئاسة “عامر جروب” لشخص مقنع للمساهمين وقيادات الشركات التابعة.. و د.هشام عرفات يشبه المجموعة في مبادئها المحافظة نسبيًّا

وأوضح عامر في تصريحات خاصة لجريدة “حابي” على هامش الإعلان عن تعيين الدكتور هشام عرفات وزير النقل السابق رئيسًا للمجموعة، أن توقيت القرار يتوقف على المرحلة التي تمر بها الشركة، قائلًا: “عندما نجد الشركة وصلت إلى مرحلة من النضج تسمح لها أن تسلم وتنطلق بقيادة أخرى نقوم باتخاذ قرار الفصل، ونرى أن هذا تطور تطبيعي ونحن سعداء باتخاذ القرار”.

وأكد في الوقت نفسه أن استقالته من رئاسة مجلس إدارة مجموعة عامر جروب لا تعني تخليه عن دوره الاستشاري وفاعليته في إبداء الرأي والنصح في المشروعات ومتابعتها.

تابعنا على | Linkedin | instagram

المجموعة محملة بمشروعات واعدة وكوادر مميزة وأفكار كثيرة.. الطريق ممهد أمام من يرأسها.. ولن أتخلى عن دوري الاستشاري

وقال عامر: “ أنا مساهم رئيسي بالمجموعة من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك مشروعات متعددة سواء المتعلقة بسلسلة بورتو أو بكثير من المطاعم، ولدت على أيدينا، وبالتالي ستكون بحاجة إلى الدعم الفني وغيره من الأمور التي سأواصل تقديمها، وهو ما أريد أن أطمئن الجميع بشأنه”.

وحول اختيار الدكتور هشام عرفات وزير النقل السابق لقيادة المجموعة، قال عامر: “رأينا في الدكتور هشام شخصية عظيمة وجديرة بالاحترام، كما أن لديه خلفية متميزة في القطاع الذي نعمل به، نحن مستبشرين به خيرًا، خاصه أنه يشبه المجموعة على صعيد المبادئ التي تعمل وفقًا لها”.

وأشار مؤسس مجموعتي بورتو جروب وعامر جروب إلى عدم تقديم الخمور أو الشيشة أو التصريح بإقامة ديسكوهات بسلسلة المشروعات التابعة، لافتًا إلى أن هناك نمطًا من المساهمين كان لديه رغبة قوية في المساهمة بشركة ذات طبيعة متحفظة بعض الشيء.

وقال: “الدكتور هشام معجب بالفكرة ويرغب في الحفاظ عليها، ومن جانبنا كان لا بدَّ من اختيار شخص قادر على قيادة المجموعة، مقنع للناس ومقنع لقيادات شركات المجموعة المختلفة، وفي الحقيقة الكل ملتف حوله ومقتنع به جدًّا، وكلنا داعمين لتحقيق نجاحات جديدة”.

وحصل الدكتور هشام عرفات وزير النقل السابق على دكتوراه من جامعة عين شمس بالاشتراك مع جامعة براونشفيج بألمانيا، وتدرج في العديد من المناصب بالجامعة، وله إسهامات كثيرة في مجال التصميم الإنشائي للعديد من الكباري على نهر النيل.

وشارك في تصميم وإنشاء الخطين الأول والثاني لمترو الأنفاق وتصميم العديد من الكباري بجدة والطائف بالمملكة العربية السعودية، كما شغل منصب رئيس قسم الهندسة الإنشائية بجامعة المستقبل.

وأشار عامر إلى أن شركته تحمل في جعبتها مشروعات كثيرة وكذلك أفكارًا كثيرة، بعضها اقترب من مرحلة التنفيذ، ومن المنتظر أن تشهد انطلاقتها تحت القيادة الجديدة، مستبشرًا بأن تحقق المشروعات نتائجها المرجوة بدعم فرق العمل القوية التي تزخر بها المجموعة.

وقال عامر: “أفتخر بأني أسلم المجموعة وهي في حالة صحية جيدة، محملة بمشروعات كثيرة وواعدة، كما تتمتع بتوافر قيادات محل تقدير وتنافس، وتزخر بكوادر وخبرات مخلصة ومؤمنة بشركتها، وبالتالي فالطريق ممهد أمام من يرأسها، وأتمنى وأتوقع له كل النجاح خلال المرحلة المقبلة”.

مشروع مصر الجديدة يقترب من النور.. ونسعى للانتهاء من تراخيص مشروع كبير بالقرب من مرسى مطروح

وأوضح عامر أن قائمة المشروعات تضم كلًّا من مشروع بورتو بورسعيد ومشروع الساحل الشمالي بمنطقة العلمين والمرحلة الجديدة من بوتور الجولف ، ومشروع مصر الجديدة الذي رجح أن يرى النور قريبًا في ظل وصول تراخيص المشروع إلى مراحلها الأخيرة، مشيرًا إلى أنه جارٍ استخراج التراخيص لمشروع كبير بالقرب من مرسى مطروح والأمر يستغرق بعض الوقت.

وقال عامر: “نحن نعمل في أماكن كثيرة حاليًا، وأريد أن أطمئن الناس بشأن المخاوف التي تبث حول مستقبل السوق العقارية، فالسوق العقارية في حالة متميزة جدًّا، وكل المسألة تتعلق باختيار المكان الأنسب للاستثمار وتوجيه الأموال”.

السوق في حالة متميزة جدًّا.. وتاريخ واسم الشركة العقارية من العناصر المتحكمة في كفاءة الاستثمار

وأشار عامر إلى أن تاريخ واسم الشركة العقارية وخبرتها في السوق تعد أهم العناصر التي تحكم كفاءة الاستثمار، في ظل توافر الخبرة والحنكة بهذه الكيانات لإدارة عمليات البيع واختيار مواقع البناء، واختيار الفئة المستهدفة بكل مشروع وكذلك وضع آليات جيدة ولتحصيل أقساطها وكذلك توليد الإيرادات وتحقيق الأرباح.

وشدد على أهمية عدم تعميم وجهة النظر السلبية على جميع الشركات العقارية قائلًا: “هناك أسماء وعلامات ناجحة، والسوق تزخر بالمطورين والمشروعات الناجحة، والسوق متقبلة ومستوعبة هذه المشروعات وتحقق مبيعات جيدة، فالحالة الصحية للقطاع جيدة جدًّا بشرط عدم التواجد بالأماكن التي تشهد مزاحمة، أو التي تتسم بارتفاع المعروض من الوحدات”.

أي سلعة إذا تم طرحها وسط معروض كبير ستبور.. والعبرة بالذكاء في اختيار مواقع المشروعات

وأضاف “أي سلعة إذا تم طرحها وسط معروض كبير ستبور، والعبرة بالذكاء في اختيار مواقع المشروعات”.

وأكد عامر أن شركاته تعطي أهمية كبيرة للاستثمار في المحافظات خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن بورتو جروب اقتربت من بدء أعمالها بمشروع بالصعيد، كما تبحث عامر جروب عن فرص جيدة لاقتناصها خلال الفترة المقبلة.

وأشار مؤسس مجموعتي بورتو وعامر جروب إلى أن ما قامت به الدولة من إنجاز غير مسبوق في شبكة الطرق وتغيير الخريطة الداخلية سيأتي بثمار كبيرة خلال الفترة المقبلة، قائلًا: “لا يمكن أن تحدث كل هذه التغيرات ونقف لنشاهد فقط، فالجميع سيسارع لاقتناص الفرص والتفكير في الاستفادة والبناء على ما تم تنفيذه من تطوير”.

مصر ستجني ثمار شبكة الطرق قريبًا.. وحالة رواج مرتقبة في مناطق لم يكن متاحًا الوصول إليها

ودلل على ذلك بما قاله الدكتور هشام عرفات بالمؤتمر الصحفي الذي عقد للإعلان عن رئاسته للمجموعة على صعيد الاختلاف الإيجابي لوضع مشروع الشركة ببورسعيد قبل وبعد تنفيذ طريق محور 30 يونيو، مؤكدًا أن مصر ستجني خلال الفترة المقبلة ثمار شبكة الطرق، عبر ظهور فرص متنوعة وما يترتب عليها من خلق فرص عمل وحالة رواج في مناطق لم يكن متاحًا الوصول إليها من قبل.

وقال عامر: “كل هذه التغيرات في المعادلة تدفع في اتجاه تغير شكل الخريطة العقارية وكذلك تغير وضع الطلب بالسوق وشكل التنمية بناء على ما تم إنجازه خلال الفترة الأخيرة، وهو ما ننتظره”.

وحول ما إذا كان لمنصور عامر خطط عملية جديدة بعد استقالته من رئاسة عامر جروب، أكد أنه ما زال يلعب دورًا استشاريًّا أساسيًّا من الواجب الاستمرار في تقديمه حتى تستمر المشروعات التابعة في المحافظة على تنافسيتها، كما سيستمر كمساهم رئيسي بالشركتين “بورتو جروب” و”عامر جروب”.

وقال: “كل ما هنالك أني خرجت من الجانب التنفيذي بهدف تحقيق مبدأ جيد وهو فصل الملكية عن الإدارة، بما يحقق شفافية ووضوح أكبر وطمأنينة للمساهمين، وهذا تطور استهدفنا الوصول إليه واجتزنا مراحل عدة حتى وصلنا إلى هذه المرحلة، ونحن سعداء بذلك”.

وبدأ رجل الأعمال منصور عامر حياته العملية وكيل نيابة حتى نهاية الثمانينيات، ثم تحول إلى نشاط التطوير العقاري، وبدأ بإدخال سلاسل مطاعم شيليز العالمية عام 1994، عقبها التوسع في هذا النشاط بالتوازي مع تأسيس مشروعات بورتو تباعًا.

وتأسست مجموعة عامر جروب القابضة عام 2007 وتم طرحها بالبورصة المصرية في نوفمبر 2010، وتمتلك المجموعة حزمة من الشركات المتنوعة منها بورتو إنترناشونال إنفستمنت، جنوة للاستثمار العقاري، تروبي 2 للتنمية السياحية، تروبيكانا للمشروعات، دلمار للتنمية السياحية، بالإضافة إلى شركات عامر للطاقة والبنية التحتية، بورتو ورلد، نيو تروبيكانا للمنشآت السياحية، تروبيكانا للصناعات الغذائية، جراجات مصر، وبورتو للاستثمار الرياضي، بورتو هوم، بورتو آير.

كما تمتلك 98% من شركة عامر للخدمات وإدارة المشروعات، و97% بشركة فنادق بورتو ومثلهم بشركتي عامر للمراكز التجارية وتوتال فاسيليتس مانجمنت، إلى جانب 95% من عامر راية المحدودة، و80% بشركة إدارة المطاعم الجديدة، و70% بشركة العامر للمقاولات، و60% من عامر للتنمية السياحية و44% بشركة بورتو هوليدايز للتنمية السياحية .

في حين طرحت شركة مجموعة بورتو القابضة بالبورصة كيانًا منفصلًا في عام 2015، وتمتلك عدة شركات منها بورتو ميديترينين، وعامر سوريا للتنمية، وبورتو للتنمية السياحية، وبورتو جلوبال، علاوة على 95% من شركة بورتو إنترناشيونال هولدنجز ليمتيد، ونحو 79% بكل من بورتو أكتوبر، وبورتو نيو كايرو، وديلز للتسويق.

كما تمتلك نحو 69% بشركة العلمين للتعليم والتنمية و55.4% ببورتو بيراميدز للتنمية العقارية وما يقرب من 49% بكل من دلمار للتنمية العقارية، وبورتو للتطوير العقاري، ونحو 34% من بورتو سعيد.

الرابط المختصر