النتائج الأكثر احتمالا لاشتعال الصراع مع إيران

بريطانيا تنصح سفنها بالبقاء خارج المنطقة لفترة مؤقتة

aiBANK

شهدت منطقة الخليج العربي يومي الجمعة والسبت، تطورات جديدة على طريق النزاع مع إيران، حيث احتجزت سفينتي نفط، أحداهما ترفع العلم البريطاني وتحمل اسم ستينا إمبيرو، والثانية ترفع علم ليبريا لكنها تدار بواسطة شركة بريطانية، وأفرجت إيران عن السفينة الثانية وتحمل اسم مسدار، فيما استمرت في احتجاز الأولى وقالت إنها تحقق مع طاقمها.

ومن المرجح أن يتبع استيلاء إيران على ناقلتين بريطانيتين للنفط، ارتفاعًا في أسعار البترول والغاز، وتكاليف التأمين، كما يمكن للصراع الطويل في الخليج العربي أن يساعد في دفع الولايات المتحدة والاقتصادات العالمية إلى الركود، والتسارع نحو الابتعاد عن الوقود الأحفوري.

E-Bank

ورصدت وكالة بلومبرج في تقرير أمس النتائج الأكثر احتمالًا لتطورات الأوضاع في منطقة الخليج العربي والتي ازدادت سخونة في الأيام الأخيرة.

هل سيتم إغلاق مضيق هرمز؟

يقول إيان بريمر، رئيس ومؤسس مجموعة أوراسيا جروب، وهي مؤسسة أبحاث واستشارات للمخاطر السياسية، إنه في المواجهات المحدودة، يجب أن يستمر تدفق النفط والسلع الأخرى عبر المضيق، مع التحذير من أن بعض ناقلات النفط يمكن أن تستهدفها إيران. ولكن في حرب كبرى، يمكن لإيران أن تغلق المضيق وتزرع الألغام.

إغلاق المضيق مستبعد في المواجهات المحدودة ولكن

وقال أول سلوث هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو، إنه سيتم بذل جهد متضافر للحفاظ على المضيق مفتوحًا، وقبل بدء أي ضربة عسكرية، ستكون هناك خطة لحماية السفن قد تم إعدادها مع دول إقليمية أخرى، مثل المملكة العربية السعودية. وبالتأكيد سوف ترتفع تكاليف التأمين، وقد يحجم مالكو السفن التي ليس لديها غطاء عن المخاطرة بها.

وقال فريدون فيشاراكي، رئيس استشاري صناعة الطاقة FGE ومستشار للحكومة الإيرانية في سبعينيات القرن الماضي، إن فكرة إغلاق مضيق هرمز هي “هراء”.

إذا غرقت سفينة في المضيق، فقد يغلق لمدة أسبوعين، ولكن بعد ذلك سوف تستأنف حركة المرور. إذا حاول الإيرانيون إطلاق النار على كل شيء يمر، فسيشارك البريطانيون والفرنسيون والجميع. ويدرك الإيرانيون ذلك بشكل كبير.

كيف سيكون رد فعل أسعار النفط والغاز؟

قال كين ميدلوك، كبير المديرين في مركز دراسات الطاقة بجامعة رايس في هيوستن، إن النفط قد يقفز إلى 100 دولار للبرميل أو أعلى فور اندلاع الحرب، ولكن من المرجح أن يستقر بالقرب من 80 دولارًا بمجرد إظهار بعض المرونة في الصادرات من المنطقة.

أسعار النفط قد تصل إلى 150 دولارًا إذا ما اشتعلت حرب كبيرة ولكن من المرجح دورانه حول 80 دولارًا

وعلى الرغم من أن ظهور الصخر الزيتي في الولايات المتحدة قد يقلل من تأثير تداعيات أحداث الخليج العربي على أسعار البترول، إلا أنه لا يمكن أن يعوض أي اضطراب كبير قد يحدث في الشرق الأوسط.

وقال هانسن إن النفط قد يرتفع باتجاه 90 دولارًا للبرميل قبل أن ينهار في نهاية المطاف وسط التأثير السلبي على الطلب العالمي، ويعتمد المستوى الذي تصل إليه أسعار النفط على قدرة الحفاظ على ممر آمن عبر مضيق هرمز.

وقال بريمر إنه في حالة نشوب نزاع إقليمي كامل، سيرتفع النفط إلى ما يزيد على 100 دولار للبرميل وقد يصل إلى 150 دولارًا، أما إذا كانت هناك ضربات محدودة فقط، فقد تتم إعادة ضبط النفط عند مستوى 80 دولارًا تقريبًا.

نسبة الزيادة في أسعار الغاز المسال ستكون ضعف الزيادة المرجحة في النفط

وقد ترتفع أسعار الغاز الطبيعي المسال أكثر من أسعار النفط بسبب حقيقة أن نسبة أكبر من تدفقات الغاز العالمية تمر عبر مضيق هرمز عن النفط.

وقال ديفيد هيويت، محلل النفط والغاز في شركة ماكواري كابيتال ليمتد، في يونيو: “بغض النظر عن الارتفاع الذي سيحدث في أسعار النفط، فمن المرجح أن يصل الارتفاع إلى الضعف في الغاز الطبيعي المسال”.

وقال فيشاراكي إن السوق تستبعد إلى حد كبير فرصة الحرب في الوقت الحالي. إذا كان هناك هجوم كبير وأعمال انتقامية، فقد يرتفع سعر خام برنت من 90 إلى 100 دولار للبرميل. وسوف يتأثر الغاز الطبيعي المسال أيضًا، لكن السوق تعاني من فائض في المعروض وتهيمن عليه قطر، التي تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران، لذا فمن غير المرجح أن تكون مستهدفة من قبل طهران.

ما مدى ضعف البنية التحتية للطاقة في الشرق الأوسط؟

قال فيشاراكي إن إمارة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأكثر عرضة للصراع لأن منشآتها النفطية تقع في منطقة صغيرة، على عكس المملكة العربية السعودية حيث تنتشر الحقول بشكل كبير على مساحة أوسع.

إمارة أبوظبي الأكثر عرضة للصراع نظرًا لتقارب منشآتها على عكس المملكة السعودية

ويؤكد فيشاراكي: “حقول أبوظبي قريبة، ويمكن ضربها على الفور. وبمجرد إلقاء بعض الصواريخ، ستخلي الشركات الأجنبية مواقعها، وإذا لم يكن لديها عمال أجانب، فلن يتمكنوا من إنتاج النفط”.

من المحتمل تزايد الهجمات الإلكترونية الإيرانية على أهداف الطاقة والمصارف

وقال بريمر إنه من المحتمل أن تكون هناك زيادة في الهجمات الإلكترونية الإيرانية على أهداف الطاقة والمصارف في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

ماذا ستكون الآثار غير المباشرة؟

ستكون اليابان والهند وكوريا الجنوبية من أكثر الاقتصاديات عرضة للحرب في الخليج العربي بسبب اعتمادها الشديد على نفط المنطقة الخام.

اليابان والهند وكوريا الجنوبية من أكثر الاقتصاديات عرضة لخسائر الحرب

وقال سونال فارما، كبير الاقتصاديين في الهند لدى شركة نومورا هولدينجز، إن كل زيادة بنسبة 10٪ في سعر برميل النفط الخام تزيد العجز في الحساب الجاري في البلاد بحوالي 0.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي.

وقال هانسن إن ارتفاع أسعار النفط سيدفع الولايات المتحدة والاقتصادات العالمية نحو الركود. وستتلقى المعادن الصناعية ضربة من التباطؤ الاقتصادي، والذهب يجب أن يرتفع على الرغم من قوة الدولار، كما سيتم تكثيف التحرك العالمي الحالي بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

النفط غير الأحفوري لا يمكن أن يعوض اضطراب الشرق الأوسط لكنه سيحد من التأثيرات السلبية

وقال فيشاراكي إن حرب الشرق الأوسط يمكن أن تسرع من الابتعاد عن النفط لأنه سيذكر الناس بأنهم يعتمدون على مكان خطير. “يموت النفط من تلقاء نفسه خلال السنوات العشر إلى الخمس عشرة القادمة، ستكون هذه مجرد ضربة في النهاية”.

ماذا حدث؟

كانت بريطانيا قد أعلنت، أول أمس الجمعة، أن إيران احتجزت ناقلتي النفط “مسدار” و”ستينا إمبيرو”، وذلك بعدما غيرت السفينتان اتجاههما وتحركتا صوب الساحل الإيراني.

وقالت شركة “نوربولك” البريطانية للشحن البحري، ليل الجمعة، إن الحرس الثوري أفرج عن سفينتها، “مسدار”، بعدما استولى عليها عناصره لبعض الوقت أثناء إبحارها في مضيق هرمز.

وصباح السبت، نصحت المملكة المتحدة السفن البريطانية بالبقاء “خارج منطقة” مضيق هرمز “لفترة مؤقتة”، وقالت ناطقة باسم الحكومة البريطانية في بيان صدر بعد اجتماع ليلي للجنة الطوارئ في الحكومة البريطانية لمناقشة الأزمة: “ما زلنا نشعر بقلق عميق من تحركات إيران غير المقبولة، التي تشكل تحديًا واضحًا للملاحة الدولية”.

وتابعت المتحدثة: “نصحنا السفن البريطانية بالبقاء خارج المنطقة لفترة مؤقتة”، مؤكدة أن اجتماعات إضافية ستعقد خلال عطلة نهاية الأسبوع و”سنبقى على اتصال وثيق مع شركائنا الدوليين”.

ومن جهته، قال وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هنت، أمس السبت، إنه يخشى أن تكون إيران سلكت “طريقًا خطيرًا” بعد احتجازها ناقلة “ستينا إمبيرو”.

وكتب هنت على تويتر: “تحرك إيران يبعث بإشارات مقلقة بأنها ربما تختار طريقًا خطيرًا من سلوك غير قانوني ومزعزع للاستقرار”.

وكانت وكالة فارس الإيرانية قد نقلت أمس عن مسؤول قوله، إن الناقلة البريطانية “ستينا إمبيرو” اصطدمت بقارب صيد إيراني وتجاهلت نداء الاستغاثة الذي أطلقه.

ونسبت الوكالة إلى المسؤول قوله أيضًا إن أفراد طاقم الناقلة المحتجزة، وعددهم 23، موجودون الآن في ميناء بندر عباس، وسيبقون على متن الناقلة لحين انتهاء التحقيق.

تحرك سعودي

صرح مصدر مسؤول بوزارة الدفاع السعودية بأنه “صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على استقبال المملكة لقوات أمريكية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها”، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية “واس”.

ومن جهتها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية، السبت، إن “استقبال قواتنا في السعودية يوفر ردعًا إضافيًّا ويعزز قدرتنا على حماية مصالحنا”.

الرابط المختصر